لبنى نعمان.. أغانٍ منسية من التراث التونسي
تونس - العربي الجديد
27 يوليو 2023م
في سن مبكرة، تعلّمت الفنانة التونسية لبنى نعمان (1963) أنماطاً متعددة من الغناء الشعبي، مثل المثاليث والأدبة في بلدتها جبنيانة بولاية صفاقس، بالإضافة إلى إتقانها فنون الرقص، ثم اختارت أن تدرس المسرح تخصصاً جامعياً، لتبدأ العمل مع المسرحي الراحل عز الدين قنون الذي جمعها به أكثر من عمل.
بسبب ظروف العمل القاسية في المسرح وإيراداته الضعيفة ببلادها، والتي شكت منها نعمان في أكثر من مقابلة صحافية، توجّهت للعمل في السينما في أفلام "باستاردو" لنجيب بلقاضي، و"ر ح م" لفاتن الجزيري، و" 9 أفريل 1938" لطارق الخلاوي وسوسن صايا، وكذلك في عدد من المسلسلات التلفزيونية، وإلى جانب ذلك تعمل منذ عام 2010 على إحياء موسيقى تراثية برؤية معاصرة.
"الوَلاَّدَة" عنوان العرض الذي تقدّمه غناءً وأداءً عند العاشرة من مساء اليوم الخميس في موقع "بلاريجيا الأثري" بمدينة جندوبة (125 كلم جنوب غرب تونس العاصمة)، ضمن فعاليات الدورة السابعة والأربعين من "مهرجان بلاريجيا الدولي" التي تتواصل حتى مساء الثلاثاء المقبل.
العرض من تأليف وتلحين الموسيقي مهدي شقرون، وتوزيع قيس مليتي، وترافقها "مجموعة حس الموسيقية"، ويستعيد العديد من المغنيات المنسيات في التراث التونسي، واللواتي نقلن أغنياتهن التي عكست الكثير من الأفكار والتساؤلات والصراعات التي عشنها، حيث تمّ اختيار مجموعة منها تتغنّى بالمرأة، إضافة إلى أغانٍ خاصة وضع كلماتها وحيد العجيمي ومروان المدب.
من بين المقطوعات التي تؤديها نعمان أغنية "بتّي سهرانة" التي تنتمي إلى تراث الكاف، وسبق وقدّمتها المطربة الفلسطينية تيريز سليمان والتونسي منذر الجبايلي، وهي تتحدّث عن عشق ممنوع بين حبيبين يعيشان ألم الفراق والبعد بينهما. تقول كلمات الأغنية: "بتي سهرانة ياعيني يا بتي سهرانة يا عيني يا/ يابا يا حني وديني على عرس الغالي ونشوف الخل/ وأنا إيش يصبرني على جالو عادي الرجالة/ ياعيني ياه".
استغرق العمل على مشروع "الوَلاَّدَة" عامين من البحث والتحضيرات وصولاً إلى صيغته النهائية، وتتناول بعض الأغاني مفهوم المرآة وعلاقة الأنثى بها حيث تدور بينهما حوارات عديدة تتضمّن بوحاً بألم أو معاناة تتعرّض إليها وتوقاً للحرية وغيرها من المشاعر والأحاسيس المركبة التي تعيشها النساء في هوامش مجتمعهن.
العمل هو جزء من رؤية نعمان للتصالح مع التراث الغنائي البدوي الذي يجري تجاهله لدى كثيرين، أو التعامل معه بسطحية أو بطريقة فولكلورية، لافتة إلى تميّز قصائد هذا الشكل الذي يعتمد عادة على قصّ حكاية بالشعر المنظوم، كما قدّمت في أغنيتَي "غريب وجالي" و"كب الفولارة".