كمان Violin - Violin
الكمان
الكمان violin آلة موسيقية وترية ذات قوس وهي الأكثر حدة في أصواتها في أسرتها المؤلفة من أربع آلات تشمل مساحة صوتية واسعة تنوف على ست ثمانيّات[ر. الموسيقى] (أوكتاف) octave. وأفراد أسرة الكمان؛ إضافة إليها: «الفيولا» أو «الكونترالتو» viola ،contralto، و«التشيلو» أو «الفيولونسيل» cello ،violoncelle، والكونترباص double bass ،contrebasse. وتحوي كل آلة من هذه الأسرة أربعة أوتار يعزف عليها بوساطة قوس من قضيب خشبي مقعر (كان محدباً في السابق) تشد عليه خصلة شعر من ذيل حصان يجس به أوتار الآلة. وتشمل أوتار الكمان (صول - ره - لا - مي) مساحة صوتية من طبقة السوبرانو soprano تزيد على ثلاث ثمانيّات ونصف. وأوتارها من أمعاء الحيوان عدا الأحدّ فيها (مي mi) فهو مصنوع من المعدن الفولاذي على الأغلب.
الكمان
تشارك أسرة الكمان في معظم الفرق الموسيقية، وتنحدر من سابقتها «الڤيول» viol، وكانت الكمان قد ظهرت في أوربا عام 1530م في ثلاثة أوتار، ثم في أربعة أوتار عام 1550. وتعد مدينة كريمونا Cremona الإيطالية موطن صناعة الكمان وأُسر صنّاعها. وقد تحسنت صناعتها على يدي أندريا أماتي A.Amati (نحو 1505-1580) وأولاده. أما الأكثر شهرة بين حُذّاق صناعة الكمان فهو أنطونيو ستراديفاري A.Stradivari (1644-1737) الذي كان يصنع نماذج من الكمان بالغة الجودة. إن معظم صنّاع هذه الآلة منذ القرن 19 يصنعونها وفق نموذج أماتي، وغوارنيري Guarneri ولا سيما ستراديفاري. وتعد الكمان من أهم الآلات الموسيقية، وكان أنطونيو فيفالدي[ر] A.Vivaldi من مشاهير المؤلفين الموسيقيين- في العصر الاتباعي[ر] classicism- الذين استطاعوا استنباط خصائص الكمان الموسيقية، ولاسيما في طرق العزف عليها وأنواعها واستخدامها في أعماله الموسيقية مثل حوارياته[ر. الحوارية] (الكونشرتو)concerto لها.
يتميز تاريخ الأدب الموسيقي للكمان ـ منذ القرن 18ـ بالموسيقى الجادة (الكلاسيكية عُرفاً) وذلك في أعمال كبار الموسيقيين، مثل مؤلفات السوناتا[ر] sonata، والكمان مع البيانو، وحواريات الكمان مع الأوركسترا، وفي أنواع موسيقى الحجرة[ر] chamber music الآلية، ولاسيما في الرباعيات الوترية quartet.
الفيولا: كالكمان إلا أنها أكبر حجماً قليلاً وذات خماسية [ر.الموسيقى] quinte أخفض طبقة صوتية من الكمان. أوتارها مسوّاة: دو - صول - ره - لا. والفيولا تماثل في أصواتها الطبقة الصوتية النسائية «الكونترالتو» التي يطلق عليها أيضاً «البيضاء» (لدى الرجال المخنثين).
فيولا الحب viola d’amore: واحدة من آلات «فيولا الذراع»[ر. القيثارة]، وهي تماثل الفيولا في طبقتها الصوتية إلا أنها ذات ستة أوتار أساسية أو سبعة، إضافة إلى أوتار أخرى تشارك تلقائياً وانسجامياً sympathy حين العزف على الأوتار الرئيسة. ومن المرجح أن تكون فيولا الحب قد ابتكرت في إنكلترا في منتصف القرن 17. وقد كتب لها -في السابق- مؤلفون موسيقيون كثيرون، منهم فيفالدي، وأريوستي A.Ariosti (1666- 1740)، وألّف لها مجدداً برليوز[ر] H.Berlioz، وريشارد شتراوس[ر] R.Strauss، ولاسيما هندميت[ر] P.Hindemith وغيرهم.
