كوريجيو (أنطونيو أليغري المعروف بكوريجيو) Correggio (Antonio Allegri مصور إيطالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كوريجيو (أنطونيو أليغري المعروف بكوريجيو) Correggio (Antonio Allegri مصور إيطالي

    كوريجيو (انطونيو اليغري معروف ب) Correggio (Antonio Allegri-) - Correggio (Antonio Allegri-)
    كوريجيو (أنطونيو أليغري المعروف بـ ـ)

    (1489ـ 1534)



    أنطونيو أليغري Antonio Allegri المعروف بكوريجيو Il Correggio مصور إيطالي، ولد في بلدة كوريجيو بقرب مودِنا Modena؛ ومنها حمل اسمه، وليس سهلاً معرفة تطور حياته ودراسته الفنية، ولكن فازاري[ر] Vasari في كتابه عن حياة المصورين الأكثر شهرة (1550) تحدث عنه بوصفه عبقرية فريدة من نوعها وغريبة في حياتها.

    ومن الممكن استقراء تطوره الفني؛ ليتبين أنه ابتدأ حياته في بلدة مولده وفي مدينة مانتوا Mantua، وأنه تتلمذ على يد عمه وغيره من المعلمين، وتأثر بقواعد المنظور التي يمثلها مانتينيا Mantegna في أعماله في مانتوا. كما أنه تأثر بشدة بأعمال فناني البندقية ولاسيما تتسيانو Tiziano. ومن أولى أعمـال كوريجيو يبدو أنه تأثر بالمنظور الهوائي sfumato عند دافنشي[ر] De Vinci.

    وتبدو براعة كوريجيو التصويرية في أعمال الفريسك الجدارية fresque التي أنجزها في دير القديس بولس في بارما Parma، وفيها يتجلى التوازن في توزيع عناصر الموضوع، ومتانة البناء التصويري، ودقة التشريح العضلي؛ مع تقديم مفهوم جديد للون أخذه - ولاشك- من انطباعاته عن أعمال المصورين في روما في الفترة بين (1517-1519).

    إن النجاح الذي أحرزه كوريجيو في إنجاز هذا التصوير الجداري كان السبب في زيادة الطلب على أعماله التي ابتدأ بإنجازها منذ العام 1520، أولها إنجاز التصوير الجداري في كنيسة القديس حنا الإنجيلي، حيث تُرى أجزاؤها على سقف القبة. ثم أنجز عقداً بتنفيذ رسوم القبة المثمنة لكاتدرائية بارما (1524-1530)، وفيها برع بتمثّل الحركة التي اقتبسها من أعمال ميكلانجلو[ر]Michelangelo في كنيسة السكستين Sixtine.

    وقد استطاع كوريجيو قبل ولادة النزعة الباروكية Baroque في الفن أن يبشر بها في أعماله التزيينية على جدران الأبنية وسقوفها، وتمثل ذلك بالحركية، وبالتضاد الضوئي، والتدرج اللوني الذي زاد من إيضاح بهاء عناصر أعماله التصويرية، وزاد من قوة التعبير عن المشاعر والأحاسيس.


    كوريجيو: «عبادة الطفل» (1518 - 1520)

    وقد كان كوريجيو سباقاً في تحديد معالم الجمالية الباروكية، بدا ذلك في لوحة «نصب الصليب»، ولوحة «استشهاد القديس بلاسيد والقديسة فلافي» Flavie، التي أنجزها في العام 1526، وهي محفوظة في متحف التصوير في بارما. ويبدو تدقيقه في تصوير المنظور واضحاً في لوحة «عذراء القديس جيروم» الموجودة في متحف بارما أيضاً؛ حيث تتجلى فيها براعته في تكوين الموضوع هرمياً وفي المهارة التصويرية التي بدت خصوصاً في لوحته «الزواج الصوفي للقديسة كاترين» (1526) حيث بدا التعبير السمح في الوجه الباسم والحالم. وهذه اللوحة محفوظة في متحف اللوڤر في باريس. كما بدت براعته في تصوير المشهد الليلي في لوحة «عبادة الرعاة» حيث استغل التضاد الضوئي للتعبير عن الغموض والسرية.

    وآخر مجموعة من التصوير الديني نفذها كوريجيو في لوحة «هرقل ديستي» d’Este بلون شفاف شديد التدرج اللوني معلناً عن أسلوب شاردان[ر] Chardin الفرنسي.

    وفي المتحف التاريخي في ڤيينا لوحة مهمة صورها كوريجيو عام 1530 في جناح بورغيزه Borghèse في روما، وفيها تجلت براعته الخارقة في تغييب الحدود في صورة جوبيتر Jupiter الذي صوره في هذه اللوحة. وبرع كوريجيو في إبراز الخطوط المحدِّدة للأشكال بمسار انسيابي غنائي وكأنه رقش بذاته. بدا ذلك عند تصوير الموضوعات النسائية في هذه اللوحة. وبذلك سجل كوريجيو في أعماله حساسية جديدة تعارضت مع تلك التي بدت في التصوير الفلورنسي في عصر النهضة الإيطالية.

    كان فازاري شديد الإعجاب بأعمال كوريجيو بحيث صنّفها مباشرة بعد أعمال ليوناردو في كتابه. والواقع أن جميع المصورين الذين نشطوا في القرنين السابع عشر والثامن عشر لازموا مدرسته الفنية بما في ذلك المصوران كاراتشي[ر] Carracci وكوابل Coypel اللذان استوحيا من صور الفريسك في القباب المذكورة آنفاً. ويذكر المؤرخ الفني مينغ Mengs في كتابه «الانطباعات» 1782 أن أعمال كوريجيو قد حققت التدرج اللوني الأكثر كمالاً، وعبّرت عن الأشكال بكياسة عميقة لا تبدو مقروءة ببساطة.

    وقد سار كوريجيو في طريقه التصويري متفرداً وخاصاً بذاته، واستطاع في خمسة عشر عاماً من عمره القصير أن يغذي الفن الأوربي على مدى قرنين كاملين بمعين من التصوير الجديد الذي حمل اسمه، واستطاع تلميذه بارميجانو[ر] Parmigiano أن يحافظ على تعاليم معلمه في التصوير والتلوين وفي المسار الواقعي الكلاسي الذي وصفه فِنتوري Venturi بأنه أسلوب يحوي الأسرار التي تختفي وراء غيوم مناخ متحرك طافح بالعطر والابتسام. مات كوريجيو مبكراً متأثراً بالشمس.

    عفيف البهنسي
يعمل...
X