تويت
اندرسون (شيروود)
Anderson (Sherwood-) - Anderson (Sherwood-)
أندرسون (شيروود ـ)
(1876 - 1941)
شيروود أندرسون Sherwood Anderson كاتب وروائي أمريكي ولد في جنوبي ولاية أوهايو الأمريكية، وكان الثالث من سبعة أبناء في أسرة هاجرت شمالاً متنقلة بين مدن أوهايو الصغيرة إلى أن استقرت في عام 1894 في بلدة كلايد Clyde، فكانت ذكريات أندرسون في تلك البلدة الريفية مادة قصته «واينسبورغ، أوهايو» Winesburg, Ohio. كتب أندرسون ذكرياته عن شجاعة أمه وحنانها وعن ولع أبيه بالتجوال وحكاية القصص في سيرته الذاتية المغرقة في الخيال ذات الأجزاء الثلاثة «قصة راوي قصة» (1924) A Story-Teller's Story و«القطران» (1926) Tar، و«مذكرات شيروود أندرسون» (1941) Sherwood Anderson's Memoirs.
حُرم أندرسون من التعليم النظامي بسبب تنقل أسرته المتواصل وبسبب الأعمال المتفرقة التي زاولها، فترك المدرسة الثانوية في عام 1896 قبل التخرج. ولحق بأخيه الأكبر كارل Karl إلى شيكاغو. وبعد خدمة قصيرة في كوبة في أثناء الحرب الأمريكية - الإسبانية، هاجر مع أخيه إلى مدينة سبرينغفيلد Springfield حيث التحق بأكاديمية ويتنبرغ Wittenberg مدة سنة واحدة، تعرف إبّانها إلى المحررين والفنانين ورجال الإعلان في شركة كرُويِل Crowell للنشر حيث يعمل أخوه. وانتقل بعدها إلى شيكاغو ليعمل كاتب إعلانات عام 1900، وهناك كتب مقالات لإحدى المجلات امتدح فيها القيم التجارية. تزوج أولى زوجاته الأربع عام 1904، وكانت ابنة تاجر ثري من أوهايو، وفي عام 1909 عاد إلى أوهايو حيث أدار شركة دهان وعاش حياة رجل أعمال ناجح، وكان يكتب القصة سراً.
في عام 1912 أصيب بانهيار عصبي، وبعد شفائه هجر عالم التجارة جزئياً، ذلك العالم الذي صوره في مقالاته ومذكراته، وعاد إلى كتابة الإعلانات في شيكاغو مؤقتاً، ولكن بعد أن أقام علاقات طيبة مع طائفة من الكتاب الجادين من أمثال كارل ساندبرغ Carl Sandberg وثيودور درايزر Theodore Dreiser الذين شجعوا طموحاته الأدبية. وكان قد قرأ بو[ر] Poe وويتمان[ر] Whitman وتوين[ر] Twain والشعراء الإنكليز من أمثال كيتس[ر] Keats وبراوننغ[ر] Browning وشلي[ر] Shelley والروائيين الإنكليز كأرنولد بِنيت[ر] Arnold Bennett وتوماس هاردي[ر] Thomas Hardy. اتسعت مطالعاته لتشمل أعمال د.هـ.لورنس[ر] D.H.Lawrance وسيغموند فرويد[ر] Sigmund Freud وإيفان تورغينيف[ر] Ivan Turgenev.
كان أول عمل كبير نشره أندرسون رواية «ابن ويندي ماكفِرسُنْ» (1916) Windy McFersons's Son، وهي قصة رجل يفر من بلدة صغيرة في ولاية أيوا ليبحث بلا جدوى عن معنى الحياة، بصفته رجل أعمال أولاً ثم متشرداً ثم أباً لثلاثة أولاد بالتبني. وكانت روايته التالية «الرجال السائرون» (1917) Marching Men، وبطلها محام يحارب المجتمع الصناعي الذي يفتقر إلى الخصائص الإنسانية فينظم الجماهير ويحرضها.
كان أندرسون قد شرع في كتابة الحكايات التي جمعت فيما بعد في روايته «واينسبورغ، أوهايو» منذ عام 1916، وقد نشر بعض هذه الحكايات في المجلات بين عامي 1916 و 1918، قبل أن تجمع في عام 1919 لتؤلف مجموعة قصص تتمتع بانسجام الرواية. وتتصف شخصيات هذه الرواية بعدم القدرة على التواصل فيما بينها، وقد قام صحفي شاب وكاتب واعد هو جورج ويلارد George Willard بدراسة سلوك هذه الشخصيات، وتبين أن طريقة سكان واينسبورغ في التعبير عن مشاعرهم وعلاقاتهم بالآخرين، كانت تتخذ شكلاً عنيفاً أحياناً وسيريالياً أو تعبيرياً في أحيان أخرى. واستطاع أندرسون أن يعبر عن ذلك كله ببساطة الصور وجرأتها بأسلوب يغدو النثر فيه ضرباً من الشعر المأسوي.