أسرة الكمان
التشيلو: يزيد حجم التشيلو على ضعفي حجم الفيولا، وهو ذو طبقة صوتية «تِنور» tenor بأخفض ثمانية من الفيولا. ويستخدم التشيلو ثلاثة مفاتيح [ر. الموسيقى] تدوينية في كتـابة الموسيقى له: مفتاح «فـا» fa للأصوات المنخفضة، ومفتاح «دو» do (على السطر الرابع في المدرج الموسيقي) للأصوات المتوسطة في الطبقة الصوتية، ومفتاح صول sol للأصوات الحادة. وتختلف طريقة العزف على التشيلو عنها في الكمان والفيولا، وذلك بأن يضمه العازف وهو جالس على كرسي بين ركبتيه بدلاً من وضعه على كتفه (كما في الكمان والفيولا). وقد ابتكر التشيلو في إيطاليا في النصف الثاني من القرن 16 وكان طوله 79سم، ثم تمّ تحديده بـ 75سم على يد أنطونيو ستراديفاري. وكانت وظائفه محصورة فقط في أداء الأصوات المنخفضة، في حين بقيت فيولا الساق V.da gamba مسيطرة كآلة منفردة solo حتى القرن 18. إن أقدم مؤلفة موسيقية جاء ذكر التشيلو فيها هي سوناتا[ر] sonata لآلات موسيقية عدة يعود تاريخها إلى عام 1641؛ وهي من أعمال جوفاني فونتانا G.Fontana. وفي فرنسا كانت فيولا الساق تُفضَّل على التشيلو حتى منتصف القرن 18، ولم يهتم الموسيقيون الفرنسيون باستخدام التشيلو إلا حين وفد بوكريني[ر] L.Boccherini إلى باريس عام 1768 وأسمع أهلها أداء التشيلو في بعض أعماله الموسيقية المخصصة له.
الكونترباص: أكبر الآلات الموسيقية حجماً في أسرة الكمان، ومن ثم أخفضها طبقة صوتية. أوتاره الأربعة مسوّاة بثمانية تقريباً أخفض من التشيلو (مي- لا - ره- صول)، وبعض آلات الكونترباص الحديثة ذات خمسة أوتار وذلك بإضافة وتر سي si أو دو do المنخفض عن الـ مي. تُستخدم في العزف على الكونترباص قوس قصيرة ومتينة. أما في الموسيقى الخفيفة وموسيقى الجاز[ر] فيستخدم العازف سبابة يده نقراً على الأوتار بدلاً من جر القوس عليها.
ينحدر الكونترباص من أسرة الفيول (فيولا الساق) في العصر الوسيط، وأصبح مستخدماً منذ القرن 17 إلى جانب الفيولونة violone التي بقيت تؤدي مضاعفة الأصوات الجهيرة في أسرتها بمرافقة الكلافسان[ر. البيانو] clavecin والأرغن[ر] organ. ونتيجة للإمكانات التقنية المتميزة في الكونترباص، فقد استخدم في معظم الفرق الموسيقية[ر] مسيطراً في دوره الذي لابديل منه فيها. وقد بدأ استخدامه عام 1620. وبسبب حجمه الكبير لم يكن استخدامه -في البدء- محبذاً إذ كان الموسيقيون يفضلون عليه الفيولونة التي بقيت مستخدمة -لاسيما في إيطاليا- حتى نهاية القرن 18. ولم يبدأ استخدام الكونترباص في أوركسترات المسارح الغنائية إلا في النصف الثاني من القرن 17. ويضاعف الكونترباص دور التشيلو في كثير من الأعمال الموسيقية. وقد استنبط موتسارت وبوكريني وبتهوفن وآخرون إمكانات الكونترباص الفنية إذ لم يعد مجرد دعم الانسجام[ر] (الهارموني) harmony في الأوركسترا، بل استخدموا طوابعه الموسيقية في جميع أنواع الأداء الموسيقي «الأوركسترالي».
الفيولونة: اسم أطلق على الجهير من أسرة الفيول في القرنين 16 و17، وكان كوريلي[ر] A.Corelli، وهاندل[ر] J.Handel قد أطلقا الاسم على التشيلو ويعنيان به الكونترباص أيضاً. والفيولونة سابقة الكونترباص، وكانت ذات أوتار مسوّاة في رباعيات الأبعاد.
