تعرفوا على حكاية الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على حكاية الفن في القرن العشرين

    الفن في القرن العشرين


    يتناول هذا القسم من المقالة الفن في القرن العشرين في الغرب وبعض الأقطار الأجنبية الأخرى. ولمعلومات عن الفن التشكيلي العربي المعاصر ★ تَصَفح: الفن التشكيلي العربي.



    منظر طبيعي في كوليور للفنان هنري ماتيس 1905م. رسمت بالزيت على القماش. 55x46سم.
    الوحشية (الفوفية):

    ظهرت الوحشية الفوفية في فرنسا في الفترة مابين 1903-1907م وكان زعيمها هو هنري ماتيس وتبعه أندريه ديران وراوول دوفي وغيرهما. واهتموا بتصوير الراحة ومتع الحياة واستخدموا ألوانًا فاقعة وقوية ولا تمت إلى ألوان الأشياء في الطبيعة بصلة. فسيقان الأشجار لاتكون عندهم بُنِّية اللون بل قد تكون حمراء أو صفراء فاقعة، أو بنفسجية، فكان جلّ اهتمامهم منصبًا على الألوان النقية الناصعة والأشكال المسطحة المحددة بخطوط داكنة.




    طريق بالقرب من ليستال للفنان جورجس براك 1908م. رسمت بالزيت على القماش. 50x60سم. الجميلة للفنان بابلو بيكاسو 1912م. رسمت بالزيت على القماش. 65x100سم. المندلين والقيثار من رسم بابلو بيكاسو 1924م. زيت ورمل على مشمع. المساحة 2,03x1,43م.
    التكعيبية:

    ظهرت التكعيبية في فرنسا عام 1907م، وأهم أعلامها جورج براك وبابلو بيكاسو. وكانت المدرسة بمثابة ثورة ضد تصوير الطبيعة بالأساليب التقليدية فرفض فنانوها تصوير العواطف، والقصص في لوحاتهم، كما رفضوا تصوير الجو أو الضوء أو إثبات المنظور. واهتمّوا بتصوير الأشكال في تكويناتها الهندسية الأساسية. ولتحقيق هذا فقدصوروا الشكل الواحد من عدة جوانب وزوايا في محاولات لإيجاد أشكال ثلاثية الأبعاد على مساحات مسطحة. وتعمَّد بعض التكعيبيين ألا يكون هناك أي شيء يشبه الطبيعة، وبهذا مهدوا للمدرسة التجريدية.



    صحوة المدينة للفنان أمبرتو بوكشيوني 1910م. رسمت بالزيت على القماش.
    المستقبلية:

    ظهرت المستقبلية في إيطاليا في نفس الوقت الذي ظهرت فيه التكعيبية في فرنسا. وكان هدف هذه المدرسة هو تصوير حركة حياة المجتمعات الصناعية الحديثة وسرعتها، فصوروا السيارات والقطارات والدراجات والناس في حركة دائبة ومن أبرز أعلامها أمبرتو بوكشيوني، وجياكوموبالا.




    المنطاد الأحمر للفنان بول كلي 1922م. رُسمت بالزيت على نسيج قطني طُلي بطبقة جيرية ورُكِّبت على لوح خشبي بمقياس 31x32سم. صورة ذاتية بالسترة السوداء للفنان ماكس بيكمان 1927م. رسمت بالألوان الزيتية على قماش القِنَّب.
    التعبيرية:

    تهدف المدرسة التعبيرية ـ التي ظهرت في ألمانيا ـ إلى التعبير عن وجهات نظر الفنانين الخاصة عن هذا العالم، وللتعبيرعن أحاسيسهم. وقد لجأ الفنانون التعبيريون إلى تغيير الأشكال واستخدام الألوان الملائمة لكل موضوع، كما حاولوا تصوير الجزء الواقعي من العالم الذي يمكن رؤيته في لحظة خاطفة، وحرّفوا هذا الواقع ليعبّروا عن وجهات نظرهم الشخصية عن العالم من حولهم، وكان أغلب التعبيريين يستخدمون الألوان ليُظْهروا عالمًا مشحونًا بالعواطف والأشجان والمعاناة، كما صوّر بعضهم صورًا شاعرية ورمزية. وأهم أعلام هذه المدرسة أرنست لودفيغ كيرشز وإيميل نولد وماكس بيكمان الألماني، إضافة إلى إدفارد منش النرويجي الأصل، وفاسيلي كاندنسكي الروسي وبول كلي السويسري.




