تويت
مرسيليا
Marseille - Marseille
مرسيليا
تحتل مدينة مرسيليا Marseille المرتبة الثانية من حيث الحجم بين مدن فرنسا، وتأتي بعد العاصمة باريس. وفي الوقت نفسه تعد مرسيليا أكبر ميناء فرنسي، وواحدة من أقدم مدن فرنسا إن لم تكن أقدمها على الإطلاق. ومرسيليا هي عاصمة محافظة (مقاطعة) تحمل الاسم عينه.
لمحة تاريخية
أسست مرسيليا من قبل مغامرين إغريق، قدموا من آسيا الصغرى نحو سنة 600 ق.م، وأطلقوا اسم ماساليا Massalia عليها. بقيت المدينة مستقلة حرة حتى القرن الأول الميلادي عندما خضعت للسيطرة الرومانية وتدهورت أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، ولم تستعد المدينة أهميتها وتزدهر إلا في القرون الوسطى ولاسيما في فترة الحروب الصليبية. وفي عام 1481م أضحى إقليم بروفانس Provence الذي تقع فيه جزءاً من فرنسا. زادت أهمية مرسيليا بعد احتلال فرنسا الجزائر عام 1830، وتعززت هذه الأهمية بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 والتي اختصرت الطريق الملاحي كثيراً إلى جنوب شرقي آسيا وشرقها وإلى موانئ شرقي إفريقيا والخليج العربي عبر البحر الأحمر والبحر المتوسط والمحيط الهندي. وحالياً تعد مرسيليا مثل بقية المدن الفرنسية مدينة متطورة وينتظرها ازدهار أكبر في المستقبل ولاسيما مع زيادة العلاقات أو تقويتها بين دول المتوسط في ظل الشراكة المتوسطية التي عمادها التبادل التجاري بين دول هذا الحوض.
تقع مرسيليا في جنوب شرقي فرنسا على الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط ـ ويسمى الشاطئ الذي تقع عليه بالشاطئ اللازوردي Côted’Azur ـ وعلى درجة عرض 18 َ 43 ْ شمال خط الاستواء. وترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر قرابة 75م، وتطل على خليج ليون البحري.
يتصف مناخ المدينة بأنه متوسطي نموذجي، حيث متوسط درجة حرارة فصل الصيف 22 ْم، أما متوسط حرارة فصل الشتاء فهو 7 ْم، ومعدل الحرارة السنوي 13.8 ْم، لكن الحرارة العظمى قد تتعدى 30 ْم في شهر تموز/يوليو والدنيا قد تنخفض إلى ما دون الصفر في كانون الثاني/يناير، لكن ذلك نادر الحدوث. تهطل الأمطار في فصل الشتاء والمعدل السنوي 560مم، وقد تهطل الأمطار في فصل الصيف الذي يبلغ نصيبه من مجمل الأمطار السنوية نحو 10% أو أكثر في بعض السنوات. ويتوافق هذا المناخ مع وجود بقايا الغابة الدائمة الخضرة على مقربة من المدينة والتي تتكون من أشجار السنديان والصنوبر والسرو.
تبلغ مساحة المدينة 242كم2، أما مساحة المجمع الحضري الذي تشكله مرسيليا (المنطقة الحضرية أو الميتروبوليتان) metropolitan area فهي 830 كم2 والتي تسمى مرسيليا الكبرى.
كان عدد سكان مرسيليا 1.233 مليون نسمة عام 1990، وأضحى 1.290 مليوناً عام 2000، ومن المتوقع أن يصل في عام 2015 إلى 1.358 مليون نسمة. يعادل عدد سكان المدينة ما نسبته 2.9% من مجمل سكان فرنسا، وهي بذلك بعيدة عن العاصمة باريس التي كان يسكنها 9.63 مليون نسمة عام 2000 وحصتها من مجمل سكان فرنسا تعادل 21.57%.
