14/7/2021
كوكب ابن بابل”.. ألحان محرر الأغنية العراقية من قيودها التقليدية
عدنان حسين أحمد
“يا طيور الطايرة مُرّي أبهلي
ويا شمسنا الدايرة شوفي هلي
سلّميلي وغنّي بحجاياتنا (بحكاياتنا)
سلّميلي وضوّي لولاياتنا
وروحي شوفي لي بساتين الوطن
هم طلع طلّيعها (طَلْعها) أبنخلاتنا؟”
لم يكن كوكب حمزة طالبا مُجدّا في دراسته الابتدائية والمتوسطة، لكنه كان شغوفا بالموسيقى بشكل عام، ولعل هذا الشغف هو الذي سيقلب حياته رأسا على عقب، خاصة عندما يقبل بالمُصادفة في معهد الفنون الجميلة في بغداد، إثر تخلّي أحد المرشحين عن قبوله في المعهد المذكور.
لم يستفد كوكب حمزة كثيرا من مدينة القاسم التي وُلد فيها سنة 1937، لكنها تركت أثرا روحيا غامضا فيه، بينما تُهيمن مدينة البصرة في تأثيرها الفني والثقافي عليه إلى درجة تجعله يفكِّر في تجديد الأغنية العراقية التي يعتقد أنها كانت أسيرة للأشكال الثابتة والأنماط المتحجرة، أما بغداد بالنسبة لكوكب، فهي العاصمة التي تحتوي الجميع، ويحقّق فيها الفنان والمثقف كل الأحلام التي تلتمع في مخيلته المتوهجة.
لا بد من الإشارة إلى أنّ المخرج فاروق داوود صوّر حوارات هذا الفيلم الوثائقي سنة 1988، لكنه -لسبب ما- لم يضع اللمسات الأخيرة عليه، بحيث كانت شخصيات الفيلم آنذاك قد تجاوزت مرحلة الشباب قليلا، وهم الباحث فالح عبد الجبار، والشاعر الشعبي هاشم العقابي، والصحفي سعود الناصري.
أما فكرة الفيلم الرئيسية فتتمحور حول الملحن الموهوب كوكب حمزة الذي جدد الأغنية العراقية، ونقلها من النمط الجامد إلى شكلها الحديث الذي يعتمد على التلوين والعمق والحداثة، تاركا وراءه الأبوذية والمقام، وما يعقبهما من بسْتات رتيبة و”طقاطيق”
تعليق