    طاحنة الشيكولاته، رقم 1 للفنان مارسيل دوشام 1913م. رسمت بالزيت على القماش. الحجم 65x63.
    الداديَّة (أو الدَّادائية):

    ظهرت هذه المدرسة حركةً عالمية عام 1916م في سويسرا، وسرعان ما انضم إليها فنانون من كثير من الأقطار الأخرى. وكانت المدرسة ثورة ضد التخريب الذي أحدثه الإنسان في العالم نتيجة للحرب العالمية الأولى. فحاول الداديون التعبير عن استيائهم من كل ذلك لكن ذلك التعبير كان بطريقة عدمية وسلبية.وأهم أعلام هذه المدرسة ترستان تزارا، ومارسيل دوشام.




    السيريالية:

    هذه المدرسة كوّنتها جماعة من الفنانين والكُتَّاب والفلاسفة في باريس عام 1924م، وتشترك هذه المدرسة مع الدادية في الثورة ضد وحشية الإنسان وعنفه. غير أنها حاولت اكتشاف بواعث العنف بالغوص في أعماق النفس البشرية، واكتشاف العقل اللاواعي.




    معركة الأسماك للفنان أندريه ماسون 1927م. رسمت بالزيت والقلم والرمل على القماش.
    منظر طبيعي لجوان ميرو (1927م). رسمت يالزيت على القماش. 1,95x1,3 م.
    وتطوّرت المدرسة في اتجاهين: اتجاه حاول إيجاد أحاسيس جديدة في عقل المشاهد بوضع صور متناقضة متجاورة في اللوحة، وكان بعض هذه الصور خياليًا يشبه الأحلام، وبعضها أشياء من الحياة اليومية، وكلها توضع في فراغ عميق، وتكون النتيجة لوحات غريبة لا يستطيع الشخص أن يجد لها معنى منطقيًا، ومما زاد غرابة لوحات السيرياليين أنهم أسموا لوحاتهم أسماء غير معتادة. وتزعّم هذا الاتجاه من المدرسة السريالية سلفادور دالي الأسباني الأصل وجيورجيو دو شريكو الإيطالي.



    أما الاتجاه الثاني، ويُسَمَّى بالحركية الذاتية فقد تزعَّمه ماكس إرنست الألماني، وأندريه ماسون الفرنسي وكان هذا الاتجاه يدعو إلى ضرورة أن يحرر المصورون أنفسهم من طريقة الإبداع الواعي، فحاولوا تحريك فرشاتهم بحرِّية تمكّن العقل الباطن من إنتاج الأعمال الفنية، وكانوا يعتقدون أن مثل هذه الأعمال تعبر عن روح الفنان.

    ومن السيرياليين من طوّر أسلوبًا خاصًا به مثل جوان ميرو الأسباني، الذي بسط الأشكال غير أنه جعلها تحتفظ بخيالات السيريالية. ومنهم بايت موندريان الهولندي أيضًا الذي جعل أشكاله كلها هندسية، واقتصر على الألوان الأساسية إضافة إلى الأبيض والأسود والرمادي.

    القائد زاباتا المنادي بإعادة توزيع الأراضي بريشة الفنان دييجو ريفيرا 1931م فريسكو. 1,88x2,38م.
    الفن المكسيسكي:

    بلغ الفن المكسيكي ذروته في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، عندما اهتمت مجموعة من الفنانين بتصوير موضوعات تؤكّد المشاعر القومية، فصوّروا شخصيات مكسيكية مشهورة استخدمت صورهم في تزيين المباني العامة. ولهذا اهتم أكثرهم بالجدران، وأهم أعلام الفن المكسيكي دييجو ريفيرا وخوزيه أوروزكو.




