الصناعي (الأمن ـ)
يطلق مفهوم الأمن الصناعي industrial safety على أحد فروع المعرفة، ويهتم بجميع التدابير الوقائية لمنع وقوع الإصابات في أثناء العمل، وحماية مقومات العمل البشرية والمادية والبيئية في جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية والتعليم والنقل والمناولة والتخزين، وكيفية تنفيذ الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ عند وقوع الإصابات والحوادث والكوارث.
مراحل تطبيق الأمن الصناعي
يقسم تحقيق الأمن الصناعي إلى ثلاث مراحل رئيسية:
ـ المرحلة الأولى: لدى تصميم أو اختيار الآلات ومواد العمل الأكثر أماناً، وإنشاء المباني المناسبة هندسياً لطبيعة العمل، إذ يجب التخلص قدر الإمكان من كل مصادر الخطر، وتلافيها، ومراعاة قواعد الأمن الصناعي.
ـ المرحلة الثانية: في أثناء الاستثمار والتشغيل والإنتاج، عن طريق وضع تعليمات التشغيل الآمنة، وتنظيم مكان العمل، وتخطيط سير المواد وحركة العمال، وتحديد مصادر الخطر، والتعريف بطرائق الوقاية من الحوادث والإصابات، وتوصيف معدات الوقاية الفردية بما يتناسب مع طبيعة العمل ومواده (للرأس والوجه والعيون والآذان والمجاري التنفسية واليدين والقدمين وسائر الجسم)، وتحديد مخارج النجاة، والتنبيه لمكامن الخطر، والتحذير من الحوادث قبل وقوعها وكيفية تفاديها. وكذلك تجهيز أماكن العمل بوسائل الوقاية والإسعاف والطوارئ وإطفاء الحريق وتشغيلها تلقائياً، وحصر أماكن الخطر وإغلاقها منعاً لتفاقم الأضرار.
ـ المرحلة الثالثة: عند وقوع الحوادث، وتشمل إجراء الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ بفرق إسعاف متخصصة ومؤهلة للتعامل مع الإصابات والجروح الأكثر احتمالاً بحسب مجال العمل وطبيعة مواد العمل. كما يجب تعليق لوحات تعليمات حول كيفية إجراء الإسعافات الأولية وإخلاء المصابين، وأسماء وعناوين الأطباء والمستشفيات المختصة بمعالجة الإصابات الأكثر احتمالاً (عينية، حروق، مواد كاوية، جروح، كسور). وعند التعامل مع المواد الخطرة السامة لا بد من مراجعة مراكز الإسعاف المختصصة مع ضرورة ذكر اسم أو رقم المادة الخطرة للطبيب المعالج، وعند اللزوم الاستعانة بفرق الإطفاء والدفاع المدني والشرطة للتغلب على الحوادث الطارئة.
تسعى المرحلتان الأولى والثانية إلى التنبه للمخاطر والحوادث قبل وقوعها، واتخاذ التدابير والاحتياطات الوقائية كافة لمنع وقوع الحوادث واستخدام ما يلزم لتلافي تطورها في حال وقوعها. أما المرحلة الثالثة فتسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد وقوع الحوادث والإصابات.
العوامل المؤثرة في الأمن الصناعي
تعد مقومات العمل (الإنسان والآلات ومواد العمل وأسلوب العمل) وتجهيزات المكافحة والإطفاء والإنقاذ وغيرها العوامل المؤثرة في الأمن الصناعي، كما أن لطبيعة عملها ومواصفاتها أثراً كبيراً في نتائج العملية الإنتاجية أو الخدمية المتمثلة في الجودة والأمن والبيئة والتكاليف وزمن التوريد والهدر والمعنويات العامة.
