الصولجان (البولو)
الصولجان scepter كلمة محرفة عن الجوكان chaugan الفارسية وبالعربية المحجن، ومعناه: العصا أو المضرب. يرجع أصل الصولجان في القديم إلى سلاح له مقبض طويل ورأس معقوف أو كروي ثقيل، ثم صار رمزاً للسلطان، ويحمله الملوك والرؤساء وكبار الضباط من حرسهم. وكان يصنع من خشب ثمين أو معدن، و مازال يتخذ إلى اليوم أداة من أدوات الاستعراضات والطقوس والاحتفالات.
أما «الصولجان والكرة» أو «الجوكان» أو «البولو» polo وبالعربية «الجَحْفَة» فتسميات مختلفة تطلق على لعبة من ألعاب الكرات يمارسها اللاعبون من على صهوات الجياد، وهي أقدم رياضات الفروسية.
لمحة تاريخية
تكاد المصادر التاريخية تجمع على أن إيران هي الموطن الأصلي للعبة «الكرة والصولجان»، و كانت تمارس على نطاق واسع في بلاد فارس منذ القرن الأول للميلاد، وربما كانت أقدم من ذلك بكثير. ولم تكن في بداياتها رياضة فحسب، وفق المفهوم العصري، ولكنها كانت نوعاً من التدريب العسكري للفرسان. والواقع أن الجحفة أو الصولجان كانت تعني للقبائل المحاربة نوعاً من المعارك المصغرة يشارك فيها ما لا يقل عن مئة فارس في كل طرف، ثم تحولت بالتدريج إلى رياضة يمارسها النبلاء وعلية القوم على نطاق واسع.
انتقلت اللعبة من فارس إلى الجزيرة العربية في الجاهلية، وشاعت بين فرسان القبائل العربية وخاصة في الحيرة. وظلت بعد انتشار الدعوة من ألعاب الفروسية المفضلة إضافة إلى الصيد والرماية، وبرع فيها كثير من الخلفاء والأمراء والسلاطين، وكان هارون الرشيد أول خليفة لعب الكرة والصولجان (766ـ809م)، كما اشتهر بها الملك العادل نور الدين بن زنكي والسلطان صلاح الدين الأيوبي وبعض سلاطين المماليك.
انتقلت اللعبة مع الفتوح الإسلامية إلى ما وراء النهر و التُبَّت والصين ومنها إلى اليابان، ولقيت شعبية كبيرة فيها، ومن كلمة «بالتي» Balti بلغات التبت التي تعني الكرة اقتبس الغرب اسم اللعبة فسموها «بولو».
دخلت هذه الرياضة الهند في القرن الثالث عشر على يد الحكام المسلمين، وذكرها بتفاصيلها الرحالة البريطاني أنتوني شيرلي Anthony Sherley في كتابه «رحلات إلى فارس» (1613م)، غير أن الأوربيين لم يمارسوها إلا في أواسط القرن التاسع عشر، حين نظم بعض مزارعي الشاي البريطانيين في ولاية آسام الهندية أول ناد للبولو في مدينة سيلكار Silchar سنة 1859، وتلاه ناد آخر في كلكوتا. وسرعان ما ذاعت اللعبة في صفوف وحدات الخيالة البريطانية المرابطة في الهند، ثم انتقلت إلى إنكلترا نفسها (1870م)، ومنها إلى أوربا والأمريكتين، وكانت في البدء منافسة بين فريقين، كل منهما من تسعة فرسان، وليس لها قيود أو قواعد. ثم تقلص عدد اللاعبين إلى ثمانية ثم خمسة، واستقر في عام 1883 على أربعة لاعبين في كل فريق، ووضعت لها قواعد وقوانين وأدخل في عام 1888 نظام الإعاقة لتحقيق العدالة؛ بمنح الفريق الأضعف نقاطاً تعوضه عن تخلفه أمام الفريق الأقوى. وهناك اليوم اتحادان رئيسيان للبولو في العالم، الأول هو اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية للبولو ويضم أكثر من مئة ناد، والثاني هو اتحاد هارلينغتون للبولو ويضم اتحادات معظم الدول الأخرى.
قواعد اللعب واللاعبون
الجحفة أو الكرة والصولجان أو البولو اليوم رياضة معقدة دقيقة تجمع بين الفروسية والهوكي [ر] وكرة القدم.
الملعب المكشوف: الملعب مستطيل مغطى بالعشب الأخضر طوله 274.32م (300ياردة) وعرضه 146.3م (160ياردة)، وفيه هدفان من عوارض خشبية خفيفة عند نهايتي الملعب، والمسافة بين العارضتين 7.3م (8 ياردات). ويتم تسجيل الهدف بإدخال الكرة بين العارضتين.
يتألف كل فريق من أربعة فرسان، ويحكِّم اللعبة حكمان راكبان mounted umpireفي الملعب وقاض referee على الخط الجانبي. يبدأ اللعب باصطفاف الفريقين متقابلين على نسق في وسط الملعب، ويرمي أحد الحكمين الكرة بين صفي اللاعبين، فيتعاورها الفريقان ويحاول كل فريق تسجيل الهدف، ويسعى الفريق الثاني إلى الحيلولة دون ذلك. تتألف اللعبة من ستة أشواط chukker كل شوط من 7.5دقيقة (8أشواط في الأرجنتين و4أشواط في أوربا).
