اقطاي Aqtai أحد كبراء دولة المماليك البحرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اقطاي Aqtai أحد كبراء دولة المماليك البحرية

    اقطاي

    Aqtai - Aqtai

    أقطاي
    (... ـ 652هـ/... ـ 1254م)

    فارس الدين أقطاي بن عبد الله الجمدار الصالحي النجمي، أحد كبراء دولة المماليك البحرية ومؤسسيها في مصر. وهو مملوك تركي الأصل اشتري بدمشق بألف دينار وألحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب فجعله جمداره، أي الموكل بلباسه، فعرف بهذا اللقب.
    مهر فارس الدين أقطاي في فنون الحرب وأظهر من ضروب الشجاعة والإقدام والحنكة ما جعله من المقدمين بين أقرانه (خشداشيته) من المماليك. وكان الملك الصالح قد استكثر من هؤلاء المماليك وجعلهم نواة من يعتمد عليهم في جيشه وأسكنهم قلعة البحر على جزيرة الروضة في النيل فعرفوا بالمماليك الصالحية والمماليك البحرية، وكانوا نحو ألف فارس. ومن كبرائهم، إضافة إلى أقطاي، عز الدين أيبك الجاشنكير [ر] وركن الدين بيبرس البندقداري [ر] وسيف الدين بلبان الرشيدي، وشمس الدين سنقر الرومي، وشمس الدين سنقر الأشقر وسيف الدين قلاوون الألفي[ر] وغيرهم، وإلى هؤلاء يرجع الفضل في انتصار الملك المعظم طوران شاه (توران شاه) على الصليبيين وتدمير جيشهم في معركة المنصورة قرب دمياط سنة 648هـ/ 1250م بعد وفاة أبيه الملك الصالح، بيد أن المعظم لم يرع فضل المماليك البحرية وأساء معاملتهم وتوعدهم، وأعرض عن كبار أهل الحل والعقد في مصر، كما أساء معاملة زوج أبيه شجرة الدر، التي حفظت الملك له، فأمر بنفيها من الديار المصرية وطالبها بما لديها من مال، ونفرت منه المماليك وتآمروا عليه وقتلوه، وأقاموا في دست السلطنة شجرة الدر، زوج أستاذهم، واختاروا لها زوجاً منهم هو الأمير عز الدين أيبك فتلقب بالسلطان المعز، ثم اختاروا صبياً من بني أيوب نصبوه سلطاناً شريكاً للمعز لإضفاء الشرعية على عملهم، وهو الملك الأشرف مظفر الدين موسى ابن الناصر يوسف حفيد الملك الكامل. وانتخب المماليك الفارس أقطاي مقدماً على العسكر. وعندما تحرك الأيوبيون بزعامة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز محمد من دمشق لاستعادة مصر، تصدى لهم المعز ومعه أقطاي وجماعة البحرية على رأس الجيش وهزموهم في معركة «العباسية» قرب القاهرة في أواخر سنة 648هـ ووقع عدد من أمراء الأيوبية في الأسر وفيهم ابنا الملك الناصر. وفي سنة 649هـ سار أقطاي على رأس ألف فارس لاسترداد غزة التي حاصرها الملك المغيث عمر الأيوبي صاحب الكرك والشوبك.
    كان من نتيجة هذه الحوادث أن استفحل أمر فارس الدين أقطاي وعظم شأنه رديفاً للمعز أيبك في سلطانه وأتابكه، واستطاع أن يأخذ منه الاسكندرية إقطاعاً، وكان يخفض جناحه للبحرية ويستميلهم إليه ويجزل لهم العطاء، ويتصرف ببيت المال، فالتفوا حوله وسمّوه الملك الجواد، وصار يركب بشعار الملك، وحدثته نفسه بالسلطنة، وبلغ به الغرور أن خطب لنفسه ابنة الملك المظفر تقي الدين محمود من أخيها الملك المنصور صاحب حماة، وتحدث مع الملك المعز أيبك في أمر إقامتها في قلعة الجبل مقر السلطنة لأنها من بنات الملوك. وكان من حزبه خشداشيته الأمير بيبرس البندقداري وبلبان الرشيدي وسنقر الرومي وسنقر الأشقر. ورأى الملك المعز أيبك أن الكيل قد طفح فعزم على التخلص منه بقتله، فاستدعاه إلى القلعة، وأكمن له ثلاثة من مواليه في ممره بقاعة الأعمدة وفيهم الأمير سيف الدين قطز المعزي فقتلوه (أواخر سنة 652هـ)، ووصل الخبر إلى البحرية فركبوا بالسلاح وطافوا بالقلعة، فرمي إليهم برأسه فتفرقوا. واستراب أمراؤهم فأجمعوا على الرحيل إلى الشام، وغادر مصر نحو سبعمئة فارس منهم، والتحقوا بخدمة الأيوبيين، وفيهم ركن الدين بيبرس ورفاقه، واستبد المعز بمصر فخلع الملك الأشرف موسى. ولم يزل البحرية يترصدون الأخذ بثأر أقطاي حتى قُتِل الملك المعز أيبك على يد شجرة الدر وقام ابنه نور الدين علي مكانه، ثم تسلطن بعده نائب أبيه سيف الدين قطز، الذي يقال إن ركن الدين بيبرس قتله بعد معركة عين جالوت ثأراً لأقطاي وملك مكانه، وتلقب بالملك الظاهر.
    ج.ت

يعمل...
X