شروط تحقيق الأمن الصناعي
يفترض أن يكون تحقيق قواعد الأمن الصناعي من مسؤولية الجهات العامة في الدولة ولا سيما عند منح تراخيص العمل ومزاولة المهنة، أو تجديد استثمار وسائل النقل والمعدات الفنية، وأن تخضع المؤسسات الخدمية والإنتاجية والتعليمية كافة وحيثما يلزم الأمر إلى المراقبة الدورية ومراعاة شروط الأمان والتجهيزات المخصصة للطوارئ وقواعد السلامة المهنية من قبل المختصين. وعليه يمكن تحقيق الوقاية والحماية من خلال:
ـ التشديد على تطبيق قواعد الأمن والسلامة المهنية وفق المعايير النموذجية عند منح تراخيص العمل ومزاولة المهنة.
ـ المراقبة الصارمة على إجراءات الأمان والسلامة المهنية في أثناء العمل، وعند تجديد تراخيص العمل.
ـ تطبيق قواعد الأمن الصناعي وإدراك أهميتها ومتابعتها من قبل الإدارة.
ـ التخطيط السليم للعمل ومتابعة تنفيذ الخطة.
ـ إفهام العاملين مخاطر العمل والأمراض المهنية، وتدريبهم على كيفية الوقاية منها.
ـ عدم السماح بتجاوز العتبات الحدية المسموح بها عالمياً من تلوث وإشعاع وسمية وضجيج.
ـ تخفيض أوقات العمل ومدة خدمة العاملين في المجالات الخطرة (الكيمياوية والإشعاعية).
ـ التقيد بإجراء الصيانات الدورية للتجهيزات الميكانيكية والكهربائية والبنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والهواء المضغوط.
ـ إصلاح كل ما يطرأ من عيوب في المعدات أو المنشآت فور حدوثه، وعدم استعمال أية معدات في حال وجود أي خلل فيها.
ـ إجراء التعديلات الضرورية لتحسين شروط العمل والسلامة المهنية.
أسباب الحوادث والإصابات المهنية وسبل الوقاية والحماية
1ـ أسباب تتعلق بالإنسان، سواء كان صاحب العمل أو العامل أو الإداري أو الفني، نتيجة الجهل أو الاستهتار أو الاستغلال. وللحد من تلك الإصابات لا بد من تدريب العمال وتأهيلهم بما يناسب مجال عملهم، وتحقيق الاستقرار النفسي والرعاية الصحية لهم، وخاصة العاملات المرضعات والحوامل، وتوفير وسائل الوقاية الفردية وتأكيد استخدامها، وتوفير وسائل النقل الأمينة من وإلى مكان العمل، والتأكد من ملاءمة العامل الفنية والبدنية للعمل الذي يقوم به، وعدم الاعتماد على اليد العاملة الرخيصة غير الخبيرة، والتعريف بمصادر الخطر وآثارها.
2ـ أسباب تتعلق بالآلات والتجهيزات والعُدَد، لعدم ملاءمتها فنياً مع طبيعة العمل، أو نتيجة لسوء استعمالها وعدم تغطية الأجزاء المتحركة والخطرة فيها، أو بسبب ما يصدر عنها من مخلفات أو نفايات صلبة أو سائلة أو غازية. كما ويمكن أن يكون بسبب عدم التزام توصيات الشركات الصانعة وتشغيل الآلات خارج المجالات المسموح بها من سرعة دوران أو زيادة حِمل، أو جهد كهربائي عال، أو زيادة ضغط، أو إهمال صمامات أو منصهرات الأمان، أو غض النظر عن أي خلل فيها. ويؤدي عدم تنظيف الآلات وإجراء الصيانات الدورية لها، أو تشغيل الآلات تحت ضغوط أو درجات حرارة غير مناسبة دوراً سلبياً أيضاً.
