الصلح (رياض ـ)
(1893 ـ 1951)
رياض بن أحمد باشا بن محمد الصلح، زعيم لبناني ينتمي إلى أسرة وطنية ارتبط اسمها ببناء لبنان، منذ استيلاء محمد علي باشا على سورية في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
ولد في مدينة صور، وحصل على إجازة في الحقوق من الأستانة. انتسب إلى المنتدى الأدبي، وعرف بثقافته الواسعة وإجادته اللغتين التركية والفرنسية إلى جانب لغته الأم، كان مع والده من المناهضين لسياسة جمعية الاتحاد والترقي، فنفي مع أفراد أسرته إلى الأناضول، ما بين عامي 1916ـ1918م، عاد بعدها إلى دمشق فزار مصر وأوربا. وحينما كشف النقاب عن مضمون اتفاقية سايكس ـ بيكو وأهدافها الاستعمارية، كان رياض الصلح من أوائل المنددين بها والداعين إلى إقامة مملكة سورية بحدودها الطبيعية، وإلى مبايعة فيصل بن الحسين ملكاً عليها.وحينما عقد المؤتمر السوري العام في دمشق 2/7/1919م، شارك فيه عدد من الشخصيات اللبنانية من بينهم رياض الصلح، بصفته ممثلاً عن منطقة صيدا.
وبعد صدور صك الانتداب الفرنسي يوم 24/7/1922 والذي نَصَّ للمرة الأولى على أن لبنان كيان مستقل، ارتفعت أصوات المعارضة داعية إلى عقد مؤتمر للقوى الوطنية لمواجهة هذا المشروع الاستعماري، ومَثَّل رياض الصلح حزب الاستقلال العربي ودعا من خلاله إلى قيام دولة سورية العربية الموحدة، وقد لاقى هذا النداء تأييداً جماهيرياً واسعاً. وعلى خلفية هذا المؤتمر التقى رياض الصلح الأمير شكيب أرسلان في جنيف، وسعد الله الجابري ونعيم الأنطاكي في دمشق، ثم سافر إلى فلسطين وقابل فقيهها أمين الحسيني وعوني عبد الهادي، وتناولت هذه اللقاءات موضوع المفاوضات والمطالب التي سيناقشها وفد الكتلة الوطنية في باريس. وحينما تشكل هذا الوفد برئاسة السيد هاشم الأتاسي، كان رياض الصلح واحداً من أعضائه بصفة مستشار.
بعد عودته إلى بيروت، وبعد أن خاب أمله في المطالبة بالوحدة السورية، عمل في المحاماة، وتابع نشاطه السياسي من أجل استقلال بلاده مستفيداً من علاقاته العربية وسمعة عائلته. فأثار ذلك حفيظة الفرنسيين، فاعتقلوه مع رئيس الجمهورية وبعض النواب والوزراء، وسجنوهم في قلعة راشيا، فثار اللبنانيون واحتجوا على هذا التدخل السافر فاضطرت فرنسا إلى الإفراج عنهم وإعادتهم إلى مناصبهم بعد 11يوماً من اعتقالهم (11ـ22 كانون الأول1943) وأرغمت على إقالة مفوضها السامي هُلّو Hollo.
كُلف رياض الصلح تشكيل الوزارة ثماني مرات، أسهم لبنان في أثنائها بوضع ميثاق الأمم المتحدة عام1945، ودخل عضواً مؤسساً في جامعة الدول العربية في العام نفسه. وفي عهده حصل التمرد المسلح الذي قام به أتباع الحزب القومي السوري الذي انتهى بحادث الجميزة المشهور، وحكم على رئيسه أنطون سعادة بالإعدام ونفذ فيه الحكم يوم 8/7/1949، الأمر الذي دعا أتباعه إلى الانتقام من رياض الصلح، فاغتالوه في مطار عمّان في أثناء زيارة كان يقوم بها إلى الأردن، ونقل جثمانه إلى بيروت ودفن فيها.
تميزت مواقفه بالتمسك بالثوابت القومية، ومن أقواله في هذا المعنى: «إن لبنان لا يحفظه عزيزاً موفور الكرامة إلا العروبة، هي في الداخل عماده، وفي الخارج سياجه». وهو صاحب الكلمة المأثورة: «لن يكون لبنان للاستعمار مقراً، ولا لاستعمار الأقطار العربية ممراً».
فؤاد الدعاس
(1893 ـ 1951)
رياض بن أحمد باشا بن محمد الصلح، زعيم لبناني ينتمي إلى أسرة وطنية ارتبط اسمها ببناء لبنان، منذ استيلاء محمد علي باشا على سورية في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
وبعد صدور صك الانتداب الفرنسي يوم 24/7/1922 والذي نَصَّ للمرة الأولى على أن لبنان كيان مستقل، ارتفعت أصوات المعارضة داعية إلى عقد مؤتمر للقوى الوطنية لمواجهة هذا المشروع الاستعماري، ومَثَّل رياض الصلح حزب الاستقلال العربي ودعا من خلاله إلى قيام دولة سورية العربية الموحدة، وقد لاقى هذا النداء تأييداً جماهيرياً واسعاً. وعلى خلفية هذا المؤتمر التقى رياض الصلح الأمير شكيب أرسلان في جنيف، وسعد الله الجابري ونعيم الأنطاكي في دمشق، ثم سافر إلى فلسطين وقابل فقيهها أمين الحسيني وعوني عبد الهادي، وتناولت هذه اللقاءات موضوع المفاوضات والمطالب التي سيناقشها وفد الكتلة الوطنية في باريس. وحينما تشكل هذا الوفد برئاسة السيد هاشم الأتاسي، كان رياض الصلح واحداً من أعضائه بصفة مستشار.
بعد عودته إلى بيروت، وبعد أن خاب أمله في المطالبة بالوحدة السورية، عمل في المحاماة، وتابع نشاطه السياسي من أجل استقلال بلاده مستفيداً من علاقاته العربية وسمعة عائلته. فأثار ذلك حفيظة الفرنسيين، فاعتقلوه مع رئيس الجمهورية وبعض النواب والوزراء، وسجنوهم في قلعة راشيا، فثار اللبنانيون واحتجوا على هذا التدخل السافر فاضطرت فرنسا إلى الإفراج عنهم وإعادتهم إلى مناصبهم بعد 11يوماً من اعتقالهم (11ـ22 كانون الأول1943) وأرغمت على إقالة مفوضها السامي هُلّو Hollo.
كُلف رياض الصلح تشكيل الوزارة ثماني مرات، أسهم لبنان في أثنائها بوضع ميثاق الأمم المتحدة عام1945، ودخل عضواً مؤسساً في جامعة الدول العربية في العام نفسه. وفي عهده حصل التمرد المسلح الذي قام به أتباع الحزب القومي السوري الذي انتهى بحادث الجميزة المشهور، وحكم على رئيسه أنطون سعادة بالإعدام ونفذ فيه الحكم يوم 8/7/1949، الأمر الذي دعا أتباعه إلى الانتقام من رياض الصلح، فاغتالوه في مطار عمّان في أثناء زيارة كان يقوم بها إلى الأردن، ونقل جثمانه إلى بيروت ودفن فيها.
تميزت مواقفه بالتمسك بالثوابت القومية، ومن أقواله في هذا المعنى: «إن لبنان لا يحفظه عزيزاً موفور الكرامة إلا العروبة، هي في الداخل عماده، وفي الخارج سياجه». وهو صاحب الكلمة المأثورة: «لن يكون لبنان للاستعمار مقراً، ولا لاستعمار الأقطار العربية ممراً».
فؤاد الدعاس