دعاء رمزي
آخر تحديث: 4 أغسطس 2023
الشخصية السيكوباتية.. اضطراب نفسي يقود للنجاح!
بدءًا من هانيبال ليكتر إلى أنطون شيجور وتيد بندي وغيرهم من قتلة متسلسلين ومختلين عقليين، وُصِفت جميع الشخصيات السابقة بأنها سيكوباتية لتصبح هذه الصفة وصمة عار على من تُطلق عليه. فقد انتشر التوصيف الرسمي لها من علماء النفس، وعرّفوها على أنها اضطراب عصبي نفسي يجعل الشخص شديد العداء للمجتمع، مع سلوكيات غير مقبولة قد تصل لارتكاب الجرائم.
كل ذلك يجعل الربط بين النجاح والشخصية السيكوباتية أمر مزعج ومرفوض للكثيرين، سواء من المتخصصين أو حتى من الأشخاص العاديين. واستمر هذا التعريف للشخصية السيكوباتية طوال القرن العشرين، ولكن في الألفية الثالثة يبدو أن الأمر تغير ليحاول العلماء رصد السمات الإيجابية في الشخصية السيكوباتية، والتعرف على دورها في تحقيق نجاح باهر في وظائف وأدوار اجتماعية معينة.
السيكوباتية.. بين الشر الظاهري والنجاح الخفي
السيكوباتية هي اضطراب في الشخصية يتسم بنقص شديد في التعاطف أو الشعور بالذنب، مع ميل شديد نحو ممارسة السلوك المتهور والمحفوف بالمخاطر. وقد تم النظر لسنوات طويلة إلى السيكوباتية على أنها شخصية سلبية تماما وغير قادرة على التكيف، مع ارتباطها الشديد بالسلوك الإجرامي والخلل الاجتماعي.
وبالتالي كانت دراسة الشخصية السيكوباتية تتم في المصحات النفسية والسجون، وكان أول من وضع ملامحها بوضوح هو الطبيب النفسي الأمريكي هيرفي كليكي في كتابه The Mask of Sanity عام 1941، مؤكدًا أنها شخصية ساحرة للغاية ظاهريًا، لكنها في الحقيقة شديدة الأنانية مع جوهر معادي للمجتمع بشدة. إذ استمد رؤيته هذه من الأشخاص الذين رآهم في مراكز الطب النفسي، وهو نفسه من أطلق على القاتل المتسلسل تيد بندي صفة المختل العقلي أو السيكوباتي.
في السنوات العشرين الأخيرة ومنذ بداية الألفية الثالثة تحديدًا، ظهر مجموعة من أطباء علم النفس الذين طرحوا فكرة "السيكوباتيين الناجحين". وهم أشخاص لديهم ميول سيكوباتية مخيفة لكنهم قادرين في الوقت ذاته على البقاء بعيدًا عن المشاكل مع النجاح في استثمار هذه السمات بطريقة أو بأخرى.
تعليق