    القوطية الأمريكية للفنان جرانت وود 1930م. لوحة زيتية مقاس 63x76سم.
    الفن الأمريكي 1990 - 1940:

    أقام ثمانية من الفنانين الأمريكيين بقيادة روبرت هنري معرضًا مشتركًا عام 1908م وسمي معرض الثمانية. وعلى الرغم من اختلاف أساليبهم التعبيرية إلا أنهم قد أجمعوا على معارضة التصوير الأمريكي السابق لحركتهم ووصفوه بالجمود والعاطفية. ودعوا لأن يعبّر الفن الأمريكي عن الحياة الحديثة. وقد صور بعضهم مناظر واقعية من الطرقات والمصايف وحلبات المصارعة، وبما أن هذه الموضوعات لم تكن فنًا فقد لاقت نقدًا لاذعًا.



    وقد تأثر الفن الأمريكي بالفن الأوروبي وسافر عدد كبير من الفنانين إلى أوروبا وأخذوا الأساليب الحديثة من هناك. ويمثل هؤلاء ماكس ويبر وتشارلز شيلر اللذان نقلا التكعيبية من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1913م أقيم أول معرض ضخم للفن الحديث الأوروبي بأمريكا وسُمِّي معرض الأسلحة. وكان له أثر في تغيير أساليب الفنانين الشباب، فأصبحوا يقلّدون المدارس الأوروبية الحديثة وصوّر بعض الفنانين مناطقهم وولاياتهم التي عاشوا فيها، كما صور بعضهم الأساطير والخُرافات في محاولة لإيجاد فن أمريكي مميّز. ومن أهم أعلام الفن الأمريكي في تلك الفترة آرثر ديفيز (الذي نظم معرض الأسلحة وشارك فيه)،وتوماس بنتون وجرانت وود.

    تركيب المُعَيَّن في مربع للفنان بايت موندريان 1925م. رسمت بالزيت على القماش. 102x102سم.
    تيار الخليج للفنان ونسلو هومر. 1899م. رسمت بالزيت على القماش. 125x72سم.
    التعبيرية التجريدية:

    هاجر عدد من كبار الفنانين الأوروبيين إلى أمريكا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م. وأهم هؤلاء ماكس أرنست وهانز هوفمان وفيرناندليجيه، وأندريه ماسون، وبيت موندريان. وقد كان لهؤلاء الفنانين أثر كبير على الفن الأمريكي. وكانت نتيجة تفاعلهم مع الفن الأمريكي آنذاك ظهور المدرسة التعبيرية التجريدية. فظهر جاكسون بولوك ويلم دي كوننج، اللذان قاما بإنشاء المدرسة الحركية أو التصوير الحركي الذي يرى أن التصوير ينبغي أن يكون نتيجة طبيعية للتعبير الحر. وركزا على أهمية المجهود البدني في الإبداع. فكان بولوك يفرش لوحاته على الأرض ويسكب عليها الألوان وهو يتحرك حولها. أما دي كوننج فقد كانت بعض لوحاته تصوّر أشياء يمكن التعرف عليها.



    قاد بارنيت نيومان ومارك روثكو مجموعة أخرى من الفنانين اهتمّت بأن تكون الأشكال واضحة في الصورة وأن تكون الألوان في شكل بقع على اللوحة بدلاً من وضعها بالفرشاة، فتكوِّن بذلك جزءًا من سطح اللوحة. وكان هناك من الفنانين، مثل أندرو وايت، من استمر في التصوير الواقعي خلال الخمسينيات ولم يتأثر بالأساليب الحديثة.