تأخذ مرسيليا شكل قوس حول مينائها القديم الذي حول إلى ميناء لزوارق النزهة والسياحة، بعد أن شيد ميناء حديث وعصري إلى الغرب منه بنحو 10كم. وتقع الأجزاء القديمة من المدينة على مقربة من الميناء القديم، حيث تنتشر المباني التاريخية المهمة ولاسيما الكنائس والكاتدرائيات مثل: كاتدرائية لاماجور Cathédrale de la Major من القرن الثاني عشر، كنيسة نوتردام دولاغارد Notre-Dame-de-la-Garde من القرن الثامن عشر، ومن الأبنية التاريخية المهمة يمكن ذكر مشفى المدينة الذي يعود إلى القرن السابع عشر، وتكثر المطاعم والمقاهي في محيط الميناء القديم والتي ترتادها أعداد غفيرة من ساكني المدينة، ومن السياح الذي يزورون مرسيليا بكثافة عالية وفي مختلف فصول السنة ولاسيما في فصل الصيف سواء من داخل فرنسا أم من خارجها. وعلى مسافة ليست بعيدة من الميناء القديم ونحو الداخل يوجد المركز الحديث للمدينة حيث تتوضع المحلات التجارية الحديثة والمصارف ومقار الشركات ومكاتبها والأبنية الإدارية والخدمية المختلفة.
يعتمد اقتصاد المدينة على النقل والتجارة والصناعة والسياحة اعتماداً رئيسياً. فميناء مرسيليا يخدم ما يقارب ثلث حركة السفن في جميع الموانئ الفرنسية، حيث يدخله أكثر من 4500 سفينة سنوياً تأتي من مختلف أنحاء العالم. ويعد ميناء المدينة الحديث من أكبر موانئ العالم قاطبة إذ تزيد كمية المنتجات والخامات والبضائع التي تفرغ فيه سنوياً على 100 مليون طن، أغلبها من النفط (ثلاثة أرباعها)، ولاسيما أن الميناء يخدم في هذا المجال كلاً من ألمانيا وسويسرا من خلال أنبوب ذي استطاعة كبيرة، ينقل جزءاً من البترول الذي يفرغ في الميناء إلى هذين البلدين. وإلى الشمال الشرقي من المدينة يقع مطارها الدولي مارينيان Marignane وعلى مسافة 32كم. وهناك قناة صالحة للملاحة تصل بين ميناء المدينة ونهر الرون الذي يصب في البحر المتوسط إلى الشمال الشرقي منها.
وتزدهر الصناعة في المدينة وفي منطقتها حيث تقدم منتجات كثيرة ومنها: تكرير النفط (أكثر من 20 مليون طن سنوياً)، بناء السفن، الطائرات، المواد الكيميائية والتركيبية، اللدائن البلاستيكية، الآلات، الأغذية، مواد البناء، الأدوية.
وتعدّ مرسيليا مركزاً إدارياً وعلمياً وثقافياً للإقليم الجغرافي الكبير: الرون - الألب - الشاطئ الأزرق.
عدنان عطية
Marseille - Marseille
مرسيليا
 |
لمحة تاريخية
أسست مرسيليا من قبل مغامرين إغريق، قدموا من آسيا الصغرى نحو سنة 600 ق.م، وأطلقوا اسم ماساليا Massalia عليها. بقيت المدينة مستقلة حرة حتى القرن الأول الميلادي عندما خضعت للسيطرة الرومانية وتدهورت أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، ولم تستعد المدينة أهميتها وتزدهر إلا في القرون الوسطى ولاسيما في فترة الحروب الصليبية. وفي عام 1481م أضحى إقليم بروفانس Provence الذي تقع فيه جزءاً من فرنسا. زادت أهمية مرسيليا بعد احتلال فرنسا الجزائر عام 1830، وتعززت هذه الأهمية بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 والتي اختصرت الطريق الملاحي كثيراً إلى جنوب شرقي آسيا وشرقها وإلى موانئ شرقي إفريقيا والخليج العربي عبر البحر الأحمر والبحر المتوسط والمحيط الهندي. وحالياً تعد مرسيليا مثل بقية المدن الفرنسية مدينة متطورة وينتظرها ازدهار أكبر في المستقبل ولاسيما مع زيادة العلاقات أو تقويتها بين دول المتوسط في ظل الشراكة المتوسطية التي عمادها التبادل التجاري بين دول هذا الحوض.
