كاناليتو (انطونيو كانال معروف ب) Canaletto (Antonio Canale-)رسام ومصور إيطالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كاناليتو (انطونيو كانال معروف ب) Canaletto (Antonio Canale-)رسام ومصور إيطالي

    كاناليتو (انطونيو كانال معروف ب) Canaletto (Antonio Canale-) - Canaletto (Antonio Canale-)
    كاناليتو (أنطونيو كانال المعروف بـ -)

    (1697-1768)






    كاناليتو: «لاسكولا ديلا كاريتا كما تشاهد من سان فيتالي»


    أنطونيو كانال جوفاني المعروف بكاناليتو Antonio Canal Giovanni dit Canaletto رسام ومصور إيطالي ولد في البندقية ومات فيها، أمضى جزءاً من حياته في إنكلترا، وتعرّف هناك مجموعة من الفنانين الإنكليز. إليه ينتسب الرسام برناردو بلّوتوBellotto مابين(1721-1780)، وهو المصوّر الذي عمل رساماً للمناظر الطبيعية في بلاط ملك بولونيا ستانيسلاس أوغست Stanislas Auguste منذ عام 1767.

    عمل كاناليتو في التصميم المسرحي إبان إقامته في روما (1719-1720)، وصمم مئات المسرحيات في أوبرا سكارلاتي Opera Scarlatti في روما، وتعرّف الفنانين الكلاسيين، وكان منهم المعمار الإيطالي المعروف فانفيتلليVanvitelli مابين(1700-1773) ممثل الاتجاه الكلاسي في مرحلة الباروك المتأخرة، كما أقام صلات مع مصوري المناظر الطبيعية الألمان ومع جماعة البامبوتشياتي Bambocciati، مصوري مناظر الحياة اليومية للناس البسطاء، ومنهم زاد معرفته بعلم المنظور وتعرف مشكلات الناس العاديين، واقتنع بأن يقف نفسه لرسم المشاهد الحقيقية والابتعاد عن العمل التزييني والمسرحي.

    عاد كاناليتّو إلى البندقية عام 1720 وانتسب إلى نقابة الصنّاع والتجّار المهنية، وصار عضواً فيها، ثم تعرّف أعمال المصور ماركو ريتشي Marco Ricci ولوقا كارليفاريس Luca Carlevaris، وقد أخذ عن ريتشي ذلك التناوب في الانتقال من الظل إلى النور، وربما كان متأثراً بالفنان لوقا في وضع الأشخاص في اللوحة. وكانت معالجة الضوء في الأشكال من أهم هواجسه، وتدل المناظر الأربعة للبندقية التي صورها بين عامي 1725-1726 دلالة واضحة على أهمية النور في خلق الإحساسات الخاصة على سطوح خشنة.



    كاناليتو: «القاضي الأول على السفينة في طريقه إلى حضور حفل زفاف»



    في عام 1726 أنجز بعض الصور ذات المعاني البليغة لمصلحة مدير فرقة أوين ماك سوينّي المسرحية Owen Mac Swinney، وفيها كان النور أكثر وضوحاً ودفئاً، وازداد ثراء بالتدرجات اللونية العميقة التي ظهرت في ستة أعمال كبيرة تمثّل مناظر من ساحة سان ماركو Piazza San Marco، وقد راعى فيها أكبر درجة من المسؤولية في دقة المنظور الذي خلق مع الضوء الدافئ توازناً كبيراً في التأليف منذ نهاية العشرينات في القرن الثامن عشر، وكان في الجمع بين المنظور الدقيق والظل والنور إشارة مهمة إلى جوهر نظرية كاناليتو، إذ عبّر في صوره لمدينة البندقية مع بحيراتها وممراتها المائية عن فكرته في عد النور ظاهرة حقيقية يجب التعامل معها كأساس منطقي للرؤية، الأمر الذي قاد الفنان إلى واقعية تتسم بالضبط والدقة.

