تُعد شركة والت ديزني إحدى أنجح الشركات، في أحد أقوى القطاعات في الاقتصاد، قطاع الترفيه. قبل أن تصبح قيمتها السوقية تعادل 238.9 مليار دولار مع جذب اهتمام العالم بأكمله. ارتبطت ديزني برؤية مؤسسها الذي حملت اسمه، الرؤية التي وضعت حجر الأساس للشركة لتصبح العملاق الموجود اليوم.
في مارس 2019، استحوذت ديزني رسميًا على جميع الأصول الإعلامية لشركة فوكس للإنتاج السينمائي بمبلغ 71 مليار دولار، ما جعلها أضخم قوة إعلامية على الكوكب.
كانت إمبراطورية بيكسار ومارفل وستار وورز جزءًا من مجموعة العلامات التجارية الضخمة لديزني، جلب الاستحواذ على فوكس ما تبقى من أعمال مارفل إلى ديزني، متضمنًا امتيازات عدة أفلام ناجحة. أعطت الصفقة ديزني شبكات تلفزيون فوكس السابقة أيضًا مثل شبكات إف إكس وناشيونال جيوغرافيك، إضافةً إلى 30% من ملكية فوكس لمنصة البث «هولو»، لتصبح حصة ديزني 60%. أطلقت ديزني خدمة البث الخاص بها، ديزني بلس، في ضربة لنتفليكس، التي بدورها رخصت عدة أجزاء رئيسية من مجموعة ديزني.
سنلقي في هذا المقال نظرة على صعود والت ديزني -الرجل والشركة- ولماذا كان ديزني ناجحًا جدًا؟ تمثل حياته بلا شك درسًا لرواد الأعمال حتى اليوم.
بداية الرحلة
بدأ والت ديزني حياته المهنية كالعديد من المواهب المبدعة بالعمل لدى الغير. عاد والت عام 1919 من عمله سائقًا في فيلق الإسعاف الأمريكي خلال الحرب العالمية الأولى وبدأ يبحث عن عمل بالفن. وجد عملًا في ستوديو بيسمين-روبين للفنون التجارية، حيث التقى «أب أيوركس» وصارا صديقين. أثبت أيوركس أنه أحد أفضل رسامي الرسوم المتحركة في العالم وساهم في نجاح والت لاحقًا.
أصبح والت وأيوركس بلا عمل بداية عام 1920، لذلك حاولا فتح ستوديو خاص بهما. سرعان ما فشل المشروع وعاد الثنائي إلى العمل مقابل أجر، بواسطة عمل رسوم متحركة في شركة فيلم آد، حيث عملوا على الإعلانات القصيرة التي تُعرض قبل الأفلام. عملا معًا فترة طويلة في مشروعات جانبية، تطورت إلى «لافز أو جرامز»، هي سلسلة من الأعمال الكوميدية القصيرة. بدأ والت وأيوركس معًا الرحلة مجددًا وتحولت لافز أو جرامز إلى شركة. لكن مرة أخرى انتهى المشروع في 1923، ثم اتجه والت إلى هوليوود.
الأخوان ديزني
ربما كانت من مهارات والت التي لم تلق التقدير الكافي قدرته على إقناع الآخرين. في هوليوود ومن دون أيوركس، أقنع والت شقيقه روي بمساعدته على بدء ستوديو الأخوين ديزني، الذي سُمي لاحقًا ستوديو والت ديزني. فيما بعد أقنع والت صديقه أيوركس بالانضمام إليه.
تعلم دروس صعبة
لم يكن ستوديو ديزني مربحًا جدًا، لكنه ظل صامدًا. نفذت الشركة أعمالًا لصالح يونيفيرسال، وابتكرت شخصية سُميت أوزوالد الأرنب المحظوظ. تلقى والت وروي مفاجأة غير سارة سنة 1928 إذ اكتشفوا أن جميع الرسامين الذين عملوا معهم -باستثناء أيوركس وقلة من الرسامين الآخرين- قد استخدمهم شخص آخر كان يتعامل معهما في يونيفيرسال. وما جعل الأمر أسوا أن حقوق أوزوالد تعود إلى يونيفيرسال.
أثارت التجربة سخط والت وجعلته يُقسم على العمل لنفسه فقط. بدأ والت بالبحث لتسليم أفلامه إلى الموزعين مباشرة، إلا أنه كان بحاجة إلى شخصية جديدة.
