شارلز داروین
charles darwin
۱۸۸۲ - ۱۸۰۹
ولد شارلز داروین ، مؤلف نظرية التطور العضوي بواسطة الانتخاب الطبيعي ، في (شروز بري) في انكلترة في ٢ شباط ۱۸۰۹ ( في نفس اليوم الذي ولد به ابراهام لنكولن ) وفي السادسة عشرة دخل جامعة ادنبرة لدراسة الطب ولكنه وجد ان الطب والتشريح هما موضوعان مملان ولذلك انتقل الى جامعة كيمبردج لدراسة اللاهوت. بيد أنه وجد أن النشاطات الجسمانية كركوب الخيل والصيد اكثر ملائمة من الدراسة ، ولهذا فقد اقنع أحد الاساتذة في الجامعة ان يرشحه كباحث طبيعي في الرحلة الاستكشافية التي كانت تقوم بها الباخرة ( بيجل ) وقد عارض والده أولا هذه الوظيفة لانه كان يشعر ان هذه الرحلة سوف تكون حائلا دون استقرار ابنه و دراسته بجد ، ولكن لحسن الحظ وافق الأب أخيراء ان هذه الرحلة برهنت على أنها من أغزر الرحلات المحيطية فائدة في تاريخ العلوم .
بدأت الباخرة ابحارها عام ۱۸۳۱ وكان عمر داروين حينها اثنان وعشرون عاما . وقد دارت الباخرة حول العالم في مدة خمس سنوات . و قد لامست شواطيء اميركا الجنوبية ثم اتجهت الى المحيط الهادي وبعض جزره ثم بعض جزر المحيط الهندي ثم جنوب المحيط الاطلسي .
وفي أثناء تلك الرحله رأى داروين كثيرا من الاعاجيب الطبيعية وزار قبائل بدائية واكتشف كثيرا من المستحاثات ولاحظ حياة فصائل النبات والحيوان . وفوق ذلك فقد سجل ملاحظاته عن كل ما شاهده وهذه الملاحظات كانت أساس اعماله المستقبلة .
رجع داروين الى الوطن عام ۱۸۳٦ و في العشرين سنة التالية نشر سلسلة من الكتب التي سببت له كثيرا من الشهرة كأحد البيولوجيين العظام في انجلترة ، وقد اعتقد ان الانواع الحيوانية والنباتية غير ثابتة ولكنها تطورت خلال العصور الجيولوجية ، ثم بدأ بعد قراءة إحدى مقالات العالم توماس مالتوس يكون فكرته عن تنازع البقاء والانتخاب الطبيعي بعد ان عدة ملاحظات ومعلومات تؤيد فكرته ، جمع ثم نشر كتابه الشهير ( أصل الأنواع بواسطة الانتخاب الطبيعي ) أو ( بقاء السلالات في الصراع لاجل الحياة ) .
وكانت المجادلات قائمة حول هذه الأفكار عندما كتابا جديدا هو ( سقوط الانسان والانتخاب بالنسبة للجنس ) وهذا الكتاب قدم فكرة ان الانسان قد انحدر من مخلوقات تشبه القرود . وهذا الكتاب أضاف الوقود الى المعارك الجدلية الدائرة .
ولكن داروين نفسه لم يشترك بتلك المعارك الجدلية وذلك لان صحته كانت قد ساءت عند رجوعه من الرحلة، فضلا عن ان انصار نظرية داروين وجدوا مدافعا متحمسا في شخص توماس هكسلي ، وكان مجادلا ماهرا ، ومدافعا عن نظريات داروين . وهكذا فقد قبل العلماء الاعتراف بصحة نظريات داروين قبل موته عام ۱۸۸۲ .
لقد كان داروين مؤسس فكرة تطور الانواع ولم يـ أحد د الى هذه النظرية قبله ، وان مأثرة داروين هي أنه لم يقدم وصفا لميكانيكية الانتخاب الطبيعي فحسب، بل أنه قد قدم كمية كبيرة من الادلة العملية المقنعة لدعم فرضياته .
ومن الجدير بالذكر أن نقول : ان نظرية داروين قد صيغت دون الاعتماد على نظرية الوراثة أو على أي معرفة بها . ففي أيام داروين لم يكن أحد يدري أي شيء عن الطريقة التي كانت تنتقل بها بعض الخصائص من جيل إلى جيل ومع ان غريغور مندل كان يعمل في قانون الوراثة في نفس الوقت الذي كان داروين يكتب به كتبه ، فان أعمال مندل التي كانت تكمل أعمال داروين لم تكن معروفة حتى عام ١٩٠٠ م السنة التي كانت نظريات داروین قد عرفت و نشرت .
وقد كان لأفكار داروين تأثيرات على التفكير الديني أيضا فقد اعتقد كثير من رجال الدين المسيحيين ان قبول مبادی، داروین تقوض مبادىء الدين . وقد كان لمخاوفهم ما يبررها مع أنه من الواضح ان هنالك عوامل أخرى هامة قد لعبت دورا هاما في انحطاط التفكير الديني. وحتى في المستوى الدنيوي فان نظرية داروين قد سببت تغيرا عظيما في طريقة تفكير الكائنات البشرية حول العالم فلم يعد الجنس البشري يحتل المركز الرئيسي في الخطط الطبيعية كما كان في السابق فنحن الآن يجب أن نعتبر أنفسنا نوعاً واحداً من الانواع الكثيرة التي تعيش على وجه الارض ويجب ان نفترض إمكانية خسارتنا هذا المركز المتميز في يوم من الايام .
