محمد عبده صالحSalih ، موسيقي مصري من أشهر العازفين على آلة القانون في الوطن العربي.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد عبده صالحSalih ، موسيقي مصري من أشهر العازفين على آلة القانون في الوطن العربي.

    صالح (محمد عبده ـ)
    (1916ـ1970)

    محمد عبده صالح، موسيقي مصري من أشهر العازفين على آلة القانون[ر] في الوطن العربي. ولد في القاهرة وتوفي فيها بعد حياة حافلة بالعطاء في زمن النغم الأصيل والطرب العربي الذي نشأ عليه في أسرته العاشقة للموسيقى. فجده علي صالح كان واحداً من أمهر العازفين على آلة الناي[ر] في زمانه، وكان عضواً في تخت [ر. الفرقة الموسيقية] عبده الحامولي ومحمد عثمان، من أساطين النغم منذ بدايات القرن العشرين. ووالده عبده صالح كان أيضاً عازفاً ماهراً على آلة الناي. وجاء الابن محمد عبده صالح عاشقاً لآلة القانون، لا لآلة الناي التي تميز في عزفها جده ووالده. فقد حرص والده على تشجيعه للمضي في دراسته لآلة القانون، على يد أصدقائه مثل إبراهيم العريان ومحمد إبراهيم وعبد الحميد القضائي، من أمهر عازفي القانون وقتئذٍ، واستكمل دراسته في معهد الاتحاد الموسيقي للفنان إبراهيم شفيق.
    تعلق محمد عبده صالح منذ بداية شبابه بالاستماع إلى تسجيلات محمد العقاد، وهو من أشهر عازفي القانون، وتأثر به إلى حد كبير، وهو ما أتاح له حفظ العديد من السماعيات، والبشارف التركية المشهورة آنذاك، وكذا المعزوفات المصرية متأثراً بأستاذه المتميز إبراهيم العريان.
    بدأ محمد عبده صالح احتراف العزف على آلة القانون من صلاته بالمغنيات رتيبة وإنصاف رشدي وسعاد محاسن، واستطاع ببراعة عزفه وأسلوبه الجذاب في الأداء وتركيباته النغمية الطروبة أن يلفت الأنظار إليه وأن يشق طريقه نحو عالم الشهرة والأضواء لما كان يتميز به من خصائص، من أهمها: دقة ضبط أوتار آلة القانون (الدوزان) بما يتفق وروح المقام العربي وطابعه وأصالته، وإتقان الأداء، إذ كان على دراية كاملة بالمساحة الصوتية للمغني وإمكانات صوته، مما جعله يتقن المصاحبة الغنائية. كما أن يده اليسرى كانت أقوى من اليد اليمنى، فكان يستخدمها برشاقة في العزف، ويتضح ذلك من استخدامها في نبر الوتر بالسبابة والوسطى.
    كانت لدى محمد عبده صالح خبرة موسيقية فائقة جعلته يقدم السهل الممتنع مثل: أداء «تعاقب النغمات قفزاً» Arpègeبأكثر من طريقة حسب الزمن المطلوب، أو حسب رغبته في التمهيد للمقام، أو استعراض مهارته الشخصية في الأداء، وكذلك كان يتمتع بمهارات خاصة في استخدام الحليات والزخارف بأسلوب متميز.
    ذاع صيت محمد عبده صالح، وبدأ العمل مع كبار المطربين والمطربات مثل: سلطانة الطرب آنذاك منيرة المهدية، وصالح عبد الحي في حفلاته وتسجيلاته ومصاحبته الشهيرة له، ولاسيما في موال «لك يا زمان العجب» الذي كان شهادة إبداع له في المتابعة والترجمة النغمية، وكذلك مع فتحية أحمد في أغنية «ياحلاوة الدنيا» للشيخ زكريا أحمد، خاصة في موال «شافوا الحلاوة اللي من غير نار يا ناري» في حوار متأنق بين العزف وصوت فتحية أحمد. واختاره محمد عبد الوهاب في فرقته الموسيقية عازفاً للقانون مع رياض السنباطي (عود)، وجميل عويس (كمان)، وعزيز صادق (ناي)، وحسن حلمي (تشيللو)، وإبراهيم عفيفي (إيقاع ـ رق) وكلهم من أساطين العزف في زمانهم، وجابوا معه بعض البلاد العربية في حفلاته الغنائية. كما اختاره محمد عبد الوهاب عام 1935أيضاً للسفر معه إلى باريس حين تصوير فيلم «الوردة البيضاء»، وفيها عزفه المنفرد على آلة القانون في موال «أشكي لمين الهوى والكل عزالي».
    في عام 1937، سمعته أم كلثوم فضمته إلى تختها الموسيقي، بعد سابقيه محمد العقاد، وإبراهيم العريان، فرافقها حتى صار رئيس فرقتها الموسيقية، إلى نهاية حياته، ولازمها في التدريبات، وفي جلساتها الخاصة، وتسجيلاتها الصوتية، وحفلاتها الشهرية وخصوصاً في اللحظات التي كانت ترتجل أو تتصرف في أداء اللحن. ومن أبرز هذه الارتجالات في أغنياتها «يا ظالمني»، فقد وصل معها إلى مكانة رفيعة حيث كان أنيساً لها يصاحبها في مختلف طرائق المرافقة المتعارف عليها، مثل الترجمة (بمعنى إعادة ما قامت بغنائه)، والرسم معها (عزف المقطع أو الجزء الأول من المقام الذي ستنتقل إليه)، والقنطرة (الانتقال من المقام الذي انتهت إليه ارتجالاتها إلى مقام جديد)، والسياحة (عزف جملة استعراضية طويلة لملء الفراغ الذي تتركه أم كلثوم له بهدف إعطائه الفرصة لإبراز مهارته الأدائية وخبراته النغمية).
    وإلى جانب أم كلثوم، شارك صالح بالعزف مع معظم المطربين والمطربات مثل: فريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد وشهرزاد وهدى سلطان وآخرين.
    حصل محمد عبده صالح على وسام العلوم والفنون من مصر (1950)، وكُرِّم في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة (1992)، وأطلق اسمه على أحد شوارعها. وله بعض الممارسات في مجال التأليف الموسيقي مثل: سماعي [ر. الصيغ الموسيقية] هزام، وسماعي حجاز كار، وقطع موسيقية: «أمل»، «شكوى»، «مفاجأة»، «شرقيات»، «دعاء».
    وجدي الحكيم
يعمل...
X