تهيمن شركتا أبل ومايكروسوفت أكثر من أي شركة أمريكية أخرى على قطاع التكنولوجيا ووصول المستهلك. وبالرغم من أنهما تتنافسان على نطاق واسع من الصناعات الثانوية مثل برامج الحوسبة، والأجهزة، وأنظمة التشغيل، والأجهزة المحمولة، والإعلانات، والتطبيقات، وتصفح الإنترنت، فإن كل شركة تتخذ نهجًا مختلفًا عن الأخرى من منظور تنظيمي وفلسفي.
بلغت القيمة السوقية لشركة أبل 1.35 تريليون دولارًا اعتبارًا من أيار سنة 2020. واعتادت أبل أن تكون الشركة الأكبر في العالم، ولكن تخطتها مايكروسوفت بقيمة سوقية بلغت 1.40 تريليون دولارًا، مستفيدةً من قوة نموها في مجال الحوسبة السحابية.
عناوين رئيسة
من الصعب تذكّر شركة أمريكية حديثة هيمنت عليها بصورة تامّة أفكار وشخصية فرد واحد كما كانت أبل تحت وصاية ستيف جوبز، فهو الذي أدت ابتكاراته الفريدة إلى ارتقاء شركة أبل إلى مستويات غير مسبوقة حتى وفاته بسبب مرض السرطان عام 2011.
عادت قوة وأهمية شركة أبل، وأحدثت ثورة في العديد من الصناعات الفرعية خلال الفترة الثانية لترؤُّس ستيف جوبز للشركة، فقد كان فُصل عام 1985، ثم أُعيد إلى منصبه عام 1997. واستحوذت أبل من سوني على صناعة الووكمان (Walkman)، وأعادت هيكلة الهواتف المحمولة بالكامل عندما أصدرت جهاز آيفون عام 2007.
تتفوق أبل على منافسيها بسهولة في مبيعات الأجهزة والأدوات المتطورة. وبفضل سمعة الشركة في أوائل القرن الحادي والعشرين كونها شركة لا تُقلّد مايكروسوفت، نشأ جيل الألفية مٌستخدمًا أجهزة ماك (Mac) بأعداد كبيرة. ويعود ذلك إلى إصرار الشركة الحثيث على دمج منتجاتها، مما يسهل استخدام منتجات أبل الجديدة في كل مرة، وبالتالي يصبح التبديل إلى نظام منافس أكثر صعوبة.
يكمن الضعف في نموذج أعمال أبل في النجاح التاريخي للاختراع الذهبي للشركة وهو الآيفون. ويأتي ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي إيرادات أبل من مبيعات أجهزة آيفون، ومثلما هو معروف، فإن الشركة لم تطلق ابتكارًا جديدًا يماثله منذ وفاة الرئيس التنفيذي السابق ومجيء خلفه تيم كوك. ومع ذلك، قام كوك بعمل جيد في الحفاظ على إرث ستيف جويز، ورفع سهم أبل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
نموذج أعمال مايكروسوفت
سيطرت مايكروسوفت لسنوات عديدة على صناعة الحاسوب عبر نظام ويندوز، حينها كانت أبل متأخرةً بأفكارها لأكثر من جيل من منتجات التشغيل. وتخلت مايكروسوفت عن متصفح إنترنت إكسبلورر (Internet Explorer) مجانًا قبل أن يهيمن متصفح جوجل على السوق، ما أدى إلى توقف (Netscape) والشركات المماثلة الأخرى عن العمل.
اعتمد نموذج إيرادات مايكروسوفت تاريخيًا على القليل من نقاط القوة. النقطة الأولى والأهم هي رسوم الترخيص المفروضة على استخدام نظام التشغيل ويندوز ومجموعة مايكروسوفت أوفيس. وبعد عدة سنوات من المنافسة المتزايدة بين جوجل وأبل، كشفت مايكروسوفت النقاب عن رؤية جديدة في نيسان من عام 2014، إذ وجّهت التركيز على الفور لجعل برامج ويندوز أكثر توافقًا مع المنتجات المنافسة، مثل جهاز آيباد. تمتلك مايكروسوفت أيضًا بعض المنتجات الناجحة الأخرى، أبرزها Microsoft Surface و Surface Pro، المنتجات التى تنافس أجهزة أبل مثل آيباد.
مع المضي قدمًا، أدركت مايكروسوفت أن بيع البرامج المدفوعة أصبح أكثر صعوبةً في عصر البدائل ذات التكلفة المنخفضة. إضافةً إلى ذلك، حلّت الأجهزة اللوحية والهواتف محل أجهزة الكمبيوتر.
أرسل الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا نموذج أعمال أحدث من مايكروسوفت، وهو نموذج يركز على تكامل المنتج، وحزمة برامج (freemium)، وعلى أعمال الحوسبة السحابية.
