أمير العمري
وداعا جوليا”.. فتيل العنصرية والعنف الذي أحرق مجتمع السودان
يعدّ فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج أمجد أبو العلاء (2021) أول فيلم روائي طويل في السودان، ويمكن عدُّه أول فيلم سوداني حداثي، ويأتي بعده عمل آخر يؤشر على وجود حراك ما، يدفع شباب السينما السودانيين لاقتحام مناطق صعبة في الثقافة السودانية السائدة.
فقد فوجئ الجميع في مهرجان كان الماضي بالمستوى الممتاز لفيلم سوداني جديد، يعدّ أيضا أول أعمال مخرجه، عندما عُرض في تظاهرة “نظرة ما”، وهو فيلم “وداعا جوليا” للمخرج الشاب محمد كوردوفاني (2023)، ويقوم على خلفية الأحداث الحقيقية التي شهدها السودان.
لا شك أن تميز هذا الفيلم يرجع أولا إلى تماسك السيناريو ووضوح رؤيته، وتناسقه، وانتقالاته المحسوبة الدقيقة المتوازنة بين مختلف الشخصيات الرئيسية، وعدم الخروج عن الموضوع الأساسي، على الرغم من أن السيناريو يلعب على أكثر من موضوع، ويتفاعل كثيرا مع فكرة العلاقة بين المرأة والمرأة، والعلاقة بين الرجل والمرأة، ولكنه يظل أساسا عن العلاقة المعقدة بين الشمال والجنوب، وعن النظرة العنصرية السائدة في الشمال إزاء الجنوبيين، خصوصا أن الفيلم يدور في أجواء بزغت خلالها النزعة إلى الانفصال الذي حدث عام 2011.
تعليق