أنيس المؤدب.. في تاريخ الموسيقى التونسية
تونس - العربي الجديد
08 مايو 2023م
(الوفد التونسي المشارك في "مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية" عام 1932)
يركّز الباحث والعازف التونسي أنيس المؤدّب في كتاباته على تاريخ الموسيقى التونسية منذ الفينيقيين والرومان، مروراً بالحضارة العربية الإسلامية، ووصولاً إلى العصر الحديث، مهتماً بمباحث عدة، منها علم الآثار الموسيقي، ومحاولات تجديد الموسيقى التقليدية وأبرز اتجاهاتها.
في هذا السياق، وضع أستاذ علوم التراث العديد من الدراسات والمقالات، منها "الثقافة الموسيقية في تونس خلال الفترة البونية والرومانية"، و"حفريات في ذاكرة الموسيقى العسكرية التونسية من بداية القرن 17 إلى نهاية القرن 19"، و"الفنون في تونس خلال التاريخ القديم: الموسيقى نموذجاً"، وغيرها.
"مقتطفات من موسيقات صدحت بالبلاد التونسيّة من القرن الثامن عشر إلى بداية القرن العشرين" عنوان المحاضرة التي يقدّمها المؤدّب عند الثانية والنصف من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء في "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة"، في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة.
يضي المحاضِر صورة جزئية للمشهد الموسيقي بتونس خلال تلك القرون الثلاثة، من خلال استعراض مجموعة من المدوّنات الموسيّقية المرقّمة بالطريقة الغربية التي تعود إلى تلك الفترات، وهي وثائق متنوعة، فمنها التي أُنجِزَت في إطار مقاربة اثنوغرافية ــ من قِبَلِ أوروبيين زاروا تونس أو كانوا مقيمين بها ــ من تقارير رسمية أو مؤلّفات أدبية، وقد احتوت على بعض الأنماط الموسيقيّة التونسية، إلى جانب الوثائق الأرشيفية، وكذلك المصنفات الإخبارية.
كما يقف المؤدّب عند مدوّنات موسيقية كتبها عسكريون تونسيون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد وثّقت جانباً كبيراً من رصيد "نوبات المَالُوفْ" التونسي والمعزوفات ذات الأصول العثمانية، لافتاً إلى دور المؤسّسة العسكرية في كتابة جزء من الرصيد الموسيقي التونسي باعتماد الترقيم الموسيقي الغربي، والذي دخل إلى تونس منذ أربعينات القرن التاسع عشر حين تلقّت نخبة من العسكريين التونسيين دروساً في الصولفيج والنوتة الغربية على يد مدرّسين أوروبيين.
ويتحدّث أيضاً عن مدوّنات تنتمي إلى الموسيقى الأوروبيّة التي لم تكن رائجة فقط لدى الجاليات الأجنبية المستوطنة بتونس، بل كانت منتشرة في قصور العائلة الحسينية وحاشيتها وفي أوساط بعض العائلات من الطبقات المتمتّعة بالرخاء في البلد.
ويشير بيان المنظّمين إلى أن الفعالية لن تكتفي بالسرد الذي تقدّمه المحاضرة بل ستجمع بين التعريف بتلك المدونات وأدائها على البيانو من قبل الموسيقي مهدي الطرابلسي، الذي يرافقه كلٌّ من إبراهيم بهلول (إيقاع)، وأميرة اللويبري (غناء).