فرانسوا ڤيون François Villon شاعر فرنسي من أشهر شعراء فرنسا الغنائيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرانسوا ڤيون François Villon شاعر فرنسي من أشهر شعراء فرنسا الغنائيين

    ڤيون (فرانسوا ـ)
    (1431 ـ بعد عام 1463)
    فرانسوا ڤيون François Villon هو فرانسوا دي مونكوربييهFrançois de Montcorbier أو دي لوج des Loges، شاعر فرنسي يعد من أشهر شعراء فرنسا الغنائيين. ولد في باريس لعائلة متواضعة، وتوفي أبوه وهو صغير السن، فتعهد تربيته غيّوم دي ڤيون Guillaume de Villon، وهو كاهن ثري في كنيسة سان بنوا لو بيتورنيه Saint Benoît le Bétourné بالقرب من السوربون، وكان معيداً يعمل في تدريس التشريع الكنسي. انتسب فرنسوا دي مونكوربييه إليه وصار يدعى فرنسوا ڤيون. وفي وسط الحي اللاتيني الصاخب، لكن في جو أروقة سان ـ بنوا الهادئة كان الكاهن «الأكثر من أب»، كما سمّاه ڤيون في كتابه «الوصية» Le Testamentء (1461ـ1462)، يربيه ويعلمه ويحضِّره ليصبح رجل دين. حصل ڤيون على إجازة في الآداب والفنون سنة 1449، ثم على الماجستير عام 1452، لكنه بدأ الانزلاق متسارعاً إلى الحانات والفاتنات ومعاشرة الجماعات الطائشة والماجنة. استقر في بداية عام 1462 بالقرب من باريس و أنهى كتابة «الوصية»، وهي قصيدة طويلة من 2000 بيت جمع فيها بالادات Ballades عدة تتأرجح بين الفكرة العميقة والتهريج الساذج. وقد تميزت هذه القصيدة الطويلة بشعر غنائي يختلف عما كتبه الشعراء من قبل، إذ يُظهر ڤيون صراحة تصدم القارئ بتقديمه صوراً واقعية سوداوية ومريرة عن المجتمع. وبعد عودته إلى مسقط رأسه عام 1462 وجد أن مصائب قدره لم تنته، إذ سجن مدة قصيرة ثم أوقف على أثر مشاجرة لم يكن طرفاً رئيسياً فيها، وصدر عليه حكم قضائي بالإعدام. وبانتظار حبل المشنقة، ألّف «بالاده للمشنوقين» Ballade des pendus و«شاهدة قبر ڤيون» Epitaphe Villon و«رباعية» Quatrain موجَّهة إلى الموت. على الرغم من سخرية حارس سجنه، استأنف ڤيون الدعوى فنقض الحكم بقرار من البرلمان، لكنه وجد نفسه منفياً لمدة عشر سنوات من باريس، ولا يعرف شيء مؤكد عنه بعد ذلك.
    يُعد ڤيون شاعراً شبقياً وقد أثار اهتمامه وشفقته معاً هذا الجسد المبهر والذابل في الوقت نفسه. وأبرز في «حسرات الجميلة زوجة صانع الخوذات» Les Regrets de la belle Heaulmière حقيقة مؤلمة تقارن بين محاسن الشباب ونضارته ودمامة الشيخوخة وقباحتها، وبقي التهكم والاستهزاء ملازمين له. ففي حديثه عن الموت الذي يوحّد بين الجميع، كما يقول، يصف كيف توضع الجماجم في المقبرة دون تمييز طبقي. وإذا كان ڤيون قد أعطى للمادة وللجسد أولوية فهناك في شعره انفتاح روحاني، فالإيمان عنده حاجة ووسيلة يكفّر به عن خطاياه أملاً في الخلاص.
    استوحى ڤيون لغته من أدباء عصره، وأجاد اختيار كلمات ذات دلالات مختلفة ولجأ إلى تراكيب غير مألوفة رغبة في الابتعاد عن لغة البلاط الرسمية. ولايجد قارئ شعره حرجاً في تقارب اللغة الأدبية في العصور الوسطى مع اللغة المحكية، إذ عرف ڤيون كيف يرتقي بلغة العامة إلى مصاف لغة الأدباء، وأغنى أسلوبه بالصورة الساخرة التي ترسم العالم الخارجي وعالمه الداخلي. فقد عبّر في مناجاة فردية soliloque كيف يتأرجح فكره بين الجنون والحكمة. ومن خلال جدل بين القلب والجسد بيّن ڤيون استحالة التوفيق بينهما مع إبراز ميله الواضح إلى تلبية نداء الجسد، لذا كانت مخيلته تسبح في عالم الغرائز غير آبه لما يثيره من فضائح أو ردود أفعال. أعطى الأولية للكلمة التي تتمرد على العُرف وتتحرر من الضوابط ممهداً الطريق للحداثة وللسريالية ولبعض شعراء القرن التاسع عشر، أمثال لوتريامون Lautréamont ورامبو Rimbaud.
    سليمة حداد
يعمل...
X