ويتماثل أسلوب أندرسون الممتاز في «واينسبورغ، أوهايو» في مجموعات قصصه القصيرة «انتصار البيضة» (1921) he Triumph of the Egg، و«خيول ورجال» (1923) Horses and Men، و«موت في الغابة وقصص أخرى» (1933) Death in the Woods and Other Stories. لكن أندرسون لم يحقق النجاح في نظر النقاد والشعراء إلا بروايتيه «زيجات كثيرة» (1923) Many Marriages و«ماوراء الرغبة» Beyond Desire (1932)، وهما روايتان لهما طابع جنسي. نشر أندرسون ديواناً من الشعر تحت عنوان «أناشيد من وسط أمريكة» (1918) Mid-American Chants، وهو من الشعر الحر، وديواناً من القصائد المنثورة تحت عنوان «عهد جديد» (1927) A New Testament، كما نشر أربع مسرحيات في مجموعة واحدة هي «واينسبورغ ومسرحيات أخرى» (1927) Winesburg and Others.
حققت قصص أندرسون شهرة واسعة في عشرينات القرن العشرين. ثم انحسرت بعد ذلك، فعكف على كتابة سيرته الذاتية التي دوّن فيها تطور حياته الأدبية وهي الجزء الأخير من مذكراته.
كان أندرسون قد التقى هيمنغواي[ر] Hemingway في أوربة عام 1921، ومع أن هيمنغواي قد سخر من أسلوب أندرسون في «سيول الربيع» Torrents of Spring إلا أنه تعلم من بساطة نثره الذي كان يختلف اختلافاً بيناً عن النثر الأمريكي المبكر الموصوف بالتعقيد. كما أن معالجة أندرسون للعنف تأثر بها ناثانييل ويست Nathanael West في الثلاثينات.
كذلك التقى أندرسون وليام فوكنر[ر] William Faulkner بين عامي 1922 و 1925 وقد اعترف فوكنر فيما بعد أنه تعلم من أندرسون الاعتماد على موهبته والبحث عن مادته الأدبية في بيئته.
إن بحث أندرسون عن جذور في موطنه أوهايو لم يحقق أي نتيجة، فانتقل مع زوجته الثالثة إلى ولاية فيرجينية عام 1927، وهناك ابتاع صحيفتين محليتين وراح يكتب فيهما. ودفعته التحولات التي أحدثتها الصناعة إلى ممارسة نشاط سياسي يساري في أوائل الثلاثينات، واصله حتى عام 1941 حين توفي وهو على رأس بعثة تقوم بمساع حميدة في أمريكة الجنوبية.
زياد الحكيم
Anderson (Sherwood-) - Anderson (Sherwood-)
أندرسون (شيروود ـ)
(1876 - 1941)
شيروود أندرسون Sherwood Anderson كاتب وروائي أمريكي ولد في جنوبي ولاية أوهايو الأمريكية، وكان الثالث من سبعة أبناء في أسرة هاجرت شمالاً متنقلة بين مدن أوهايو الصغيرة إلى أن استقرت في عام 1894 في بلدة كلايد Clyde، فكانت ذكريات أندرسون في تلك البلدة الريفية مادة قصته «واينسبورغ، أوهايو» Winesburg, Ohio. كتب أندرسون ذكرياته عن شجاعة أمه وحنانها وعن ولع أبيه بالتجوال وحكاية القصص في سيرته الذاتية المغرقة في الخيال ذات الأجزاء الثلاثة «قصة راوي قصة» (1924) A Story-Teller's Story و«القطران» (1926) Tar، و«مذكرات شيروود أندرسون» (1941) Sherwood Anderson's Memoirs.
حُرم أندرسون من التعليم النظامي بسبب تنقل أسرته المتواصل وبسبب الأعمال المتفرقة التي زاولها، فترك المدرسة الثانوية في عام 1896 قبل التخرج. ولحق بأخيه الأكبر كارل Karl إلى شيكاغو. وبعد خدمة قصيرة في كوبة في أثناء الحرب الأمريكية - الإسبانية، هاجر مع أخيه إلى مدينة سبرينغفيلد Springfield حيث التحق بأكاديمية ويتنبرغ Wittenberg مدة سنة واحدة، تعرف إبّانها إلى المحررين والفنانين ورجال الإعلان في شركة كرُويِل Crowell للنشر حيث يعمل أخوه. وانتقل بعدها إلى شيكاغو ليعمل كاتب إعلانات عام 1900، وهناك كتب مقالات لإحدى المجلات امتدح فيها القيم التجارية. تزوج أولى زوجاته الأربع عام 1904، وكانت ابنة تاجر ثري من أوهايو، وفي عام 1909 عاد إلى أوهايو حيث أدار شركة دهان وعاش حياة رجل أعمال ناجح، وكان يكتب القصة سراً.
