البيري (اسحاق) Al-Ilbiri (abu Ishaq-شاعر وكاتب إلبيري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البيري (اسحاق) Al-Ilbiri (abu Ishaq-شاعر وكاتب إلبيري

    البيري (اسحاق)

    Al-Ilbiri (abu Ishaq-) - Al-Ilbiri (abu Ishaq-)

    الإِلبيري (أبو إِسحاق ـ )
    (… ـ 460هـ/… ـ 1067م)

    أبو إِسحاق إبراهيم بن مسعود بن سعد التجيبيّ، شاعر وكاتب. ولد في «حصن العُقاب» القريب من غرناطة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، ونُسب إلى إِلبيرة[ر] Elvira في جنوبي الأندلس، لإقامته فيها مدة من الزمن. تثقف بثقافة عصره الدينية والأدبية، وروى مؤلفات شيخه وأستاذه الزاهد أبي عبدالله بن زَمَنين (ت399هـ). حاز الإِلبيري مرتبة الشورى في بلده، وانتقل إلى غرناطة أيام الفتنة البربرية سنة 400هجرية.
    عمل الإِلبيري كاتباً لدى أبي الحسن علي ابن محمد بن توبة (ت450هـ) الذي ولي القضاء لباديس بن حبُّوس الصِنهاجي المظفر، صاحب غرناطة (428 -465هـ).
    لم يقف الإِلبيري في شعره واعظاً مرشداً بأسلوب الأمر والنهي إنما كان شعره نابضاً بالعاطفة ومؤثراً في سامعيه ولاسيما القصائد الزهدية منه.
    للإِلبيري ديوان شعر مطبوع، أبرز أغراضه الزهد، وله قصيدتان في المدح، وقصيدة في رثاء زوجه، وأخرى في رثاء مدينة إِلبيرة بعد خرابها.
    ومن مشهور شعره قصيدته التي أغرى بها صنهاجة بالوزير يوسف بن نغرالة اليهودي بعد أن استوزره باديس صاحب غرناطة، منها:
    ألا قُلْ لصِنهاجة أجمعيْن بُدور الزمان وأُسْدِ العرينْ
    لقد زلَّ سيّدكم زلّةً أقرِّ بها أعينَ الشامتين
    تخيّر كاتبهُ كافراً ولو شاء كان من المؤمنين
    فعزَّ اليهودُ به وانْتَمَوا وسادوا وتاهوا على المسلمين
    فكانت هذه القصيدة سبباً في إثارة عامة صنهاجة على الوزير ابن نغرالة واليهود، فقتلوه وصلبوه على باب المدينة سنة 459هـ.
    أخذ بعضهم على الإِلبيري أنه جعل شعره وسيلة للتكسّب والتملّق لِما ورد في قصيدته التي مدح فيها ابن توبة من تذلّل وتصاغر بقوله:
    ولو أنصفتُه ـ وذاك قليلٌ كان خدّي لرجله كالحذاء
    وقد عدّ آخرون مثل ذلك الاتهام تعسفاً، لأن ابن توبة كان من العلماء الجلّة الفقهاء، ومدح الإِلبيري الرجلَ دليل على إكباره للعلماء الزهاد وكان الإِلبيري واحداً منهم، فقد أشاد أحمد بن يحيى الضبيّ (ت599هـ) بالإلبيري في كتابه «بغية الملتمس» فقال: «فقيه فاضل، زاهد، عارف كثير الشعر في ذمّ الدنيا، مجيد في ذلك". وقراءة في تائية الإلبيري التي تُنّيف على عشرة ومئة بيت تكشف عَمّا له الشاعر من بصيرة نافذة في أمور الدنيا والدين، فهي معقودة على مدح العلم والترغيب فيه، وتفضيله على المال، وتدعو إلى الزهد في الدنيا، والعزوف عن بهرجها. أما تجديده الشعري فيبدو في توظيف الصور الحربية في مجال الدين، نحو قوله:
    لو كنت في ديني من الأبطال ماكنت بالواني ولا البطّال
    وفي إبداعه صوراً جديدة، نحو قوله:
    ولقد عجبتُ لمؤمنٍ في شِدقه جرسٌ كناقوسٍ ببيعةِ كافـر
    وفي خروجه على العرف الشعري المألوف في بناء القصيدة على قافية واحدة كما في قصيدته التي يقول فيها:
    يا أيها المغترُّ بالله فـرّ من الله إلـى اللـه
    فعدد أبياتها ثلاثة وخمسون بيتاً، وقافيتها واحدة هي «الله».
    وكثيراً ما يلجأ الإلبيري إلى المقارنة بين البقاء والفناء، والخير والشر، ليصل إلى حكمة ترسخ في العقل رسوخها في القلب، وهو كثير الاستفادة من المعاني القرآنية وشعره ينبئ بمهارته البلاغية، وتتسم أشعاره بعمق الفكرة ودقة التعبير.
    هناء دويدري

يعمل...
X