امارات عربيه متحده
United Arab Emirates - Emirats arabes unis
الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة United Arab Emirates دولة عربية اتحادية تقع في جنوب غربي قارة آسيا في شبه الجزيرة العربية وعلى أطرافها الشرقية المطلة على الخليج العربي وخليج عمان. تتألف من اتحاد سبع إمارات خليجية اتحاداً فيدرالياً هي: أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين الواقعة على الخليج العربي، ثم إمارة الفجيرة الواقعة على خليج عُمان. وقد عرفت الدولة في السابق بأسماء مختلفة مثل «المحميات» و«إمارات ساحل عمان» و«ساحل القرصان» و«الساحل المهادن» و«الساحل المتصالح» حتى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وعاصمتها مدينة أبو ظبي[ر].
الموقع والحدود والمساحة
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في البروز الأرضي الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية الذي يضم سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة. وهي محصورة بين درجات العرض الجغرافي الشمالية 22 درجة و30 دقيقة، و26 درجة و5 دقائق، بين رملة عروق الشيبة في الجنوب ومنطقة شعم ـ القِير في الشمال في شبه جزيرة مسندم. فإذا أضيفت إلى ذلك الجزر الإماراتية في الخليج يكون حدها الشمالي الأقصى هو العرض الجغرافي الشمالي 26 درجة و15 دقيقة، وخط الطول 56 درجة و20 دقيقة شرق غرينتش في أقصى شرقي البلاد عند قرية خطم ملاحة وبروز صخور خورفكَّان على خليج عُمان.
وبحسب هذا الموقع الفلكي المطلق فإن دولة الإمارات بلد مداري يمر فيه مدار السرطان الذي يقطع منطقة الظَفْرَة وقلب البلاد من الغرب إلى الشرق جنوب مدينة زايد. وبذلك تمتد أراضي الدولة على أربع درجات عرض و25 دقيقة عرض، وعلى خمس درجات طول وثماني دقائق طول في نصف الكرة الشمالي وشرق خط طول غرينتش. وتشرف على واجهتين بحريتين هما واجهة الخليج العربي في الشمال، ومياه خليج عمان في الشرق. وتتصل بواحدة من أكبر صحارى العالم هي صحراء الربع الخالي المعروفة محلياً «بالرمول».
لا تظهر أهمية الموقع الجغرافي لدولة الإمارات إلا إذا درست بصفتها أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية وحوض الخليج. وعلى هذا الأساس يبرز الدور الانتقالي لموقع الإمارات بين عالمين بيئيين كبيرين هما العالم المائي ـ البحري للخليج وخليج عمان وبحر العرب، والعالم الصحراوي القاري القاسي لصحراء الربع الخالي. ويظهر هذا الدور في الشريط الساحلي للخليج الممتد بين شبه جزيرة مسندم وشبه جزيرة قطر بعمق يراوح بين 35-50كم. وكذلك على امتداد الشريط الساحلي لخليج عمان في سهل الباطنة في كل من دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
ولقد منح الموقع الجغرافي البلاد أهمية بارزة في المجالين التجاري والاستراتيجي. وهي أهمية ما زالت دولة الإمارات تتمتع بها إلى اليوم، تمثلها خطوط النقل والتجارة البحرية، وكذلك قربها من مضيق هرمز. وتعاظم دور الموقع الجغرافي للإمارات مع التوسع في استخراج النفط والغاز، مما جعل منها واحدة من المناطق ذات القيمة الاقتصادية الاستراتيجية الكبيرة في العالم.
الحدود والمساحة: تحيط بدولة الإمارات العربية من الشرق سلطنة عمان وخليج عمان، ومن الشمال الخليج العربي ومن الغرب والجنوب المملكة العربية السعودية. ويقدر طول حدود الدولة بنحو 1740كم منها 730كم حدود بحرية (90كم ساحلها على خليج عمان، و640كم ساحلها على الخليج العربي). وحدود الدولة ليست ثابتة نهائياً، ولم يُتفق على رسمها رسمياً إلا في أجزاء محدودة منها. إذ مر وضع الحدود بأحداث ومراحل خلافية بين الأطراف ذات المصالح الخاصة.