لكل لاعب في الفريق مهمة وموقع وأسلوب لعب محددين كما هو شأن بقية رياضات الفرق، غير أن اللاعبين في البولو لا يسمون بحسب مواقعهم، ولكن بأرقامهم، ويتم إتقان مهام كل رقم بالممارسة والخبرة، فيصنف اللاعبون الأربعة إلى مهاجمين وصانع ألعاب ومدافع.
يرتدي اللاعبون قمصاناً من لون واحد وعليها أرقامهم بحسب مواقعهم، وخوذاً واقية، وأحذية عالية الرقبة حتى الركبة، ويحق للاعب وضع واقيات للمرافق ومهاميز غير مسننة، وحمل سوط.
أما مهور البولو (يسمونها مهوراً مع أنها أفراس ناضجة قوية) فيجب أن تتوافر فيها صفات محددة تجمع بين الرشاقة وسرعة العدو وقدرة التحمل وذكاء الخيول العربية، وتخضع لتدريب منهجي، ويكون السرج من النموذج الإنكليزي بمقعد عميق شبيه بسرج القفز. توضع واقيات لباد على ساقي الحصان الأماميتين حتى الرسغين، ويربط شعر عرفه ويضفر شعر ذيله ويعقص حتى لايصطدم بالمضرب.
وأما الصولجان أو المضرب فيكون مقبضه من الخيزران المرن بطول 120ـ134سم بحسب ارتفاع المهر وطول ذراع الفارس، وله مقبض مطاطي وشريط لربطه حول اليد، أما رأس المضرب فقطعة خيزران عرضية طولها 24سم ووزنها 200غ. يضرب اللاعب الكرة بجانب المضرب لا بطرفه. وأما الكرة فمن الخيزران أو من جذر الصفصاف وقطرها 8.3 سم (3.4بوصة) ووزنها 113.5غ.
الملعب المغطى: يمكن أن تمارس اللعبة في ملعب مغطى أو حلبة مستطيلة طولها 91.4م، وعرضها 45.7م محاطة بكاملها بحاجز خشبي على ارتفاع ركبة الفارس (نحو 1.4م) لإبقاء الكرة في الملعب، والكرة من الجلد المنفوخ بقطر 11.4سم ووزنها 50غ، أما الفريق فيتألف من ثلاثة فرسان فقط.
محمد وليد الجلاد
الصولجان scepter كلمة محرفة عن الجوكان chaugan الفارسية وبالعربية المحجن، ومعناه: العصا أو المضرب. يرجع أصل الصولجان في القديم إلى سلاح له مقبض طويل ورأس معقوف أو كروي ثقيل، ثم صار رمزاً للسلطان، ويحمله الملوك والرؤساء وكبار الضباط من حرسهم. وكان يصنع من خشب ثمين أو معدن، و مازال يتخذ إلى اليوم أداة من أدوات الاستعراضات والطقوس والاحتفالات.
أما «الصولجان والكرة» أو «الجوكان» أو «البولو» polo وبالعربية «الجَحْفَة» فتسميات مختلفة تطلق على لعبة من ألعاب الكرات يمارسها اللاعبون من على صهوات الجياد، وهي أقدم رياضات الفروسية.
لمحة تاريخية
تكاد المصادر التاريخية تجمع على أن إيران هي الموطن الأصلي للعبة «الكرة والصولجان»، و كانت تمارس على نطاق واسع في بلاد فارس منذ القرن الأول للميلاد، وربما كانت أقدم من ذلك بكثير. ولم تكن في بداياتها رياضة فحسب، وفق المفهوم العصري، ولكنها كانت نوعاً من التدريب العسكري للفرسان. والواقع أن الجحفة أو الصولجان كانت تعني للقبائل المحاربة نوعاً من المعارك المصغرة يشارك فيها ما لا يقل عن مئة فارس في كل طرف، ثم تحولت بالتدريج إلى رياضة يمارسها النبلاء وعلية القوم على نطاق واسع.
انتقلت اللعبة من فارس إلى الجزيرة العربية في الجاهلية، وشاعت بين فرسان القبائل العربية وخاصة في الحيرة. وظلت بعد انتشار الدعوة من ألعاب الفروسية المفضلة إضافة إلى الصيد والرماية، وبرع فيها كثير من الخلفاء والأمراء والسلاطين، وكان هارون الرشيد أول خليفة لعب الكرة والصولجان (766ـ809م)، كما اشتهر بها الملك العادل نور الدين بن زنكي والسلطان صلاح الدين الأيوبي وبعض سلاطين المماليك.
انتقلت اللعبة مع الفتوح الإسلامية إلى ما وراء النهر و التُبَّت والصين ومنها إلى اليابان، ولقيت شعبية كبيرة فيها، ومن كلمة «بالتي» Balti بلغات التبت التي تعني الكرة اقتبس الغرب اسم اللعبة فسموها «بولو».