charles darwin
۱۸۸۲ - ۱۸۰۹
ولد شارلز داروین ، مؤلف نظرية التطور العضوي بواسطة الانتخاب الطبيعي ، في (شروز بري) في انكلترة في ٢ شباط ۱۸۰۹ ( في نفس اليوم الذي ولد به ابراهام لنكولن ) وفي السادسة عشرة دخل جامعة ادنبرة لدراسة الطب ولكنه وجد ان الطب والتشريح هما موضوعان مملان ولذلك انتقل الى جامعة كيمبردج لدراسة اللاهوت. بيد أنه وجد أن النشاطات الجسمانية كركوب الخيل والصيد اكثر ملائمة من الدراسة ، ولهذا فقد اقنع أحد الاساتذة في الجامعة ان يرشحه كباحث طبيعي في الرحلة الاستكشافية التي كانت تقوم بها الباخرة ( بيجل ) وقد عارض والده أولا هذه الوظيفة لانه كان يشعر ان هذه الرحلة سوف تكون حائلا دون استقرار ابنه و دراسته بجد ، ولكن لحسن الحظ وافق الأب أخيراء ان هذه الرحلة برهنت على أنها من أغزر الرحلات المحيطية فائدة في تاريخ العلوم .
بدأت الباخرة ابحارها عام ۱۸۳۱ وكان عمر داروين حينها اثنان وعشرون عاما . وقد دارت الباخرة حول العالم في مدة خمس سنوات . و قد لامست شواطيء اميركا الجنوبية ثم اتجهت الى المحيط الهادي وبعض جزره ثم بعض جزر المحيط الهندي ثم جنوب المحيط الاطلسي .
وفي أثناء تلك الرحله رأى داروين كثيرا من الاعاجيب الطبيعية وزار قبائل بدائية واكتشف كثيرا من المستحاثات ولاحظ حياة فصائل النبات والحيوان . وفوق ذلك فقد سجل ملاحظاته عن كل ما شاهده وهذه الملاحظات كانت أساس اعماله المستقبلة .
رجع داروين الى الوطن عام ۱۸۳٦ و في العشرين سنة التالية نشر سلسلة من الكتب التي سببت له كثيرا من الشهرة كأحد البيولوجيين العظام في انجلترة ، وقد اعتقد ان الانواع الحيوانية والنباتية غير ثابتة ولكنها تطورت خلال العصور الجيولوجية ، ثم بدأ بعد قراءة إحدى مقالات العالم توماس مالتوس يكون فكرته عن تنازع البقاء والانتخاب الطبيعي بعد ان عدة ملاحظات ومعلومات تؤيد فكرته ، جمع ثم نشر كتابه الشهير ( أصل الأنواع بواسطة الانتخاب الطبيعي ) أو ( بقاء السلالات في الصراع لاجل الحياة ) .
وكانت المجادلات قائمة حول هذه الأفكار عندما كتابا جديدا هو ( سقوط الانسان والانتخاب بالنسبة للجنس ) وهذا الكتاب قدم فكرة ان الانسان قد انحدر من مخلوقات تشبه القرود . وهذا الكتاب أضاف الوقود الى المعارك الجدلية الدائرة .
ولكن داروين نفسه لم يشترك بتلك المعارك الجدلية وذلك لان صحته كانت قد ساءت عند رجوعه من الرحلة، فضلا عن ان انصار نظرية داروين وجدوا مدافعا متحمسا في شخص توماس هكسلي ، وكان مجادلا ماهرا ، ومدافعا عن نظريات داروين . وهكذا فقد قبل العلماء الاعتراف بصحة نظريات داروين قبل موته عام ۱۸۸۲ .
لقد كان داروين مؤسس فكرة تطور الانواع ولم يـ أحد د الى هذه النظرية قبله ، وان مأثرة داروين هي أنه لم يقدم وصفا لميكانيكية الانتخاب الطبيعي فحسب، بل أنه قد قدم كمية كبيرة من الادلة العملية المقنعة لدعم فرضياته .
ومن الجدير بالذكر أن نقول : ان نظرية داروين قد صيغت دون الاعتماد على نظرية الوراثة أو على أي معرفة بها . ففي أيام داروين لم يكن أحد يدري أي شيء عن الطريقة التي كانت تنتقل بها بعض الخصائص من جيل إلى جيل ومع ان غريغور مندل كان يعمل في قانون الوراثة في نفس الوقت الذي كان داروين يكتب به كتبه ، فان أعمال مندل التي كانت تكمل أعمال داروين لم تكن معروفة حتى عام ١٩٠٠ م السنة التي كانت نظريات داروین قد عرفت و نشرت .
وقد كان لأفكار داروين تأثيرات على التفكير الديني أيضا فقد اعتقد كثير من رجال الدين المسيحيين ان قبول مبادی، داروین تقوض مبادىء الدين . وقد كان لمخاوفهم ما يبررها مع أنه من الواضح ان هنالك عوامل أخرى هامة قد لعبت دورا هاما في انحطاط التفكير الديني. وحتى في المستوى الدنيوي فان نظرية داروين قد سببت تغيرا عظيما في طريقة تفكير الكائنات البشرية حول العالم فلم يعد الجنس البشري يحتل المركز الرئيسي في الخطط الطبيعية كما كان في السابق فنحن الآن يجب أن نعتبر أنفسنا نوعاً واحداً من الانواع الكثيرة التي تعيش على وجه الارض ويجب ان نفترض إمكانية خسارتنا هذا المركز المتميز في يوم من الايام .
تعليق