كريك (فرنسيس) Crick (Francis-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كريك (فرنسيس) Crick (Francis-)

    كريك (فرنسيس) Crick (Francis-) - Crick (Francis-)
    كريك (فرنسيس ـ)

    (1916ـ 2004)




    وُلد فرنسيس هاري كومبتون كريك Francis Harry Compton Crick في نورثَمبتون Northhampton في إنكلترا، وتُوفِّي عن عمر يناهز 88 عاماً في إحدى مستشفيات كاليفورنيا مصاباً بسرطان القولون.

    حصل كريك على درجة بكالوريوس في الفيزياء من كلّيّة لندن الجامعية عام 1937، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية قام بأبحاث في مجالات الألغام المغنطيسية والصوتية لمصلحة أدميراليّة البحر البريطانية، ثم تركها عام 1947 ليتابع دراسته في علم الأحياء، وكان عمره آنذاك 31 عاماً. وبعد سنتين أمضاهما في مختبر Strangeways في جامعة كمبردج درس في أثنائهما الخواص الفيزيائية للهيولى (السيتوبلازم)، وقرأ كثيراً في مجالات علوم البيولوجيا والأحياء، التحق كريك عام 1949 بمجلس الأبحاث الطبية Medical Research Council (MRC).

    في عام 1949 تزوج كريك للمرة الثانية بعد طلاقه من زوجته الأولى قبل عامين. وفي العام ذاته نُقل إلى مختبر كافندِش Cavendish في كمبردج، وهو مختبر للأبحاث الفيزيائية، وباشر فيه دراسته العليا، وحصل عام 1954 من هذه الجامعة على درجة الدكتوراه، وكانت أطروحته بعنوان «انحراف الأشعة السينية: عديدة الببتيدات والبروتينات» X-ray diffraction: polypeptides and proteins تستخدم هذه التقانة بتعريض بلورات من الجزيئات للأشعة السينية؛ فتُنتج نماذج انحرافية يمكن تصويرها على فيلم، فتظهر معلومات مهمة عن مواقع الذرات ضمن الجزيئات.

    في عام 1951 اجتمع كريك مع العالم الأمريكي جيمس واتسون James Watson، وكان يكبر كريك بأحد عشر عاماً، ونشأت بينهما صداقة حميمة مثمرة ومستمرة. وعبر محادثاتهما في مكتبهما المشترك وفي أثناء تناولهما وجبات الطعام في مطعم قرب كافندِش؛ حدد الاثنان التركيب الجزيئي للدنا (DNA)، وتوصّلا عام 1953 إلى اقتراح التركيب الجزيئي للحمض الريبي النووي منقوص الأكسجين الدنا (DNA) [ر. الصبغي (كروموزوم)، الحموض النووية] عبر اقتراحهما للتركيب الثلاثي الأبعاد للحلزون المزدوج للدنا، ونشرا ذلك في مقال علمي في مجلة Nature المرموقة بتاريخ 25 نيسان/إبريل 1953. والدنا هي المادة الأساسية المسؤولة عن التحكم الوراثي بوظائف الكائنات الحية. وكان هذا النجاح حجر الزاوية للاكتشافات الوراثية الحديثة اللاحقة، وعدّ بحق واحداً من أهم الإنجازات العلمية في القرن العشرين. وإضافة إلى اكتشاف كريك وواتسون التركيب الحلزوني للدنا؛ فقد أوضحا أنه يمكن أن ينفصل شريطا الدنا عن بعضهما بعضاً، وأن يُكوِّن كل منهما «قالباً» template لصنع شريط متمم من مكوناتٍ موجودة في الخلية، وفسَّرا بذلك خاصية تَنَسُّخ replication كل من المورثة والصبغي؛ التي تحدث في أثناء الانقسامات الخلوية في نوى الخلايا. وأوضحا النموذج الذي اقترحاه لبنية الدنا؛ أن ترتيب القواعد الآزوتية bases ضمن جزيء الدنا يُحدِّد راموزاً codon وراثياً تتعرف الخلية عليه لتصنيع بروتينات محددة. وتمكّن عام 1961 من اقتراح أن الروامِزcodons التي يتكون كلّ منها من ثلاث قواعد؛ هي الأساس لتحديد مواقع الحموض الأمينية في البروتين. وفي عام 1959عُيِّن كريك زميلاً في الجمعية الملكية Royal Society في إنكلترا، وهي أكبر مؤسسة علمية فيها.