الفيول: أسرة من الآلات الموسيقية ذات القوس سيطرت على الحياة الموسيقية منذ القرن 15. وعلى الرغم من منافسة أسرة الكمان التي هددت -منذ القرن 17- بقاء سيطرة الفيول، فإنها (الفيول) دامت حتى عهد باخ[ر] J.S.Bach، ولاسيما جهيرتها bass viol. وقد أعقبت أسرة الفيول أسرة الفييل vièle -في القرون الوسطى- ذات الأصول غير الواضحة.
والخصائص الفنية الأساسية التي تختلف فيها أسرة الفيول عن أسرة الكمان هي: أن الفيول ذات ستة أوتار، وبعضها ذات سبعة أوتار مسوّاة كأوتار العود الأوربي، وزندها اليدوي مقسم بعوارض معدنية إلى دساتين أنصاف الأبعاد. والفتحتان في وجه الفيول هما على شكل c وليس f كالكمان. يضع العازف صغيرة الفيول على ركبتيه في أثناء العزف، ويضع الكبيرة منها بين ساقيه، لهذا سميت بـ«فيولا الساق». وتتألف أسرة الفيول من ست طبقات صوتية مختلفة تبعاً لحجومها. ويعزى الفضل إلى المؤلفين الموسيقيين الإنكليز -في القرنين 16 و17- الذين أثْروا مؤلفات الفيول الموسيقية، ولاسيما المؤلف الموسيقي الإنكليزي أورلاندو غيبونس O.Gibbons (1583-1625). وكانت الفيول الفرنسية ذات خمسة أوتار، في حين كانت الفيول الإيطالية ذات ستة أوتار.
الربيك أو الربيكا rebec¨ribeca: واحدة من أوائل الآلات الموسيقية الوترية ذات القوس في أوربا. ويبدو أن استخدام القوس في الآلات الموسيقية الوترية كان معروفاً في بلاد الشرق منذ آلاف السنين، ولم يستخدم في أوربا إلا منذ القرن السادس الميلادي. ومن المرجح أن آلة الرباب العربية- الشرقية هي سابقة آلات القوس جميعها في أوربا.
والربيك آلة موسيقية بدائية كانت مستخدمة في أوربا في القرون الوسطى، وكانت شائعة الاستعمال كثيراً في إسبانيا، وهي سلف الفيول والكمان. وكانت الربيك ذات أشكال عدة، ولكن الأكثر شيوعاً منها ما كان صندوقه المصوت بشكل نصف إجاصة متطاولة، وذات زند يدوي غير مقسم إلى دساتين تحديد الأبعاد الصوتية.
ثلاثة أنواع من الرباب
الرباب rabab: الرباب آلة وترية ذات قوس، بدائية، شائعة الاستعمال في الأقطار ذات الثقافة الإسلامية من المغرب العربي حتى إندونيسيا، عدا أفغانستان وتركستان وبعض مناطق الهند حيث تنقر أوتار الرباب فيها بدلاً من جر القوس عليها.
والرباب المغربي والجزائري والتونسي ذو وترين، وقد حل في أوربا في العصر الوسيط من خلال إسبانيا، حيث ألهم الأوربيين صنع آلة الربيك. وفي البلاد العربية؛ في الشرق الأوسط، مثل مصر وفلسطين وسورية والعراق، الرباب فيها ذو شكل مستطيل مشدود على وجهيه الأمامي والخلفي جلد حيواني، وزنده خشبي أنبوبي طويل، وهو (الرباب) ذو وتر واحد. ويطلق على الرباب العربي أيضاً «رباب الشاعر» لمرافقته إنشاد الشاعر الراوي. وللرباب الإفريقي في النيل الأعلى صندوق مصوت صغير مشدود على وجهه جلد رقيق، وهو ذو وترين. كما أن للرباب الإندونيسي وترين أيضاً، وصندوقه المصوت من الخشب ذو وجه جلدي، وهو بشكل قلب تقريبي، وغالباً ما يصنع من العاج، وهو يؤلف أحد أعضاء الفرقة الموسيقية الإندونيسية المسماة «غاملان» Gamelan. أما الرباب الذي تنقر أوتاره فصندوقه المصوت خشبي؛ ولكنه ذو ستة أوتار أساسية مرفقة بما يزيد على عشرة أوتار أخرى منفردة تهتز بمشاركة انسجامية مع الأوتار الرئيسة.
