جيل ڤيسنت Gil Vicente كاتب مسرحي برتغالي بالإضافة لكونه موسيقياً وممثلاً ومدير فرقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جيل ڤيسنت Gil Vicente كاتب مسرحي برتغالي بالإضافة لكونه موسيقياً وممثلاً ومدير فرقة

    ڤيسنت (جيل ـ)
    (1465ـ 1539)

    جيل ڤيسنت Gil Vicente كاتب مسرحي برتغالي، لايُعرف سوى القليل عن حياته، فقد ولد في غيمَرايش Guimarães، وتُوفِّي في لشبونه، ويعد واحداً من أهمّ كتّاب مسرح عصر النهضة في إسبانيا، كتب أعماله بالإسبانية أحياناً وبالبرتغالية أحياناً أخرى. تميّزت مسرحياته بغنائية مكثّفة وحيوية فائقة وقدرة كبيرة على الهجاء اللاذع والذكي وعلى استخدام الرموز والتشخيص المجازي. غالباً ما يوازن بأرستوفان Aristophane وشكسبير Shakespeare في بداياته، كما أنه كان مصدر استلهام أساسي لكالديرون Calderon ولوبه دي بيغاLope de Vega.
    يعدّ ڤيسنت مؤسس الكوميديا الإسبانية، وأوّل من كتب نصوصاً في مسرح القربان المقدس Autos sacramentales. وقد كتب أربعاً وأربعين مسرحية، منها إحدى عشرة باللغة القشتالية، وخمس عشرة بالبرتغالية، والبقية بخليط من البرتغالية والإسبانية. طُبعت النسخة الأولى من أعماله في لشبونة عام 1562 بفضل عناية أولاده لويس وباولا، في حين صدرت الطبعة الثانية الرسمية عام 1587.
    كان ڤيسنت موسيقياً وممثلاً ومدير فرقة، إضافة إلى كونه قد عاش في أوساط البلاط في البرتغال. قدّم أوّل أعماله «مونولوغ راعي البقر» Le Monologue du bouvier ء(1502) أمام الملكة ماري، ملكة البرتغال من سلالة ملوك إسبانيا الكاثوليك، وقد تابع بعدها تقديم أغلب مسرحياته في البلاط. وله مشاهد دينية قصيرة مثل «مسرحية الملوك المجوس» Auto dos Reyes Magos أو «الراعي القشتالي» Auto pastoril castellano. بدأ بعد ذلك يُدخل على أعماله عناصرَ غنائية كما في «مسرحية الفصول الأربعة» Auto dos quatro tempos، وعناصر التشخيص المجازي كما في «مسرحية الروح» Auto da anima التي صور فيها الكنيسة على شكل نُزُل يلجأ إليه المسافرون على طريق الحياة. أما «مسرحية دا فيرا» Auto da feira فكانت هجاءً لعيوب البابوية. يبدو الهجاء الاجتماعي والكنسي ممتلئاً بالحدة في «ثلاثية المراكب» Trilogia das barcas ء(1517ـ1519). وقد استعاد المؤلّف في هذه المسرحية موضوعات رقصات الموت التي كانت معروفة في القرون الوسطى مع موضوعات المراكب التي تؤدي إلى نهر الموت. ففي الجزأين الأوليين منها والمكتوبين بالبرتغالية، تظهر الشياطين التي تحاكم بقسوة الشخصيات المنتمية إلى مختلف الطبقات الاجتماعية، في حين أن الجزء الثالث المكتوب بالقشتالية يُظهر الموت وهو يستجوب عظماء العالم مثل البابا والملك والامبراطور، ويكاد يحكم عليهم بالعقاب لولا تدخّل المسيح المخلِّص الذي ينقذهم في اللحظة الأخيرة. تعد هذه الثلاثية بمنزلة جدارية واسعة تشبه مؤَلَفَ دانتي Dante «الكوميديا الإلهية» La Comédie divine.
    في المجموعة الثانية من أعمال ڤيسنت الدرامية تظهر مخيلته الروائية الجياشة الممتلئة بالسحر والغرابة في «كوميديا روبينا» Comedia Rubena (1521). أما «كوميديا الأرمل»Comedia do viudo ء(1514) فلها طابع نفسي واضح. وهناك مسرحيتا «دون دواردوس»Don Duardos ء(1521ـ1525)، و«أماديس دي غاولا» Amadis de Gaula ء(1533) الممتلئتان بالمغامرات والمشاهد العاطفية النضرة والناعمة؛ مما يشي بتأثير روايات مغامرات الفروسية.
    كتب ڤيسنت أيضاً الملهاة الدرامية tragi-comédie التي تختلط فيها العناصر الأسطورية والهجائية مع التشخيص المجازي، مثل «معبد أبولو» Templo d’Apollo و«بلاط جوبيتر» Cortes de Jupiter و«انتصار الشتاء» Triunfo do Inverno وغيرها. لكن الأعمال التي تتبدّى فيها موهبة ڤيسنت الهجائية وقدرته على المراقبة والنقد أكثر من أي مكان آخر فهي المشاهد القصيرة التي كان يعرض فيها كل الأنماط الاجتماعية المضحكة، مثل المقاتل المتبجح، والعاشق المخدوع، والغجر المخاتلين، والعجوز العاشق المهجور. في هذه الأعمال، التي يطلق عليها اسم المهازل Farces، تظهر عبقرية ڤيسنت الممتلئة بالدعابة الشعبية، ومن أهمها «مهزلة إينيس بيريرا» Farça de Inez Pereira و«مهزلة كهنة بَيرا» Farça do clérigo da Beira. في هذه الأعمال الهجائية القصيرة ذات البعد الإنساني والاجتماعي والديني تبدو تأثيرات عصر النهضة واضحة على الرغم من أن ڤيسنت كان مشبعاً بتراث القرون الوسطى والعصور القديمة. ويبرر هذا الغنى والتنوع أهمية كتاباته وجمال لغته وغنائيتها الممتلئة بالنضارة والدقة.
    حنان قصاب حسن
يعمل...
X