ثورة_تولستوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثورة_تولستوي

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1692635451071.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	75.9 كيلوبايت 
الهوية:	149399 لم أعد أتحمل الحياة في هذا البيت . فقدتُ قدرتي على مواصلة حياة الرفاهية، بات الثراء يرعبني !

    بهذه الكلمات اعلن الفيلسوف والكاتب الروسي ليو تولستوي ثورته ضد نفسه والثورة ضد النفس هي اعظم الثورات .

    تولستوي الذي قال ذات مرة : الجميع يفكر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه . فقد قرر اخيراً أن يغير ما في نفسه فيقوم طوعاً بتخلي عن حياة الرفاهية والتنعم، ورضي بحياة الزهد، مرتديا زياً خشناً من الصوف، هذا الذي طالما ارتدي أفخم الملابس، ثم هام على وجهه في ملابس متواضعة رثة كفلاح يعاني العوز، ليبدو أقرب إلى شخصية روائية روسية من قلب الريف .

    قد يرى البعض في تفكير تولستوي شيئا من الجنون، إنما في الحقيقة لم يكن ما فعله سوى استجابة لنداء داخلي أحكم سيطرته عليه، نداء كالذي يأتي للأولياء والواصلین، دفعه لهجر هذا العالم، استجاب له العجوز ليدخل عالم الفقر طواعية. لقد هجر العالم باحثا عن الحقيقة، التي شغله البحث عنها طيلة حياته، سواء كمفکر، أو كاتب، وفوق كل هذا كإنسان . هناك سؤال يتردد في رأسي باحثاً عن إجابة : كيف تخلى ليو تولستوي عن حياة الرفاهية والنعيم ؟ وكيف استطاع هذا العجوز الروسي بأن يتنازل عن أملاكه للفلاحين والفقراء من أهل بلده ؟

    الكاتب الروسي ليوتولستوي كان قد استوحى قصة الطفولة من حادث صغير وقع في قريته التي تسمى ياسنايا بوليانا . فقد شاهد يوماً صبياً صغيراً ينهال ضرباً على أبن أحد عمال المزرعة التي كان يمتلكها والد تولستوي . ويقول له : كيف تجرؤ على أن تمد يدك القذرة الى كرتي وتلعب بها !
    وعاد تولستوي الى بيته وأمسك بقلمه ليكتب قصته الطفولة والتي كانت أول أعماله الادبية وهو شاب لم يناهز بعد عامه الرابع والعشرين .. كتب يقول : " ما أقسى طبيعة البشر لقد كانا طفلين أحدهما اعطته الحياة كل شيء .. والثاني حرمته الحياة كل شيء ولقد كانت هذه هي جريمته الوحيدة ومن أجلها استحق العقاب " وفي صباح اليوم التالي كان تولستوي يقف بجوار الصبي المحروم . ويلعب معه بكرة جديدة اشتراها له .


يعمل...
X