أيقونات معمارية ترتقي بالمدن
متحف المستقبل جمال المبنى وبلاغة المعنى
المصدر:
- دبي – نهى حوّا
التاريخ: 20 أغسطس 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
أفاد مقال منشور في موقع المنظمة المهنية «المعهد الملكي للمساحين القانونيين» بأن متحف المستقبل في دبي يعد من الأبنية التي ترتقي بالمدن، لافتاً إلى أن المتحف اكتسب مكانة أيقونية فورية بفضل تصميمه المميز على شارع الشيخ زايد، ودوره كمتحف ومركز ابتكار يحفز على مزيد من التوجه نحو تقنيات الغد.
وتطلب تشييد المتحف تصميم مبنى خاص، لكي يتمكن من البروز والتميز في دبي، المدينة المليئة بناطحات السحاب الجذابة كبرج خليفة وغيرها من معالم الجذب الرائعة الكثيرة. ولفت المقال إلى أن المبنى اللامع المكون من سبعة طوابق والذي تم إنشاؤه ليعكس رؤية الإمارات للعالم في عام 2071، تمكن في عامه الأول من الحصول على إشادة وجوائز دولية واجتذاب مليون زائر من 163 دولة، ويقع على مساحة 30 ألف متر مربع، وبارتفاع 77 متراً.
مكانة رفيعة
وعن اختيار موقع المتحف ضمن أراضي «أبراج الإمارات» التي تعد من معالم دبي، نقل المقال عن الشريك ورئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في شركة «نايت فرانك»، فيصل دوراني، قوله: «أتخيل أن إضافة شيء على مقربة من أبراج الإمارات كان من الممكن أن يكون اختياراً دقيقاً، لكنهم تمكنوا من وضع مبنى لا ينافس البرجين، بل يكملهما. وقد اكتسب مكانة أيقونية فورية وشهرة عالمية متميزة».
بدوره قال مساعد المدير في قسم البحوث في شركة «سافيلز الشرق الأوسط»، سوابنيل بيلاي: «إن كل عنصر، من شكل المتحف البيضاوي إلى الخط العربي الذي يلف الجزء الخارجي، جاء مختلفاً على نحو منعش عن ناطحات السحاب اللامعة التي تصطف على شارع الشيخ زايد»، لافتاً إلى أن «الفكرة من وراء الهيكل نفسه تهدف إلى جذب أصحاب الرؤى والمتطلعين إلى المستقبل للمساعدة في تشكيل عالم الغد».
وعرج المقال إلى مهمة المتحف والتي تتضمن استكشاف تقنيات المستقبل القريب وتعزيز التطوير والابتكار، لا سيما الذكاء الاصطناعي والروبوتات من رواد ابتكار عالميين، حيث يصطحب زواره في رحلة تعرفهم على شكل الحياة في المستقبل. كما إلى تشكيله مركزاً لجمع الباحثين والمصممين والمخترعين والممولين تحت سقف واحد، كما إلى اعتباره موطناً لأول مكتب في العالم تم تصميمه باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على مساحة 2700 قدم مربع، وتشكيله المقر الرئيسي لـ «مؤسسة دبي للمستقبل»، حيث يأتيه رواد الأعمال الشباب من العالم لتقديم أفكار لحل القضايا العالمية، ومحاولة تحويل هذه الأفكار إلى واقع»، وفق دوراني.
ورأى المقال أن هذا التغيير واضح للعيان مع أكثر من 200 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تعمل في المدينة، بينما تتصور خطة دبي الحضرية 2040 «ذا لووب»، الطريق السريع للمشاة الذي يتم التحكم فيه بالمناخ مع أرضيات مبتكرة، ناقلاً عن مديرة شركة «كريستيز انترناشونال العقارية بدبي» جالين جونز، قولها: إن «المتحف سيستمر في العمل كمحفز لمزيد من توجه نحو تقنيات الغد».
شكل فريد
وتناول المقال شكل المتحف، مشيراً إلى أن تصميمه من قبل شركة «كيلا ديزاين» للهندسة المعمارية والمهندس الاستشاري بورو هابولد، هو ما يميزه عن جميع المباني الأخرى في دبي، فهو «تصميم مستقبلي» و«بناء رمزي» و«التصميم الدائري يرمز إلى الإنسانية جمعاء، أما التلة الخضراء التي يجلس فوقها فتمثل ارتباط البشر بالأرض، في حين يحاكي الفراغ في الوسط المستقبل الواعد».
وفي حين لفت إلى الدور العملي للتلة الخضراء في رفع المبنى ليصبح الجزء السفلي من المتحف موازياً لخط المترو، اعتبر الإنجاز الأهم في المبنى هو شكل الحلقة، حيث يتألف الجزء الخارجي من أكثر من ألف لوح مركب مقاوم للحريق مغطى بالفولاذ المقاوم للصدأ. ويمتاز كل لوح بشكل ثلاثي الأبعاد فريد لإنشاء الخط العربي المحفور في واجهة المبنى، والذي يسمح أيضاً بتسرب الضوء.
وفي الختام، نقل المقال عن فيصل دوراني قوله «إن شعار دبي يكمن في أن تكون أكثر الأماكن ذات التفكير التقدمي في العالم، وأن تعزز مكانتها باعتبارها مدينة حديثة تنتمي إلى المستقبل»، وإن «هذا اللعب على التصادم بين «متحف» و«مستقبل»، وهما ليسا شيئين يمكننا وضعهما جنباً إلى جنب في العادة، يعني أن تصميمه تم بطريقة تسمح بعرض التكنولوجيا التي لا تزال قيد التطوير وفي مرحلة جنينية، ومع استمرار الابتكار في المدينة»، أضاف دوراني «دبي نجحت دائماً في العثور على الشيء الكبير التالي».