يوقليدوس
euclid
۳۰۰ ق.م
قليل من الشخصيات في هذه القائمة قد اكتسبت شهرة خالدة كالشهرة التي نالها الرياضي الاغريقي يوقليدوس ( اقليدس ) . ومع ان الكثير ، تلك الشخصيات كانت معروفة اكثر منه أثناء وجودها مثل نابليون أو الاسكندر الكبير أو مارتن لوثر ، إلا أنه بمرور الزمن فان من شهرته قد فاقت شهرتهم .
وبالرغم من شهرته فان تفاصيل حياته غير معروفة تقريبا ، والذي نعرفه أنه مارس نشاطه كأستاذ في الاسكندرية ومصر حوالي سنة ٣٠٠ ق.م ولكن تاريخي ميلاده ووفاته غير أكيدين . ولا نعرف حتى في أية قارة قد ولد ناهيك عن اسم المدينة ، ومع انه كتب كتباً كثيرة وبعضها لا يزال باقياً ، ولكن مكانته في التاريخ تستند على كتابه في علم الهندسة هو ( العناصر ) .
ان أهمية كتاب العناصر لا تكمن في النظريات الهندسية التي يقدمها وذلك لأن معظم النظريات الموجودة في ذلك الكتاب كانت معروفة من قبل يوقليدس ، فضلا عن كثير من البراهين . ولكن مأثرة يوقليدس العظيمة ترتیب وصياغة الخطة الكلية للكتاب ، وهذا يشمل في المقام .
الأول على اختيار مجموعة من البدهيات والفرضيات المسلم بصحتها ثم ترتيبه النظريات بشكل جعل كل نظرية تتبع الأخرى بشكل منطقي ، وعند الضرورة كان الحلقات المفقودة والبراهين ، والجدير بالملاحظة ان يقدم كتاب ( العناصر ) كان أصلا عملا في الهندسة المستوية والهندسة الفراغية إلا أنه يحتوي على قسم كبير من الجبر ونظرية الاعداد .
لقد استعمل كتاب العناصر مدة تربو على الالفي عام وهو أنجح کتاب مدرسي دون منازع . وقد كتب باللغة اليونانية وترجم الى كثير من اللغات ، فظهرت الطبعة الأولى حوالي عام ١٤٨٢ م بعد ثلاثين عاما فقط من اختراع الطباعة ومنذ ذلك العهد نشرت أكثر من أ ألف طبعة لذلك الكتاب .
ان كتاب ( العناصر ) عامل من عوامل تدريب العقل البشري على المحاكمة العقلية الصحيحة أكثر من أي من مقالات أرسطو عن المنطق فهو مثل حي عن التركيب الاستنتاجي ، وقد استهوى كثيرا من المفكرين منذ ظهوره .
الانصاف أن نقول ان ظهور كتاب يوقليدوس كان عاملا من عوامل ظهور العلم الحديث ، فالعلم هو أكثر من جمع مجموعة من الملاحظات الدقيقة والاحكام والمبادى العامة ، فالانجازات العظيمة للعلم الحديث تأتي من جمع التجارب مع الاختبارات العملية من ناحية ، والتحليل الدقيق والمحاكمات الاستنتاجية من جهة أخرى .
اننا لا ندري بالتأكيد لماذا ظهرت العلوم وانتعشت في أوروبا قبل الصين ولكن لاشك بأن ذلك لم يكن على سبيل الصدفة فمن المؤكد ان الادوار التي لعبتها بعض الشخصيات مثل نيوتن وغاليلو وكوبرنيكوس كانت ذات أهمية بالغة ، ولكن هناك عوامل كامنة وراء هذه الشخصيات وهي وجود الخلفية العلمية التي أوجدتها العقلانية اليونانية بالاضافة الى المعارف الرياضية التي خلفها اليونان كتراث للحضارة البشرية .
ويجدر بنا أن نذكر ان الصين مع انها كانت متقدمة تقنيا على أوروبا لعدة قرون ، إلا أنها لم تكن تملك التركيب النظري للعلوم الرياضية ، كما كانت في أوروبا . إذ لم يظهر في الصين أي رياضي كيو قليدوس وكان لدى الصينيين معرفة جيدة بالهندسة العملية ولكن معرفتهم الهندسة لم تتعد هذا المضمار ولم تصل الى صياغة الهندسة بشكل استنتاجي .
وبالنسبة للأوروبيين فان فكرة وجود مبادىء فيزيائية متعددة يمكن نستنتج منها كل شيء ، بدت غير غريبة عن الفكر الأوروبي وذلك لوجود علماء أمثال يوقليدوس وعلى العموم فان الأوروبيين لم يعتبروا هندسة اقليدس نظاماً تجريدياً صرفاً بل اعتبروا نظرياته وفرضياته حقائق صحيحة بالنسبة للعالم حولهم .