الفأر
نشأ بعض الجدل حول مصدر شخصية ميكي ماوس، تمتد النظريات من سلة مهملات في كانساس إلى تصفح أيوركس لصور الحيوانات ورسمها. مع ذلك تعود فكرة ابتكار الشخصية إلى والت. يمثل ميكي ماوس انطلاقة ديزني كما نعرفها اليوم.
أسس والت فريق عمل جديدًا للعمل مع أيوركس على هذه الشخصية. لم يحقق أول فيلمين نجاحًا ملحوظًا، أما الفيلم الثالث، «ويلي المركب البخاري» فقد حقق نجاحًا مبهرًا. إذ كان أفضل نموذج مبكر لفيلم تزامن فيه الصوت مع الرسوم المتحركة.
أصبح الوجود في طليعة التكنولوجيا شيئًا متوقعًا، إذ وسعت الشركة حدود الرسوم المتحركة. شهدت ديزني خلال العقود التالية، متضمنةً الكساد العظيم، ظهور الرسوم المتحركة الملونة للمرة الأولى، متضمنةً أول فيلم رسوم متحركة طويل: «سنو وايت والأقزام السبعة».
الاكتتاب العام الأول لديزني
كانت تكلفة تلك الأفلام المبتكرة عالية جدًا، وهامش الربح منخفضًا للغاية، ما جعل الاستوديو على وشك الإفلاس بسبب ضعف الإيرادات. بدأ والت وروي عام 1940 بأفلام رائعة، مع الكثير من الديون. انقسمت الشركة في الواقع إلى أربع شركات ناجحة بدرجات متفاوتة، قبل أن تندمج مجددًا في شركة واحدة عام 1938.
كان اسم الشركة الذي استمر حتى يومنا هذا هو والت ديزني للإنتاج، وأصدرت ستوديوهات والت ديزني في أبريل 1940، 155,000 ألف سهم من %6 من الأسهم المميزة القابلة للتحويل، وجمعت قرابة 3.875 مليون دولار.
أصبح الأخوان ديزني مدينين مجددًا، إضافةً إلى استمرار ضعف إيرادات الأفلام التي تُعد من الروائع اليوم، مثل بامبي وفانتازيا وسندريلا. لا يعني ذلك أنها لم تكن ناجحة، لكنها كانت عالية التكلفة.
بدلًا من التراجع، أقدم والت على المزيد. أسس الأخوان شركتهما الخاصة للتوزيع، بوينا فيستا، وبدأوا بإنتاج أفلام وثائقية بهامش ربح مرتفع. بدأ والت أيضًا ببلورة رؤيته عن مدينة الملاهي التي كان يحلم بها، كانت مقامرة قد لا تستطيع شركته تحملها. مع ذلك، شيئًا فشيئًا، بدأ والت يضيف إلى تاريخ شركته أعمالًا تجارية جديدة، إضافةً إلى ستوديو الرسوم المتحركة.
ديزني لاند
تطلّب إنشاء «أسعد مكان على الأرض» العديد من المناورات المالية، وهذا ماحققه والت. احتاج والت إلى الكثير من رأس المال، حتى بعد تمويل شركة خاصة، باستخدام قرض من مبلغ التأمين على حياته. كانت تلك مقامرة إلا أنها كانت بارعة. أسس والت شركة خاصة أخرى امتلكت حقوق الترويج لصالحه. دفعت شركة والت ديزني للإنتاج 46.2 مليون دولار من الأسهم لشراء تلك الشركة مجددًا سنة 1981.
عرض والت إنتاج مسلسل تلفزيوني لشبكة تلفزيونية مقابل الاستثمار في ديزني لاند، انتهزت «إيه بي سي» الفرصة. حصل والت على التمويل، وحصلت «إيه بي سي» على عرض شاهده الملايين وتحول إلى ظاهرة ثقافية. كان الاسم الأصلي هو ديزني لاند، واتخذ عدة أسماء على مر السنين، واستمر العرض 29 عامًا.
افتُتحت ديزني لاند أخيرًا عام 1955 وحققت نجاحًا كبيرًا. اشترت شركة والت ديزني للإنتاج ديزني لاند، بواسطة شراء شركة والت الخاصة خلال السنوات الخمس التالية. نما الدخل الإجمالي لشركة والت ديزني للإنتاج خلال تلك السنوات الخمس من 27 مليون دولار إلى 70 مليون دولار، في حين كان 6 ملايين دولار عام 1950.
