رحيل الممثل غازي الكناني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحيل الممثل غازي الكناني

    رحيل الممثل غازي الكناني: أثرى المسرح والشاشتين التلفزيونية والسينمائية بغداد ـ علي لفتة سعيد 26 يوليه 2023 هنا/الآنرحيل الممثل غازي الكناني: أثرى المسرح والشاشتين التلفزيونية والسينمائية شارك هذا المقال حجم الخط توفي قبل أيام واحدٌ من أكثر الفنانين العراقيين قدرةً على تجسيد الشخصيات، سواء الريفية منها والتي يجيدها بشكلٍ كبير، أو الأرستقراطية، لما يتمتّع من قدرةٍ تمثيليةٍ وموهبةٍ مكّنته من الانتقال من تجسيد الشخصيات إلى تأليفها وإخراجها بالمسرح أو التلفزيون أو السينما. إنه الفنان غازي الكناني الذي يعد من رواد الحركة الفنية. وهو صاحب أشهر شخصية أدّاها ويتذكّرها الجمهور العراقي في مسلسل ألّفه السيناريست صباح عطوان وإخراج الراحل إبراهيم جلال (جرف الملح) وكانت شخصية "فزع" الذي ظلّت ملاصقةً له طيلة حياته. الكناني مولود في الأول من تموز/ يوليو 1937 في منطقة الكرادة الشرقية وسط العاصمة بغداد لكنه من أسرة فلاحية بسيطة أجبرتها الظروف على مغادرة ديارها في إحدى قرى (العمارة) جنوب العراق، والإقامة في العاصمة بغداد مطلع ثلاثينيات القرن الماضي. كتب وأخرج العشرات من المسرحيات، كما كتب وأخرج المئات من المسلسلات الإذاعية والمسلسلات التلفازية والبرامج الثقافية ويعد واحدًا من مؤسّسي فرقٍ تمثيليةٍ ومسرحيةٍ بما فيها الفرقة القومية للتمثيل، وكان عضوًا في فرقة شباب الطليعة، وعضوًا في فرقة الفنون الشعبية ومدير إدارتها، وسكرتير فرقة شباب التحرير المسرحية، ومثل في مئات المسلسلات والتمثيليات التلفازية، وفي أكثر من عشرين فيلما سينمائيا ومنها أفلام (الظامئون) و(الأسوار) و(المسألة الكبرى) و(القادسية) وكذلك (العاشق) وغيره من الأعمال السينمائية. يقول الناقد الفني مهدي عباس إن الراحل يعتبر من الفنانين العراقيين المتميّزين، وقد أبدع في كلّ الأدوار حيث مثل أدوار الشر بنفس القوّة وهو يمثل أدوار الخير. وقال إن لا أحد ينسى دور "السركال" في فيلم "العاشق"، سيناريو وحوار ثامر مهدي، والمأخوذ عن رواية للكاتب عبد الخالق الركابي بذات العنوان وإخراج محمد منير فنري، وكذلك دور الشرطي الفقير في فيلم "الأسوار" المأخوذ عن رواية الراحل عبد الرحمن مجيد الربيعي (القمر والسوار)، وهو من إخراج محمد شكري جميل، وكذلك أدواره الممتعة في المسرح والتلفزيون. وذكر أن الراحل عانى في السنوات الأخيرة من إهمال المنتجين وكذلك الدولة وهاجر إلى أستراليا وهناك مثّل أفلامًا أسترالية مثل دوره المميز في فيلم "زواج علي" – 2017. وأضاف عباس أن الراحل، بعد عودته، لم يذكره أحد في عملٍ فنّي، وأصيب بالكآبة، مستدركًا القول إن مهرجان عيون السينمائي الوحيد الذي ذكره وجعل إحدى دوراته باسمه. وبّين أن الراحل كان علامةً فارقةً في ريادة الفن العراقي الذي يعاني من إهمال الكبير سواء على صعيد الإنتاج أو الاهتمام بالفنانين. ويقول الكاتب والصحافي والشاعر فالح حسون الدراجي إن الكناني لم يكن شخصًا عابرًا