حسني الحريري
الكمان
الكمان violin آلة موسيقية وترية ذات قوس وهي الأكثر حدة في أصواتها في أسرتها المؤلفة من أربع آلات تشمل مساحة صوتية واسعة تنوف على ست ثمانيّات[ر. الموسيقى] (أوكتاف) octave. وأفراد أسرة الكمان؛ إضافة إليها: «الفيولا» أو «الكونترالتو» viola ،contralto، و«التشيلو» أو «الفيولونسيل» cello ،violoncelle، والكونترباص double bass ،contrebasse. وتحوي كل آلة من هذه الأسرة أربعة أوتار يعزف عليها بوساطة قوس من قضيب خشبي مقعر (كان محدباً في السابق) تشد عليه خصلة شعر من ذيل حصان يجس به أوتار الآلة. وتشمل أوتار الكمان (صول - ره - لا - مي) مساحة صوتية من طبقة السوبرانو soprano تزيد على ثلاث ثمانيّات ونصف. وأوتارها من أمعاء الحيوان عدا الأحدّ فيها (مي mi) فهو مصنوع من المعدن الفولاذي على الأغلب.
الكمان
تشارك أسرة الكمان في معظم الفرق الموسيقية، وتنحدر من سابقتها «الڤيول» viol، وكانت الكمان قد ظهرت في أوربا عام 1530م في ثلاثة أوتار، ثم في أربعة أوتار عام 1550. وتعد مدينة كريمونا Cremona الإيطالية موطن صناعة الكمان وأُسر صنّاعها. وقد تحسنت صناعتها على يدي أندريا أماتي A.Amati (نحو 1505-1580) وأولاده. أما الأكثر شهرة بين حُذّاق صناعة الكمان فهو أنطونيو ستراديفاري A.Stradivari (1644-1737) الذي كان يصنع نماذج من الكمان بالغة الجودة. إن معظم صنّاع هذه الآلة منذ القرن 19 يصنعونها وفق نموذج أماتي، وغوارنيري Guarneri ولا سيما ستراديفاري. وتعد الكمان من أهم الآلات الموسيقية، وكان أنطونيو فيفالدي[ر] A.Vivaldi من مشاهير المؤلفين الموسيقيين- في العصر الاتباعي[ر] classicism- الذين استطاعوا استنباط خصائص الكمان الموسيقية، ولاسيما في طرق العزف عليها وأنواعها واستخدامها في أعماله الموسيقية مثل حوارياته[ر. الحوارية] (الكونشرتو)concerto لها.
يتميز تاريخ الأدب الموسيقي للكمان ـ منذ القرن 18ـ بالموسيقى الجادة (الكلاسيكية عُرفاً) وذلك في أعمال كبار الموسيقيين، مثل مؤلفات السوناتا[ر] sonata، والكمان مع البيانو، وحواريات الكمان مع الأوركسترا، وفي أنواع موسيقى الحجرة[ر] chamber music الآلية، ولاسيما في الرباعيات الوترية quartet.
الفيولا: كالكمان إلا أنها أكبر حجماً قليلاً وذات خماسية [ر.الموسيقى] quinte أخفض طبقة صوتية من الكمان. أوتارها مسوّاة: دو - صول - ره - لا. والفيولا تماثل في أصواتها الطبقة الصوتية النسائية «الكونترالتو» التي يطلق عليها أيضاً «البيضاء» (لدى الرجال المخنثين).
فيولا الحب viola d’amore: واحدة من آلات «فيولا الذراع»[ر. القيثارة]، وهي تماثل الفيولا في طبقتها الصوتية إلا أنها ذات ستة أوتار أساسية أو سبعة، إضافة إلى أوتار أخرى تشارك تلقائياً وانسجامياً sympathy حين العزف على الأوتار الرئيسة. ومن المرجح أن تكون فيولا الحب قد ابتكرت في إنكلترا في منتصف القرن 17. وقد كتب لها -في السابق- مؤلفون موسيقيون كثيرون، منهم فيفالدي، وأريوستي A.Ariosti (1666- 1740)، وألّف لها مجدداً برليوز[ر] H.Berlioz، وريشارد شتراوس[ر] R.Strauss، ولاسيما هندميت[ر] P.Hindemith وغيرهم.
