التجريد في البلاغة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجريد في البلاغة


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تنزيل (1).png 
مشاهدات:	4 
الحجم:	4.0 كيلوبايت 
الهوية:	148551
    التجريد في البلاغة
    علم البديع



    ما معنى التجريد؟
    التجريد لغة: نقول قشّر الشيء كَقَشْر اللحاء عن الشجرة أي جردها من لحائها، والتجريد؛ هو إزالة ما على الشيء من ثوب ونحوه، وإزالة ما على الجلد من شعر ونحوه.[١]



    أمّا اصطلاحاً فالتجريد هو أن ينتزع المتكلم الأديب من أمرٍ ما ذي صفة، أمراً آخر مثله في الصفة من باب المبالغة.[١]



    على نحو قول: "لي من فلان صديق حميم" ==> هنا تم تجريد فلان من جميع الصفات والقول بأنه صديق حميم.[١]



    ما هي سبب تسمية هذا الفن البلاغي بالتجريد؟
    أما عن سبب التسمية بالتجريد، فيرجع إلى أن العرب قديماً كانت تعتقد أن في الإنسان معنى كامناً فيه، وكأنه حقيقته وجوهره، فتُخرِج ذلك المعنى إلى ألفاظ مجرّدة عن الإنسان، كأنه غيره، على نحو قول: "إذا لقيت فلاناً ستلتقي أسداً، وإذا سألته ستسأل بحراً"، وهو نفسه الأسد والبحر، لا أنّ هناك شيئاً منفصلاً عنه أو متميزاً عنه.[١]



    ما هي أقسام التجريد؟
    تتعدد أقسام التجريد، وفي الآتي بيان بعضها:[١][٢]

    ما يكون بواسطة "من" التجريدية، على نحو:
    في المثال السابق: "لي من فلان صديق حميم"؛ أي بلغ فلان من الصداقة حداً يجوز معه أن يستخلص منه آخر مثله في صفة الصداقة.
    قوله تعالى: "ولتكن منـــكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"،[٣] أي ولتكونوا يا أيها الذين آمنوا بمحمد وبما جاء به عن ربه أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.


    ما يكون بواسطة "الباء" التجريدية، على نحو قولنا:
    "إذا سألت فلاناً لتسألن بــه البحر"، هنا القائل بالغ في الوصف بالسماحة، حتى انتزع واستخرج منه بحراً.
    "شربتُ بـــمائها عسلاً مصفى"، بمعنى أن حلاوة الماء الموصوفة وصلت إلى حد يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب.
    على نحو قول الشاعر:
    إذا ما تأملته مقبلاً رأيت بـــه جمرة تشتعل

    هنا ليس المراد أن الجمرة المشتعلة فيه أو لصيقة به، بل المعنى أن يشبهها، حتى الناظر يرى الجمرة حين يراه، أي كأنما انتزع صورة جمرة مشتعلة عند رؤيته.[٤]



    التجريد باستخدام حرف الجر "في" الداخل على المنتزَع منه، على نحو قوله تعالى: "ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيـــها دار الخلد"،[٥] فمعنى الآية أن جهنم هي دار الخلد لأعداء الله، ولكن جاء المعنى على طريقة التجريد، حيث انتزع من جهنم دار وجُعلت داراً لهم، باستخدام حرف الجر "في" الداخل على المنتزَع منه.


    التجريد عن طريق مخاطبة الإنسان نفسه، وكأنه يخاطب شخصاً آخر، وهو في هذه الحال كأنه ينتزع أو يجرد من نفسه شخصاً آخر مخاطباً، وبتوجه إليه بالكلام، ويحادثه محادثة الغير، على نحو:
    قول الأعشى:[٤]
    ودّعْ هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل

    فالشاعر في البيت كأنه يخاطب شخصاً آخر، يطلب منه أن يودع هريرة، ثم يسأله منكراً: "وهل تطيق وداعاً أيها الرجل؟".



    قول المتنبي:
    لا خيل عندك تهديها ولا مالُ فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

    الشاعر هنا انتزع وجرد من نفسه مخاطباً، فقال: "لا خيل عندك تهديها ولا مال".



    التجريد باستخدام الكناية، على نحو قول الأعشى:
    يا خير من يركب المطي ولا يشرب كأساً بكفٍ من بخلا

    يقصد الشاعر أن ممدوحه لا يشرب كأسا من كف بخيل، بل يشرب بكف كريم، وبما أن الممدوح جواد كريم، فهو لا يشرب غالباً إلا من كف نفسه، وعليه، فقد جرّد الأعشى من ممدوحه شخصاً كريماً ورأى أن لا يشرب إلا بكفه.



