كلي (بول) Klee (Paul-)مصور ورسام وحفار وكاتب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلي (بول) Klee (Paul-)مصور ورسام وحفار وكاتب

    كلي (بول)

    Klee (Paul-) - Klee (Paul-)

    كلي (بول ـ)
    (1879ـ 1940)

    بول كلي Paul Klee مصور ورسام وحفار وكاتب لأب ألماني وأم سويسرية، ولد في مدينة مونشنبو خزيه Münchenbuchsee القريبة من برن Berne. كان والده موسيقياً يعلم هذا الفن في أكاديمية برن، وكانت أمه من مدينة بال Basel لكنها أمضت شبابها في فرنسا، وكانت ميالة إلى الموسيقى أيضاً.
    نشأ بول كلي متعلقاً بالموسيقى التي نفذت إلى أعماله التصويرية إضافة إلى كونه عازف كمان، وشاعراً.
    وفي مدينة مونيخ درس الفن في سنوات ثلاث تحت إشراف كنير Knirr. ثم تلقى دروسه الأكاديمية على فرانز فون شتوك F.von Stuck.
    كانت مونيخ قد استقبلت أعمال كبار المصورين الفرنسيين المجددين، مما أسس تياراً فنياً أُطلق عليه اسم الفن الحديث[ر] وبالألمانية يوغند ستيل Jugend stile.
    تأثر بول كلي في العشرين من عمره بهذا الأسلوب الجديد، وبعد زيارته المدن الإيطالية ولاسيما جنوة ونابولي -حيث المتاحف ولاسيما متحف الأحياء المائية- استطاع كلي أن يشبع نهمه لإغراءات تجارب فنية جديدة وقديمة. وفي مذكراته المنشورة كتب كلي «الشرط الأساسي لكل المظاهر الخلابة هو أن يمسك الإنسان بزمام الحياة، إن الرسم والنحت والمسرح والموسيقى شيء واحد بالنسبة لي، ولكنني أرى الرسوم أقدر على اختراق الحياة بعمق».
    كان كلي منذ البداية عديم الثقة بقواعد الفن الاصطلاحية، وكان يفضل الاحتفاظ بحريته. وفي الأعوام 1902-1906 انصرف إلى أعمال الحفر. ومن باريس التي زارها للمرة الأولى في عام 1905، قدم مجموعة من رسوم الحفر على المعدن إلى معرض في مونيخ، وهناك تعرف ليلي شتومفة L.Stumf وتزوجها، وكانت عازفة بيانو، واستقر في مونيخ التي استقبلت معارض لكبار المصورين من أمثال فان غوغ [ر] V.Gogh وسيزان [ر] P.Cézanne وبيكاسو [ر] Picasso.
    استمر كلي حتى عام 1912 بالرسم بلون أسود وحيد. وبتأثير الفنانين الفرنسيين بعد زيارته الثانية لباريس ابتدأ باستعمال الألوان، ولم يلبث أن اندمج بجماعة الفارس الأزرق[ر] Cavalier bleu مع مارك Marc وماكه Macke وكاندينسكي[ر] Kandinsky وغيرهم، وكانت هذه المدرسة تهتم باستغلال الرموز تعبيراً عن الأفكار. واشترك كلي مع الجماعة في معرض عام 1911. ثم صار أستاذاً في الباوهاوس Bauhaus في فايمار Weimar ثم في دساو Dessau.
    بول كلي:
    «تجريدي- دوائر ملونة متصلة بشرائط ألوان» (1914)
    وفي عام 1914 ذهب بول كلي مع أوغست ماكه إلى تونس بدعوة من صديقه المصور مواليه Moilliet. ويذكر كلي «وصلنا إلى الشاطئ قريباً من العرب الأوائل وهناك قابلتنا الشمس الساطعة ذات القوة العاتمة، وكان الجو صافي الألوان، يثير في النفس أجمل الوعود». ثم كتب أيضاً بعد أن زار تونس القديمة: «الرأس طافحة أو زاخرة بالانطباعات السديمية عن هذه المدينة، حيث الفن والطبيعة وأنا، وانغمست في العمل مباشرة. إنني أصور بالألوان المائية في الحي العربي. لشد ما يدهشني هذا الانسجام بين عمارة المدينة وعمارة اللوحة».
    وفي القيروان قام الفنانون الثلاثة برسم جوانب المدينة، المساجد والحارات والباعة. وكان كلي يتماهى إلى أقصى حد مع البعد الروحي لهذه المشاهد، ويكتب «أنا واللون لا نشكل إلا واحداً، إنني مصور».
    وفي عام 1928 زار كلي مصر لأسابيع عدة، وسجل انطباعاته في مذكراته المنشورة، فقد زار المتحف المصري القديم وقبور الخلفاء والأهرامات، ووصل إلى الأقصر وأسوان وجزيرة فيلة. ويقول غروهمان Grohmann الذي أفرد لزيارته كتاباً ضخماً: «لقد سجلت هذه الزيارة نضج كلي الفني، هذا النضج الذي رافقه حتى موته». لقد أوحت إليه هذه الزيارة بأعمال ذات ضياء وبريق لم يكن مألوفاً، كما في لوحة «طريق رئيسي وطرق للعبور» (1929).
    كانت زيارة كلي للدول العربية أشبه بقصة من ألف ليلة «زيارة تنطبع في أعماقي وإلى الأبد».
    بول كلي:
    «قصر مكون من أربعة أقسام» (1933)
    وجد كلي مجالاً في الفن العربي لإشباع ذهنه وعبقريته وأسلوبه، ويمتد هذا المجال من الواقعية الساذجة إلى التجريدية العفوية. لقد كانت أكثر لوحاته تحمل عنوانات موسيقية أو عربية بأسلوب مبسط ومتجدد، وفي لوحته «مدينة قديمة وخلفية» (1926) يبدو بجلاء تأثره بالتطريز العربي المختلط بالقباب والأقواس والأدراج بخطوط هندسية متقابلة. ويقول: «إن هدف الفن الأساسي، ليس رسم الأشياء بل أن يجعل غير المرئي مرئياً».
    درّس بول كلي في أكاديمية دوسلدورف، ثم منعه الحكم النازي من التدريس فمضى إلى سويسرا. لم يتأثر كلي بأي من الأساليب والطرز التي كانت شائعة والتي تمثل بداية الحداثة[ر] فقد كانت رسومه عصية على الفهم، وصعبة في إخضاعها لتسمية أسلوبية محددة، كانت رسومه السوداء والملونة تنبثق من حدسه إزاء عالم مبهم، لا تترجمه إلا الموسيقى التي وصل إلى أغوارها لحناً وصورة. ومن أعماله البارزة: «الحمّامـات والجامع» (1914) و«قباب حمراء وبيضاء» (1914) و«البدر» (1919) و«الملاح» (1923) و«المنظر الطبيعي ذو العصافير الصفراء» (1923) و«حديقة شرقية» و«الأسير» (1940).
    توفي بول كلي في مورالتو ـ لوكارنو Muralto-Locarno في مقاطعة تيسان Tessin ولم يبلغ الستين من عمره.
    عفيف البهنسي
يعمل...
X