لا يوجد دليل على نجاح شركة جوجل أكثر من كونها «جوجل». تستطيع أن تدرك بنفسك مدى نجاح الشركة عندما تستخدم محركها الشهير، فنحن نبحث عن المعلومات بنفس القدر الذي نشرب به الماء. تجاوزت جوجل بوصفها شركة فكرة البحث إلى ما هو أبعد بكثير في مجال الأعمال. نستعرض في هذا المقال الأعمال والاستراتيجيات التي جعلت جوجل -والشركة الأم ألفابت- إحدى أنجح الشركات في العالم.
جوجل: بحر المعلومات
قامت أعمال جوجل في البداية على إنشاء خوارزميات لمساعدة الناس على فرز نتائج البحث بسرعة، في ظل الكم المتزايد من المحتوى المنشور على الإنترنت، بدلًا من توظيف محررين وباحثين لمتابعة الروابط من أجل استفسارات معينة، ومن هنا بدأت جوجل بإنشاء خوارزميات تسجيل المحتوى الذي تفهرسه وفقًا لمعايير محددة.
يشمل ذلك مفاهيم جديدة، مثل الروابط الواردة من مصادر موثوقة، ومعايير قياسية مثل تكرار الكلمة المفتاحية وعناوين الصفحات. تجتمع هذه العناصر معًا في صفحات مرتبة تحدد الموقع المطلوب بناءً على استعلام معين.
باستخدام هذا النهج في التسجيل، تمكنت جوجل من تحقيق نتائج أدق من العديد من محركات البحث القائمة التي سبقتها في السوق. كانت الخوارزمية وما زالت مستمرة في التطور والتحديث لتوفير أدق النتائج للمستخدمين. ولأنها بدأت قويةً وواصلت التحسن، أصبحت جوجل محرك البحث الرئيسي على الإنترنت في غضون بضع سنوات.
تحويل البحث إلى نقود: إعلانات جوجل «شركة آد وردس»
كان إطلاق خوارزمية البحث وتكرارها حجر الأساس للطريقة التي ستستخدمها جوجل لاحقًا في معظم منتجاتها. مع أنهم أثبتوا نجاحهم بالفعل في وضع النماذج وتحسينها، لم تكن جوجل في البداية تجمع الكثير من المال، مع أنها محرك البحث الأفضل في السوق. بعد ثلاثة أعوام، اتخذت جوجل الخطوة الأولى لتحويل البحث إلى أموال بواسطة إعلانات جوجل.
بدايةً استُخدم نموذج «التكلفة لكل ألف»، إذ يدفع المعلنون مقابل مرات الظهور، لا النقرات. بدأت جوجل بتعديل إعلانات جوجل وتحديثها بالطريقة ذاتها التي تكرر بها خوارزميات محرك البحث.
في غضون ثلاث سنوات، تحولت «آد وردس» إلى مزاد آلي يدفع لكل نقرة إعلانية، ما جلب مفهوم الملاءمة للإعلانات الرقمية. لم تركز جوجل على بيع الإعلانات للمعلنين بناءً على أي كلمة أساسية، بل قدمت الإعلانات ذات الصلة بالبحث، ما أدى إلى نقرات أكثر وعائدات أكثر لجوجل.
حتى اليوم، تولد شركة آد وردس إيرادات تلقائية تساعد على تشغيل أنشطة جوجل. وتبعتها شركة جديدة لجوجل تُسمى «آدسينس»، التي سمحت لأي شخص لديه موقع على شبكة الإنترنت بالوصول إلى محتوى إعلانات جوجل، وهكذا سيطرت جوجل بفاعلية على سوق الإعلانات الرقمية.
تحول جوجل إلى قوة رقمية
بعد نجاح الإعلانات ومحركات البحث، بدأت جوجل بالابتكار بجدية ووضوح، مثل منصات النشر الخاصة بجوجل، واكتساب الأصول الرقمية التي توفر المزيد من العائدات المدعومة بالإعلانات مع نمو حركة المرور، والمزيد من مساحة الإعلان مع تزايد المحتوى. ومن ذلك يوتيوب (2006)، وخرائط جوجل (2005)، وجوجل بلوجر (2003)، وجوجل فاينانس (2006).
أنشأت جوجل أيضًا عددًا من المواقع والتطبيقات التي لم تكن مصممة أساسًا لتحقيق أرباح بواسطة الإعلانات. مثل «جوجل بوكس»، مستودع للكتب على الإنترنت مع إعلانات محدودة للغاية. كذلك من الصعب أن تجد الإعلانات على موقع «جوجل نيوز»، وهو محتوى إخباري من آلاف المصادر الإخبارية في الوقت الفعلي.