3ـ أسباب تتعلق بمواد العمل، حيث تنشأ الإصابات في أثناء عمليات التشغيل أو النقل أو المناولة أو التعبئة والتغليف أو التخزين. فقد تكون مواد العمل غير مطابقة للمواصفات المعلن عنها، أو تكون من المواد أو المستحضرات الخطرة مثل: المواد المتفجرة، أو السريعة الاشتعال، أو القابلة للاشتعال الذاتي، أو بملامسة الماء، أو المواد المشعة، أو الكاوية، أو المسرطنة والضارة بالإخصاب، والضارة بالحوامل والمرضعات، والضارة بالمورثات والنسل، والضارة بالبيئة، سواء أكانت هذه المواد مواد أساسية في العمل أو من نواتج العمليات الإنتاجية. وقد تبدو مواد العمل ظاهرياً آمنة، إلا أنه ينتج عنها مواد خطرة تكون قابلة للانفجار إذا توفرت الشروط الملائمة لها، كالانفجارات الغبارية التي تقع في مطاحن الدقيق وصوامع تخزين الحبوب[ر]. لذلك يجب التعامل بحذر شديد مع مواد العمل وما ينتج عنها بحسب خصوصيتها في جميع مجالات العمل. كما يجب وضع الملصقات واللافتات الدالة على درجة خطورة مواد العمل، وتحديد آليات الإسعاف الضرورية، ومراقبة الإشعاعات ومستوى تركيز المواد الخطرة في الهواء وفي مكان العمل وعدم السماح بتجاوز العتبات القصوى المسموح بها. وإن نقل المواد الخطرة وتخزينها، وتمييز شاحنات نقلها بلوحات التحذير، ولوحات التمييز التي تدل على درجة الخطورة والرقم العالمي للمادة المنقولة، ولوحات الخطر هي من الأمور المهمة جداً.
4ـ أسباب تتعلق بطبيعة العمل وأسلوبه، إذا كانت طبيعة العمل مجهدة أو روتينية مملة، أو تركز على تشغيل أحد الأطراف أو الحواس، فقد تؤدي مع الزمن إلى الإصابة بأمراض مهنية، لذا يفترض استخدام التقانات المتطورة والاستفادة من مجالات الأتمتة والمعلوماتية، واستخدام تكنولوجيا لا تسمح بالتشغيل الخاطئ للآلات، وإلزام العمال بارتداء وسائل الوقاية الفردية وتنفيذ الاستراحات التي تعيد إليهم نشاطهم وتركيزهم على العمل.
5ـ أسباب تتعلق بظروف العمل وبيئته، إذ يجب أن يكون مناخ العمل ملائماً لطبيعة العمليات الإنتاجية من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتهوية والإضاءة والضجيج، وأن يكون التلوث بالإشعاع أو بالغبار أو المواد السامة أو الخطرة القابلة للاشتعال أو الانفجار أقل من حدوده الدنيا المسموح بها. أما مكان العمل فيجب أن يكون مريحاً، إذ غالباً ما يكون التوسع في الإنتاج على حساب المساحات المخصصة للراحة أو المرافق العامة أو الممرات، أو أن يكون وضع الآلات غير منظم ولا ينسجم مع تسلسل العمليات الإنتاجية مما يجبر العاملين في أثناء العمل على الاحتكاك المباشر بالآلات أو مواد الإنتاج أو وسائل النقل والمناولة التي تعرضهم للإصابات، أو أن تكون صفات صالات العمل من حيث الجدران والأسقف وفتحات التهوية والنوافذ لا تتناسب مع طبيعة العمل. وكذلك الاهتمام بنظافة مكان العمل، وتخصيص أمكنة للآلات والقطع والمشغولات والممرات الخاصة بالمشاة وبوسائل النقل والمناولة، وتمييز مخارج النجاة وأماكن الخطر بلوحات خاصة، والتركيز على تنظيم وتخطيط مكان العمل والعناية بالمرافق العامة. وكذلك تجهيز المنشآت الصناعية بأجهزة الإنذار ومنظومات مكافحة الحريق والإسعاف والطوارئ، وأن تكون محمية ضد الصواعق والعوامل الجوية الأخرى.
6ـ الإصابات غير المباشرة التي تعود لأسباب قاهرة كالزلازل والأعاصير والفيضانات والانهيارات أو العدوان الخارجي.