على سبيل المثال، ترغب مايكروسوفت أن يكون العملاء أكثر تفاعلًا وتركيزًا على منتجاتها. في سنة 2015، أوضح رئيس قسم التسويق كريس كابوسيلا هذا المفهوم بمثال بسيط: «بدلًا من استخدام سكايب للاتصال بالمنزل فقط مرة في الأسبوع، فإنك تستخدم سكايب للمراسلة 15، أو 20، أو 30 مرة كل يوم. هذا هو التفاعل».
اعتبارات خاصة: نموذج أعمال جوجل
من غير المستغرب أن جوهر وروح إيرادات جوجل هما محرك البحث والإعلانات. وفي حين أن جوجل ليست الشركة الوحيدة التي تقدم خدمات مجانيةً وتجمعها مع سلع أخرى، فإن القليل منهم من يفعلها بشكل متقن وناجح.
لا تكلف خدمات جوجل المستخدم أي شيء، وبدلًا من ذلك، تجذب جوجل المستخدمين وتجمع بياناتهم، ثم تبيع الوصول للمستخدمين الحريصين في جميع أنحاء العالم.
ترغب كل شركة تسويق في العالم بنوع المعلومات والاستخدام المتكرر الذي تتمتع به جوجل. وعلاوةً على ذلك، تسعى الشركة إلى الاستمرار بالتحسن، وتطوير استهداف المستهلكين والشركات، ومزامنة التفضيلات، ولعب دور الوسيط الاقتصادي.
هذا النموذج الخالي من الرسوم ليس مربحًا فحسب، بل إنه مزعج للغاية لشركتي أبل ومايكروسوفت على وجه الخصوص. في حين يستمر التنافس بين أبل ومايكروسوفت من أجل إطلاق منتجات أفضل وأكثر ابتكارًا لتزويد المستخدمين، فإن جوجل سعيدة جدًا بإيجاد طريقة لتحقيق الربح من النشاطات التي يحرص المستخدمون على التوقف عن الدفع مقابلها.
لا تفرض جوجل رسومًا على نظام تشغيل أندرويد، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي تجذب الشركات المصنعة. إضافةً إلى أن تطبيقات الويب من جوجل، التي تشبه إلى حد كبير برامج مايكروسوفت أوفيس، هي مجانية أيضًا. بالتالي، قلّت مبيعات مايكروسوفت ويندوز وأوفيس منذ أن بدأت جوجل في طرح نظام تشغيل وبرامج كمبيوتر مجانية.
بلغت القيمة السوقية لشركة أبل 1.35 تريليون دولارًا اعتبارًا من أيار سنة 2020. واعتادت أبل أن تكون الشركة الأكبر في العالم، ولكن تخطتها مايكروسوفت بقيمة سوقية بلغت 1.40 تريليون دولارًا، مستفيدةً من قوة نموها في مجال الحوسبة السحابية.
عناوين رئيسة
- تُعد أبل ومايكروسوفت من أكبر الشركات في العالم، وتتبادلان لقب الشركة الأعلى قيمة في العالم.
- لقد تفاخرت كلتا الشركتين بقيمة سوقية تفوق التريليون دولارًا.
- يعتمد نموذج أعمال أبل على الابتكار والأجهزة التي تستهدف المستهلك، وهي قادرة على الحفاظ على شعبيتها، بسبب تصاميمها سهلة الاستخدام وترحيل البيانات إلى خطوط إنتاج جديدة.
- بنت مايكروسوفت نجاحها على ترخيص برامج مثل Windows و Office Suite. وغيرت نموذج أعمالها، فطرحت أجهزتها الخاصة كي تنافس أجهزة أبل.
- تُدار الشركتان بطرق مختلفة لتحقيق أهداف مختلفة. وتُعد كلتاهما ناجحتين للغاية، إذ أحدثتا ثورة في صناعاتهما.
من الصعب تذكّر شركة أمريكية حديثة هيمنت عليها بصورة تامّة أفكار وشخصية فرد واحد كما كانت أبل تحت وصاية ستيف جوبز، فهو الذي أدت ابتكاراته الفريدة إلى ارتقاء شركة أبل إلى مستويات غير مسبوقة حتى وفاته بسبب مرض السرطان عام 2011.
عادت قوة وأهمية شركة أبل، وأحدثت ثورة في العديد من الصناعات الفرعية خلال الفترة الثانية لترؤُّس ستيف جوبز للشركة، فقد كان فُصل عام 1985، ثم أُعيد إلى منصبه عام 1997. واستحوذت أبل من سوني على صناعة الووكمان (Walkman)، وأعادت هيكلة الهواتف المحمولة بالكامل عندما أصدرت جهاز آيفون عام 2007.
تتفوق أبل على منافسيها بسهولة في مبيعات الأجهزة والأدوات المتطورة. وبفضل سمعة الشركة في أوائل القرن الحادي والعشرين كونها شركة لا تُقلّد مايكروسوفت، نشأ جيل الألفية مٌستخدمًا أجهزة ماك (Mac) بأعداد كبيرة. ويعود ذلك إلى إصرار الشركة الحثيث على دمج منتجاتها، مما يسهل استخدام منتجات أبل الجديدة في كل مرة، وبالتالي يصبح التبديل إلى نظام منافس أكثر صعوبة.