دخلت هذه الرياضة الهند في القرن الثالث عشر على يد الحكام المسلمين، وذكرها بتفاصيلها الرحالة البريطاني أنتوني شيرلي Anthony Sherley في كتابه «رحلات إلى فارس» (1613م)، غير أن الأوربيين لم يمارسوها إلا في أواسط القرن التاسع عشر، حين نظم بعض مزارعي الشاي البريطانيين في ولاية آسام الهندية أول ناد للبولو في مدينة سيلكار Silchar سنة 1859، وتلاه ناد آخر في كلكوتا. وسرعان ما ذاعت اللعبة في صفوف وحدات الخيالة البريطانية المرابطة في الهند، ثم انتقلت إلى إنكلترا نفسها (1870م)، ومنها إلى أوربا والأمريكتين، وكانت في البدء منافسة بين فريقين، كل منهما من تسعة فرسان، وليس لها قيود أو قواعد. ثم تقلص عدد اللاعبين إلى ثمانية ثم خمسة، واستقر في عام 1883 على أربعة لاعبين في كل فريق، ووضعت لها قواعد وقوانين وأدخل في عام 1888 نظام الإعاقة لتحقيق العدالة؛ بمنح الفريق الأضعف نقاطاً تعوضه عن تخلفه أمام الفريق الأقوى. وهناك اليوم اتحادان رئيسيان للبولو في العالم، الأول هو اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية للبولو ويضم أكثر من مئة ناد، والثاني هو اتحاد هارلينغتون للبولو ويضم اتحادات معظم الدول الأخرى.
قواعد اللعب واللاعبون
الملعب المكشوف: الملعب مستطيل مغطى بالعشب الأخضر طوله 274.32م (300ياردة) وعرضه 146.3م (160ياردة)، وفيه هدفان من عوارض خشبية خفيفة عند نهايتي الملعب، والمسافة بين العارضتين 7.3م (8 ياردات). ويتم تسجيل الهدف بإدخال الكرة بين العارضتين.
يتألف كل فريق من أربعة فرسان، ويحكِّم اللعبة حكمان راكبان mounted umpireفي الملعب وقاض referee على الخط الجانبي. يبدأ اللعب باصطفاف الفريقين متقابلين على نسق في وسط الملعب، ويرمي أحد الحكمين الكرة بين صفي اللاعبين، فيتعاورها الفريقان ويحاول كل فريق تسجيل الهدف، ويسعى الفريق الثاني إلى الحيلولة دون ذلك. تتألف اللعبة من ستة أشواط chukker كل شوط من 7.5دقيقة (8أشواط في الأرجنتين و4أشواط في أوربا).
لكل لاعب في الفريق مهمة وموقع وأسلوب لعب محددين كما هو شأن بقية رياضات الفرق، غير أن اللاعبين في البولو لا يسمون بحسب مواقعهم، ولكن بأرقامهم، ويتم إتقان مهام كل رقم بالممارسة والخبرة، فيصنف اللاعبون الأربعة إلى مهاجمين وصانع ألعاب ومدافع.
يرتدي اللاعبون قمصاناً من لون واحد وعليها أرقامهم بحسب مواقعهم، وخوذاً واقية، وأحذية عالية الرقبة حتى الركبة، ويحق للاعب وضع واقيات للمرافق ومهاميز غير مسننة، وحمل سوط.
أما مهور البولو (يسمونها مهوراً مع أنها أفراس ناضجة قوية) فيجب أن تتوافر فيها صفات محددة تجمع بين الرشاقة وسرعة العدو وقدرة التحمل وذكاء الخيول العربية، وتخضع لتدريب منهجي، ويكون السرج من النموذج الإنكليزي بمقعد عميق شبيه بسرج القفز. توضع واقيات لباد على ساقي الحصان الأماميتين حتى الرسغين، ويربط شعر عرفه ويضفر شعر ذيله ويعقص حتى لايصطدم بالمضرب.
وأما الصولجان أو المضرب فيكون مقبضه من الخيزران المرن بطول 120ـ134سم بحسب ارتفاع المهر وطول ذراع الفارس، وله مقبض مطاطي وشريط لربطه حول اليد، أما رأس المضرب فقطعة خيزران عرضية طولها 24سم ووزنها 200غ. يضرب اللاعب الكرة بجانب المضرب لا بطرفه. وأما الكرة فمن الخيزران أو من جذر الصفصاف وقطرها 8.3 سم (3.4بوصة) ووزنها 113.5غ.
الملعب المغطى: يمكن أن تمارس اللعبة في ملعب مغطى أو حلبة مستطيلة طولها 91.4م، وعرضها 45.7م محاطة بكاملها بحاجز خشبي على ارتفاع ركبة الفارس (نحو 1.4م) لإبقاء الكرة في الملعب، والكرة من الجلد المنفوخ بقطر 11.4سم ووزنها 50غ، أما الفريق فيتألف من ثلاثة فرسان فقط.
محمد وليد الجلاد