نزيه أبو صالح، منير الدعاس
يطلق مفهوم الأمن الصناعي industrial safety على أحد فروع المعرفة، ويهتم بجميع التدابير الوقائية لمنع وقوع الإصابات في أثناء العمل، وحماية مقومات العمل البشرية والمادية والبيئية في جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية والتعليم والنقل والمناولة والتخزين، وكيفية تنفيذ الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ عند وقوع الإصابات والحوادث والكوارث.
مراحل تطبيق الأمن الصناعي
يقسم تحقيق الأمن الصناعي إلى ثلاث مراحل رئيسية:
ـ المرحلة الأولى: لدى تصميم أو اختيار الآلات ومواد العمل الأكثر أماناً، وإنشاء المباني المناسبة هندسياً لطبيعة العمل، إذ يجب التخلص قدر الإمكان من كل مصادر الخطر، وتلافيها، ومراعاة قواعد الأمن الصناعي.
ـ المرحلة الثانية: في أثناء الاستثمار والتشغيل والإنتاج، عن طريق وضع تعليمات التشغيل الآمنة، وتنظيم مكان العمل، وتخطيط سير المواد وحركة العمال، وتحديد مصادر الخطر، والتعريف بطرائق الوقاية من الحوادث والإصابات، وتوصيف معدات الوقاية الفردية بما يتناسب مع طبيعة العمل ومواده (للرأس والوجه والعيون والآذان والمجاري التنفسية واليدين والقدمين وسائر الجسم)، وتحديد مخارج النجاة، والتنبيه لمكامن الخطر، والتحذير من الحوادث قبل وقوعها وكيفية تفاديها. وكذلك تجهيز أماكن العمل بوسائل الوقاية والإسعاف والطوارئ وإطفاء الحريق وتشغيلها تلقائياً، وحصر أماكن الخطر وإغلاقها منعاً لتفاقم الأضرار.
ـ المرحلة الثالثة: عند وقوع الحوادث، وتشمل إجراء الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ بفرق إسعاف متخصصة ومؤهلة للتعامل مع الإصابات والجروح الأكثر احتمالاً بحسب مجال العمل وطبيعة مواد العمل. كما يجب تعليق لوحات تعليمات حول كيفية إجراء الإسعافات الأولية وإخلاء المصابين، وأسماء وعناوين الأطباء والمستشفيات المختصة بمعالجة الإصابات الأكثر احتمالاً (عينية، حروق، مواد كاوية، جروح، كسور). وعند التعامل مع المواد الخطرة السامة لا بد من مراجعة مراكز الإسعاف المختصصة مع ضرورة ذكر اسم أو رقم المادة الخطرة للطبيب المعالج، وعند اللزوم الاستعانة بفرق الإطفاء والدفاع المدني والشرطة للتغلب على الحوادث الطارئة.
تسعى المرحلتان الأولى والثانية إلى التنبه للمخاطر والحوادث قبل وقوعها، واتخاذ التدابير والاحتياطات الوقائية كافة لمنع وقوع الحوادث واستخدام ما يلزم لتلافي تطورها في حال وقوعها. أما المرحلة الثالثة فتسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد وقوع الحوادث والإصابات.
العوامل المؤثرة في الأمن الصناعي
تعد مقومات العمل (الإنسان والآلات ومواد العمل وأسلوب العمل) وتجهيزات المكافحة والإطفاء والإنقاذ وغيرها العوامل المؤثرة في الأمن الصناعي، كما أن لطبيعة عملها ومواصفاتها أثراً كبيراً في نتائج العملية الإنتاجية أو الخدمية المتمثلة في الجودة والأمن والبيئة والتكاليف وزمن التوريد والهدر والمعنويات العامة.
