جامباتيستا ڤيكو Giambattista Vico فيلسوف تاريخ ومنظّر قانوني إيطالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جامباتيستا ڤيكو Giambattista Vico فيلسوف تاريخ ومنظّر قانوني إيطالي

    ڤيكـو (جامباتيستا ـ)
    (1668 ـ 1744)

    جامباتيستا ڤيكو Giambattista Vico فيلسوف تاريخ ومنظّر قانوني إيطالي، ولد في نابولي ومات فيها، تعلّم بالكلية اليسوعية، وعلّم البلاغة بجامعة نابولي، درس اللغات القديمة والأدب والفلسفة وكذلك الطب والحقوق. واهتم بدراسة الحقوق الطبيعية وتوسيعها، كما أولى عناية فائقة لدراسة الحقوق الرومانية، فقرأ أمهات الكتب القديمة ونفائس المخطوطات المحفوظة في مكتبة دير «ايسكيا» في مدينة ڤاتولا Vatolla قرب سالرنو Salerno.
    من أهم مؤلفاته «انفعالات يانس» (1693)، «الكتاب الميتافيزيقي» (1710) «القانون الكلي» (1720ـ1722). كما نشر طائفة من الخطب والرسائل دار معظمها حول الحقوق الطبيعية منها: «تاريخ الحقوق الرومانية»، «اشتقاق الكلمات اللاتينية». وقد جمع ماكتبه من مسائل تاريخية في كتاب سماه «العلم الجديد» (1725ـ1744) ويضم كتباً خمسة: الأول في الأسس والمبادئ، والثاني في الحكمة الشعرية، والثالث في حقيقة هوميروس، والرابع في المجرى الذي يسير فيه تاريخ الأمم، والخامس في عودة الانقلابات وتكررها عند انبعاث الأمم بعد انقراضها.
    وقد اعتمد ڤيكو في تأليفه هذا الكتاب على الأساطير والروايات القديمة، خاصة روايات التوراة وتفاسيرها، فبدأ قصة التاريخ العام من الطوفان، وأخذ بما ذهبت إليه تلك الروايات من اختلاف سلوك أبناء نوح (سام وحام ويافث) بعد الطوفان، وما خلفه ذلك من تغيرات وتبدلات شملت مختلف جوانب حياتهم، وصنف الأمم بالانسجام مع ذلك بحسب القدم وفق ترتيب أولي حكم فيه بأن العبرانيين هم أقدم الأمم، يليهم في القدم الكلدان فالاسكيت ثم الفينيقيون فالمصريون فالإغريق فاليونان. وقال إن المصريين قد خدموا التاريخ خدمة كبرى، فإلى جانب أهراماتهم العظيمة قد خلفوا حقيقتين تاريخيتين مهمتين؛ تكمن الأولى منهما في كونهم قسموا تاريخهم إلى أدوار ثلاثة؛ دور الآلهة، دور الأبطال، دور البشر، وخصوا في الأخرى كل دور من تلك الأدوار بلغة خاصة تكلمها أناسه، اللغة الهيروغليفية في دور الآلهة، واللغة الرمزية في دور الأبطال، واللغة العامية في دور البشر. وبخلاف أتباع المدرسة الديكارتية الذين استبعدوا التاريخ على أساس أنه غير علمي، ولا يصلح لقيام معارف واضحة، ووضع قوانين ثابتة، رأى ڤيكو في التاريخ علماً يصلح لذلك، فوضع نظرية تاريخية فلسفية عامة توضح مسار تطور الحضارات والإنسانية (نظرية الدورة التاريخية) Cyclical Theory of History ذهب فيها إلى القول إن الناس في تقدمهم يرتقون، فينتقلون من حياة الفوضى والعبث الهمجي واللاقانون إلى حياة اجتماعية إنسانية منظمة يعتنقون الأديان ويعرفون أصول التعامل الاجتماعي والأخلاقي والإنساني ويحكمون بنظم وشرائع وقوانين تحت إشراف أنظمة وحكومات، وهم في انتقالهم هذا يمرون في أدوار ثلاثة شاركت فيها وتشارك بالضرورة جميع الأمم والحضارات، تتعاقب تلك الأدوار لولبياً بانتظام تطول أو تقصر الفترة الزمنية التي يمر بها كل دور من أمة إلى أخرى، ويكون لكل دور منها القانون والمؤسسات والآداب التي تحده، وله أيضاً نمط الحكم الذي يقابله:
    الدور الأول: عصر الآلهة age of gods: ووحدته الأساسية الأسرة الأبوية، ويسوده الخوف من القوى الغيبية ويسيطر عليه الطابع الكهنوتي والنظم الدينية والأساطير ويقابله الحكم اللاهوتي التيوقراطي.
    الدور الثاني: عصر الأبطال age of heroes: وهو طور شباب الشعب أو الأمة، تكون الأمور فيه بيد أبطال أشداء محاربين يعتقد الناس أنهم أسمى من البشر ومن طينة غير طينة الإنسان المعتاد، ويقابله الحكم الأرستقراطي.
    الدور الثالث: عصر الرجال age of men أو الدور الإنساني: ويمثل مرحلة النضج في تاريخ الشعب أو الأمة أو الحضارة، وفيه يكون الاعتراف بمساواة الناس أمام القانون ويمثله حكم الجمهوريات الديمقراطية أو الملكية المحددة.
    منيرة محمد
يعمل...
X