وكان تأثير يوقليدوس على اسحق نيوتن عظيماً جداً وواضحاً وذلك لان نيوتن كتب كتابه العظيم ( المبادىء ) بشكل هندسي يشبه الى . كبير أسلوب يوقليدس في كتابه ( العناصر ) .
euclid
۳۰۰ ق.م
قليل من الشخصيات في هذه القائمة قد اكتسبت شهرة خالدة كالشهرة التي نالها الرياضي الاغريقي يوقليدوس ( اقليدس ) . ومع ان الكثير ، تلك الشخصيات كانت معروفة اكثر منه أثناء وجودها مثل نابليون أو الاسكندر الكبير أو مارتن لوثر ، إلا أنه بمرور الزمن فان من شهرته قد فاقت شهرتهم .
وبالرغم من شهرته فان تفاصيل حياته غير معروفة تقريبا ، والذي نعرفه أنه مارس نشاطه كأستاذ في الاسكندرية ومصر حوالي سنة ٣٠٠ ق.م ولكن تاريخي ميلاده ووفاته غير أكيدين . ولا نعرف حتى في أية قارة قد ولد ناهيك عن اسم المدينة ، ومع انه كتب كتباً كثيرة وبعضها لا يزال باقياً ، ولكن مكانته في التاريخ تستند على كتابه في علم الهندسة هو ( العناصر ) .
ان أهمية كتاب العناصر لا تكمن في النظريات الهندسية التي يقدمها وذلك لأن معظم النظريات الموجودة في ذلك الكتاب كانت معروفة من قبل يوقليدس ، فضلا عن كثير من البراهين . ولكن مأثرة يوقليدس العظيمة ترتیب وصياغة الخطة الكلية للكتاب ، وهذا يشمل في المقام .
الأول على اختيار مجموعة من البدهيات والفرضيات المسلم بصحتها ثم ترتيبه النظريات بشكل جعل كل نظرية تتبع الأخرى بشكل منطقي ، وعند الضرورة كان الحلقات المفقودة والبراهين ، والجدير بالملاحظة ان يقدم كتاب ( العناصر ) كان أصلا عملا في الهندسة المستوية والهندسة الفراغية إلا أنه يحتوي على قسم كبير من الجبر ونظرية الاعداد .
لقد استعمل كتاب العناصر مدة تربو على الالفي عام وهو أنجح کتاب مدرسي دون منازع . وقد كتب باللغة اليونانية وترجم الى كثير من اللغات ، فظهرت الطبعة الأولى حوالي عام ١٤٨٢ م بعد ثلاثين عاما فقط من اختراع الطباعة ومنذ ذلك العهد نشرت أكثر من أ ألف طبعة لذلك الكتاب .
ان كتاب ( العناصر ) عامل من عوامل تدريب العقل البشري على المحاكمة العقلية الصحيحة أكثر من أي من مقالات أرسطو عن المنطق فهو مثل حي عن التركيب الاستنتاجي ، وقد استهوى كثيرا من المفكرين منذ ظهوره .
الانصاف أن نقول ان ظهور كتاب يوقليدوس كان عاملا من عوامل ظهور العلم الحديث ، فالعلم هو أكثر من جمع مجموعة من الملاحظات الدقيقة والاحكام والمبادى العامة ، فالانجازات العظيمة للعلم الحديث تأتي من جمع التجارب مع الاختبارات العملية من ناحية ، والتحليل الدقيق والمحاكمات الاستنتاجية من جهة أخرى .
اننا لا ندري بالتأكيد لماذا ظهرت العلوم وانتعشت في أوروبا قبل الصين ولكن لاشك بأن ذلك لم يكن على سبيل الصدفة فمن المؤكد ان الادوار التي لعبتها بعض الشخصيات مثل نيوتن وغاليلو وكوبرنيكوس كانت ذات أهمية بالغة ، ولكن هناك عوامل كامنة وراء هذه الشخصيات وهي وجود الخلفية العلمية التي أوجدتها العقلانية اليونانية بالاضافة الى المعارف الرياضية التي خلفها اليونان كتراث للحضارة البشرية .
ويجدر بنا أن نذكر ان الصين مع انها كانت متقدمة تقنيا على أوروبا لعدة قرون ، إلا أنها لم تكن تملك التركيب النظري للعلوم الرياضية ، كما كانت في أوروبا . إذ لم يظهر في الصين أي رياضي كيو قليدوس وكان لدى الصينيين معرفة جيدة بالهندسة العملية ولكن معرفتهم الهندسة لم تتعد هذا المضمار ولم تصل الى صياغة الهندسة بشكل استنتاجي .
وبالنسبة للأوروبيين فان فكرة وجود مبادىء فيزيائية متعددة يمكن نستنتج منها كل شيء ، بدت غير غريبة عن الفكر الأوروبي وذلك لوجود علماء أمثال يوقليدوس وعلى العموم فان الأوروبيين لم يعتبروا هندسة اقليدس نظاماً تجريدياً صرفاً بل اعتبروا نظرياته وفرضياته حقائق صحيحة بالنسبة للعالم حولهم .
وكان تأثير يوقليدوس على اسحق نيوتن عظيماً جداً وواضحاً وذلك لان نيوتن كتب كتابه العظيم ( المبادىء ) بشكل هندسي يشبه الى . كبير أسلوب يوقليدس في كتابه ( العناصر ) .
تعليق