كورين (اوغاتا) Korin (Ogata-) - Korin (Ogata-)
كورين (أوغاتا ـ)
(1658 ـ 1716)
أوغاتا كورين Ogata Korin فنان ياباني ولد في كيوتو Kyoto، وتُوفِّي فيها. اسمه الأصلي أوغاتا كوريتومي Ogata Koretomi، وكورين اسم فرشاته، ودعي أيضاً باسم أوغاتا إتشينوجو Ogata Ichinojo، وهو معروف أنه ابـن مرحلة توكوغاوا (1603 - 1868) Tokugawa وأحد كبار أساتذة مدرسة «سوتاتسو» Sotatsus للتصوير الزخرفي، وقد اشتهر بالتصوير فوق الستائر والحواجز واستعمال طلاء خاص اسمه (ورنيش اللك) laque وبتصميمات رسوم الأقمشة.
ينحدر كورين من الساموراي Samurai، الجنود الأرستقراطيين، وينتسب إلى أشهر مصممي الحروف الكاليغراف calligraphie. كان والده سوكن Soken من الضليعين بالفن الحروفي في مدرسة كوِتسو Koetsu school.
نشأ كورين في بيئة غنية وفي مناخ علم الجمال والفن الراقي وارثاً هذه المزايا من والده، وقد أمضى شبابه في محيط حياة رفاهية، وكان همه الأول والأخير أن يعيش ببذخ وسعادة. وقد أمضى قسماً كبيراً من حياته في الرحلات الترفيهية مع مجموعة من زملائه الذين يعيشون مثل حياته، ما أدى إلى خسارته الثروة التي ورثها، فقرر التحوّل نحو الفن، وكان ذلك في عام 1690. درس التصوير في بداية حياته سنوات عدة، ربما كان ذلك تحت إرشاد والده الذي كان ضليعاً بالتصوير، ثم رسم بإشراف يامامو توسوكن Yamamoto Soken الذي كان عضواً في هيئة مدرسة (كانو) Kano الرسميّة. ولم يبخل سوكن في تقديم الخبرة لتلميذه كورين وتلقينه جميع ما يعرفه من علوم ومهارات. وتزوج كورين عام 1697 في الأربعين من عمره.
وفي فترة تعليمه المبكّرة تأثر كورين بأعمال المصور كانو ياسونوبو Kano Yasunobo وكذلك بأعمال سوتاتسو Sotatsu، وهما من مشاهير المصورين اليابانيين التزيينيين، وفي مطلع القرن السابع عشر أنجز كورين أفضل أعماله بالحبر تحت تأثير هذين الرسامين وإرشاداتهما، ربما بدأ احتراف الرسم عام 1697 حين جنّد نفسه؛ ليكون مصوّراً، وفي عام 1701 منح درجة (هوكّيو) Hokkyo وتعني أنه فنّان ضليع في صنعته، فراح يوقع أعماله بعلامة (هوكّيو كورين) دون ذكر التاريخ، ولذلك كان من الصعب معرفة الترتيب الزمني لكل عمل من أعماله بعد حصوله على هذه الدرجة، ولكن الظاهر أن أهمّ أعماله في التصوير أُنتجت في فترة العشرين سنة التي تلت عام 1697 والتي يمكن تقسيمها إلى فترات ثلاث:
- التشكيل في فترة كيوتو من 1697 إلى 1703: وهنا صار الفنان مشهوراً ومعروفاً.
- مرحلة الـ Edo: زمن وجوده في طوكيو من 1704 إلى 1710.
- مرحلة بلوغ الذروة: 1711 ـ 1716.
