تويت
تعود بدايات المدرسة الانطباعية إلى أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا إلى عقد السبعينيات الذي شهد ظهور العديد من اللوحات التي أسست لهذه المدرسة، أهمها لوحة "انطباع شروق الشمس" للفرنسي كلود مونيه. ولكن هذه المدرسة لم تُعرف على نحوٍ واسع، ولم تحظ بالتقدير الذي تستحقه، إلا مع نهاية ذلك القرن وبداية القرن العشرين.
قبل ذلك، واجه رسّامو هذه المدرسة الكثير من الانتقادات التي دفعت ببعضهم إلى التخلي عنها، بينما استمر آخرون في الرسم بأسلوبها القائم على رسم الفنان لانطباعاته عما يراه بالعين المجردة. ولأن الرسم كان يجري في الهواء الطلق، تزايد اهتمام الرسامين الانطباعيين بالضوء الذي يُعتبر من أهم العناصر التي تُميّز اللوحة الانطباعية.
هنا وقفة مع أشهر 6 لوحات رسمها روّاد المدرسة الانطباعية
1- انطباع شروق الشمس
"انطباع شروق الشمس" هي أهم لوحات الرسام الفرنسي كلود مونيه (1840 – 1926) والمدرسة الانطباعية على الإطلاق. ويُقال إن اسم هذه المدرسة اشتق منها كونها أول لوحة تُرسم بهذا الأسلوب. والملفت أنها أثارت الكثير من الجدل في بداية ظهورها لدرجة أن بعض النقّاد قالوا إنها تُعبّر عن استخفاف صاحبها بالرسم. ولكن هذا الازدراء لن يدوم طويلًا، إذ ستُصبح اللوحة التي رُسمت عام 1872، وصوّر فيها مونيه ميناء لو هافر خلال اللحظات الأولى لشروق الشمس، واحدة من أشهر اللوحات في تاريخ الفن التشكيلي.
2- طعام الغداء في الحقل
رسم الفنان الفرنسي إدوارد مانيه (1832 – 1883) لوحته "طعام الغداء في الحقل" بين عامي 1862 – 1863. وتُعتبر هذه اللوحة واحدة من أهم وأشهر لوحات المدرسة الانطباعية. ولهذه اللوحة التي تظهر فيها امرأة عارية تتنزه مع شابين يرتديان ملابسهما، حكاية مثيرة؛ إذ يُقال إن مانيه أراد عرضها في صالون باريس عام 1863، لكنها رُفضت إلى جانب أكثر من 3 آلاف لوحة أخرى بسبب مضمونها الجريء الذي عرّض صاحبها للكثير من الانتقادات.
3- درس الرقص
تُعتبر لوحة "درس الرقص" واحدة من أشهر لوحات المدرسة الانطباعية، وإحدى أهم لوحات الرسام الفرنسي إدغار ديغا (1834 – 1917) الذي رسمها عام 1874، وصوّر فيها راقصات باليه وأمهاتهن ينتظرن انتهاء راقصة باليه من أداء رقصتها في قاعة التدريب في أوبرا باريس، وقد عكست هذه اللوحة براعة صاحبها في تصوير حركات الجسد وانفعالاته.
4- حفل غداء على قارب
يُصوِّر الرسام الفرنسي بيير أوجست رينوار (1841 – 1919) في لوحته "حفل غداء على قارب" التي رسمها عام 1881، مشهدًا من الحياة اليومية في أحد المطاعم الفرنسية. وعدا عن كونها من أهم لوحات رينوار والمدرسة الانطباعية عمومًا، فإنه يُقال أيضًا إنها من اللوحات التي استطاعت التعبير عن التحولات التي طرأت على المجتمع الفرنسي بعد الثورة الصناعية.
5- شارع باريسي في يوم ماطر
تُعد لوحة "شارع باريسي في يوم ماطر" من أشهر لوحات الرسام الفرنسي غوستاف كاييبوت (1848 – 1890)، وأكثر اللوحات الانطباعية شهرة في تاريخ الفن بحسب الكثير من النقاد. توصف اللوحة التي رسمها كاييبوت عام 1877، وصوّر فيها مجموعة أشخاص يعبرون ساحة دبلن شمال باريس في أحد الأيام الماطرة، بأنها من أروع اللوحات التي جسدت الحياة الحضرية أواخر القرن التاسع عشر.
6- لاعبو الورق
لاعبو الورق" هو عنوان إحدى أشهر لوحات الرسام الفرنسي بول سيزان (1839 – 1906)، وواحدة من أشهر اللوحات في تاريخ الفن الحديث وهي واحدة من 5 لوحات تتناول الموضوع نفسه، أي لعب الورق الذي لم يكن من المواضيع السائدة آنذاك، كما أنه لم يكن ضمن اهتمامات سيزان الذي يُعرف بوصفه رسام مشاهد طبيعية وطبيعة صامتة وغير ذلك. رسم الفنان الفرنسي اللوحة عام 1890، وصوَّر فيها رجلان يُقال إنهما مزارعان محليان يلعبان الورق في مكان يغطى عليه الكآبة والرتابة.