شروط تحقيق الأمن الصناعي
يفترض أن يكون تحقيق قواعد الأمن الصناعي من مسؤولية الجهات العامة في الدولة ولا سيما عند منح تراخيص العمل ومزاولة المهنة، أو تجديد استثمار وسائل النقل والمعدات الفنية، وأن تخضع المؤسسات الخدمية والإنتاجية والتعليمية كافة وحيثما يلزم الأمر إلى المراقبة الدورية ومراعاة شروط الأمان والتجهيزات المخصصة للطوارئ وقواعد السلامة المهنية من قبل المختصين. وعليه يمكن تحقيق الوقاية والحماية من خلال:
ـ التشديد على تطبيق قواعد الأمن والسلامة المهنية وفق المعايير النموذجية عند منح تراخيص العمل ومزاولة المهنة.
ـ المراقبة الصارمة على إجراءات الأمان والسلامة المهنية في أثناء العمل، وعند تجديد تراخيص العمل.
ـ تطبيق قواعد الأمن الصناعي وإدراك أهميتها ومتابعتها من قبل الإدارة.
ـ التخطيط السليم للعمل ومتابعة تنفيذ الخطة.
ـ إفهام العاملين مخاطر العمل والأمراض المهنية، وتدريبهم على كيفية الوقاية منها.
ـ عدم السماح بتجاوز العتبات الحدية المسموح بها عالمياً من تلوث وإشعاع وسمية وضجيج.
ـ تخفيض أوقات العمل ومدة خدمة العاملين في المجالات الخطرة (الكيمياوية والإشعاعية).
ـ التقيد بإجراء الصيانات الدورية للتجهيزات الميكانيكية والكهربائية والبنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والهواء المضغوط.
ـ إصلاح كل ما يطرأ من عيوب في المعدات أو المنشآت فور حدوثه، وعدم استعمال أية معدات في حال وجود أي خلل فيها.
ـ إجراء التعديلات الضرورية لتحسين شروط العمل والسلامة المهنية.
أسباب الحوادث والإصابات المهنية وسبل الوقاية والحماية
1ـ أسباب تتعلق بالإنسان، سواء كان صاحب العمل أو العامل أو الإداري أو الفني، نتيجة الجهل أو الاستهتار أو الاستغلال. وللحد من تلك الإصابات لا بد من تدريب العمال وتأهيلهم بما يناسب مجال عملهم، وتحقيق الاستقرار النفسي والرعاية الصحية لهم، وخاصة العاملات المرضعات والحوامل، وتوفير وسائل الوقاية الفردية وتأكيد استخدامها، وتوفير وسائل النقل الأمينة من وإلى مكان العمل، والتأكد من ملاءمة العامل الفنية والبدنية للعمل الذي يقوم به، وعدم الاعتماد على اليد العاملة الرخيصة غير الخبيرة، والتعريف بمصادر الخطر وآثارها.
2ـ أسباب تتعلق بالآلات والتجهيزات والعُدَد، لعدم ملاءمتها فنياً مع طبيعة العمل، أو نتيجة لسوء استعمالها وعدم تغطية الأجزاء المتحركة والخطرة فيها، أو بسبب ما يصدر عنها من مخلفات أو نفايات صلبة أو سائلة أو غازية. كما ويمكن أن يكون بسبب عدم التزام توصيات الشركات الصانعة وتشغيل الآلات خارج المجالات المسموح بها من سرعة دوران أو زيادة حِمل، أو جهد كهربائي عال، أو زيادة ضغط، أو إهمال صمامات أو منصهرات الأمان، أو غض النظر عن أي خلل فيها. ويؤدي عدم تنظيف الآلات وإجراء الصيانات الدورية لها، أو تشغيل الآلات تحت ضغوط أو درجات حرارة غير مناسبة دوراً سلبياً أيضاً.