اجتمعت كل من الأنشطة الترويجية والعلامة التجارية والانتشار لمصلحة والت ديزني للإنتاج. للأسف، كان مقدرًا لها المضي دون أحد مؤسسيها، إذ توفي والت عام 1966. كان فيلم «ماري بوبينز» آخر فيلم كبير ينتجه عام 1964. وتولى شقيقه روي المسؤولية.
مابعد والت وروي
عانت ديزني بعد وفاة والت وشقيقه روي. سُجلت الشركة رسميًا عام 1957، ومع ماضيها الناجح والعديد من المتنزهات الترفيهية المربحة، ظل ارتفاع سعر السهم محدودًا.
في الثمانينيات، اعتُقد أن الشركة تساوي أقل من قيمتها الحقيقية للاستثمار من حيث أصول العلامة التجارية، التي تتضمن كتالوج الأفلام والمتنزهات الترفيهية، بدأت محاولات للاستحواذ على الشركة لكن تم التصدي لها، وبدأت الشركة بالتركيز على الاستفادة من أسهم علامتها التجارية الكبيرة.
نما السهم فترة الثمانينيات والتسعينيات، وأصبحت ديزني أكبر إمبراطورية ترفيه في العالم. استمرت الشركة بالازدهار، بمساعدة جزء لا بأس به من الأساسيات التي ساهم بها والت وروي للشركة.
خاتمة
التاريخ المالي مليء بالشخصيات العظيمة والقامات الشاهقة. حقق العديد من الأثرياء نجاحهم بواسطة بناء إمبراطوريات من الفراء والنفط والصلب والسكك الحديدية والبرمجيات. كلها منتجات محسوسة بصيغة بسيطة: تخفيض التكاليف وبيع المزيد. لكن ديزني كانت نموذجًا مختلفًا.
بواسطة الابتكار المستمر ودفع الحدود، ليس فقط الرسوم المتحركة لكن ما أصبحت عليه ديزني بوصفها عملًا تجاريًا، استطاعت الشركة التحول من ستوديو رسوم متحركة متوسط النجاح إلى تجربة ترفيه كاملة، مع حدائق ترفيهية وشركة ترويج للمنتجات وسفن سياحية وغير ذلك.
في اقتباس يُنسب دائمًا لوالت ديزني، قال أحد مبدعي ديزني ذات مرة: «إذا كنت تستطيع أن تحلم به، يمكنك فعله». تُذكرنا قصة حياة والت وتأسيس شركته أنه عندما تحلم بشيء، فعليك الاحتفاظ بهذا الحلم حتى تحققه.
في مارس 2019، استحوذت ديزني رسميًا على جميع الأصول الإعلامية لشركة فوكس للإنتاج السينمائي بمبلغ 71 مليار دولار، ما جعلها أضخم قوة إعلامية على الكوكب.
كانت إمبراطورية بيكسار ومارفل وستار وورز جزءًا من مجموعة العلامات التجارية الضخمة لديزني، جلب الاستحواذ على فوكس ما تبقى من أعمال مارفل إلى ديزني، متضمنًا امتيازات عدة أفلام ناجحة. أعطت الصفقة ديزني شبكات تلفزيون فوكس السابقة أيضًا مثل شبكات إف إكس وناشيونال جيوغرافيك، إضافةً إلى 30% من ملكية فوكس لمنصة البث «هولو»، لتصبح حصة ديزني 60%. أطلقت ديزني خدمة البث الخاص بها، ديزني بلس، في ضربة لنتفليكس، التي بدورها رخصت عدة أجزاء رئيسية من مجموعة ديزني.
سنلقي في هذا المقال نظرة على صعود والت ديزني -الرجل والشركة- ولماذا كان ديزني ناجحًا جدًا؟ تمثل حياته بلا شك درسًا لرواد الأعمال حتى اليوم.
بداية الرحلة
بدأ والت ديزني حياته المهنية كالعديد من المواهب المبدعة بالعمل لدى الغير. عاد والت عام 1919 من عمله سائقًا في فيلق الإسعاف الأمريكي خلال الحرب العالمية الأولى وبدأ يبحث عن عمل بالفن. وجد عملًا في ستوديو بيسمين-روبين للفنون التجارية، حيث التقى «أب أيوركس» وصارا صديقين. أثبت أيوركس أنه أحد أفضل رسامي الرسوم المتحركة في العالم وساهم في نجاح والت لاحقًا.