ترجع البدايات الأولى لرسم الحدود في المنطقة إلى عام 1913 الذي جرى فيه تعيين حدود نجد (السعودية) مع مشيخات الساحل. وعرفت «بالخط الأزرق» الذي نصت عليه اتفاقية 23 تموز من العام نفسه بين الدولة العثمانية وبريطانية، وكان يساير خط الطول 50 درجة و25 دقيقة شرق غرينتش. وباعتراض السعودية على الخط الأزرق جرت مباحثات بينها وبين بريطانية عدل فيها الخط بما عرف «بالخط الأحمر» في 3 نيسان عام 1935، ثم أدخلت عليه بريطانية تعديلاً آخر في 25 تشرين الثاني عام 1935، وصار يعرف بخط الرياض أو «الخط الأخضر»، ولم تعترف به السعودية التي تمسكت بالخط الأحمر. وبقي الأمر معلقاً ليعود النزاع فيحتدم إثر الكشف عن نفط منطقة فهود في إقليم البريمي عام 1949، واحتجاج بريطانية على دخول فرق البحث عن النفط الأمريكية ـ السعودية إلى مناطق تابعة لإمارة «أبو ظبي». إذ طالبت السعودية بحدود لا تترك لأبو ظبي سوى أقل من 20% من مساحتها، وردت عليها أبو ظبي بالمطالبة بحدود تضم مساحات تصل إلى خط العرض 20 جنوباً وإلى حدود قطر في الشمال الغربي وإلى بئر أم الزمول في الشرق وذلك في 30 كانون الثاني عام 1952. لكن بريطانية اقترحت عام 1955 حدوداً جديدة تتفق مع الحدود التي ظلت قائمة بين الإمارات العربية والسعودية حتى عام 1974 واتفق الطرفان بينهما في 21/8/1974 بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة (1971) على تسوية المشكلات الحدودية والإقليمية المعلقة. أبرزها حصول السعودية على ممر بري يصل إلى مياه الخليج بين قطر والإمارات العربية المتحدة ويمتد من خور الدويهن إلى خور العُديِّد، أما الحدود الجنوبية للإمارات فقد رسمت بحيث تبقى رملة زرارة وحقل نفطها للإمارات. ومع ذلك لم ترسم هذه الحدود ترسيماً نهائياً بعد.
أما من جهة الشرق فتسير الحدود مع سلطنة عمان من بئر أم الزمول في الجنوب باتجاه الشمال أولاً ثم نحو الشرق فالشمال الشرقي حتى خطم ملاحة على خليج عُمان. وتتعرج الحدود الإماراتية العُمانية هنا راسمة جيوباً وألسنة متداخلة أبرزها لسان العين ـ البريمي الإماراتي المتوغل شرقاً في أراضي سلطنة عمان، وقد قامت حول هذا اللسان خلافات جاء ذكرها في بحث البريمي[ر]. وبعد 90كم من ساحل دولة الإمارات على خليج عُمان، يعود خط الحدود البري مع سلطنة عُمان بدءاً من دبا، فيقطع الجبال ثم يساير سفوحها الغربية من الجنوب نحو الشمال ثم نحو الغرب لينتهي على ساحل الخليج قرب شعم ـ القير. وهكذا تفصل الحدود هنا بين محافظة مسندم العُمانية وأراضي إمارة رأس الخيمة. ولا تخلو الحدود الشرقية للإمارات من مشكلات معلقة تتمثل في عدد من الجيوب الأرضية والمناطق المحايدة بين الإمارات وسلطنة عُمان، مثل المنطقة المحايدة عند «حَدَف»، وجيب «وادي مدحة أو مدحاء» العُماني في أرض الإمارات.
تغطي أرض الإمارات مع جزرها مساحة قدرها 83600كم2 أما مساحتها من دون الجزر فنحو 77700كم2 ويزيد عدد الجزر على 200 جزيرة، أكبرها جزيرة أبو الأبيض. ويقترب شكل الدولة من شبه منحرف قائم الزاوية قريب من المثلث. مع امتداد مثلثي شمالي شرقي.
ويعد عدم استقرار الحدود سبباً من أسباب اضطراب الإحصاءات الخاصة بالحدود والسواحل وأطوالها، وكذلك مساحة البلاد وكثافة السكان وغيرها، وتتضارب هذه الإحصاءات والمعطيات بحسب المصادر المختلفة.