أوغاتا كورين: زوج من الستائر ذات الطيتين بعنوان «أشجار الخوخ الحمراء والبيضاء» (نحو 1711)
رائعة كورين الأولى كانت ستارة رسمت عليها الأزهار والأعشاب في الخريف، وقد ظهرت خصيصة الفنان في ناحيتين: البراعة في التصميم الزخرفي المجرّد، والدراسة الدقيقة للطبيعة. وقد مثّلت رسوم «الستارة القزحية» قمة أعماله وأجملها التي يعتقد أنّه أنجزها عام 1701، وبعد انتقاله إلى Edo (ما أصبح يعرف بطوكيو) عام 1704 عاش مغموراً بالفرح برعاية التجار الأثرياء وبعض اللوردات الإقطاعيين اليابانيين وصحبتهم. ومن الأعمال المهمّة التي تُنسب إلى هذه المرحلة لفيفة تصوّر الأزهار في الفصول الأربعة؛ والتي وقعت في يد أسرة تسوغارو Tsugaru في طوكيو، والتعويذة اللولبيّة التي تحمل صورة نبات الأزاليا azelia الأحمر والأبيض، ولفيفتان لستائر تمثّل الأمواج. وبعد عودته إلى طوكيو عام 1711 غدت تأثيرات الفنان سوتاتسو واضحة أكثر وأكثر في أعمال كورين. وفي الحقيقة فإن أسس التكوين في صور ستائر كورين تعود أهميتها إلى تأثيرات سوتاتسو، وقد برزت في ستارتين تصوّران الأمواج في ماتسوشيما Matsushima، وستارتين أخريين واحدة بعنوان «إله الرعد» والأخرى بعنوان «إله الريح»، وستارة تمثّل ذروة أعماله في هذه المرحلة بعنوان «شجرة الخوخ أو البرقوق» البيضاء أو الحمراء، وفي هذا العمل ظهرت قمة إبداعه في التصميم التزييني ممزوجاً مع مشاعره تجاه الطبيعة ومصوغاً بتأليف تجريدي للألوان، فبلغت براعته وأحاسيسه المجردة أفضل معانيها.
وعلى الرغم من أن الفنان تُوفِّي في التاسعة والخمسين من عمره؛ لكنه ترك عدداً من المريدين والتلاميذ كان من أشهرهم الرسام ساكي هويتسو Saki Huitsu الذي برزت أعماله وشهرته في مطلع القرن التاسع عشر.
وإضافة إلى هذه الألمعيّة والصيت الذي حصّله في رسم الحواجز أو الستائر كان كورين خبيراً في استعمال ورنيش (اللك) واستعمالاته الفنيّة، وقد أثر بهذه التقنيّة في جميع المحترفين العاملين بهذه الحرفة. كان كورين من أهم مصممي رسوم القماش في عصره ومن أهم رسامي الفن التزييني والزخرفي، وقد استفاد من رسومه وخبرته أخوه أوغاتا كنزان Ogata Kenzan في تصميم رسوم السيراميك، وقد حظي هو أيضاً بشهرة واسعة، ونال إعجاب كثير من النقاد اليابانيين، وعدّوه من أعظم الخزّافين.
عبد الكريم فرج
كورين (أوغاتا ـ)
(1658 ـ 1716)
أوغاتا كورين Ogata Korin فنان ياباني ولد في كيوتو Kyoto، وتُوفِّي فيها. اسمه الأصلي أوغاتا كوريتومي Ogata Koretomi، وكورين اسم فرشاته، ودعي أيضاً باسم أوغاتا إتشينوجو Ogata Ichinojo، وهو معروف أنه ابـن مرحلة توكوغاوا (1603 - 1868) Tokugawa وأحد كبار أساتذة مدرسة «سوتاتسو» Sotatsus للتصوير الزخرفي، وقد اشتهر بالتصوير فوق الستائر والحواجز واستعمال طلاء خاص اسمه (ورنيش اللك) laque وبتصميمات رسوم الأقمشة.
ينحدر كورين من الساموراي Samurai، الجنود الأرستقراطيين، وينتسب إلى أشهر مصممي الحروف الكاليغراف calligraphie. كان والده سوكن Soken من الضليعين بالفن الحروفي في مدرسة كوِتسو Koetsu school.
نشأ كورين في بيئة غنية وفي مناخ علم الجمال والفن الراقي وارثاً هذه المزايا من والده، وقد أمضى شبابه في محيط حياة رفاهية، وكان همه الأول والأخير أن يعيش ببذخ وسعادة. وقد أمضى قسماً كبيراً من حياته في الرحلات الترفيهية مع مجموعة من زملائه الذين يعيشون مثل حياته، ما أدى إلى خسارته الثروة التي ورثها، فقرر التحوّل نحو الفن، وكان ذلك في عام 1690. درس التصوير في بداية حياته سنوات عدة، ربما كان ذلك تحت إرشاد والده الذي كان ضليعاً بالتصوير، ثم رسم بإشراف يامامو توسوكن Yamamoto Soken الذي كان عضواً في هيئة مدرسة (كانو) Kano الرسميّة. ولم يبخل سوكن في تقديم الخبرة لتلميذه كورين وتلقينه جميع ما يعرفه من علوم ومهارات. وتزوج كورين عام 1697 في الأربعين من عمره.
