غارسيا ماركيز عاشق الكتب
** منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
عندما أنهى غابرييل غارسيا ماركيز دراسته الثانوية وبدأ في دراسة القانون بالجامعة الأهلية في بوجوتا، استمرت الكتب في الاستحواذ على معظم اهتمامه في الحياة .
قرأ الشعر بدلا من دراسة القانون. قصائد ، قصائد ، قصائد ... ويقول ماركيز الآن : «كان أكثر ما يسليني في ذلك الوقت أن أجلس أيام الأحاد في عربات الترام ذات النوافذ زرقاء اللون التي كان سعر تذكرة ركوبها من میدان بوليفار إلى افينيد ادي تشيلي خمسة سنتات - واقضي ساعات العصر في قراءة كتب الشعر أثناء رحلة الترام الطويلة حتى تتم إنارة المصابيح المنتشرة في الشوارع فيما المطر ينهمر بلا انتهاء. ثم أتجول بين المقاهي التي يلفها الصمت بالمدينة القديمة بحثا عن شخص يشفق علي وأتحدث إليه عن القصائد التي قرأتها لتويه.
بدأ اهتمامه بالرواية في الليلة التي قرأ فيها رواية المسخ، لكافكا. يتذكر ماركيز الآن كيف عاد إلى بيت الشباب البائس الذي كان يقيم فيه بوسط المدينة وهو يتشبث بهذا الكتاب الذي اقترضه من صديق . خلع سترته وحذاءه ، واستلقي على الفراش، وفتح الكتاب وراح يقرأ : «حينما استيقظ جريجوري سامسا ذات صباح بعد أحلام مضطربة، وجد نفسه وقد تحول في سريره إلى حشرة هائلة». أغلق جابرييل الكتاب وهو يرتعش، وقال مفكرا : «يا إلهي، إن هذا ما أستطيع أن أفعله. وفي اليوم التالي كتب أول قصة قصيرة . ونسي كل شيء عن دراساته.
لم يكن بمقدور والده ، بطبيعة الحال، أن يفهم ذلك القرار التاريخي. توقع موظف البريد السابق أن يحقق ابنه ما فشل هو في تحقيقه . الحصول على شهادة جامعية، عندما اكتشف أن جابرييل تخلى عن دراساته ، بدأ يرى أنه قد أصبح انسانا فاشلا. كما راح أصدقاء جابرييل يفكرون بالطريقة ذاتها. كان يبدو كالمتشرد، وهو يرتدي ملابس رثة ويطلق ذقنه دون حلاقة، ويتسكع بين المقاهي متأبطأ كتابا، وينام في أي مكان.
غابرييل غارسيا ماركيز - رائحة الجوافة