أن تكــــــــــــــون إنســــــــــــــاناً
ثقافة
# صحيفة الثورة في 24 آب , 2023 بتوقيت دمشـــق
الثورة _ هفاف ميهوب:
كلّما تذكّرت مقولة الأديب الروسي الشهير «دوستويفسكي»: «على كلّ إنسان أن يكون إنساناً، وأن ينظر إلى الآخرين نظرة إنسانٍ لإنسان»..
كلّما تذكّرت مقولة هذا الأديب، المعروف بتنقيبه في أعماق النفس البشرية، بحثت حولي عن ذاك الإنسان، الذي فهم جيداً هذه النصيحة، وسعى لتطبيقها بكلّ ما تحمله من قيمٍ ومعانٍ أخلاقية.
بحثت عنه فلم أجده، لأتساءل كما كُثرٌ مثلي، بعد أن أرهقتنا اللاجدوى، من هذا البحث:
«يا ترى، لِمَ غادرنا إنساننا، وترك الخوف يقتاتنا؟!..
الخوف من جهله وحقده وغدره، ومن كلّ الشرور التي تسلّح بها، ومضى يعيث فساداً وقتلاً ودماراً، دون أن تتمكّن أخلاقٌ أو قيمٌ من ردعه!!.
نتساءل، ونحن نذرف وجعنا، دون أن نترك الخوف يبتلعنا.. لا نستسلم ولا نتقهقر، فرغم تفشّي شرور هذا الإنسان، نبقى بذاكرةٍ لا تكفّ عن استدعاءِ دعوات العقول النيّرة، للمحبة والتسامح والرأفة والسلام.
دعواتُ مبدعين، رغم أن الآلام والمعاناة لم تفارق حياتهم، إلا أنهم أبوا إلا أن تكون الرحمة والمحبة والإنسانية رسالتهم..
هذا كلّ ما طلبوه من الإنسان، وكلّ هذا لا يأتي لدى «دوستويفسكي»، إلا من قلب محبٍّ، يخلّص صاحبه من كلّ الشرور والآثام..
لا.. لن ندع الظلام الذي استشرى في النفوس والعقول، يهزم الحقيقة المضيئة فينا، ولن نكفّ عن التمسّك بأصالتنا في وطنٍ، ألقينا عليه الحبّ وارتضينا..
ارتضينا أن نحيا فيه ولا نغادر، مهما تعاظم جموح الألم، والقهر المقهور السافر.. مهما جنّ الجنون حولنا، ومهما ذرفنا ونزفنا أمانينا وأمننا..
سنبقى نبحث عن الإنسان، كما بحث العقلاء عنه.. سنبقى نبحثُ عنه إلى أن نجده ونذكّره، بأقوالِ عظماءٍ رهنوا حياتهم وأعمالهم، للبحثِ عما بحث عنه أيضاً «تولستوي».. الأديب الروسي الذي هجرَ بيته وأملاكه وثروته، ومضى مع الفقراء من عمال وفلاحين، يعيش معهم، ويخاطب من خلالهم ولأجلهم الإنسانية، جاعلاً منها عالمه وقضيّته:
«ألا يستطيع البشر أن يعيشوا بطمأنينة، في هذا العالم البديع، وتحت قبّة السّماء الرحبة، والمطرّزة بالنجوم؟!.. إن كلّ ما يمورُ في قلبِ الإنسان من شرٍّ، يجب أن يزول تماماً»…
ثقافة
# صحيفة الثورة في 24 آب , 2023 بتوقيت دمشـــق
الثورة _ هفاف ميهوب:
كلّما تذكّرت مقولة الأديب الروسي الشهير «دوستويفسكي»: «على كلّ إنسان أن يكون إنساناً، وأن ينظر إلى الآخرين نظرة إنسانٍ لإنسان»..
كلّما تذكّرت مقولة هذا الأديب، المعروف بتنقيبه في أعماق النفس البشرية، بحثت حولي عن ذاك الإنسان، الذي فهم جيداً هذه النصيحة، وسعى لتطبيقها بكلّ ما تحمله من قيمٍ ومعانٍ أخلاقية.
بحثت عنه فلم أجده، لأتساءل كما كُثرٌ مثلي، بعد أن أرهقتنا اللاجدوى، من هذا البحث:
«يا ترى، لِمَ غادرنا إنساننا، وترك الخوف يقتاتنا؟!..
الخوف من جهله وحقده وغدره، ومن كلّ الشرور التي تسلّح بها، ومضى يعيث فساداً وقتلاً ودماراً، دون أن تتمكّن أخلاقٌ أو قيمٌ من ردعه!!.
نتساءل، ونحن نذرف وجعنا، دون أن نترك الخوف يبتلعنا.. لا نستسلم ولا نتقهقر، فرغم تفشّي شرور هذا الإنسان، نبقى بذاكرةٍ لا تكفّ عن استدعاءِ دعوات العقول النيّرة، للمحبة والتسامح والرأفة والسلام.
دعواتُ مبدعين، رغم أن الآلام والمعاناة لم تفارق حياتهم، إلا أنهم أبوا إلا أن تكون الرحمة والمحبة والإنسانية رسالتهم..
هذا كلّ ما طلبوه من الإنسان، وكلّ هذا لا يأتي لدى «دوستويفسكي»، إلا من قلب محبٍّ، يخلّص صاحبه من كلّ الشرور والآثام..
لا.. لن ندع الظلام الذي استشرى في النفوس والعقول، يهزم الحقيقة المضيئة فينا، ولن نكفّ عن التمسّك بأصالتنا في وطنٍ، ألقينا عليه الحبّ وارتضينا..
ارتضينا أن نحيا فيه ولا نغادر، مهما تعاظم جموح الألم، والقهر المقهور السافر.. مهما جنّ الجنون حولنا، ومهما ذرفنا ونزفنا أمانينا وأمننا..
سنبقى نبحث عن الإنسان، كما بحث العقلاء عنه.. سنبقى نبحثُ عنه إلى أن نجده ونذكّره، بأقوالِ عظماءٍ رهنوا حياتهم وأعمالهم، للبحثِ عما بحث عنه أيضاً «تولستوي».. الأديب الروسي الذي هجرَ بيته وأملاكه وثروته، ومضى مع الفقراء من عمال وفلاحين، يعيش معهم، ويخاطب من خلالهم ولأجلهم الإنسانية، جاعلاً منها عالمه وقضيّته:
«ألا يستطيع البشر أن يعيشوا بطمأنينة، في هذا العالم البديع، وتحت قبّة السّماء الرحبة، والمطرّزة بالنجوم؟!.. إن كلّ ما يمورُ في قلبِ الإنسان من شرٍّ، يجب أن يزول تماماً»…