تقع مرسيليا في جنوب شرقي فرنسا على الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط ـ ويسمى الشاطئ الذي تقع عليه بالشاطئ اللازوردي Côted’Azur ـ وعلى درجة عرض 18 َ 43 ْ شمال خط الاستواء. وترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر قرابة 75م، وتطل على خليج ليون البحري.
يتصف مناخ المدينة بأنه متوسطي نموذجي، حيث متوسط درجة حرارة فصل الصيف 22 ْم، أما متوسط حرارة فصل الشتاء فهو 7 ْم، ومعدل الحرارة السنوي 13.8 ْم، لكن الحرارة العظمى قد تتعدى 30 ْم في شهر تموز/يوليو والدنيا قد تنخفض إلى ما دون الصفر في كانون الثاني/يناير، لكن ذلك نادر الحدوث. تهطل الأمطار في فصل الشتاء والمعدل السنوي 560مم، وقد تهطل الأمطار في فصل الصيف الذي يبلغ نصيبه من مجمل الأمطار السنوية نحو 10% أو أكثر في بعض السنوات. ويتوافق هذا المناخ مع وجود بقايا الغابة الدائمة الخضرة على مقربة من المدينة والتي تتكون من أشجار السنديان والصنوبر والسرو.
تبلغ مساحة المدينة 242كم2، أما مساحة المجمع الحضري الذي تشكله مرسيليا (المنطقة الحضرية أو الميتروبوليتان) metropolitan area فهي 830 كم2 والتي تسمى مرسيليا الكبرى.
كان عدد سكان مرسيليا 1.233 مليون نسمة عام 1990، وأضحى 1.290 مليوناً عام 2000، ومن المتوقع أن يصل في عام 2015 إلى 1.358 مليون نسمة. يعادل عدد سكان المدينة ما نسبته 2.9% من مجمل سكان فرنسا، وهي بذلك بعيدة عن العاصمة باريس التي كان يسكنها 9.63 مليون نسمة عام 2000 وحصتها من مجمل سكان فرنسا تعادل 21.57%.
 منظر عام لمدينة مرسيليا |
يعتمد اقتصاد المدينة على النقل والتجارة والصناعة والسياحة اعتماداً رئيسياً. فميناء مرسيليا يخدم ما يقارب ثلث حركة السفن في جميع الموانئ الفرنسية، حيث يدخله أكثر من 4500 سفينة سنوياً تأتي من مختلف أنحاء العالم. ويعد ميناء المدينة الحديث من أكبر موانئ العالم قاطبة إذ تزيد كمية المنتجات والخامات والبضائع التي تفرغ فيه سنوياً على 100 مليون طن، أغلبها من النفط (ثلاثة أرباعها)، ولاسيما أن الميناء يخدم في هذا المجال كلاً من ألمانيا وسويسرا من خلال أنبوب ذي استطاعة كبيرة، ينقل جزءاً من البترول الذي يفرغ في الميناء إلى هذين البلدين. وإلى الشمال الشرقي من المدينة يقع مطارها الدولي مارينيان Marignane وعلى مسافة 32كم. وهناك قناة صالحة للملاحة تصل بين ميناء المدينة ونهر الرون الذي يصب في البحر المتوسط إلى الشمال الشرقي منها.
وتزدهر الصناعة في المدينة وفي منطقتها حيث تقدم منتجات كثيرة ومنها: تكرير النفط (أكثر من 20 مليون طن سنوياً)، بناء السفن، الطائرات، المواد الكيميائية والتركيبية، اللدائن البلاستيكية، الآلات، الأغذية، مواد البناء، الأدوية.
وتعدّ مرسيليا مركزاً إدارياً وعلمياً وثقافياً للإقليم الجغرافي الكبير: الرون - الألب - الشاطئ الأزرق.
عدنان عطية