بدأ الإيميل الخاص بجوجل «جيميل» (2004) دون إعلانات أو تكلفة، إلا أن الإصدارات الجديدة تمنح المستخدم الخيار بين نسخة مجانية مع إعلانات أو نسخة مدفوعة دون إعلانات.
الابتكار في عالم الإنترنت
تواصل شركة جوجل زيادة عائدات إعلاناتها، وتحسين المواقع والخدمات التي تحقق المزيد من عائدات الإعلانات. من الصعب أن نتذكر كيف كانت تتم عمليات البحث قبل محرك بحث جوجل، أو أن عنوانًا لا يمكن بسهولة تحديده على خرائط جوجل. إن تحسين المنتجات باستمرار من الممارسات التجارية الأساسية، لكن العامل الأكثر إثارة في قصة نجاح جوجل هو التفاني في الابتكار المستمر.
تعد جوجل الابتكار جزءًا من مهمة الشركة، وتتيح لموظفيها القدرة على الإبداع، إذ لم يعد المال يمثل مصدر قلق جوجل الرئيسي، فلديهم ما يكفي لاستثمار رأس المال اللازم لإنشاء النسخ التجريبية من المشروعات الجديدة.
تركز ثقافة الشركة على الابتكار أولًا، والحصول على بيانات المستخدم الفعلية ثانيًا، والتفكير في الربح بعد ذلك. ومع قدرة جوجل على تحقيق العائد بواسطة الإعلانات، فإن تحويل منتج ما إلى مال سهل إلى حد بعيد، ما دام يريد استخدامه ما يكفي من الناس.
الخلاصة
لجوجل مكونان أساسيان، الأول هو محرك البحث الذي يفضله معظم الناس في العالم، والثاني شبكة إعلانات ذاتية الخدمة تولد عائدات من محرك البحث والعديد من الأصول الرقمية التي تمتلكها الشركة. تستخدم جوجل هذه العائدات لتمويل النماذج الأولية للأفكار الجديدة، التي تتطور غالبًا إلى مصادر جديدة للدخل. سمح هذا النموذج البسيط لجوجل بالعمل بحُرية على المشروعات الجديدة، وإن لم يكن عائد الاستثمار واضحًا على المدى القريب.
لكن لدى جوجل بعد قصص الفشل أيضًا، مثل «جوجل فيديو» الذي انتهى أمره مع دخول يوتيوب المجال، و«جوجل بلس» الذي تم التخلص منه تدريجيًا مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. سواء أصاب الفشل أحد منتجات جوجل تدريجيًا أو فجأة، فإن جوجل لم تغير سياستها، وتستخدم هذا الفشل درسًا مستفادًا في توليد الأفكار الجديدة.
جوجل: بحر المعلومات
قامت أعمال جوجل في البداية على إنشاء خوارزميات لمساعدة الناس على فرز نتائج البحث بسرعة، في ظل الكم المتزايد من المحتوى المنشور على الإنترنت، بدلًا من توظيف محررين وباحثين لمتابعة الروابط من أجل استفسارات معينة، ومن هنا بدأت جوجل بإنشاء خوارزميات تسجيل المحتوى الذي تفهرسه وفقًا لمعايير محددة.
يشمل ذلك مفاهيم جديدة، مثل الروابط الواردة من مصادر موثوقة، ومعايير قياسية مثل تكرار الكلمة المفتاحية وعناوين الصفحات. تجتمع هذه العناصر معًا في صفحات مرتبة تحدد الموقع المطلوب بناءً على استعلام معين.
باستخدام هذا النهج في التسجيل، تمكنت جوجل من تحقيق نتائج أدق من العديد من محركات البحث القائمة التي سبقتها في السوق. كانت الخوارزمية وما زالت مستمرة في التطور والتحديث لتوفير أدق النتائج للمستخدمين. ولأنها بدأت قويةً وواصلت التحسن، أصبحت جوجل محرك البحث الرئيسي على الإنترنت في غضون بضع سنوات.
تحويل البحث إلى نقود: إعلانات جوجل «شركة آد وردس»
كان إطلاق خوارزمية البحث وتكرارها حجر الأساس للطريقة التي ستستخدمها جوجل لاحقًا في معظم منتجاتها. مع أنهم أثبتوا نجاحهم بالفعل في وضع النماذج وتحسينها، لم تكن جوجل في البداية تجمع الكثير من المال، مع أنها محرك البحث الأفضل في السوق. بعد ثلاثة أعوام، اتخذت جوجل الخطوة الأولى لتحويل البحث إلى أموال بواسطة إعلانات جوجل.
بدايةً استُخدم نموذج «التكلفة لكل ألف»، إذ يدفع المعلنون مقابل مرات الظهور، لا النقرات. بدأت جوجل بتعديل إعلانات جوجل وتحديثها بالطريقة ذاتها التي تكرر بها خوارزميات محرك البحث.
