التربية المرورية traffic education نهج تربوي لتكوين الوعي المروري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التربية المرورية traffic education نهج تربوي لتكوين الوعي المروري

    مروريه (تربيه)

    Traffic education - -

    المرورية (التربية ـ)

    التربية المرورية traffic education نهج تربوي لتكوين الوعي المروري من خلال تزويد الفرد بالمعارف والمهارات والاتجاهات التي تنظم سلوكه المروري، وتمكّنه من التقيد بالقوانين والأنظمة والتقاليد المرورية، بما يسهم في حماية نفسه والآخرين من الأخطار.
    تهدف التربية المرورية إلى مساعدة الأفراد على الشعور بالثقة والطمأنينة في التعامل مع وسائل النقل والمواصلات، وهي تنطلق من ضرورة تطوير المواقف والسلوكات والمفاهيم التي اعتادها هؤلاء الأفراد إزاء أنظمة المرور وآدابه، ليس على أساس الخوف من العقاب القانوني، وإنما بإدراكها وتفهمها والانصياع الذاتي لها واحترامها، بما في ذلك المحافظة على البيئة ومصادرها، وحسن التعامل مع العجزة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وإتباع الأعراف المتعلقة بالإيثار وآداب الطريق. ولاسيما أن الدراسات أكدت أن الحوادث المرورية سبب أساسي للوفاة في الدول النامية، في حين حرصت الدول الصناعية المتقدمة على قيامها بدراسات تناولت فيها المشكلة المرورية وآثارها ودمجها في التربية.
    وتعدّ التربية المرورية من أهم أشكال التربية في عصر يتسم بالتسارع والتزاحم والتفجر السكاني الهائل، وهي ضرورية للإنسان في جميع مراحل حياته، تبدأ في الأسرة لأن مسؤولية الأهل في التربية المرورية حماية أفراد الأسرة من مخاطر الطريق، وإعطائهم الصورة الصحيحة لكيفية العبور، والممارسة السليمة لاستخدام وسائل النقل. ويمكن القيام بذلك عن طريق البدء بتعليم السلامة المرورية منذ الخطوات الأولى للطفل، وأن يكون الأهل قدوة حسنة في سلوكهم المروري.
    ومن المهم جداً أن تبدأ التربية المرورية في عمر مبكر لتنبيه الطفل إلى الأخطار التي تصاحب التنقل والسفر، وضرورة اختيار وسيلة النقل المأمونة والطريق السليمة.
    تعمل التربية المرورية في رياض الأطفال على تزويد الأطفال بالمفاهيم والحقائق العامة للمرور، وتنمية المهارات المرورية لديهم، وتعزز الوعي بآداب المرور وقواعده وأنظمته، وتسعى إلى إكسابهم أنماطاً من السلوك المروري المرغوب فيه، ويتم ذلك من خلال القصص والتمثيليات والأنشطة التربوية.
    كما أن الحرص على الارتقاء بالسلوك المروري لدى المتعلمين يوجب على المؤسسات التربوية، في المراحل الدراسية المختلفة، إدخال المفهومات المرورية في المناهج الدراسية، وتوفير بيئة مرورية صالحة حول مكان المؤسسة، بما يضمن توافر الشاخصات والعلامات المرورية، والحد من تزايد السرعة العالية، وتطوير البرامج الوقائية من حوادث الطرق، وزيادة الوعي المروري لدى المتعلمين.
    وهناك العديد من الأدوار التي يمكن للمؤسسات التربوية ممارستها للارتقاء بالسلوك المروري لدى المتعلم، وذلك بدءاً من تعريفه بالسلوك المروري وجدواه في الحفاظ على الذات وعلى الآخر، وانتهاء بالقيام بالدراسات العلمية للارتقاء بالسلوك المروري لدى الأفراد والجماعات.
    مداخل تحقيق التربية المرورية في المناهج التربوية
    مع تنامي أهمية التربية المرورية وضرورات إدخال وتدريس مفهومات التربية المرورية في التعليم النظامي وغير النظامي، ظهرت آراء متعددة ومتباينة حول أسلوب طرح الموضوعات المرورية في المناهج الدراسية، وتتمحور هذه الآراء حول المدخلين الآتيين:
    ـ مدخل الدمج متعدد الفروع multi disciplinary approach:
    يقوم هذا المدخل على دمج موضوعات التربية المرورية ومفهوماتها في مختلف المواد الدراسية وفي جميع المراحل التعليمية، وبخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، لتكوين الوعي المروري لدى المتعلمين.
    ويمتاز هذا المدخل بأنه يتلاءم مع النظرة الشاملة للتربية المرورية، ويسهم في دراسة المشكلة المرورية من جوانبها المتعددة، وفي تكوين قاعدة معرفية مرورية واسعة لدى المتعلم. ويمتاز أيضاً بأنه لا يحتاج إلى معلمين مختصين بالتربية المرورية، ولا إلى تعديل الخطة الدراسية. ولكن يؤخذ على هذا المدخل بأنه لا يسمح بالتعمق في مجالات التربية المرورية، ويزيد من صعوبة التقويم، كما أنه يتطلب جهداً كبيراً وتنسيقاً في عمليتي انتقاء المحتوى المروري، وإدخاله في مناهج المواد الدراسية المتعددة.
    ـ مدخل التخصص المتداخل inter- disciplinary approach:
    يقوم هذا المدخل على عدّ التربية المرورية موضوعاً متكاملاً، إما من خلال مادة دراسية مستقلة، أو من خلال ضمّه إلى أقرب مادة دراسية كالتربية الأخلاقية أو التربية الاجتماعية مثلاً. ويؤخذ على هذا المدخل حاجته إلى معلمين مختصين بالتربية المرورية، كما يؤخذ عليه صعوبة تطبيقه في مرحلة رياض الأطفال التي لا تعتمد في مناهجها التربوية على المواد الدراسية، وإنما على الأنشطة التربوية.
    وفي كل من المدخلين فإن المعلم عنصر أساسي في التربية المرورية، ولابد من إعداده قبل الخدمة وتدريبه في أثنائها للتمكن من المعارف والمهارات والاتجاهات المرورية وطرائق تدريسها، لأن نجاح عملية إدخال مفهومات التربية المرورية في المناهج الدراسية مرتبط بإعداد القائمين على تدريسها.
    سمات التربية المرورية
    - المرونة في صياغة محتوى النشاط المروري وفي ترتيب الأنشطة المرورية، وذلك وفقاً للبيئات المختلفة ولطبيعة المراحل العمرية، وكذلك المرونة في موقع تنفيذ النشاط المروري.
    - التنوع في الأداء بين المعلمين والمتعلمين، وفي طرائق التدريس، وفي أساليب الإشراف والمتابعة، وفي أساليب التقويم.
    - الواقعية في تمثيل الأشياء والمفاهيم والموضوعات المرورية.
    واستناداً إلى ما سبق يتبين أن التربية المرورية ليست معلومات تُحفظ وحقائق تُلقَّن، وإنما هي نظام متكامل من المعارف والقيم والمهارات المرورية يمكن اكتسابه وتنميته وترجمته إلى أنماط من السلوك المروري المناسب عند الفرد ليحيا حياة سوية في مجتمعه، ويكون مستعداً لتفهم واستيعاب كل حديث ومستجد في عالم المرور.
    خالد طه الأحمد

يعمل...
X