قندهار
قندهار Kandahar ولاية في أفغانستان الجنوبية، قريبة من حدود الهند، كثيرة الأنهار، تقع على رافد جنوبي لنهر هلمند، وتتحكم في الطريق الذي يعبر ممر بولان، ويصلها بمدينة كويتا الباكستانية، وهي السوق الرئيسة لجنوبي أفغانستان، وتعد مركزاً تجارياً مهماً بين الهند وإيران وباكستان وأفغانستان؛ لذا يتنوع سكانها الحاليون بأصولهم العرقية ولغاتهم تنوعاً كبيراً، وينتمون إلى أكثر من عشر مجموعات عرقية رئيسة، أبرزها قبائل الباشتو التي تؤلف 53% من السكان، ويعود استيطانهم إلى عام 1000ق.م تقريباً.
كانت قندهار ملتقى الحضارات المجاورة لمنطقتها، سيطر عليها داريوس الأول (522ـ486ق.م)، والأخمينيون إلى أن تمكن الإسكندر (336ـ323ق.م) من القضاء عليهم والسيطرة على المناطق التي كانت تابعة لهم. وبعد موت الإسكندر (323ق.م) دخلت المنطقة ضمن نفوذ السلوقيين، ثم ضمها سابور الثاني الساساني (310ـ379م) إلى امبراطوريته، ثم فتحها المسلمون.
وبعد الفتوحات الإسلامية لم يرد ذكر لولاية قندهار إلا عرضاً، وقد برز اسمها ثانية في التاريخ خلال الغزو المغولي، حيث استطاع «بابر ظهير الدين» مؤسس امبراطورية المغول الذي ينتمي من جهة أبيه إلى تيمورلنك أن ينتزعها من أمراء أرغون مدعياً وراثة امبراطورية تيمورلنك، ولكنه عاد إلى كابل (1507م) وواجه صراعات داخلية، وهدده من الغرب الشاه اسماعيل الصفوي الذي هاجم خراسان، وسيطر على هرات، وفرض عليها مذهب الشيعة، لكنه اعتقل في هرات، ثم هرب، وقرر إقامة مملكة في السند، وبذل كثيراً من المحاولات حتى دخلها عام 1522م, وأسس سلالة جديدة في أفغانستان، وفي ذلك الوقت تراوحت تبعية قندهار بين الفرس والمغول.
وفي سنة 1524م تُوفِّي الشاه إسماعيل الصفوي، ومن بعده بابر سنة 1530م، وخلف بابر ابنه همايون الذي وحد كابل وقندهار والبنجاب تحت حكم أخيه كامران، واستمرت قندهار يتنازعها الفرس والمغول حتى قاد الملك الفارسي عباس الثاني جيشاً هاجم به قندهار، واستولى عليها نهائياً عام 1648م. وفي العصر الحديث ازدادت المقاومة الأفغانية ضد الفرس ففي عام 1709م نجح ميرويس خان زعيم قبيلة هوتاكي غازائي بالثورة على حاكم قندهار الفارسي، وقضى على كل الفرس فيها، وفي النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي تمكن نادر شاه الإفشاري من السيطرة على قندهار 1150هـ/1738م إلى أن اغتاله الفرس عام 1747م، حين تمكن أحمد خان الابن الثاني لمحمد خان الدوزائي من اغتصاب الملك والسيطرة على قندهار، حيث أعلن نفسه ملكاً، وتلقب بدرّوران؛ أي درّة الدرر، واتخذ قندهار عاصمة له.
تُوفِّي أحمد خان سنة 1773م، فخلفه ابنه تيمور في حكم أفغانستان الذي لم يحظ إلا بالولاء الاسمي من الزعماء الإقطاعيين، وأمضى مدة حكمه في قمع ثوراتهم، وحينما أحس بكره الشعب له في قندهار نقل العاصمة إلى كابل.
واضطربت الأوضاع بعدئذٍ في كل أفغانستان حتى تمكن البريطانيون من دخول قندهار وتتويج شجاع الملك (1840)، ولكن لم يقبل الأفغانيون حكم ملك مفروضٍ عليهم من قبل سلطة أجنبية، فاندلعت الثورات في كل مكان، وقتل شجاع الملك، فتسلم دوست محمد الحكم الذي استطاع في سنوات حكمه أن يستعيد قندهار. وفي عام 1878م دخلت الجيوش البريطانية قندهار، واستولت عليها حتى استقلالها سنة 1919.