    انحاز كاناليتو بوصفه رجلاً مستنيراً وممثلاً حقيقياً للثقافة الأوربية نحو الأفكار العلمية، وابتعد عن تقديم أي شكل لا يكون خاضعاً لأسسها وقوانينها. وكأي رسام كان يصمم أفكاره الخاصة في حجرته، ويضع فيها تصوراته الخاصّة، ولكنه كان حريصاً على تحويلها إلى حقائق حين نقلها إلى فضاء اللوحة وإلى موضوعات تحمل أكبر قدر ممكن من العقلانية.

    في أعماله مسحة شاعرية واضحة، ولكن هذا الجرس الشاعري لا يستمده من رومانتية المنظر، ولكن من تعمقه بالرؤية الموضوعية الدقيقة للمنظر المرسوم. لقد صوّر تاريخ البندقية في مرحها وشموسها، وفي غناها وأرستقراطيتها، ولم يكن ليتصورها في أي يوم أنها في حالة ذبول أو انحطاط. غير أن التغيّر في أسلوبه اتضح في المشهدين الكبيرين في مجموعة كرسبي Crespi الأول: «استقبال السفير بولانيو» Bolagno، والثاني «رحيل بوتشينتورو» Bucintoro، ففي هذين العملين تحولت كثافة العجينة اللونية المستخدمة في مرحلة التركيز على (النور والظلمة) لتتجلى هنا بمزيد من الانسيابية والطلاوة.

    أنجز كاناليتو في السنوات التالية للعام 1730 مجموعة من المناظر في البندقية مخصصة لـ دوق بدفورد Bedford، فصوّر المدينة في حالاتها العاديّة مدينة هادئة، لا يشوهها الاضطراب، حانية بألوانها ومناخها المحبب، وصورها في أيام العطل حيث يتحرك الناس بعفوية وحرية مطلقة وتتناثر الألوان تحت أقواسها المتدانية تحت النور، ويتراقص وميضها كبريق الجواهر في كل مكان. ولم تأت نهاية أربعينات القرن الثامن عشر حتى بدأ كاناليتو بتصغير حجم الأبنية في تأليفاته بالتوافق مع تصغير المساحات عموماً في اللوحة.

    تعرف الفنان وسيطاً إنكليزياً هو جوزيف سميث Joseph Smith، وبوساطته أرسل واحداً وثلاثين عملاً من أعماله المحفورة بالماء القوي etching إلى المستشار البريطاني، وكانت موضوعات هذه الرسوم مناظر للمدن مع البحيرات نفذت بدقة عالية، ونظافة في الخطوط المحفورة، وحركة مفعمة بالحيوية.

    نقل السياح الإنكليز كثيراً من أعمال الفنان إلى إنكلترا حيث لاقت استحساناً كبيراً وشهرة واسعة. وتضم صالات العرض البريطانية والمقتنيات الخاصّة أكثر من مئتين من أعماله، كما أن إقامته في لندن مرتين في الأعوام 1746-1753 مكنته من تصوير مناظر عدة فيها مثل: «نهر التايمز والمدينة» The Thames and City و«حرس الحصان القديم»The Old Horse Guards عام (1749)، كما ترك بعض الأعمال في غاليري الفن وكذلك في متاحف عدة.

    عاد كاناليتو إلى البندقية عام 1755، فوجد أن كل شيء قد تغيّر، ولاسيما المناخ الفني والتجاري، كما أنّ أكاديمية الفنون في البندقية لم تضمه إليها إلا في عام 1763. ولكنه في الأعوام الأخيرة من عمره أنجز أعمالاً مهمة في التصوير. وحينما وافته المنيّة كان قد كشف الطريق الذي شقه بنفسه انطلاقاً من المصورين الإنكليز في القرن الثامن عشر، ووصولاً إلى الرومانتية المشرقة للفنان كورو Corot.

    تركت تجاربه وأفكاره تأثيراتها ليس فقط في أحد أقاربه؛ الفنان المصور برناردو بلوتو Bernardo Bellotto، بل تعداه إلى عدد من الفنانين الإيطاليين مثل: فرانشيسكو غواردي Francesco Guardi وجيامارولي G.B.Gimaroli، وعدد من الفنانين الإنكليز مثل: صموئيل سكوت Samuel Scott ووليم جيمس William James، وآخرين غيرهم.

    عبد الكريم فرج
يعمل...
X