الأوضاع الجغرافية الطبيعية
الأرض والتضاريس: تغلب على أرض الإمارات مساحات مترامية من السهول والفيافي المنبسطة والمتموجة التي يراوح ارتفاعها فوق سطح البحر بين 100-250م، وتغطي قرابة 92% من مساحة البلاد. أما الباقي (8%) فهو تضاريس جبلية تؤلف شريطاً يقع في الشرق، هو جزء من جبال عُمان والحجر وقوسها المطل على خليج عُمان وسهل الباطنة.
يتوافق توزيع التضاريس السهلية والجبلية هذه مع الأرضية الجيولوجية والبنائية لشرقي الجزيرة العربية وحوض الخليج وخليج عمان. ففي الشرق تأثرت التضاريس بالتشوه الأرضي الكبير المعروف بـ «خط عُمان» الذي يمتد حتى جبال الأورال في روسية وعمره نحو 600مليون سنة. إذ خضعت هذه المناطق لمجموعة صدوع والتواءات محلية أهمها صدع دِبا وصدع وادي حام وغيرهما من صدوع كانت وراء تكوين جبال الإمارات عامة، وترجع نشأتها إلى الحقب الجيولوجي الثاني. أما الحركات الالتوائية فقد تأخرت حتى عصر الإيوسين في الحقب الجيولوجي الثالث، وكانت السبب في نشوء الجبال الهامشية الغربية مثل جبل حفيت والفاية ـ المليحة.
أما البقاع الواقعة غرب خط عمان فقد ظلت مغمورة ببحار الحقب الثالث مدة 250مليون سنة، وتوضعت فيها رسوبيات ثخينة تعرضت لحركات بنائية هادئة، وبقي أغلب أجزاء هذه البقاع مغموراً بمياه بحر الحقب الرابع القديم، وخاصة ما كان يقع دون 150-370م فوق سطح البحر. وقد انحسرت المياه عنها في العصر الجليدي قبل 70000- 20000 سنة إلى مستوى -120م عن المنسوب الراهن لمياه الخليج. وأعقب ذلك غمر جديد وارتفاع لمنسوب المياه بدأ قبل 20000 سنة واستمر حتى قبل 5000 سنة إلى أن وصل مستوى المياه إلى منسوبها الراهن. وقد رافق ذلك انقلاب المناخ إلى جاف وحار ثم إلى مناخ صحراوي اليوم.
تتألف بنية الإمارات العربية المتحدة من صخور رسوبية من الحجر الرملي والكلسي وغيرهما، ومن صخور متحولة مثل الكوارتزيت والشيست والمرمر، ومن صخور خضراء باطنية ـ اندفاعية مثل الغابرو والسرنبتينيت، وتنتشر الصخور المتحولة والخضراء وقسم من الصخور الرسوبية في الأنحاء الجبلية، في حين تتألف بقية الأنحاء من الصخور الرسوبية. وعلى هذا الأساس يتألف سطح أراضي دولة الإمارات من إقليمين جيولوجيين وتضريسيين كبيرين هما إقليم الجبال وإقليم السهول اللذان يضمان مناطق عدة هي:
1 ـ منطقة الباطنة (سهل ساحل خليج عمان): وهي شريط سهلي يمتد على سواحل عُمان والإمارات يتوسطه بروز خورفكّان، تراوح ارتفاعاته بين 1-3م و10-30م. نشأ من تراكم المجروفات القادمة من جبال عُمان. لذا فإن تربته خصبة قامت عليها زراعة قديمة وحديثة حول الكثير من القرى.
2 ـ منطقة الجبال: وتتألف من ثلاث كتل جبلية من سلسلة جبال عمان والحجر الداخلة في أراضي دولة الإمارات، وتشغل القسم الشرقي من البلاد ممتدة من الجنوب إلى الشمال بطول 155كم وعرض 9- 37كم وارتفاعاتها تراوح بين 800 و900م. تعرف الكتلة الأولى بكتلة رؤوس الجبال في الشمال، وفيها أعلى قمة في البلاد (جبل يبير 1527م)، وصخورها كلسية جرداء. تليها كتلة الجبال الوسطى في الجنوب بين وادي دِبا وسلطنة عُمان، طولها 80كم وعرضها 25-37كم وارتفاعاتها بين 500 و600م، وأعلى قمة فيها جبل سماح (1034م). أما الكتلة الثالثة فهي جبال الشميلية المشرفة على سهل الباطنة الشمالية، وأعلى قممها تصل إلى 1153م إلى الشرق من «مسافي»، وصخورها خضراء ومتحولة. وتكثر في جبال الإمارات الأودية الجافة والعميقة أبرزها أودية دِبا وحام وحتا والقور ودلم وضدنة وزكت ومدحة.