يكمن الضعف في نموذج أعمال أبل في النجاح التاريخي للاختراع الذهبي للشركة وهو الآيفون. ويأتي ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي إيرادات أبل من مبيعات أجهزة آيفون، ومثلما هو معروف، فإن الشركة لم تطلق ابتكارًا جديدًا يماثله منذ وفاة الرئيس التنفيذي السابق ومجيء خلفه تيم كوك. ومع ذلك، قام كوك بعمل جيد في الحفاظ على إرث ستيف جويز، ورفع سهم أبل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
نموذج أعمال مايكروسوفت
سيطرت مايكروسوفت لسنوات عديدة على صناعة الحاسوب عبر نظام ويندوز، حينها كانت أبل متأخرةً بأفكارها لأكثر من جيل من منتجات التشغيل. وتخلت مايكروسوفت عن متصفح إنترنت إكسبلورر (Internet Explorer) مجانًا قبل أن يهيمن متصفح جوجل على السوق، ما أدى إلى توقف (Netscape) والشركات المماثلة الأخرى عن العمل.
اعتمد نموذج إيرادات مايكروسوفت تاريخيًا على القليل من نقاط القوة. النقطة الأولى والأهم هي رسوم الترخيص المفروضة على استخدام نظام التشغيل ويندوز ومجموعة مايكروسوفت أوفيس. وبعد عدة سنوات من المنافسة المتزايدة بين جوجل وأبل، كشفت مايكروسوفت النقاب عن رؤية جديدة في نيسان من عام 2014، إذ وجّهت التركيز على الفور لجعل برامج ويندوز أكثر توافقًا مع المنتجات المنافسة، مثل جهاز آيباد. تمتلك مايكروسوفت أيضًا بعض المنتجات الناجحة الأخرى، أبرزها Microsoft Surface و Surface Pro، المنتجات التى تنافس أجهزة أبل مثل آيباد.
مع المضي قدمًا، أدركت مايكروسوفت أن بيع البرامج المدفوعة أصبح أكثر صعوبةً في عصر البدائل ذات التكلفة المنخفضة. إضافةً إلى ذلك، حلّت الأجهزة اللوحية والهواتف محل أجهزة الكمبيوتر.
أرسل الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا نموذج أعمال أحدث من مايكروسوفت، وهو نموذج يركز على تكامل المنتج، وحزمة برامج (freemium)، وعلى أعمال الحوسبة السحابية.
على سبيل المثال، ترغب مايكروسوفت أن يكون العملاء أكثر تفاعلًا وتركيزًا على منتجاتها. في سنة 2015، أوضح رئيس قسم التسويق كريس كابوسيلا هذا المفهوم بمثال بسيط: «بدلًا من استخدام سكايب للاتصال بالمنزل فقط مرة في الأسبوع، فإنك تستخدم سكايب للمراسلة 15، أو 20، أو 30 مرة كل يوم. هذا هو التفاعل».
اعتبارات خاصة: نموذج أعمال جوجل
من غير المستغرب أن جوهر وروح إيرادات جوجل هما محرك البحث والإعلانات. وفي حين أن جوجل ليست الشركة الوحيدة التي تقدم خدمات مجانيةً وتجمعها مع سلع أخرى، فإن القليل منهم من يفعلها بشكل متقن وناجح.
لا تكلف خدمات جوجل المستخدم أي شيء، وبدلًا من ذلك، تجذب جوجل المستخدمين وتجمع بياناتهم، ثم تبيع الوصول للمستخدمين الحريصين في جميع أنحاء العالم.
ترغب كل شركة تسويق في العالم بنوع المعلومات والاستخدام المتكرر الذي تتمتع به جوجل. وعلاوةً على ذلك، تسعى الشركة إلى الاستمرار بالتحسن، وتطوير استهداف المستهلكين والشركات، ومزامنة التفضيلات، ولعب دور الوسيط الاقتصادي.
هذا النموذج الخالي من الرسوم ليس مربحًا فحسب، بل إنه مزعج للغاية لشركتي أبل ومايكروسوفت على وجه الخصوص. في حين يستمر التنافس بين أبل ومايكروسوفت من أجل إطلاق منتجات أفضل وأكثر ابتكارًا لتزويد المستخدمين، فإن جوجل سعيدة جدًا بإيجاد طريقة لتحقيق الربح من النشاطات التي يحرص المستخدمون على التوقف عن الدفع مقابلها.
لا تفرض جوجل رسومًا على نظام تشغيل أندرويد، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي تجذب الشركات المصنعة. إضافةً إلى أن تطبيقات الويب من جوجل، التي تشبه إلى حد كبير برامج مايكروسوفت أوفيس، هي مجانية أيضًا. بالتالي، قلّت مبيعات مايكروسوفت ويندوز وأوفيس منذ أن بدأت جوجل في طرح نظام تشغيل وبرامج كمبيوتر مجانية.