كَعْب الأَشْقَري(كعب بن معدان)Kab al-Ashkariشاعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كَعْب الأَشْقَري(كعب بن معدان)Kab al-Ashkariشاعر

    كعب اشقري ، كعب معدان Kab al-Ashkari (Kab ibn Ma’dan) - Kab al-Ashkari (Kab ibn Ma’dan)
    كَعْب الأَشْقَري (كعب بن معدان)

    (… ـ نحو80هـ/… ـ نحو 700م)



    أبو مالك، كَعْب بن مَعْدان الأَشْقَري، والأشاقر هم بنو عائذ بن دوس من قبيلة الأزد اليمانية، وأمه من بني عبد القيس.

    شاعر فارس خطيب، معدود بين الشجعان، ومن جِلَّةِ أصحاب المهلّب بن أبي صُفرة والي خراسان في عهد عبد الملك بن مروان، كانت له مشاركة كبيرة في حروبه مع الخوارج الأزارقة. أوفده المهلب إلى الحَجّاج لينقل له بعضاً من وقائع ذلك الصراع، وكان مما قاله:

    خَـبُّوا كمينَهُـمُ بالسفح إذ نـزلـــوا

    بِكَازَرُوْنَ فما عَزوا وما نُصروا

    بـاتت كتائبُنا تَـردْي مُسَوَّمـةً

    حول المُهَلَّبِ حتى نَوّر القَمـَرُ

    هناك ولّوا خَزايا بعدما هُزمـوا

    وحال دَوْنَهم الأنهارُ والجُــدُر

    تأبى علينا حزازات النفوس فما

    نبقي عليهم ولا يُبْقون إِنْ قدروا

    فضحك الحجاج وقال: إنك مُنصف يا كعب، يريد بذلك ما ورد في البيت الأخير.

    كان كعب فصيحاً، وكان صاحب فطنة، وتبدت فصاحته حين سأله الحجاج عن حال بني المهلب، وكان مما قاله: «المغيرةُ فارسُهم وسيدهم، نارٌ ذاكية، وصَعدة عالية، وكفى بيزيد فارساً شجاعاً».

    توزعت أشعار كعب على معظم أغراض الشعر، غير أن أكثرها كان في المديح والهجاء، فمدح عدداً من القادة والولاة وفي مقدمتهم المهلب وبنوه، ومما قال فيهم:

    بَراك اللهُ حين بَراك بحــراً

    وفجَّـرَ منـك أنهـاراً غِـزارا

    بَنوك السابقون إلى المعـالي

    إذا مـا أَعْظَمَ الناس الخِطـارا

    وأُعجب الخليفة عبد الملك بن مروان بهذه الأبيات، وعدّها مثالاً يحتذي به الشعراء حين يمدحونه.

    وقع بين كعب والشاعر زياد الأعجم مهاجاة طويلة، غلبه زيادٌ فيها، وكان من سبب ذلك أن شرّاً وقع بين الأزد وعبد القيس، تطور إلى حرب سعى المهلب إلى وأدها، فأصلح بين الطرفين وتحمل ما أحدثه كلُّ فريق بالآخر، ومما قاله كعب في هجاء عبد القيس:

    إنّي وإن كنتُ فرعَ الأَزْدِ قد عَلِموا

    أَخْزى إذا قيل عبدُ القيس أخوالي

    فَهْمٌ أبو مـالك بالمجـد شـرَّفني

    وَدَنَّسَ العـبدُ عبدُ القيس سِرْبالي

    كان كعب وفياً للمهلب، جريئاً في مواقفه، يدافع عنه ويغمز من قناة الحجاج حين استبطأ الأخير في الحرب مع الأزارقة، مما أثار حفيظته وأمر بإشخاصه إليه، فتدخل المهلب لدى عبد الملك، فكتب إلى الحجاج يقسم عليه أن يعفو عنه ويُعرض عما بلغه من الشعر.

    فرّ الشاعر في أواخر حياته إلى عُمان بعد أن عرّض بيزيد بن المهلب، ومدح قتيبة بن مسلم الباهلي، بيد أن المقام لم يطب له هناك، فكتب إلى المهلب معتذراً، وتذكرُ الروايات أن يزيد بن المهلب حبسه ودس إليه ابن أخ له فقتله.

    تميز شعر كعب بالجزالة والقوة، وأشعاره تنبئ عن طاقة إبداعية خلاقة؛ ولاسيما في تمكنه من تطويع الشعر لتحقيق وظيفة حربية وسياسية، ليغدو شعره إحدى الدلالات المهمة التي تكشف عن وقائع الصراع بين الأمويين وولاتهم، وبين الخوارج الأزارقة.

    عبد الرحمن عبد الرحيم
يعمل...
X