في عام 1912 أصيب بانهيار عصبي، وبعد شفائه هجر عالم التجارة جزئياً، ذلك العالم الذي صوره في مقالاته ومذكراته، وعاد إلى كتابة الإعلانات في شيكاغو مؤقتاً، ولكن بعد أن أقام علاقات طيبة مع طائفة من الكتاب الجادين من أمثال كارل ساندبرغ Carl Sandberg وثيودور درايزر Theodore Dreiser الذين شجعوا طموحاته الأدبية. وكان قد قرأ بو[ر] Poe وويتمان[ر] Whitman وتوين[ر] Twain والشعراء الإنكليز من أمثال كيتس[ر] Keats وبراوننغ[ر] Browning وشلي[ر] Shelley والروائيين الإنكليز كأرنولد بِنيت[ر] Arnold Bennett وتوماس هاردي[ر] Thomas Hardy. اتسعت مطالعاته لتشمل أعمال د.هـ.لورنس[ر] D.H.Lawrance وسيغموند فرويد[ر] Sigmund Freud وإيفان تورغينيف[ر] Ivan Turgenev.
كان أول عمل كبير نشره أندرسون رواية «ابن ويندي ماكفِرسُنْ» (1916) Windy McFersons's Son، وهي قصة رجل يفر من بلدة صغيرة في ولاية أيوا ليبحث بلا جدوى عن معنى الحياة، بصفته رجل أعمال أولاً ثم متشرداً ثم أباً لثلاثة أولاد بالتبني. وكانت روايته التالية «الرجال السائرون» (1917) Marching Men، وبطلها محام يحارب المجتمع الصناعي الذي يفتقر إلى الخصائص الإنسانية فينظم الجماهير ويحرضها.
كان أندرسون قد شرع في كتابة الحكايات التي جمعت فيما بعد في روايته «واينسبورغ، أوهايو» منذ عام 1916، وقد نشر بعض هذه الحكايات في المجلات بين عامي 1916 و 1918، قبل أن تجمع في عام 1919 لتؤلف مجموعة قصص تتمتع بانسجام الرواية. وتتصف شخصيات هذه الرواية بعدم القدرة على التواصل فيما بينها، وقد قام صحفي شاب وكاتب واعد هو جورج ويلارد George Willard بدراسة سلوك هذه الشخصيات، وتبين أن طريقة سكان واينسبورغ في التعبير عن مشاعرهم وعلاقاتهم بالآخرين، كانت تتخذ شكلاً عنيفاً أحياناً وسيريالياً أو تعبيرياً في أحيان أخرى. واستطاع أندرسون أن يعبر عن ذلك كله ببساطة الصور وجرأتها بأسلوب يغدو النثر فيه ضرباً من الشعر المأسوي.
ويتماثل أسلوب أندرسون الممتاز في «واينسبورغ، أوهايو» في مجموعات قصصه القصيرة «انتصار البيضة» (1921) he Triumph of the Egg، و«خيول ورجال» (1923) Horses and Men، و«موت في الغابة وقصص أخرى» (1933) Death in the Woods and Other Stories. لكن أندرسون لم يحقق النجاح في نظر النقاد والشعراء إلا بروايتيه «زيجات كثيرة» (1923) Many Marriages و«ماوراء الرغبة» Beyond Desire (1932)، وهما روايتان لهما طابع جنسي. نشر أندرسون ديواناً من الشعر تحت عنوان «أناشيد من وسط أمريكة» (1918) Mid-American Chants، وهو من الشعر الحر، وديواناً من القصائد المنثورة تحت عنوان «عهد جديد» (1927) A New Testament، كما نشر أربع مسرحيات في مجموعة واحدة هي «واينسبورغ ومسرحيات أخرى» (1927) Winesburg and Others.
حققت قصص أندرسون شهرة واسعة في عشرينات القرن العشرين. ثم انحسرت بعد ذلك، فعكف على كتابة سيرته الذاتية التي دوّن فيها تطور حياته الأدبية وهي الجزء الأخير من مذكراته.
كان أندرسون قد التقى هيمنغواي[ر] Hemingway في أوربة عام 1921، ومع أن هيمنغواي قد سخر من أسلوب أندرسون في «سيول الربيع» Torrents of Spring إلا أنه تعلم من بساطة نثره الذي كان يختلف اختلافاً بيناً عن النثر الأمريكي المبكر الموصوف بالتعقيد. كما أن معالجة أندرسون للعنف تأثر بها ناثانييل ويست Nathanael West في الثلاثينات.
كذلك التقى أندرسون وليام فوكنر[ر] William Faulkner بين عامي 1922 و 1925 وقد اعترف فوكنر فيما بعد أنه تعلم من أندرسون الاعتماد على موهبته والبحث عن مادته الأدبية في بيئته.
إن بحث أندرسون عن جذور في موطنه أوهايو لم يحقق أي نتيجة، فانتقل مع زوجته الثالثة إلى ولاية فيرجينية عام 1927، وهناك ابتاع صحيفتين محليتين وراح يكتب فيهما. ودفعته التحولات التي أحدثتها الصناعة إلى ممارسة نشاط سياسي يساري في أوائل الثلاثينات، واصله حتى عام 1941 حين توفي وهو على رأس بعثة تقوم بمساع حميدة في أمريكة الجنوبية.
زياد الحكيم