اقحصاري
Al-Aqhisari - Al-Aqhisari
الآقحصاري
(951 ـ 1025هـ/1544ـ 1616م)
حسن بن طورخان الآقحصاري المعروف بحسن كافي، من أبرز علماء البلقان الذين كتبوا باللغة العربية في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر.
هاجر جده من ضواحي شكودرة (ألبانية الشمالية) إلى قرية ذيب ثم إلى مدينة بروساتس أو بيوغراد، في البوسنة[ر]، التي أطلق عليها العثمانيون اسم «آق حصار"، حيث ولد حسن كافي واشتهر لاحقاً بلقب الآقحصاري. تخرج في إحدى المدارس الشرعية في موطنه ثم تابع تحصيله العلمي في اصطنبول، وتعمق في الفقه والتفسير، وأتقن العربية والتركية والفارسية، ثم عاد إلى مسقط رأسه حيث عمل في القضاء والتدريس، إضافة إلى ممارسة التأليف في المجالات المختلفة وفي اللغات الثلاث التي أتقنها. وفي عام 1591م، بعد أن أصبح مؤلفاً معروفاً، ذهب إلى الحج والتقى في طريقه كثيراً من العلماء العرب والمسلمين في اصطنبول ودمشق والقدس ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت مجالسهم غنية بالبحث في مختلف المجالات. وبعد عودته إلى مسقط رأسه، أنشأ وقفاً كبيراً اشتمل على جامع ومدرسة وخان وكُتّاب، وعندما توفي دفن بالقرب من مسجده في ضريح خاص ما يزال باقياً إلى اليوم.
كتب الآقحصاري معظم مؤلفاته باللغة العربية. وتتصف مؤلفاته بكثرتها وتنوع المجالات التي تتناولها. فقد كتب في اللغة رسالة في تحقيق لفظ «جلبي»، وفي البلاغة «تمحيص التلخيص» نقح فيه تلخيص المفتاح للخطيب القزويني، و«شرح كافية ابن الحاجب» في النحو، وفي الفقه «رسالة في بعض مسائل الفقه» و«سمت الوصول إلى علم الأصول» و«نظام العلماء إلى خاتم الأنبياء» ذكر فيه سلسلة مشايخه في الفقه إلى الإمام أبي حنيفة ثم منه إلى رسول اللهr. وفي العقيدة «روضات الجنات في أصول الاعتقادات» تناول فيه مسائل كلامية، و«أزهار الروضات في شرح روضات الجنات» و«نور اليقين في أصول الدين» وهو شرح العقيدة الطحاوية.
ومن بين هذه المؤلفات اقترن اسم الآقحصاري خاصة بمؤلفه «أصول الحكم في نظام العالم». وكان الآقحصاري قد كتب هذا المؤلف بالعربية سنة 1596م، وقدمه إلى السلطان العثماني، إلا أنه أُعيد إليه وطُلب منه أن يترجمه إلى التركية ويشرحه بها. وقد أراد المؤلف بعمله هذا أن ينبّه أولي الأمر إلى الظواهر السلبية في الدولة والمجتمع حينئذ آملاً أن «يكون الأساس الذي يعتمد عليه رجال الدولة». ولأن هذا الكتاب كان من المؤلفات النادرة التي تناولت تنظيم الدولة والمجتمع، فقد أثار الاهتمام مبكراً وترجم إلى لغات كثيرة. واهتم به المستشرق دي ساسي ونشره سنة 1834 بالفرنسية في باريس، ثم نُشر لاحقاً بالمجرية (1909) والألمانية (1911) والصربية الكرواتية (1919). أما النص العربي من الترجمة التركية للمؤلف فقد طبع في اصطنبول سنة (1868) أولاً ثم في مكة المكرمة (1913)، وصدر أخيراً في طبعة جديدة محققة في عمان (1985).
محمد موفاكو
Al-Aqhisari - Al-Aqhisari
الآقحصاري
(951 ـ 1025هـ/1544ـ 1616م)
حسن بن طورخان الآقحصاري المعروف بحسن كافي، من أبرز علماء البلقان الذين كتبوا باللغة العربية في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر.
هاجر جده من ضواحي شكودرة (ألبانية الشمالية) إلى قرية ذيب ثم إلى مدينة بروساتس أو بيوغراد، في البوسنة[ر]، التي أطلق عليها العثمانيون اسم «آق حصار"، حيث ولد حسن كافي واشتهر لاحقاً بلقب الآقحصاري. تخرج في إحدى المدارس الشرعية في موطنه ثم تابع تحصيله العلمي في اصطنبول، وتعمق في الفقه والتفسير، وأتقن العربية والتركية والفارسية، ثم عاد إلى مسقط رأسه حيث عمل في القضاء والتدريس، إضافة إلى ممارسة التأليف في المجالات المختلفة وفي اللغات الثلاث التي أتقنها. وفي عام 1591م، بعد أن أصبح مؤلفاً معروفاً، ذهب إلى الحج والتقى في طريقه كثيراً من العلماء العرب والمسلمين في اصطنبول ودمشق والقدس ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت مجالسهم غنية بالبحث في مختلف المجالات. وبعد عودته إلى مسقط رأسه، أنشأ وقفاً كبيراً اشتمل على جامع ومدرسة وخان وكُتّاب، وعندما توفي دفن بالقرب من مسجده في ضريح خاص ما يزال باقياً إلى اليوم.
كتب الآقحصاري معظم مؤلفاته باللغة العربية. وتتصف مؤلفاته بكثرتها وتنوع المجالات التي تتناولها. فقد كتب في اللغة رسالة في تحقيق لفظ «جلبي»، وفي البلاغة «تمحيص التلخيص» نقح فيه تلخيص المفتاح للخطيب القزويني، و«شرح كافية ابن الحاجب» في النحو، وفي الفقه «رسالة في بعض مسائل الفقه» و«سمت الوصول إلى علم الأصول» و«نظام العلماء إلى خاتم الأنبياء» ذكر فيه سلسلة مشايخه في الفقه إلى الإمام أبي حنيفة ثم منه إلى رسول اللهr. وفي العقيدة «روضات الجنات في أصول الاعتقادات» تناول فيه مسائل كلامية، و«أزهار الروضات في شرح روضات الجنات» و«نور اليقين في أصول الدين» وهو شرح العقيدة الطحاوية.
ومن بين هذه المؤلفات اقترن اسم الآقحصاري خاصة بمؤلفه «أصول الحكم في نظام العالم». وكان الآقحصاري قد كتب هذا المؤلف بالعربية سنة 1596م، وقدمه إلى السلطان العثماني، إلا أنه أُعيد إليه وطُلب منه أن يترجمه إلى التركية ويشرحه بها. وقد أراد المؤلف بعمله هذا أن ينبّه أولي الأمر إلى الظواهر السلبية في الدولة والمجتمع حينئذ آملاً أن «يكون الأساس الذي يعتمد عليه رجال الدولة». ولأن هذا الكتاب كان من المؤلفات النادرة التي تناولت تنظيم الدولة والمجتمع، فقد أثار الاهتمام مبكراً وترجم إلى لغات كثيرة. واهتم به المستشرق دي ساسي ونشره سنة 1834 بالفرنسية في باريس، ثم نُشر لاحقاً بالمجرية (1909) والألمانية (1911) والصربية الكرواتية (1919). أما النص العربي من الترجمة التركية للمؤلف فقد طبع في اصطنبول سنة (1868) أولاً ثم في مكة المكرمة (1913)، وصدر أخيراً في طبعة جديدة محققة في عمان (1985).
محمد موفاكو