3 ـ منطقة سهول الحضيض: وتعرف بالسهول الحصوية أيضاً. وهي شريط منخفض يساير الأقدام الغربية لمنطقة الجبال، وتمتد هذه السهول من الجنوب إلى الشمال مسافة 100كم بعرض 5- 16كم، وتتألف من سهول صير في الشمال ثم جري فالذيد فغريف فمدام (في عُمان) وسهل جوفي الجنوب. وقد نشأت هذه السهول بتراكم المجروفات القادمة من الجبال، مكوّنة تربة خصبة قامت عليها زراعات في مزارع وواحات مثل المعيريض وخِت وخرّان والدقداقة والذيد ومليحة والهير والعين.
United Arab Emirates - Emirats arabes unis
الإمارات العربية المتحدة
الإمارات العربية المتحدة United Arab Emirates دولة عربية اتحادية تقع في جنوب غربي قارة آسيا في شبه الجزيرة العربية وعلى أطرافها الشرقية المطلة على الخليج العربي وخليج عمان. تتألف من اتحاد سبع إمارات خليجية اتحاداً فيدرالياً هي: أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين الواقعة على الخليج العربي، ثم إمارة الفجيرة الواقعة على خليج عُمان. وقد عرفت الدولة في السابق بأسماء مختلفة مثل «المحميات» و«إمارات ساحل عمان» و«ساحل القرصان» و«الساحل المهادن» و«الساحل المتصالح» حتى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وعاصمتها مدينة أبو ظبي[ر].
الموقع والحدود والمساحة
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في البروز الأرضي الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية الذي يضم سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة. وهي محصورة بين درجات العرض الجغرافي الشمالية 22 درجة و30 دقيقة، و26 درجة و5 دقائق، بين رملة عروق الشيبة في الجنوب ومنطقة شعم ـ القِير في الشمال في شبه جزيرة مسندم. فإذا أضيفت إلى ذلك الجزر الإماراتية في الخليج يكون حدها الشمالي الأقصى هو العرض الجغرافي الشمالي 26 درجة و15 دقيقة، وخط الطول 56 درجة و20 دقيقة شرق غرينتش في أقصى شرقي البلاد عند قرية خطم ملاحة وبروز صخور خورفكَّان على خليج عُمان.
التقسيمات الإدارية لدولة الإمارات العربية المتحدة |
لا تظهر أهمية الموقع الجغرافي لدولة الإمارات إلا إذا درست بصفتها أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية وحوض الخليج. وعلى هذا الأساس يبرز الدور الانتقالي لموقع الإمارات بين عالمين بيئيين كبيرين هما العالم المائي ـ البحري للخليج وخليج عمان وبحر العرب، والعالم الصحراوي القاري القاسي لصحراء الربع الخالي. ويظهر هذا الدور في الشريط الساحلي للخليج الممتد بين شبه جزيرة مسندم وشبه جزيرة قطر بعمق يراوح بين 35-50كم. وكذلك على امتداد الشريط الساحلي لخليج عمان في سهل الباطنة في كل من دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
ولقد منح الموقع الجغرافي البلاد أهمية بارزة في المجالين التجاري والاستراتيجي. وهي أهمية ما زالت دولة الإمارات تتمتع بها إلى اليوم، تمثلها خطوط النقل والتجارة البحرية، وكذلك قربها من مضيق هرمز. وتعاظم دور الموقع الجغرافي للإمارات مع التوسع في استخراج النفط والغاز، مما جعل منها واحدة من المناطق ذات القيمة الاقتصادية الاستراتيجية الكبيرة في العالم.
الحدود والمساحة: تحيط بدولة الإمارات العربية من الشرق سلطنة عمان وخليج عمان، ومن الشمال الخليج العربي ومن الغرب والجنوب المملكة العربية السعودية. ويقدر طول حدود الدولة بنحو 1740كم منها 730كم حدود بحرية (90كم ساحلها على خليج عمان، و640كم ساحلها على الخليج العربي). وحدود الدولة ليست ثابتة نهائياً، ولم يُتفق على رسمها رسمياً إلا في أجزاء محدودة منها. إذ مر وضع الحدود بأحداث ومراحل خلافية بين الأطراف ذات المصالح الخاصة.