    بوب آرت:

    ظهرت هذه المدرسة في أواخر الخمسينيات رد فعل للتعبيرية التجريدية التي تخلّت عن الشكل تمامًا. وقد اهتم فنانو هذه المدرسة ببناء أعمالهم حول أشياء مُعتادة مثل علامات الطرق، وملصقات الإعلانات، والصور الضوئية الصحفيـة، وقوارير المشروبات فكانوا يرسمــون هذه الأشياء بدقة متناهـية دون أن يضعوا فيها أي قيم تعبيرية. وأهم أعلام هذه المدرسة جاسبرجونز وروبرت روشنج بيرج.



    ازدهار الأعمال لجين دوبوفيه 1961م. رسمت بالزيت على القماش. 2,20x1,65م.
    التصوير الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية:

    أصبحت الولايات المتحدة مركزًا للفن بدلاً من أوروبا منذ أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن العشرين. وقلّد الفنانون الأوروبيون أقرانهم الأمريكيين واقتبسوا أساليبهم. ورغم هذا فقد انفرد بعض الفنانين الأوروبيين بعد الحرب بأساليب خاصة بهم ومن هؤلاء الفنان الإنجليزي فرانسيس بيكون الذي أوجد أسلوبًا يمزج مابين التكعيبية والسيريالية والتعبيرية ومنهم جين دوبوفيه الذي آثر تقليد الفن العامي بدلاً من الفن العلمي المدروس. والمدرسة الوحيدة التي ظهرت في أواخر الخمسينيات في أوروبا ثم انتقلت بعد ذلك لأمريكا هي مدرسة الخداع البصري (فن الأوب) التي تعتمد على التجريد الكامل، فهي تتألف من ألوان وخطوط وأشكال هندسية تُنَظَّم بطريقة تخدع البصر، وتوهم بحركة على سطح اللوحة.



    امرأة غجرية مع طفلها للفنان أميديو موديلياني 1919م، لوحة زيتية على القماش. 73x116 سم.
    صقور الليل للفنان إدوارد هوبر 1942م، رسمت بالزيت. 153x84سم.
    الفن المختزل:

    ظهرت حركة الفن المختزل في الولايات المتحدة في الستينيات وهي تدعو إلى تجريد الفن من المحتوى العاطفي، أو المعاني الخاصة أو التفسيرات الرمزية. وتدعو إلى تبسيط اللوحة لتشكِّل تكوينًا من الألوان والأشكال والأحجام فقط.



    حاول الفنانون خلال السبعينيات التجريد بإضافة خامات حقيقية أو لصقها كالألومنيوم واللدائن المطاطية والأخشاب على لوحاتهم بدلاً من الاكتفاء برسمها. كما حاول بعضهم تقديم كتل وفراغات حقيقية في أعمالهم بدلا من الإيهام بها، فقدموا آلات، وأضواء كهربائية توجِد حركة في أعمالهم أوتحددها من الخارج.

    وتبع بعض الفنانين المعاصرين الأسلوب الذي سُمِّي بالواقعية الجديدة، التي تبالغ في محاكاة الواقع وتنافس آلات التصوير. وحاول أصحاب هذه المدرسة تجنّب توضيح مراميهم من اللوحات ؛ فرسم الفنان روبرت بختل لوحته المسماة شخص بجانب سيارته، وهي لوحة لايستطيع المشاهد أن يتعرف على المعنى المراد منها. وهل المقصود منها تمجيد دور السيارة في حياتنا المعاصرة أم المقصود هو السخرية من اهتمام الناس بالسيارات، أم مجرد تسجيل منظر من الحياة اليومية. وعلى العموم فأغلب أفراد هذه المدرسة يدعون المشاهد لرؤية العمل الفني كمجموعة ألوان، وأشكال وملامس، وهذا مادعا إليه التجريديون منذ سنوات عديدة.

    وتهتم أغلب مناحي الفن المعاصر بمعالجة القضايا التي يعيشها الناس كالحروب والفقر والتفرقة، وبعضهم لايهتم إلا بالتجديد والتفرّد.
يعمل...
X