أصبح والت وأيوركس بلا عمل بداية عام 1920، لذلك حاولا فتح ستوديو خاص بهما. سرعان ما فشل المشروع وعاد الثنائي إلى العمل مقابل أجر، بواسطة عمل رسوم متحركة في شركة فيلم آد، حيث عملوا على الإعلانات القصيرة التي تُعرض قبل الأفلام. عملا معًا فترة طويلة في مشروعات جانبية، تطورت إلى «لافز أو جرامز»، هي سلسلة من الأعمال الكوميدية القصيرة. بدأ والت وأيوركس معًا الرحلة مجددًا وتحولت لافز أو جرامز إلى شركة. لكن مرة أخرى انتهى المشروع في 1923، ثم اتجه والت إلى هوليوود.
الأخوان ديزني
ربما كانت من مهارات والت التي لم تلق التقدير الكافي قدرته على إقناع الآخرين. في هوليوود ومن دون أيوركس، أقنع والت شقيقه روي بمساعدته على بدء ستوديو الأخوين ديزني، الذي سُمي لاحقًا ستوديو والت ديزني. فيما بعد أقنع والت صديقه أيوركس بالانضمام إليه.
تعلم دروس صعبة
لم يكن ستوديو ديزني مربحًا جدًا، لكنه ظل صامدًا. نفذت الشركة أعمالًا لصالح يونيفيرسال، وابتكرت شخصية سُميت أوزوالد الأرنب المحظوظ. تلقى والت وروي مفاجأة غير سارة سنة 1928 إذ اكتشفوا أن جميع الرسامين الذين عملوا معهم -باستثناء أيوركس وقلة من الرسامين الآخرين- قد استخدمهم شخص آخر كان يتعامل معهما في يونيفيرسال. وما جعل الأمر أسوا أن حقوق أوزوالد تعود إلى يونيفيرسال.
أثارت التجربة سخط والت وجعلته يُقسم على العمل لنفسه فقط. بدأ والت بالبحث لتسليم أفلامه إلى الموزعين مباشرة، إلا أنه كان بحاجة إلى شخصية جديدة.
الفأر
نشأ بعض الجدل حول مصدر شخصية ميكي ماوس، تمتد النظريات من سلة مهملات في كانساس إلى تصفح أيوركس لصور الحيوانات ورسمها. مع ذلك تعود فكرة ابتكار الشخصية إلى والت. يمثل ميكي ماوس انطلاقة ديزني كما نعرفها اليوم.
أسس والت فريق عمل جديدًا للعمل مع أيوركس على هذه الشخصية. لم يحقق أول فيلمين نجاحًا ملحوظًا، أما الفيلم الثالث، «ويلي المركب البخاري» فقد حقق نجاحًا مبهرًا. إذ كان أفضل نموذج مبكر لفيلم تزامن فيه الصوت مع الرسوم المتحركة.
أصبح الوجود في طليعة التكنولوجيا شيئًا متوقعًا، إذ وسعت الشركة حدود الرسوم المتحركة. شهدت ديزني خلال العقود التالية، متضمنةً الكساد العظيم، ظهور الرسوم المتحركة الملونة للمرة الأولى، متضمنةً أول فيلم رسوم متحركة طويل: «سنو وايت والأقزام السبعة».
الاكتتاب العام الأول لديزني
كانت تكلفة تلك الأفلام المبتكرة عالية جدًا، وهامش الربح منخفضًا للغاية، ما جعل الاستوديو على وشك الإفلاس بسبب ضعف الإيرادات. بدأ والت وروي عام 1940 بأفلام رائعة، مع الكثير من الديون. انقسمت الشركة في الواقع إلى أربع شركات ناجحة بدرجات متفاوتة، قبل أن تندمج مجددًا في شركة واحدة عام 1938.
كان اسم الشركة الذي استمر حتى يومنا هذا هو والت ديزني للإنتاج، وأصدرت ستوديوهات والت ديزني في أبريل 1940، 155,000 ألف سهم من %6 من الأسهم المميزة القابلة للتحويل، وجمعت قرابة 3.875 مليون دولار.
أصبح الأخوان ديزني مدينين مجددًا، إضافةً إلى استمرار ضعف إيرادات الأفلام التي تُعد من الروائع اليوم، مثل بامبي وفانتازيا وسندريلا. لا يعني ذلك أنها لم تكن ناجحة، لكنها كانت عالية التكلفة.