    التجريد دون استخدام حرف جر، على نحو قول الشاعر:
    فلئن بقيتُ لأرحلنّ بغزوةٍ تحوي الغنائمَ أو يموتُ كريمُ

    أي إذا بقي فسيشن حرباً تحوي الغنائم أو يموت، هنا عبر الشاعر عن نفسه بقول "أو يموت كريم" على طريق التجريد، ليمدح ويثني على نفسه بصفة الكرم.

  • #2
    لمزيد من التوضيح شاهد الفديو
    https://www.google.com/search?q=%D8%...id:1adugSIvkh8

    تعليق


    • #3
      التجريدُ: هوَ أنْ يُنتزَعَ منْ أمْرٍ ذي صفةٍ أمْرٌ آخَرُ مثلُه فيها؛ مبالَغةً لكمالِها فيهِ، ويكونُ بمِنْ، نحوُ: لي مِنْ فلانٍ صديقٌ حميمٌ. أوْ في، كما في قولِه تعالى: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ}. أَو الباءِ، نحوَ: لَئِنْ سألْتَ فلانًا لتَسْألَنَّ بهِ البحرَ. أوْ بمخاطَبَةِ الإنسانِ نفسَهُ، كقولِه:
      لا خيلَ عندَك تُهديها ولا مالُ * فليَسْعَدِ النطْقُ إنْ لم تَسْعَدِ الحالُ
      أوْ بغيرِ ذلكَ، كقولِه:
      لتَسْألَنَّ بهِ البحرَ. أوْ بمخاطَبَةِ الإنسانِ نفسَهُ، كقولِه:

      لا خيلَ عندَك تُهديها ولا مالُ * فليَسْعَدِ النطْقُ إنْ لم تَسْعَدِ الحالُ
      أوْ بغيرِ ذلكَ، كقولِه:
      فَلَئِنْ بَقِيتُ لأرْحَلَنَّ لغزوةٍ * تَحْوِي الغنائمَ أوْ يَموتَ كريمُ



      22- التجريدُ:
      هوَ أنْ يُنْتَزَعَ منْ أمْرٍ ذي صفةٍ أمْرًا آخَرَ مثلَهُ فيها، أيْ مُمَاثِلٌ لذلكَ الأمْرِ ذي الصفةِ في تلكَ الصفةِ، مبالَغةً لكمالِها فيهِ، أيْ: وإنَّما يُرْتَكَبُ الانتزاعُ المذكورُ لأجْلِ إفادةِ المبالَغَةِ في كمالِ تلكَ الصفةِ لذلكَ الأمْرِ المنتزَعِ منه، ووجهُ إفادةِ ذلكَ الانتزاعِ المبالَغةُ لما تَقَرَّرَ في العقولِ منْ أنَّ الأصلَ والمنْشَأَ لما هوَ مثلُه في غايةِ القوَّةِ حتَّى صارَ يَفِيضُ بمثالاتِه .
      ثمَّ التجريدُ لا يَخلُو إمَّا أنْ يكونَ بتوَسُّطِ حرْفٍ يُستعانُ بهِ على إفادةِ التجريدِ، أوْ بدونِه .

      والأوَّلُ: إمَّا أنْ يكونَ بِمِنْ أوْ بفِي أوْ بالباءِ .

      والثاني: إمَّا أنْ يكونَ بمخاطَبَةِ الإنسانِ نفسَه أوْ بغيرِ ذلكَ .

      فهذه أقسامٌ أشارَ إليها وإلى أمثلتِها بقولِه: ويكونُ بِمِنْ، أيْ: ويكونُ التجريدُ حاصلًا بدخولِ مِن التجريديَّةِ على الْمُنتزَعِ منهُ، نحوَ قولِهم في المبالَغَةِ في وصْفِ فلانٍ في الصداقةِ: لي منْ فلانٍ صديقٌ حميمٌ، أيْ: قريبٌ يَهْتَمُّ لأمرِه، كما قال في الصِّحاحِ: حَمِيمُك قريبُكَ الذي تَهْتَمُّ لأمرِه، فدَخَلَتْ فيهِ مِن التجريديَّةُ على فلانٍ ليُفيدَ المبالَغةَ في وصفِه بالصداقةِ؛ فإنَّهُ يَدُلُّ على أنَّهُ بَلَغَ في مراتِبِ الصداقةِ إلى حيثُ يُنْتَزَعُ ويُسْتَخْرَجُ منهُ صديقٌ آخَرُ مثلُه .

      أوْ يكونُ التجريدُ حاصلًا بدخولِ في على الْمُنْتَزَعِ منهُ، كما في قولِه تعالى في التهويلِ بأمْرِ جَهَنَّمَ ووصْفِها بكونِها دارًا ذاتَ عذابٍ مُخَلَّدٍ: { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ }، أيْ: لهم في جَهنَّمَ دارُ الْخُلْدِ، معَ أنَّ جَهَنَّمَ نفسَها دارُ الْخُلْدِ، ولكِنْ بُولِغَ في اتِّصافِها بكونِها دارًا للخلودِ، وكونِها لا يَنْفَكُّ أهلُها عنْ عذابِها، حتَّى صارتْ بحيثُ تَفيضُ عنها دارٌ أُخْرَى هيَ مِثْلُها في ذلكَ الاتِّصافِ .