ترجع البدايات الأولى لرسم الحدود في المنطقة إلى عام 1913 الذي جرى فيه تعيين حدود نجد (السعودية) مع مشيخات الساحل. وعرفت «بالخط الأزرق» الذي نصت عليه اتفاقية 23 تموز من العام نفسه بين الدولة العثمانية وبريطانية، وكان يساير خط الطول 50 درجة و25 دقيقة شرق غرينتش. وباعتراض السعودية على الخط الأزرق جرت مباحثات بينها وبين بريطانية عدل فيها الخط بما عرف «بالخط الأحمر» في 3 نيسان عام 1935، ثم أدخلت عليه بريطانية تعديلاً آخر في 25 تشرين الثاني عام 1935، وصار يعرف بخط الرياض أو «الخط الأخضر»، ولم تعترف به السعودية التي تمسكت بالخط الأحمر. وبقي الأمر معلقاً ليعود النزاع فيحتدم إثر الكشف عن نفط منطقة فهود في إقليم البريمي عام 1949، واحتجاج بريطانية على دخول فرق البحث عن النفط الأمريكية ـ السعودية إلى مناطق تابعة لإمارة «أبو ظبي». إذ طالبت السعودية بحدود لا تترك لأبو ظبي سوى أقل من 20% من مساحتها، وردت عليها أبو ظبي بالمطالبة بحدود تضم مساحات تصل إلى خط العرض 20 جنوباً وإلى حدود قطر في الشمال الغربي وإلى بئر أم الزمول في الشرق وذلك في 30 كانون الثاني عام 1952. لكن بريطانية اقترحت عام 1955 حدوداً جديدة تتفق مع الحدود التي ظلت قائمة بين الإمارات العربية والسعودية حتى عام 1974 واتفق الطرفان بينهما في 21/8/1974 بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة (1971) على تسوية المشكلات الحدودية والإقليمية المعلقة. أبرزها حصول السعودية على ممر بري يصل إلى مياه الخليج بين قطر والإمارات العربية المتحدة ويمتد من خور الدويهن إلى خور العُديِّد، أما الحدود الجنوبية للإمارات فقد رسمت بحيث تبقى رملة زرارة وحقل نفطها للإمارات. ومع ذلك لم ترسم هذه الحدود ترسيماً نهائياً بعد.
أما من جهة الشرق فتسير الحدود مع سلطنة عمان من بئر أم الزمول في الجنوب باتجاه الشمال أولاً ثم نحو الشرق فالشمال الشرقي حتى خطم ملاحة على خليج عُمان. وتتعرج الحدود الإماراتية العُمانية هنا راسمة جيوباً وألسنة متداخلة أبرزها لسان العين ـ البريمي الإماراتي المتوغل شرقاً في أراضي سلطنة عمان، وقد قامت حول هذا اللسان خلافات جاء ذكرها في بحث البريمي[ر]. وبعد 90كم من ساحل دولة الإمارات على خليج عُمان، يعود خط الحدود البري مع سلطنة عُمان بدءاً من دبا، فيقطع الجبال ثم يساير سفوحها الغربية من الجنوب نحو الشمال ثم نحو الغرب لينتهي على ساحل الخليج قرب شعم ـ القير. وهكذا تفصل الحدود هنا بين محافظة مسندم العُمانية وأراضي إمارة رأس الخيمة. ولا تخلو الحدود الشرقية للإمارات من مشكلات معلقة تتمثل في عدد من الجيوب الأرضية والمناطق المحايدة بين الإمارات وسلطنة عُمان، مثل المنطقة المحايدة عند «حَدَف»، وجيب «وادي مدحة أو مدحاء» العُماني في أرض الإمارات.
تغطي أرض الإمارات مع جزرها مساحة قدرها 83600كم2 أما مساحتها من دون الجزر فنحو 77700كم2 ويزيد عدد الجزر على 200 جزيرة، أكبرها جزيرة أبو الأبيض. ويقترب شكل الدولة من شبه منحرف قائم الزاوية قريب من المثلث. مع امتداد مثلثي شمالي شرقي.
ويعد عدم استقرار الحدود سبباً من أسباب اضطراب الإحصاءات الخاصة بالحدود والسواحل وأطوالها، وكذلك مساحة البلاد وكثافة السكان وغيرها، وتتضارب هذه الإحصاءات والمعطيات بحسب المصادر المختلفة.
