كنتال (انتيرو دي) Quental (Antero de-) - Quental (Antero de-)
كِنتال (أنتيرو دي ـ)
(1842ـ 1891)
أنتيرو دي كِنتال Antero de Quental، أحد أبرز الأسماء في الشعر البرتغالي الحديث، ورائد ما يسمى «جيل كويمبرا». ولد لعائلة أرستقراطية في ساو ميغِل São Miguel إحدى جزر الآزور البرتغالية في المحيط الأطلسي. ومع انتقاله للدراسة في البر البرتغالي انتسب إلى جامعة كويمبرا Coimbra، وأظهر تميزاً لافتاً بين أقرانه الذين شاركوه الثورة على الجيل القديم والشكلية السائدة في الأدب، وطالبوا بالإصلاح والتجديد، ليس على صعيد الأدب فحسب، بل في مختلف المجالات الأخرى السياسية والاجتماعية. ومع أن النزعة الرومنسية[ر: الإبداعية] غلبت على شعره في بداياته، إلا أنه ما لبث أن انقلب عليها وتوجه إلى الواقعية[ر]. سافر كثيراً في أرجاء أوربا والولايات المتحدة وكندا، وكافح لدى عودته من أجل حقوق الطبقة العاملة وأسهم في تأسيس الحزب الاشتراكي. اعتزل الحياة العامة عام 1881 نتيجة خيبات الأمل والمرض والألم والاكتئاب، مما أدى إلى موته منتحراً في أثناء زيارته لعائلته في مسقط رأسه.
كتب كنتال أول أشعاره في أثناء دراسته في كويمبرا بين أعوام 1858-1864، ثم تتالت دواوين: «أشعة الضوء المختفي» Raios de extincta luz (1892)، الذي نشر بعد وفاته، و«قصائد أود حديثة» Odes modernas (1865)، و«الربيع الرومنسي» Primaveras románticas (1872) وهو مجموعة أشعار غنائية مرهفة الحس. وكانت السونيتة[ر] الشكل الشعري الذي أبدع فيه، وتعد سونيتاته المئة والتسع التي نشرت في ديوان «السونيتات الكاملة» Os Sonetos completos (1886) ذروة شعره.
ارتقى كنتال في بعض «السونيتات» من الهموم الشخصية إلى الموضوعية، مما جعل منها أفضل ما نُظم في اللغة البرتغالية، وحتى تلك الأخرى التي كانت تعبيراً ذاتياً فهي منظومة بحرفية عالية وعاطفة صادقة. ويمكن النظر إلى هذه «السونيتات» جميعها على أنها سجل لتطور الشاعر الفكري ولما طرأ على بلاده نتيجة احتكاكها مع بقية القارة الأوربية وفكرها.
كتب كنتال القليل في النثر، إلا أن لكتاباته في تاريخ الأدب البرتغالي أهمية كبيرة، وتعد رسالته «الحس السليم والذوق السليم» Bom senso e bom gosto (1865)، التي وجهها إلى أنطونيو فليسيانو دي كاستيلو Antonio Feliciano de Castilho عميد الأدب البرتغالي المحافظ آنذاك، مفصلية في تاريخ ذلك الأدب.
طارق علوش
كِنتال (أنتيرو دي ـ)
(1842ـ 1891)
أنتيرو دي كِنتال Antero de Quental، أحد أبرز الأسماء في الشعر البرتغالي الحديث، ورائد ما يسمى «جيل كويمبرا». ولد لعائلة أرستقراطية في ساو ميغِل São Miguel إحدى جزر الآزور البرتغالية في المحيط الأطلسي. ومع انتقاله للدراسة في البر البرتغالي انتسب إلى جامعة كويمبرا Coimbra، وأظهر تميزاً لافتاً بين أقرانه الذين شاركوه الثورة على الجيل القديم والشكلية السائدة في الأدب، وطالبوا بالإصلاح والتجديد، ليس على صعيد الأدب فحسب، بل في مختلف المجالات الأخرى السياسية والاجتماعية. ومع أن النزعة الرومنسية[ر: الإبداعية] غلبت على شعره في بداياته، إلا أنه ما لبث أن انقلب عليها وتوجه إلى الواقعية[ر]. سافر كثيراً في أرجاء أوربا والولايات المتحدة وكندا، وكافح لدى عودته من أجل حقوق الطبقة العاملة وأسهم في تأسيس الحزب الاشتراكي. اعتزل الحياة العامة عام 1881 نتيجة خيبات الأمل والمرض والألم والاكتئاب، مما أدى إلى موته منتحراً في أثناء زيارته لعائلته في مسقط رأسه.
كتب كنتال أول أشعاره في أثناء دراسته في كويمبرا بين أعوام 1858-1864، ثم تتالت دواوين: «أشعة الضوء المختفي» Raios de extincta luz (1892)، الذي نشر بعد وفاته، و«قصائد أود حديثة» Odes modernas (1865)، و«الربيع الرومنسي» Primaveras románticas (1872) وهو مجموعة أشعار غنائية مرهفة الحس. وكانت السونيتة[ر] الشكل الشعري الذي أبدع فيه، وتعد سونيتاته المئة والتسع التي نشرت في ديوان «السونيتات الكاملة» Os Sonetos completos (1886) ذروة شعره.
ارتقى كنتال في بعض «السونيتات» من الهموم الشخصية إلى الموضوعية، مما جعل منها أفضل ما نُظم في اللغة البرتغالية، وحتى تلك الأخرى التي كانت تعبيراً ذاتياً فهي منظومة بحرفية عالية وعاطفة صادقة. ويمكن النظر إلى هذه «السونيتات» جميعها على أنها سجل لتطور الشاعر الفكري ولما طرأ على بلاده نتيجة احتكاكها مع بقية القارة الأوربية وفكرها.
كتب كنتال القليل في النثر، إلا أن لكتاباته في تاريخ الأدب البرتغالي أهمية كبيرة، وتعد رسالته «الحس السليم والذوق السليم» Bom senso e bom gosto (1865)، التي وجهها إلى أنطونيو فليسيانو دي كاستيلو Antonio Feliciano de Castilho عميد الأدب البرتغالي المحافظ آنذاك، مفصلية في تاريخ ذلك الأدب.
طارق علوش