أسرة الكمان
التشيلو: يزيد حجم التشيلو على ضعفي حجم الفيولا، وهو ذو طبقة صوتية «تِنور» tenor بأخفض ثمانية من الفيولا. ويستخدم التشيلو ثلاثة مفاتيح [ر. الموسيقى] تدوينية في كتـابة الموسيقى له: مفتاح «فـا» fa للأصوات المنخفضة، ومفتاح «دو» do (على السطر الرابع في المدرج الموسيقي) للأصوات المتوسطة في الطبقة الصوتية، ومفتاح صول sol للأصوات الحادة. وتختلف طريقة العزف على التشيلو عنها في الكمان والفيولا، وذلك بأن يضمه العازف وهو جالس على كرسي بين ركبتيه بدلاً من وضعه على كتفه (كما في الكمان والفيولا). وقد ابتكر التشيلو في إيطاليا في النصف الثاني من القرن 16 وكان طوله 79سم، ثم تمّ تحديده بـ 75سم على يد أنطونيو ستراديفاري. وكانت وظائفه محصورة فقط في أداء الأصوات المنخفضة، في حين بقيت فيولا الساق V.da gamba مسيطرة كآلة منفردة solo حتى القرن 18. إن أقدم مؤلفة موسيقية جاء ذكر التشيلو فيها هي سوناتا[ر] sonata لآلات موسيقية عدة يعود تاريخها إلى عام 1641؛ وهي من أعمال جوفاني فونتانا G.Fontana. وفي فرنسا كانت فيولا الساق تُفضَّل على التشيلو حتى منتصف القرن 18، ولم يهتم الموسيقيون الفرنسيون باستخدام التشيلو إلا حين وفد بوكريني[ر] L.Boccherini إلى باريس عام 1768 وأسمع أهلها أداء التشيلو في بعض أعماله الموسيقية المخصصة له.
الكونترباص: أكبر الآلات الموسيقية حجماً في أسرة الكمان، ومن ثم أخفضها طبقة صوتية. أوتاره الأربعة مسوّاة بثمانية تقريباً أخفض من التشيلو (مي- لا - ره- صول)، وبعض آلات الكونترباص الحديثة ذات خمسة أوتار وذلك بإضافة وتر سي si أو دو do المنخفض عن الـ مي. تُستخدم في العزف على الكونترباص قوس قصيرة ومتينة. أما في الموسيقى الخفيفة وموسيقى الجاز[ر] فيستخدم العازف سبابة يده نقراً على الأوتار بدلاً من جر القوس عليها.
ينحدر الكونترباص من أسرة الفيول (فيولا الساق) في العصر الوسيط، وأصبح مستخدماً منذ القرن 17 إلى جانب الفيولونة violone التي بقيت تؤدي مضاعفة الأصوات الجهيرة في أسرتها بمرافقة الكلافسان[ر. البيانو] clavecin والأرغن[ر] organ. ونتيجة للإمكانات التقنية المتميزة في الكونترباص، فقد استخدم في معظم الفرق الموسيقية[ر] مسيطراً في دوره الذي لابديل منه فيها. وقد بدأ استخدامه عام 1620. وبسبب حجمه الكبير لم يكن استخدامه -في البدء- محبذاً إذ كان الموسيقيون يفضلون عليه الفيولونة التي بقيت مستخدمة -لاسيما في إيطاليا- حتى نهاية القرن 18. ولم يبدأ استخدام الكونترباص في أوركسترات المسارح الغنائية إلا في النصف الثاني من القرن 17. ويضاعف الكونترباص دور التشيلو في كثير من الأعمال الموسيقية. وقد استنبط موتسارت وبوكريني وبتهوفن وآخرون إمكانات الكونترباص الفنية إذ لم يعد مجرد دعم الانسجام[ر] (الهارموني) harmony في الأوركسترا، بل استخدموا طوابعه الموسيقية في جميع أنواع الأداء الموسيقي «الأوركسترالي».
الفيولونة: اسم أطلق على الجهير من أسرة الفيول في القرنين 16 و17، وكان كوريلي[ر] A.Corelli، وهاندل[ر] J.Handel قد أطلقا الاسم على التشيلو ويعنيان به الكونترباص أيضاً. والفيولونة سابقة الكونترباص، وكانت ذات أوتار مسوّاة في رباعيات الأبعاد.