مرّ في محطّات حياة العراقيين ومضى، إنما هو أكثر من ذلك. ويذكر أنه هرب من بغداد عام 1997 والتقيا في العاصمة الأردنية عمّان لتتوطّد العلاقة أكثر. وذكر أن الراحل عمل في إذاعة العراق الحر وكان يكتب لجريدة "الزمان"، فضلًا عن تواصله مع صحف المعارضة كجريدتي "بغداد" و"الوفاق"، ومن ثم جريدة "المؤتمر". ووفقًا للدراجي فإن الكناني كان يمنّي النفس بالعودة إلى بغداد والشروع بتنفيذ أفكاره الفنية والوطنية الكثيرة، وإشاعة القيم الأخلاقية والإبداعية الجديدة في الميدان الفني، تلك القيم التي تستند إلى مفاهيم رصينة، تمتزج فيها الأصالة بالحداثة والعلم بالموهبة، ويشير إلى أنه عاد إلى العراق بعد عام 2003 لكن أحلامه تبعثرت في صحراء المحاصصة، ولم يجد غير السراب، بعد أن تبخرت الأمنيات الصافية في مستنقعات الأنانية والتمييز والطائفية الضحلة والنظرة القاصرة والمتخلفة للفن والفنانين، فكان الثمن الذي دفعه باهظًا، لم يتوقّف عند إهماله، كما هو إهمال الفنانين والمبدعين في العراق، وكان ثمن ذلك صحته بعد أن تم إقصاؤه وعزله فنيًا ليتعرّض إلى نكساتٍ عديدة. وأفاد أن الراحل عاد إلى بغداد مرة أخرى رغم جحود مسؤوليها، والشيء المهم أن الراحل لم يتبرّم، ولم يغضب، أو يحقد على أحد، برغم كل الصدود والجحود الذي لاقاه. أما الصحافي الفنيّ عبد الجبار العتابي فقال إن الراحل الكناني ممثلٌ عراقيٌ كبير، له قدرته الكبيرة في التعامل مع الشخصيات التي يمثّلها، وهذا ما جعله يرسخ في ذاكرة المشاهد العراقي، ولم تؤثّر الغربة التي اختارها مضطرًّا على شعبيته الجماهيرية لأنه حينما عاد إلى بغداد وسار في شوارعها استقبله الناس بحفاوة لم يتصورها. وأضاف ان الراحل عرفته أجيال من الناس ولم تنسه، فهو ممن أغنوا خشبة المسرح والشاشتين التلفزيونية والسينمائية، هو أحد مؤسسي الفرقة القومية للتمثيل وشارك في معظم أعمالها، كما شارك في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا، ومن أبرز هذه الأفلام، فيلم "نبوخذ نصر" الذي أنتج عام 1962 ويعد أول فيلم عراقي ملون، وهو من تأليف وإخراج كامل العزاوي، وبطولة سامي عبد الحميد وآخرين. وتابع العتابي أن الراحل حصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلم "المسألة الكبرى" الذي أخرجه عام 1982 المخرج محمد شكري جميل ويتحدث عن ثورة العشرين في العراق، ومثّل فيه ممثلون أجانب منهم أوليفر ريد وهيلين ريان وغيرهما. ويشير إلى أن الجميع لن ينسى شخصيته في المسلسل الريفي الشهير "جرف الملح" الذي أدى فيه شخصية فزع، وهو الذي قال عنه الممثل البريطاني أوليفر ريد وعن زميله غازي التكريتي بعد مشاركته في فيلم "المسألة الكبرى": "عملت مع غازيين هما غازي الكناني وغازي التكريتي ولو أتيحت لهما الفرصة كما أتيحت لي لكانا نجمين عالميين"... وذكر العتابي أن الراحل شارك عام 2015 في فيلم عالمي من إنتاج أسترالي للمخرج جيفري كروري، تم تصويره في مدينة ملبورن، وأكد سعادته بالفيلم التي كانت واضحة من خلال كلماته التي شدّد فيها على أن مشاركته في الفيلم "ترفع رأس العراق".
يعمل...
X