ڤينوس Venus إلهة الحبّ والجمال والخصب في الديانة الرومانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ڤينوس Venus إلهة الحبّ والجمال والخصب في الديانة الرومانية

    ڤينوس (الإلهة ـ)

    ڤينوس Venus إلهة الحبّ والجمال والخصب في الديانة الرومانية، يقابلها أفروديت[ر] عند الإغريق. وهي إلهة إيطالية الأصل ارتبط اسمها بالربيع والحدائق، وانتشرت عبادتها بشكل خاص في منطقة لاتيوم، فكان لها معبد في بلدة لاڤينيوم Lavinium وآخر في أرديا Ardea كانت تقام فيه احتفالات المدن اللاتينية، بينما لم تكن عبادتها عريقة في روما، إذ لم يرد لها ذكر في السجلات الدينية، ولم يكن لها أعياد واحتفالات في التقويم الروماني القديم، كما لم يكن لها كهنة خاصّون بها أسوة بغيرها من كبار الآلهة. بدأ تقديسها عند الرومان في أثناء الحرب البونية الثانية بعد أن اندمجت بالإلهة أفروديت، التي كان لها معبد مشهور على جبل إريكس Eryx غربي صقلية. وهكذا أصبحت تعرف باسم ڤينوس إروكينا V.Erycina، وأقيم لها أوّل معبد على الكابيتول عام 215ق.م، ثم آخر عام 181ق.م، وصارت الإلهة الحامية لروما لارتباطها بالبطل الطروادي إينياسAeneas، الذي ينسب إلى حفيده رومولوس تأسيسها، وهكذا دخلت ڤينوس في أسطورة تأسيس روما.
    تمثال لفينوس إلهة الحب والجمال والخصب عند اليونان
    ومنذ القرن الأول قبل الميلاد صعد نجم ڤينوس على الساحة السياسية الرومانية، حينما اتخذها بعض كبار القادة الطموحين إلهة حامية لهم، فرأى فيها سولاّ Sulla مصدر سعادته (V.Felix) وبومبيوس[ر] واهبة انتصارته (V.Victrix). ومع بروز يوليوس قيصر[ر] في عالم السياسة صارت ڤينوس الجدة الكبرى للأسرة اليولية: V.Genetrix. وكانت أسطورة إينياس وأمه الإلهة ڤينوس والأصول الطروادية لروما قد انتشرت في الأوساط الارستقراطية الرومانية، فراحت الأسر العريقة تتنافس فيما بينها وتفتخر بأصولها الطروادية وعلى رأسها آل يوليوس. وبدأت تظهر صورة ڤينوس على النقود، وشيد لها قيصر معبداً فخماً باسم «ڤينوس الأم» (V.Gen.) في الساحة التي حملت اسمه. وخصّص الامبراطور أغسطس[ر] لها وللإله مارس Mars ـ الجد الأسطوري للرومان ـ معبداً كبيراً، وتابعت السلالة اليولية ـ الكلاودية سياسة تقديس ڤينوس التي بدأت عبادتها تنتشر في شتى أنحاء الامبرطورية، كما أن الامبراطور هادريان[ر] Hadrianus بنى لها معبداً بديعاً في روما عام 135م على أرض القصر الذهبي لنيرون ودشنه باسم ڤينوس وروما، وهكذا صارت ڤينوس في عداد الآلهة القومية الرومانية. ولم يكن لڤينوس بوصفها إلهة إيطالية أساطير خاصة بها، ولذلك اتخذت أساطير أفروديت بعد اندماجها بها. وهكذا صارت في الميثولوجيا الرومانية ابنة ربّ الأرباب جوبيتر[ر]، أو ابنة إله السماء أورانوسUranos، الذي أسقط نطافه في مياه البحر، فتشكّل منها الزبد الذي خرجت منه ڤينوس/أفروديت أجمل الآلهة طرّاً؛ التي كان لجمالها سلطان لايقاوم على الآلهة والبشر. ومن المفارقات الغريبة في الميثولوجيا الإغريقية أنها تزوجت إله النار والبراكين الأعرج ڤولكانوس Vulcanus أي هيفايستوس Hephaistos عند الإغريق، ولكنها وهبت حبها لبعض الآلهة والبشر؛ وعلى رأسهم إله الحرب مارس الذي كان لعلاقته بها أهمية خاصة لدى الرومان؛ لأن مارس كان الأب الأسطوري لرومولوس، مؤسس مدينة روما، الذي جاء من نسل يولوس بن إينياس. وهكذا صار مارس وڤينوس الزوجين الإلهين لروما الامبراطورية، وكانت علاقتهما الغرامية من الموضوعات المفضلة لدى الفنانين قديماً و حديثاً. وقد وجد في مدينة بومبيي[ر] الايطالية بيت ممتلئ بالرسوم التي تصوّرها مع مارس، وكذلك مع ابنها كيوبيد(إروس Eros) إله الحب،الذي يصوب سهامه إلى قلب والدته؛ ذلك أن ڤينوس أنجبته من علاقتها بالإله مارس الذي يظهر بهيئة غلام مجنح يرمي بسهامه قلوب البشر والآلهة ويوقد فيها نيران الهوى. كما أحبت ڤينوس الأمير الطروادي أنخيسِس Anchises، الذي ولدت له إينياس بطل ملحمة الإنيادة[ر]، كما عشقت الفتى الجميل أدونيس Adonis؛ إله مدينة جبيل، وتنازعت مع برسيفونه Persephone إلهة العالم السفلي على الاستئثار به. وقد خلّد الشاعر الكبير شكسبير هذه العلاقة في قصيدته الملحمية «ڤينوس وأدونيس» التي كانت أيضاً موضوعاً لعدد من الأعمال الموسيقية في العصر الحديث. وبما أن عبادة أفروديت ذات أصول شرقية وتعود إلى الإلهة عشتار(عشتروت)، إلهة الحب والحرب عند البابليين والآشوريين والسوريين، فقد اندمجت ڤينوس كذلك مع هذه الإلهة في الميثولوجيا السورية في العصور الكلاسيكية، وهكذا توجد رسومها وتماثيلها المختلفة بهذا العدد الكبير في المتاحف والمواقع الأثرية السورية. يضاف إلى ذلك أن عبادة أفروديت في إريكس الصقلّيّة تعود في أصولها إلى الإلهة عشتار التي حملها المستوطنون الفينيقيون معهم إلى صقلية وكثير من بلدان البحر المتوسط. كما صارت ڤينوس تقابل الإلهة السورية أتَرغاتيس Atargatis، وتظهر إلى جانب الإله حدد في الثالوث الإلهي في مدينة هليوبوليس/بعلبك، والمؤلَّف من جوبيتر وڤينوس ومركور. ومما هو جدير بالذكر كذلك أن اسمها أطلق على كوكب الزهرة المعروف باسم كوكب ڤينوس، الذي كان يحمل اسم الإلهة عشتار في علم الفلك البابلي. وتعد ڤينوس من أكثر الموضوعات التي استأثرت باهتمام الفنانين، ولها تماثيل في معظم متاحف العالم، كما تناولها فنانو عصر النهضة من أمثال رفائيل وروبنز، وخلّدوها برسومهم ولوحاتهم. وأشهر تمثال لها هو ذاك المعروف باسم ڤينوس من ميلوس، الذي يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد وهو بمتحف اللوفر في باريس.
    محمد الزين
يعمل...
X