وفي فترة تعليمه المبكّرة تأثر كورين بأعمال المصور كانو ياسونوبو Kano Yasunobo وكذلك بأعمال سوتاتسو Sotatsu، وهما من مشاهير المصورين اليابانيين التزيينيين، وفي مطلع القرن السابع عشر أنجز كورين أفضل أعماله بالحبر تحت تأثير هذين الرسامين وإرشاداتهما، ربما بدأ احتراف الرسم عام 1697 حين جنّد نفسه؛ ليكون مصوّراً، وفي عام 1701 منح درجة (هوكّيو) Hokkyo وتعني أنه فنّان ضليع في صنعته، فراح يوقع أعماله بعلامة (هوكّيو كورين) دون ذكر التاريخ، ولذلك كان من الصعب معرفة الترتيب الزمني لكل عمل من أعماله بعد حصوله على هذه الدرجة، ولكن الظاهر أن أهمّ أعماله في التصوير أُنتجت في فترة العشرين سنة التي تلت عام 1697 والتي يمكن تقسيمها إلى فترات ثلاث:
- التشكيل في فترة كيوتو من 1697 إلى 1703: وهنا صار الفنان مشهوراً ومعروفاً.
- مرحلة الـ Edo: زمن وجوده في طوكيو من 1704 إلى 1710.
- مرحلة بلوغ الذروة: 1711 ـ 1716.
أوغاتا كورين: زوج من الستائر ذات الطيتين بعنوان «أشجار الخوخ الحمراء والبيضاء» (نحو 1711)
رائعة كورين الأولى كانت ستارة رسمت عليها الأزهار والأعشاب في الخريف، وقد ظهرت خصيصة الفنان في ناحيتين: البراعة في التصميم الزخرفي المجرّد، والدراسة الدقيقة للطبيعة. وقد مثّلت رسوم «الستارة القزحية» قمة أعماله وأجملها التي يعتقد أنّه أنجزها عام 1701، وبعد انتقاله إلى Edo (ما أصبح يعرف بطوكيو) عام 1704 عاش مغموراً بالفرح برعاية التجار الأثرياء وبعض اللوردات الإقطاعيين اليابانيين وصحبتهم. ومن الأعمال المهمّة التي تُنسب إلى هذه المرحلة لفيفة تصوّر الأزهار في الفصول الأربعة؛ والتي وقعت في يد أسرة تسوغارو Tsugaru في طوكيو، والتعويذة اللولبيّة التي تحمل صورة نبات الأزاليا azelia الأحمر والأبيض، ولفيفتان لستائر تمثّل الأمواج. وبعد عودته إلى طوكيو عام 1711 غدت تأثيرات الفنان سوتاتسو واضحة أكثر وأكثر في أعمال كورين. وفي الحقيقة فإن أسس التكوين في صور ستائر كورين تعود أهميتها إلى تأثيرات سوتاتسو، وقد برزت في ستارتين تصوّران الأمواج في ماتسوشيما Matsushima، وستارتين أخريين واحدة بعنوان «إله الرعد» والأخرى بعنوان «إله الريح»، وستارة تمثّل ذروة أعماله في هذه المرحلة بعنوان «شجرة الخوخ أو البرقوق» البيضاء أو الحمراء، وفي هذا العمل ظهرت قمة إبداعه في التصميم التزييني ممزوجاً مع مشاعره تجاه الطبيعة ومصوغاً بتأليف تجريدي للألوان، فبلغت براعته وأحاسيسه المجردة أفضل معانيها.
وعلى الرغم من أن الفنان تُوفِّي في التاسعة والخمسين من عمره؛ لكنه ترك عدداً من المريدين والتلاميذ كان من أشهرهم الرسام ساكي هويتسو Saki Huitsu الذي برزت أعماله وشهرته في مطلع القرن التاسع عشر.
وإضافة إلى هذه الألمعيّة والصيت الذي حصّله في رسم الحواجز أو الستائر كان كورين خبيراً في استعمال ورنيش (اللك) واستعمالاته الفنيّة، وقد أثر بهذه التقنيّة في جميع المحترفين العاملين بهذه الحرفة. كان كورين من أهم مصممي رسوم القماش في عصره ومن أهم رسامي الفن التزييني والزخرفي، وقد استفاد من رسومه وخبرته أخوه أوغاتا كنزان Ogata Kenzan في تصميم رسوم السيراميك، وقد حظي هو أيضاً بشهرة واسعة، ونال إعجاب كثير من النقاد اليابانيين، وعدّوه من أعظم الخزّافين.
عبد الكريم فرج