الأوضاع الجغرافية الطبيعية
الأرض والتضاريس: تغلب على أرض الإمارات مساحات مترامية من السهول والفيافي المنبسطة والمتموجة التي يراوح ارتفاعها فوق سطح البحر بين 100-250م، وتغطي قرابة 92% من مساحة البلاد. أما الباقي (8%) فهو تضاريس جبلية تؤلف شريطاً يقع في الشرق، هو جزء من جبال عُمان والحجر وقوسها المطل على خليج عُمان وسهل الباطنة.
أما البقاع الواقعة غرب خط عمان فقد ظلت مغمورة ببحار الحقب الثالث مدة 250مليون سنة، وتوضعت فيها رسوبيات ثخينة تعرضت لحركات بنائية هادئة، وبقي أغلب أجزاء هذه البقاع مغموراً بمياه بحر الحقب الرابع القديم، وخاصة ما كان يقع دون 150-370م فوق سطح البحر. وقد انحسرت المياه عنها في العصر الجليدي قبل 70000- 20000 سنة إلى مستوى -120م عن المنسوب الراهن لمياه الخليج. وأعقب ذلك غمر جديد وارتفاع لمنسوب المياه بدأ قبل 20000 سنة واستمر حتى قبل 5000 سنة إلى أن وصل مستوى المياه إلى منسوبها الراهن. وقد رافق ذلك انقلاب المناخ إلى جاف وحار ثم إلى مناخ صحراوي اليوم.
تتألف بنية الإمارات العربية المتحدة من صخور رسوبية من الحجر الرملي والكلسي وغيرهما، ومن صخور متحولة مثل الكوارتزيت والشيست والمرمر، ومن صخور خضراء باطنية ـ اندفاعية مثل الغابرو والسرنبتينيت، وتنتشر الصخور المتحولة والخضراء وقسم من الصخور الرسوبية في الأنحاء الجبلية، في حين تتألف بقية الأنحاء من الصخور الرسوبية. وعلى هذا الأساس يتألف سطح أراضي دولة الإمارات من إقليمين جيولوجيين وتضريسيين كبيرين هما إقليم الجبال وإقليم السهول اللذان يضمان مناطق عدة هي:
1 ـ منطقة الباطنة (سهل ساحل خليج عمان): وهي شريط سهلي يمتد على سواحل عُمان والإمارات يتوسطه بروز خورفكّان، تراوح ارتفاعاته بين 1-3م و10-30م. نشأ من تراكم المجروفات القادمة من جبال عُمان. لذا فإن تربته خصبة قامت عليها زراعة قديمة وحديثة حول الكثير من القرى.
2 ـ منطقة الجبال: وتتألف من ثلاث كتل جبلية من سلسلة جبال عمان والحجر الداخلة في أراضي دولة الإمارات، وتشغل القسم الشرقي من البلاد ممتدة من الجنوب إلى الشمال بطول 155كم وعرض 9- 37كم وارتفاعاتها تراوح بين 800 و900م. تعرف الكتلة الأولى بكتلة رؤوس الجبال في الشمال، وفيها أعلى قمة في البلاد (جبل يبير 1527م)، وصخورها كلسية جرداء. تليها كتلة الجبال الوسطى في الجنوب بين وادي دِبا وسلطنة عُمان، طولها 80كم وعرضها 25-37كم وارتفاعاتها بين 500 و600م، وأعلى قمة فيها جبل سماح (1034م). أما الكتلة الثالثة فهي جبال الشميلية المشرفة على سهل الباطنة الشمالية، وأعلى قممها تصل إلى 1153م إلى الشرق من «مسافي»، وصخورها خضراء ومتحولة. وتكثر في جبال الإمارات الأودية الجافة والعميقة أبرزها أودية دِبا وحام وحتا والقور ودلم وضدنة وزكت ومدحة.
3 ـ منطقة سهول الحضيض: وتعرف بالسهول الحصوية أيضاً. وهي شريط منخفض يساير الأقدام الغربية لمنطقة الجبال، وتمتد هذه السهول من الجنوب إلى الشمال مسافة 100كم بعرض 5- 16كم، وتتألف من سهول صير في الشمال ثم جري فالذيد فغريف فمدام (في عُمان) وسهل جوفي الجنوب. وقد نشأت هذه السهول بتراكم المجروفات القادمة من الجبال، مكوّنة تربة خصبة قامت عليها زراعات في مزارع وواحات مثل المعيريض وخِت وخرّان والدقداقة والذيد ومليحة والهير والعين.
تعليق