بدلًا من التراجع، أقدم والت على المزيد. أسس الأخوان شركتهما الخاصة للتوزيع، بوينا فيستا، وبدأوا بإنتاج أفلام وثائقية بهامش ربح مرتفع. بدأ والت أيضًا ببلورة رؤيته عن مدينة الملاهي التي كان يحلم بها، كانت مقامرة قد لا تستطيع شركته تحملها. مع ذلك، شيئًا فشيئًا، بدأ والت يضيف إلى تاريخ شركته أعمالًا تجارية جديدة، إضافةً إلى ستوديو الرسوم المتحركة.
ديزني لاند
تطلّب إنشاء «أسعد مكان على الأرض» العديد من المناورات المالية، وهذا ماحققه والت. احتاج والت إلى الكثير من رأس المال، حتى بعد تمويل شركة خاصة، باستخدام قرض من مبلغ التأمين على حياته. كانت تلك مقامرة إلا أنها كانت بارعة. أسس والت شركة خاصة أخرى امتلكت حقوق الترويج لصالحه. دفعت شركة والت ديزني للإنتاج 46.2 مليون دولار من الأسهم لشراء تلك الشركة مجددًا سنة 1981.
عرض والت إنتاج مسلسل تلفزيوني لشبكة تلفزيونية مقابل الاستثمار في ديزني لاند، انتهزت «إيه بي سي» الفرصة. حصل والت على التمويل، وحصلت «إيه بي سي» على عرض شاهده الملايين وتحول إلى ظاهرة ثقافية. كان الاسم الأصلي هو ديزني لاند، واتخذ عدة أسماء على مر السنين، واستمر العرض 29 عامًا.
افتُتحت ديزني لاند أخيرًا عام 1955 وحققت نجاحًا كبيرًا. اشترت شركة والت ديزني للإنتاج ديزني لاند، بواسطة شراء شركة والت الخاصة خلال السنوات الخمس التالية. نما الدخل الإجمالي لشركة والت ديزني للإنتاج خلال تلك السنوات الخمس من 27 مليون دولار إلى 70 مليون دولار، في حين كان 6 ملايين دولار عام 1950.
اجتمعت كل من الأنشطة الترويجية والعلامة التجارية والانتشار لمصلحة والت ديزني للإنتاج. للأسف، كان مقدرًا لها المضي دون أحد مؤسسيها، إذ توفي والت عام 1966. كان فيلم «ماري بوبينز» آخر فيلم كبير ينتجه عام 1964. وتولى شقيقه روي المسؤولية.
مابعد والت وروي
عانت ديزني بعد وفاة والت وشقيقه روي. سُجلت الشركة رسميًا عام 1957، ومع ماضيها الناجح والعديد من المتنزهات الترفيهية المربحة، ظل ارتفاع سعر السهم محدودًا.
في الثمانينيات، اعتُقد أن الشركة تساوي أقل من قيمتها الحقيقية للاستثمار من حيث أصول العلامة التجارية، التي تتضمن كتالوج الأفلام والمتنزهات الترفيهية، بدأت محاولات للاستحواذ على الشركة لكن تم التصدي لها، وبدأت الشركة بالتركيز على الاستفادة من أسهم علامتها التجارية الكبيرة.
نما السهم فترة الثمانينيات والتسعينيات، وأصبحت ديزني أكبر إمبراطورية ترفيه في العالم. استمرت الشركة بالازدهار، بمساعدة جزء لا بأس به من الأساسيات التي ساهم بها والت وروي للشركة.
خاتمة
التاريخ المالي مليء بالشخصيات العظيمة والقامات الشاهقة. حقق العديد من الأثرياء نجاحهم بواسطة بناء إمبراطوريات من الفراء والنفط والصلب والسكك الحديدية والبرمجيات. كلها منتجات محسوسة بصيغة بسيطة: تخفيض التكاليف وبيع المزيد. لكن ديزني كانت نموذجًا مختلفًا.
بواسطة الابتكار المستمر ودفع الحدود، ليس فقط الرسوم المتحركة لكن ما أصبحت عليه ديزني بوصفها عملًا تجاريًا، استطاعت الشركة التحول من ستوديو رسوم متحركة متوسط النجاح إلى تجربة ترفيه كاملة، مع حدائق ترفيهية وشركة ترويج للمنتجات وسفن سياحية وغير ذلك.
في اقتباس يُنسب دائمًا لوالت ديزني، قال أحد مبدعي ديزني ذات مرة: «إذا كنت تستطيع أن تحلم به، يمكنك فعله». تُذكرنا قصة حياة والت وتأسيس شركته أنه عندما تحلم بشيء، فعليك الاحتفاظ بهذا الحلم حتى تحققه.