ابن صمادح (محمد بن معن) (Ibn Samadih (Mohammad ibn

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن صمادح (محمد بن معن) (Ibn Samadih (Mohammad ibn

    ابن صمادح (محمد بن معن ـ)
    (429 ـ 484هـ/1037ـ 1091م)

    أبو يحيى محمد بن معن بن محمد ابن أحمد بن عبد الرحمن بن صمادح، الملقب بالمعتصم. ولد في مدينة وشقة التي كان يحكمها جده، ومن قبله كان عبد الرحمن بن صمادح حاكم الثغر الأعلى كلًه. في سنة 433هـ/1041م نجح معن بن محمد بن أحمد في الاستحواذ على إمارة المرية الصغيرة التي أسسها عام 416هـ/1025م اثنان من الصقالبة هما خيران وزهير.
    توفي معن عام 443هـ، فخلفه ابنه أبو يحيى محمد بن معن وسمّى نفسه معز الدولة، فلما تلقبت ملوك الأندلس بالألقاب السلطانية تلقب هو أيضاً باسمين من ألقابها، فسمّى نفسه المعتصم بالله الواثق بفضل الله.
    عرف بحسن السيرة في رعيته وجنده وقرابته، فانتظمت أيامه، واتصلت دولته، واستقامت أموره، وكان رحب الفناء، جزل العطاء، حليماً عن الدماء والدهماء، طافت به الآمال، واتسع في مدحه المقال، وأعملت إلى حضرته الرحالُ، أخلد إلى الدعة ومال إلى بناء القصور واكتفى بما في يديه.
    اشتهرت دولته بالأدب والشعر، وحمايتها لهما، فكان بلاطه الصغير في المرية ينافس في مجالسه الأدبية، وفي رعايته للأدباء والشعراء بلاط إشبيلية وقد لزم حضرته فحول الشعراء كأبي عبد الله بن الحداد، وابن عبادة، وابن مالك، والأسعد بن بلّيطة وغيرهم.
    أُثِرَ عنه نظم الشعر ولكنه كان مقلاً، وشعره عذب رقيق، يقول في الغزل:
    وحمّلْتُ ذات الطوق مني تحية
    تكون على أفق المرية مجمَرا
    تبلّغُ من ودي إليكم رسائلاً
    بأعبق من نشر العبير وأعطرا
    وله في معاتبة الوزير ابن عمار:
    وزهَّدني في الناس معرفتي بهم
    وطولُ اختباري صاحباً بعد صاحب
    فلم ترني الأيام خلاّ تسرُني
    مباديه إلاّ ساءني في العواقب
    ولا قلت: أرجوه لدفع ملمة
    من الدهر إلا كان إحدى النوائب
    وكان بنوه: أبو جعفر، ومعز الدولة أحمد، وعز الدولة عبيد الله، ورفيع الدولة يحيى، وابنته أم الكرام، وحفيده رشيد الدولة محمد كلُّهم شعراءَ مجيدين.
    قضى المرابطون على دولة بني صمادح كما قضوا على غيرها من ممالك الطوائف، وحاول المعتصم استرضاء ابن تاشفين بعد قضائه على مملكة غرناطة، اتقاء مصير مماثل، فأرسل ابنه عز الدولة مهنئاً، فقبض عليه وزج في السجن، وأرسل عز الدولة إلى والده أبياتاً مؤثرة يشكو فيها عناءه وضيق محبسه قائلاً:
    أبعدَ السنا والمعالي خمولُ
    وبعدَ ركوب المذاكي كبولُ
    ومن بعد ما كنتُ حرّا عزيزا
    أنا اليومَ عبدٌ أسير ذليلُ
    وأجابه والده:
    عزيزٌ عليّ ونوحي ذليلُ
    على ما أقاسي ودمعي يسيلُ
    لئن كنتُ يعقوب في حزنه
    ويوسفُ أنت، فصبر جميل
    تمكن المعتصم من مساعدة ابنه على الهرب فوافاه في المرية ليجده مريضاً على فراش الموت، وفي ذلك الحين سارعَ المرابطون إلى حصار المرية، ودخول معظم حصونها، ولمّا ضيقوا الحصار عليها، قال المعتصم عبارته المشهورة: «نُغِّصَ علينا كل شيء حتى الموت» وكان قد أوصى ابنه عز الدولة أن يعبر البحر في أهله وماله حينما يبلغه نبأ سقوط إشبيلية، ويلجأ إلى أمراء بني حماد الصنهاجيين، وقد نفذ وصية والده، واستطاع الفرار في ثلاث سفن، قبل أن يتمكن المرابطون من دخول المدينة، إلى عدوة المغرب.
    مهجة الباشا

يعمل...
X