3ـ أسباب تتعلق بمواد العمل، حيث تنشأ الإصابات في أثناء عمليات التشغيل أو النقل أو المناولة أو التعبئة والتغليف أو التخزين. فقد تكون مواد العمل غير مطابقة للمواصفات المعلن عنها، أو تكون من المواد أو المستحضرات الخطرة مثل: المواد المتفجرة، أو السريعة الاشتعال، أو القابلة للاشتعال الذاتي، أو بملامسة الماء، أو المواد المشعة، أو الكاوية، أو المسرطنة والضارة بالإخصاب، والضارة بالحوامل والمرضعات، والضارة بالمورثات والنسل، والضارة بالبيئة، سواء أكانت هذه المواد مواد أساسية في العمل أو من نواتج العمليات الإنتاجية. وقد تبدو مواد العمل ظاهرياً آمنة، إلا أنه ينتج عنها مواد خطرة تكون قابلة للانفجار إذا توفرت الشروط الملائمة لها، كالانفجارات الغبارية التي تقع في مطاحن الدقيق وصوامع تخزين الحبوب[ر]. لذلك يجب التعامل بحذر شديد مع مواد العمل وما ينتج عنها بحسب خصوصيتها في جميع مجالات العمل. كما يجب وضع الملصقات واللافتات الدالة على درجة خطورة مواد العمل، وتحديد آليات الإسعاف الضرورية، ومراقبة الإشعاعات ومستوى تركيز المواد الخطرة في الهواء وفي مكان العمل وعدم السماح بتجاوز العتبات القصوى المسموح بها. وإن نقل المواد الخطرة وتخزينها، وتمييز شاحنات نقلها بلوحات التحذير، ولوحات التمييز التي تدل على درجة الخطورة والرقم العالمي للمادة المنقولة، ولوحات الخطر هي من الأمور المهمة جداً.
4ـ أسباب تتعلق بطبيعة العمل وأسلوبه، إذا كانت طبيعة العمل مجهدة أو روتينية مملة، أو تركز على تشغيل أحد الأطراف أو الحواس، فقد تؤدي مع الزمن إلى الإصابة بأمراض مهنية، لذا يفترض استخدام التقانات المتطورة والاستفادة من مجالات الأتمتة والمعلوماتية، واستخدام تكنولوجيا لا تسمح بالتشغيل الخاطئ للآلات، وإلزام العمال بارتداء وسائل الوقاية الفردية وتنفيذ الاستراحات التي تعيد إليهم نشاطهم وتركيزهم على العمل.
5ـ أسباب تتعلق بظروف العمل وبيئته، إذ يجب أن يكون مناخ العمل ملائماً لطبيعة العمليات الإنتاجية من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتهوية والإضاءة والضجيج، وأن يكون التلوث بالإشعاع أو بالغبار أو المواد السامة أو الخطرة القابلة للاشتعال أو الانفجار أقل من حدوده الدنيا المسموح بها. أما مكان العمل فيجب أن يكون مريحاً، إذ غالباً ما يكون التوسع في الإنتاج على حساب المساحات المخصصة للراحة أو المرافق العامة أو الممرات، أو أن يكون وضع الآلات غير منظم ولا ينسجم مع تسلسل العمليات الإنتاجية مما يجبر العاملين في أثناء العمل على الاحتكاك المباشر بالآلات أو مواد الإنتاج أو وسائل النقل والمناولة التي تعرضهم للإصابات، أو أن تكون صفات صالات العمل من حيث الجدران والأسقف وفتحات التهوية والنوافذ لا تتناسب مع طبيعة العمل. وكذلك الاهتمام بنظافة مكان العمل، وتخصيص أمكنة للآلات والقطع والمشغولات والممرات الخاصة بالمشاة وبوسائل النقل والمناولة، وتمييز مخارج النجاة وأماكن الخطر بلوحات خاصة، والتركيز على تنظيم وتخطيط مكان العمل والعناية بالمرافق العامة. وكذلك تجهيز المنشآت الصناعية بأجهزة الإنذار ومنظومات مكافحة الحريق والإسعاف والطوارئ، وأن تكون محمية ضد الصواعق والعوامل الجوية الأخرى.
6ـ الإصابات غير المباشرة التي تعود لأسباب قاهرة كالزلازل والأعاصير والفيضانات والانهيارات أو العدوان الخارجي.
نزيه أبو صالح، منير الدعاس