      أوْ يكونُ التجريدُ بدخولِ الباءِ على الْمُنْتَزَعِ منهُ، نحوَ قولِهم في المبالَغَةِ في وَصْفِ فلانٍ بالكرَمِ: ( لَئِنْ سأَلْتَ فلانًا لتَسْئَلَنَّ بهِ البَحْرَ )، فقدْ بُولِغَ في اتِّصافِ فلانٍ بالسماحةِ حتَّى صارَ بحيثُ يُنْتَزَعُ منهُ كريمٌ آخَرُ يُسَمَّى بَحْرًا، مثلُه في الكرَمِ .

      أوْ يكونُ التجريدُ بدونِ توسُّطِ حرْفٍ أصْلًا، بلْ بمخاطَبَةِ الإنسانِ نفسَهُ، وإنَّما يَسْتَلْزِمُ ذلكَ التجريدَ ؛ لأنَّ مخاطَبَةَ الإنسانِ لنفسِه لا يَتَأَتَّى إلَّا إذا جَعَلَ نفسَه أمامَهُ، فإنَّ الأصْلَ في الْخِطابِ أنْ يكونَ المخاطَبُ أمامَ المتكلِّمِ، ولا يَتَأَتَّى جَعْلُ نفسِه أمامَه إلَّا بأنْ يَنْتَزِعَ منْ نفسِه شَخْصًا آخَرَ يكونُ مثلَهُ في الصفةِ التي سِيقَ الكلامُ لبيانِها؛ ليَتَمَكَّنَ منْ خِطابِه، فلذا يكونُ مخاطبَةُ الإنسانِ نفسَه منْ أقسامِ التجريدِ، كقولِه:

      لا خيلَ عندَكَ تُهدِيها ولا مالُ ..... فلْيَسْعَدِ النطْقُ إنْ لمْ تَسْعَدِ الحالُ



      المرادُ بالحالِ على ما قِيلَ الغِنَى، والمعنى: فلْيُعِنْ حُسْنُ النطْقِ بالمدْحِ والثناءِ، أوْ بالاعتذارِ بالفقْرِ على عدَمِ الإهداءِ، إنْ لمْ يُعِن الحالُ، أي الغَناءُ على الإهداءِ إليه لعَدَمِ وِجدانِه. فهذا الكلامُ سِيقَ لبيانِ فَقْرِه، وأنَّهُ لا خَيْلَ ولا مالَ عندَهُ يَهْدِي منهُ ليُكافئَ بذلكَ إحسانَ الممدوحِ، فجَرَّدَ مِنْ نفسِه شخصًا مثْلَ نفسِه في هذهِ الصفةِ التي هيَ كونُه لا خيلَ عندَهُ ولا مالَ يُهْدِي منْهُ، وخاطَبَهُ مبالَغةً لكمالِ صفةِ الفقْرِ .

      أوْ يكونُ التجريدُ بغيرِ ذلكَ، بأنْ يُؤْتَى بالمنتزَعِ منهُ على وجهٍ يُفْهَمُ منهُ الانتزاعُ بقرائنِ الأحوالِ منْ غيرِ مخاطَبَةِ الإنسانِ نفسَه، ومنْ غيرِ تَوَسُّطِ حرفٍ أصْلًا، كقولِه: (فَلَئِنْ بَقِيتُ) حَيًّا (لَأَرْحَلَنَّ)، أيْ: لأُسَافِرَنَّ لغَزْوَةٍ، (تَحْوِي) تلكَ الغزوةُ (الغنائمَ)، أيْ: يَجْمَعُها أهلُ تلكَ الغزوةِ، وهوَ نفسُه، أوْ يموتَ ، أيْ: إلَّا أنْ يموتَ كريمٌ، فالمرادُ بالكريمِ نفسُه؛ لأنَّ معنى الكلامِ كما أفادَهُ السياقُ: إنِّي أَجْمَعُ الغنائمَ أوْ أموتُ، فقد انْتَزَعَ منْ نفسِه بقرينةِ التمدُّحِ بالكرَمِ كريمًا مبالَغةً في كَرَمِه، فإنَّ الانتزاعَ يَدُلُّ على أنَّهُ بَلَغَ في الكرَمِ إلى حيثُ يَفِيضُ عنه كريمٌ آخَرُ مثلُه في الكرَمِ، فقرينةُ المدْحِ ههنا دَلَّتْ على قَصْدِ معنى التجريدِ

      تعليق

      يعمل...
      X