البيره Elvira مدينة في الجنوب الشرقي من قرطبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البيره Elvira مدينة في الجنوب الشرقي من قرطبة

    البيره

    Elvira - Elvira

    إِلبيرة

    إِلبيرة Elvira اسم لكورة ولقصبتها في الأندلس قبل أن تصبح قصبتها غرناطة سنة 403هـ/1012م.
    كانت مدينة إِلبيرة تقع إلى الجنوب الشرقي من قرطبة وشمال نهر الثلج المسمَّى نهر شنيل Genil بين الطرف Atraf وقنطرة الصنوبر Pinos puente عند المنحدرات الجنوبية لجبل إِلبيرة الذي مازال يطلق عليه هذا الاسم. ويجمع كثير من الباحثين على أن التسمية مأخوذة من المدينة الرومانية القديمة إلبيري Ilbiri، فعُرِّب الاسم إلى إِلبيرة. وفي سنة 130هـ/747م أسس العرب على بعد 12كم إلى الشمال الشرقي من غرناطة الحالية بلدة سميت قسطيلية، وسرعان ما عرفت باسم سابقتها إِلبيرة التي حافظت على سكانها، وكان أكثرهم من المسيحيين واليهود.
    وكورة إِلبيرة شديدة الشبه بغوطة دمشق في غزارة الأنهار والتفاف الأشجار ووفرة الثمار، ويكثر في ساحلها شجر الموز وينمو بها قصب السكر، وبها معادن الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والتوتياء (الزنك)، وفي جميع نواحيها يصنع الكتان والحرير الفائق الجودة، وكانت هذه المواد تصدر إلى جميع أنحاء الأندلس آنذاك.
    ولشبه إِلبيرة بدمشق أنزل بها الوالي أبو الخطار حسام الدين بن ضرار الكلبي سنة 125هـ/742م أهل دمشق الذين كانوا قد دخلوا الأندلس مع بلج بن بشر إثر هزيمتهم أمام البربر سنة 123هـ.
    ولمّا عزم عبد الرحمن بن معاوية المعروف بالداخل على التوجه إلى الأندلس، أرسل مولاه بدراً إليها، فاجتمع بعبيد الله بن عثمان من موالي الأمويين بساحل كورة إِلبيرة، وقام هؤلاء بتقديم يد العون و المساعدة لعبد الرحمن الذي نزل سنة 138هـ بموضع يعرف بالمُنكَّب، ثم نزل بقرية طُرَّش من كورة إِلبيرة حيث أعدَّ أنصار الأمويين للأمير ما يصلحه من المركب والمنزِل والملْبَس. وبذلك كان لإِلبيرة دور في دعم عبد الرحمن الداخل وظهور الإمارة الأموية. وظلت لإِلبيرة مكانتها طوال عصر الإمارة والخلافة، ولكنها خُرِّبت إثر الفتنة التي نشبت سنة 399هـ/1008م حينما ورث سلطة العامريين عبد الرحمن شنجول الابن الثاني للحاجب المنصور من زوجته ابنة ملك نبارة (نفارا) سانشو، لم يستطع عبد الرحمن شنجول الاحتفاظ بالسلطة أكثر من ستة أشهر، لأنه طمع في الحصول على أكثر مما حصل عليه أبوه وأخوه عبد الملك الملقب بالمظفر، ففي حين قنع الاثنان رسمياً برتبة الحاجب، ولم يطلبا من الخليفة هشام بن الحكم مع سيطرتهما الكاملة عليه أن يتنازل عن الخلافة أو يجعل لهما ولاية عهده، فعل شنجول ذلك، مما أطلق الشرارة التي أشعلت نار ثورة تحالف فيها عوام قرطبة مع أحد الأُمراء الأمويين وأفلحت في القضاء على الاستبداد العامري، وانفسح في المجال للقوى المحلية كي تبرز إلى الساحة وتشارك في الصراع، فحدثت ثورة البربر في قرطبة وغيرها من المناطق ونهب مقاتلة صنهاجة إِلبيرة في أثناء العصيان بقيادة زعيمهم زاوي بن زيري، فهاجر سكان إِلبيرة إلى غرناطة، وفي عام 403هـ/1012م استقل زاوي بكورة إِلبيرة واتخذ غرناطة عاصمة له.
    ومع ما لحق بمدينة إِلبيرة من الخراب بقيت قلعتها سليمة إلى عام 891هـ/1486م، ومازالت آثارها ظاهرة للعيان حتى اليوم، وخُلِّد اسم إِلبيرة في سلسلة جبال إِلبيرة Sierra de Elvira وفي باب إِلبيرة Puerta de Elvira في غرناطة.
    ظهر في إِلبيرة في القرنين الثالث والرابع الهجريين جماعة من أهل العلم في الفقه والحديث والنحو، وتلقى قسم من الفقهاء والمحدثين علمهم عن سحنون فقيه القيروان (ت240هـ)، حتى إن ابن الأبَّار جعل رواته من مدينة إِلبيرة الأندلسية وحدها سبعة.
    فايزة كلاس

يعمل...
X