تعد قندهار مركزاً تجارياً مهماً، وتشتهر منطقتها بزراعة الفاكهة، ومطارها دولي من الدرجة الثانية، وفيها بعض المعالم السياحية التي تجذب السياح لزيارتها.
شكران خربوطلي
كانت قندهار ملتقى الحضارات المجاورة لمنطقتها، سيطر عليها داريوس الأول (522ـ486ق.م)، والأخمينيون إلى أن تمكن الإسكندر (336ـ323ق.م) من القضاء عليهم والسيطرة على المناطق التي كانت تابعة لهم. وبعد موت الإسكندر (323ق.م) دخلت المنطقة ضمن نفوذ السلوقيين، ثم ضمها سابور الثاني الساساني (310ـ379م) إلى امبراطوريته، ثم فتحها المسلمون.
وبعد الفتوحات الإسلامية لم يرد ذكر لولاية قندهار إلا عرضاً، وقد برز اسمها ثانية في التاريخ خلال الغزو المغولي، حيث استطاع «بابر ظهير الدين» مؤسس امبراطورية المغول الذي ينتمي من جهة أبيه إلى تيمورلنك أن ينتزعها من أمراء أرغون مدعياً وراثة امبراطورية تيمورلنك، ولكنه عاد إلى كابل (1507م) وواجه صراعات داخلية، وهدده من الغرب الشاه اسماعيل الصفوي الذي هاجم خراسان، وسيطر على هرات، وفرض عليها مذهب الشيعة، لكنه اعتقل في هرات، ثم هرب، وقرر إقامة مملكة في السند، وبذل كثيراً من المحاولات حتى دخلها عام 1522م, وأسس سلالة جديدة في أفغانستان، وفي ذلك الوقت تراوحت تبعية قندهار بين الفرس والمغول.
وفي سنة 1524م تُوفِّي الشاه إسماعيل الصفوي، ومن بعده بابر سنة 1530م، وخلف بابر ابنه همايون الذي وحد كابل وقندهار والبنجاب تحت حكم أخيه كامران، واستمرت قندهار يتنازعها الفرس والمغول حتى قاد الملك الفارسي عباس الثاني جيشاً هاجم به قندهار، واستولى عليها نهائياً عام 1648م. وفي العصر الحديث ازدادت المقاومة الأفغانية ضد الفرس ففي عام 1709م نجح ميرويس خان زعيم قبيلة هوتاكي غازائي بالثورة على حاكم قندهار الفارسي، وقضى على كل الفرس فيها، وفي النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي تمكن نادر شاه الإفشاري من السيطرة على قندهار 1150هـ/1738م إلى أن اغتاله الفرس عام 1747م، حين تمكن أحمد خان الابن الثاني لمحمد خان الدوزائي من اغتصاب الملك والسيطرة على قندهار، حيث أعلن نفسه ملكاً، وتلقب بدرّوران؛ أي درّة الدرر، واتخذ قندهار عاصمة له.
تُوفِّي أحمد خان سنة 1773م، فخلفه ابنه تيمور في حكم أفغانستان الذي لم يحظ إلا بالولاء الاسمي من الزعماء الإقطاعيين، وأمضى مدة حكمه في قمع ثوراتهم، وحينما أحس بكره الشعب له في قندهار نقل العاصمة إلى كابل.
واضطربت الأوضاع بعدئذٍ في كل أفغانستان حتى تمكن البريطانيون من دخول قندهار وتتويج شجاع الملك (1840)، ولكن لم يقبل الأفغانيون حكم ملك مفروضٍ عليهم من قبل سلطة أجنبية، فاندلعت الثورات في كل مكان، وقتل شجاع الملك، فتسلم دوست محمد الحكم الذي استطاع في سنوات حكمه أن يستعيد قندهار. وفي عام 1878م دخلت الجيوش البريطانية قندهار، واستولت عليها حتى استقلالها سنة 1919.
تعد قندهار مركزاً تجارياً مهماً، وتشتهر منطقتها بزراعة الفاكهة، ومطارها دولي من الدرجة الثانية، وفيها بعض المعالم السياحية التي تجذب السياح لزيارتها.
شكران خربوطلي