في غضون ثلاث سنوات، تحولت «آد وردس» إلى مزاد آلي يدفع لكل نقرة إعلانية، ما جلب مفهوم الملاءمة للإعلانات الرقمية. لم تركز جوجل على بيع الإعلانات للمعلنين بناءً على أي كلمة أساسية، بل قدمت الإعلانات ذات الصلة بالبحث، ما أدى إلى نقرات أكثر وعائدات أكثر لجوجل.
حتى اليوم، تولد شركة آد وردس إيرادات تلقائية تساعد على تشغيل أنشطة جوجل. وتبعتها شركة جديدة لجوجل تُسمى «آدسينس»، التي سمحت لأي شخص لديه موقع على شبكة الإنترنت بالوصول إلى محتوى إعلانات جوجل، وهكذا سيطرت جوجل بفاعلية على سوق الإعلانات الرقمية.
تحول جوجل إلى قوة رقمية
بعد نجاح الإعلانات ومحركات البحث، بدأت جوجل بالابتكار بجدية ووضوح، مثل منصات النشر الخاصة بجوجل، واكتساب الأصول الرقمية التي توفر المزيد من العائدات المدعومة بالإعلانات مع نمو حركة المرور، والمزيد من مساحة الإعلان مع تزايد المحتوى. ومن ذلك يوتيوب (2006)، وخرائط جوجل (2005)، وجوجل بلوجر (2003)، وجوجل فاينانس (2006).
أنشأت جوجل أيضًا عددًا من المواقع والتطبيقات التي لم تكن مصممة أساسًا لتحقيق أرباح بواسطة الإعلانات. مثل «جوجل بوكس»، مستودع للكتب على الإنترنت مع إعلانات محدودة للغاية. كذلك من الصعب أن تجد الإعلانات على موقع «جوجل نيوز»، وهو محتوى إخباري من آلاف المصادر الإخبارية في الوقت الفعلي.
بدأ الإيميل الخاص بجوجل «جيميل» (2004) دون إعلانات أو تكلفة، إلا أن الإصدارات الجديدة تمنح المستخدم الخيار بين نسخة مجانية مع إعلانات أو نسخة مدفوعة دون إعلانات.
الابتكار في عالم الإنترنت
تواصل شركة جوجل زيادة عائدات إعلاناتها، وتحسين المواقع والخدمات التي تحقق المزيد من عائدات الإعلانات. من الصعب أن نتذكر كيف كانت تتم عمليات البحث قبل محرك بحث جوجل، أو أن عنوانًا لا يمكن بسهولة تحديده على خرائط جوجل. إن تحسين المنتجات باستمرار من الممارسات التجارية الأساسية، لكن العامل الأكثر إثارة في قصة نجاح جوجل هو التفاني في الابتكار المستمر.
تعد جوجل الابتكار جزءًا من مهمة الشركة، وتتيح لموظفيها القدرة على الإبداع، إذ لم يعد المال يمثل مصدر قلق جوجل الرئيسي، فلديهم ما يكفي لاستثمار رأس المال اللازم لإنشاء النسخ التجريبية من المشروعات الجديدة.
تركز ثقافة الشركة على الابتكار أولًا، والحصول على بيانات المستخدم الفعلية ثانيًا، والتفكير في الربح بعد ذلك. ومع قدرة جوجل على تحقيق العائد بواسطة الإعلانات، فإن تحويل منتج ما إلى مال سهل إلى حد بعيد، ما دام يريد استخدامه ما يكفي من الناس.
الخلاصة
لجوجل مكونان أساسيان، الأول هو محرك البحث الذي يفضله معظم الناس في العالم، والثاني شبكة إعلانات ذاتية الخدمة تولد عائدات من محرك البحث والعديد من الأصول الرقمية التي تمتلكها الشركة. تستخدم جوجل هذه العائدات لتمويل النماذج الأولية للأفكار الجديدة، التي تتطور غالبًا إلى مصادر جديدة للدخل. سمح هذا النموذج البسيط لجوجل بالعمل بحُرية على المشروعات الجديدة، وإن لم يكن عائد الاستثمار واضحًا على المدى القريب.
لكن لدى جوجل بعد قصص الفشل أيضًا، مثل «جوجل فيديو» الذي انتهى أمره مع دخول يوتيوب المجال، و«جوجل بلس» الذي تم التخلص منه تدريجيًا مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. سواء أصاب الفشل أحد منتجات جوجل تدريجيًا أو فجأة، فإن جوجل لم تغير سياستها، وتستخدم هذا الفشل درسًا مستفادًا في توليد الأفكار الجديدة.