الفيول: أسرة من الآلات الموسيقية ذات القوس سيطرت على الحياة الموسيقية منذ القرن 15. وعلى الرغم من منافسة أسرة الكمان التي هددت -منذ القرن 17- بقاء سيطرة الفيول، فإنها (الفيول) دامت حتى عهد باخ[ر] J.S.Bach، ولاسيما جهيرتها bass viol. وقد أعقبت أسرة الفيول أسرة الفييل vièle -في القرون الوسطى- ذات الأصول غير الواضحة.
والخصائص الفنية الأساسية التي تختلف فيها أسرة الفيول عن أسرة الكمان هي: أن الفيول ذات ستة أوتار، وبعضها ذات سبعة أوتار مسوّاة كأوتار العود الأوربي، وزندها اليدوي مقسم بعوارض معدنية إلى دساتين أنصاف الأبعاد. والفتحتان في وجه الفيول هما على شكل c وليس f كالكمان. يضع العازف صغيرة الفيول على ركبتيه في أثناء العزف، ويضع الكبيرة منها بين ساقيه، لهذا سميت بـ«فيولا الساق». وتتألف أسرة الفيول من ست طبقات صوتية مختلفة تبعاً لحجومها. ويعزى الفضل إلى المؤلفين الموسيقيين الإنكليز -في القرنين 16 و17- الذين أثْروا مؤلفات الفيول الموسيقية، ولاسيما المؤلف الموسيقي الإنكليزي أورلاندو غيبونس O.Gibbons (1583-1625). وكانت الفيول الفرنسية ذات خمسة أوتار، في حين كانت الفيول الإيطالية ذات ستة أوتار.
الربيك أو الربيكا rebec¨ribeca: واحدة من أوائل الآلات الموسيقية الوترية ذات القوس في أوربا. ويبدو أن استخدام القوس في الآلات الموسيقية الوترية كان معروفاً في بلاد الشرق منذ آلاف السنين، ولم يستخدم في أوربا إلا منذ القرن السادس الميلادي. ومن المرجح أن آلة الرباب العربية- الشرقية هي سابقة آلات القوس جميعها في أوربا.
والربيك آلة موسيقية بدائية كانت مستخدمة في أوربا في القرون الوسطى، وكانت شائعة الاستعمال كثيراً في إسبانيا، وهي سلف الفيول والكمان. وكانت الربيك ذات أشكال عدة، ولكن الأكثر شيوعاً منها ما كان صندوقه المصوت بشكل نصف إجاصة متطاولة، وذات زند يدوي غير مقسم إلى دساتين تحديد الأبعاد الصوتية.
ثلاثة أنواع من الرباب
الرباب rabab: الرباب آلة وترية ذات قوس، بدائية، شائعة الاستعمال في الأقطار ذات الثقافة الإسلامية من المغرب العربي حتى إندونيسيا، عدا أفغانستان وتركستان وبعض مناطق الهند حيث تنقر أوتار الرباب فيها بدلاً من جر القوس عليها.
والرباب المغربي والجزائري والتونسي ذو وترين، وقد حل في أوربا في العصر الوسيط من خلال إسبانيا، حيث ألهم الأوربيين صنع آلة الربيك. وفي البلاد العربية؛ في الشرق الأوسط، مثل مصر وفلسطين وسورية والعراق، الرباب فيها ذو شكل مستطيل مشدود على وجهيه الأمامي والخلفي جلد حيواني، وزنده خشبي أنبوبي طويل، وهو (الرباب) ذو وتر واحد. ويطلق على الرباب العربي أيضاً «رباب الشاعر» لمرافقته إنشاد الشاعر الراوي. وللرباب الإفريقي في النيل الأعلى صندوق مصوت صغير مشدود على وجهه جلد رقيق، وهو ذو وترين. كما أن للرباب الإندونيسي وترين أيضاً، وصندوقه المصوت من الخشب ذو وجه جلدي، وهو بشكل قلب تقريبي، وغالباً ما يصنع من العاج، وهو يؤلف أحد أعضاء الفرقة الموسيقية الإندونيسية المسماة «غاملان» Gamelan. أما الرباب الذي تنقر أوتاره فصندوقه المصوت خشبي؛ ولكنه ذو ستة أوتار أساسية مرفقة بما يزيد على عشرة أوتار أخرى منفردة تهتز بمشاركة انسجامية مع الأوتار الرئيسة.
حسني الحريري