    في السنة الدراسيّة 1953-1954 التحق كريك بمشروع بنية البروتين The Protein Structure Project في معهد «البولي تكنيك» في بروكلين بالولايات المتحدة الأمريكية، وزار عدداً من مختبرات البحوث الأمريكية. وبعد عودته إلى مختبرات مجلس الأبحاث الطبية في بلده، واستقراره فيه طوال الأعوام الاثنين والعشرين اللاحقة، باشر بإجراء أبحاث عدة. ثم جدد تعاونه مع واتسون عام 1955، وطوّرا معاً نظرية عامة عن التركيب الجزيئي للفيروسات الصغيرة. وعمل مع باحث أمريكي زائر هو ألكسندر ريتش Alexander Rich على تحديد تركيب عدد من الجزيئات الحيوية، وخاصة الكولاجين collagen، وله أبحاث عدة مع باحثين آخرين.

    في عام 1962 حصل فرنسيس كريك، بالاشتراك مع جيمس واتسون وموريس ولكنز Maurice Wilkins ، على جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب، وقد أسهم الأخير بتقديم أشكال مهمة لانحراف الأشعة السينية في جزيئات كبيرة. وحصل واتسون وكريك على جوائز رفيعة عدة من عدد من الهيئات العلمية المرموقة في بلدان عدة.

    في عام 1977 قبل كريك درجة أستاذ في معهد صولك للدراسات البيولوجية Salk Institute for Biological Studies في كاليفورنيا، واستمر بعمله فيه حتى وفاته.

    كان فرنسيس كريك واحداً من العلماء الأفذاذ الذين أسهموا في تغيير الفكر العلمي والتطبيقي، وخاصة في مجالات علم الوراثة وما نشأ منه من علوم، من أهمها التقانات الحيوية biotechnologies المتعددة، ويصفه بعضهم بأنه كان يمارس العلم عن طريق التفكير والمناقشة أكثر منه عن طريق العمل التجريبي المخبري. كان قارئاً دؤوباً، وامتلك قدرة كبيرة في اكتشاف المواهب والتعمق بالمشكلات العلمية ونقل أفكاره إلى الآخرين بوضوح كبير.

    توجه كريك إلى دراسة أسرار الحياة، وكانت متمثلة بالحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين، وبعد أن تُوجت أعماله وزميله واتسون بالنجاح، انتقل إلى دراسات أخرى تتعلق بالإحساس والإدراك، وأمضى فيها العقود الأخيرة من حياته. وكانت دراساته الأخيرة عام 1976في كاليفورنيا التي انتقل للعيش والبحث العلمي فيها.

    نشر كريك عام 1966 كتاباً بعنوان «حول الجزيئات والرجال» Of Molecules and Men شرح فيه آثار الثورة البيولوجية الجزيئية. ونشر عام 1988 سيرة ذاتية بعنوان «يا له من تتبع مجنون: رؤية شخصية للاكتشاف العلمي» What a Mad Pursuit: A Personal View of Scientific Discovery. وله كتابان آخران، وأكثر من 130 بحثاً علمياً.

    من أقوال فرنسيس كريك: «إن جميع مظاهر الحياة تقريباً مهندَسَة على المستوى الجزيئي، ومن دون تفهم الجزيئات لن نحصل سوى على فهم سطحي للحياة ذاتها».

    إضافة إلى انتخابه زميلاً في الكلية الملكية عام 1959، عُيِّن مشاركاً أجنبياً في الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Science في الولايات المتحدة الأمريكية، وعضواً في أكاديميات العلوم في فرنسا وإيرلندا. وقد سمته الملكة إليزابيت الثانية عضواً في هيئة الاستحقاق، وهي مؤسسة فخرية تتألف من 24 عضواً من العلماء والكتاب والفنانين المتميزين.

    أسامة عارف العوا
يعمل...
X