راغب علامة: أخجل من أصوات ينقصها الشكل والموهبة
قال إن زمن "السوشيال ميديا" ليس للشباب فقط ويرى سر نجاحه في إخلاصه
هيام بنوت صحافية @hiambannout31
الأحد 23 يوليو 2023 13:24
راغب علامة يرى في إخلاصه للفن سر استمراره على الساحة حتى الآن (مواقع التواصل)
أكثر من 40 عاماً مضت على انطلاقته الفنية ولا يزال الفنان راغب علامة يتصدر المشهد الغنائي متحصناً بجهد وثبات وإصرار على النجاح والاستمرارية، فعرف كيف يجدد نفسه وفنه ويتأقلم مع تطور العصر وسرعته وتقنياته، وقدم أعمالاً تتميز بالحداثة في الكلمة واللحن والتوزيع، ومحافظاً في الوقت نفسه على طريقه الذي اختاره لنفسه من دون أن يعاكس التيار.
موهبته الفنية بدأت منذ أن كان تلميذاً على مقاعد الدراسة، فكان نجم حفلات المدارس وتعلم من والده عندما كبر قليلاً العزف على العود، إلى أن شارك وهو في سن الـ18 ببرنامج استوديو الفن بدعم من المخرج سيمون أسمر الذي كان له الفضل الأكبر في انطلاقته الفنية عندما نصحه بتقديم الأغنية الشعبية فحاز على إعجاب وتقدير لجنة التحكيم الخاصة بالبرنامج، وفاز بالمرتبة الأولى عن هذه الفئة، لكنه أدرك أن النجاح في برنامج فني لا يكفي وحده فحصن نجاحه بدراسة العود والسولفيج وتخرج بتقدير جيد جداً من المعهد الموسيقى اللبناني، وعندما احترف الغناء رسمياً حظي بدعم الموسيقار إحسان المنذر الذي ألف له أجمل الألحان وقاد فرقته الموسيقية في بداية مشواره الفني الاحترافي.
أول أعماله كانت أغنية "اتفرج عالحلاوة"، إلا أن أغنية "يا بنت السلطان" التي غناها في برنامج إذاعي حققت له شهرة استثنائية. أول ألبوماته "بكرة بيرم دولابك" باللهجة اللبنانية حقق انتشاراً في سوريا ولبنان، لكن طموحه بالانتشار عربياً دفعه للتعاون مع عدد من الملحنين والشعراء المصريين وطرح ألبوم "توأم روحي" الذي ضم أغاني باللهجة المصرية واللبنانية ولهجات عربية وكانت "آسف حبيبتي"، و"نقطة ضعفي" أبرز أغنيتين في الألبوم.
ثم رسخ نجاحه أكثر في مصر مع ألبوم "فرق كبير" ثم "برافو عليكي" و"يا حياتي" الذي اعتبر الأكثر مبيعاً بين الألبومات العربية التي طرحت عام 1993، إلا أن "قلبي عشقها" و"علمتيني أحب الدنيا" كانا أنجح ألبومين له في رصيده الفني الذي يضم 20 ألبوماً فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأغاني المنفردة.
خجل
في زمن الطفرات الفنية يؤكد علامة أنه يشعر بالخجل من بعض الأصوات الموجودة حالياً على الساحة الغنائية حالياً لأنها ينقصها الشكل والموهبة. ويقول لـ"اندبندنت عربية"، إن سر نجاح الفنان واستمراريته وبقائه في القمة يعود إلى إرادته الصلبة وحبه للعمل والإخلاص له ولفريق العمل. ويضيف "الحمد لله أنا أملكها جميعاً والعمل مقدس وأساسي بالنسبة إليّ والنجاح هو هاجسي".
ويرى علامة أن سر استمرار جيل من الفنانين على الساحة منذ عقود يعود إلى اجتهادهم وتفانيهم في العمل، فـ"الفنان المجتهد يقطف ثمار اجتهاده ولا يتأفف من التعب بل يصمد ويثابر من دون كلل أو ملل ويتابع عمله بأدق التفاصيل".
ونتيجة خبرته وتجربته الفنية الكبيرتين تحقق معظم أغانيه النجاح في حين أن عدداً كبيراً من المطربين يجمعون على أن الأغنية "الضاربة" تعتمد على الحظ بعد إنهاء كل ما هو مطلوب من كلمات ولحن وتوزيع، والبعض يقول عن علامة إنه يملك رادارات فنية تجعله يصيب دائماً في اختياراته، لكن علامة ينفي هذا الكلام ويقول "أنا لا أملك رادارات بل حساً فنياً ومتعة في صنع الأغاني. في الأساس الأغنية الضاربة عبارة عن فكر وعمل وتخطيط، ولا شك أن الحظ يلعب دوره أيضاً في نجاحها".
عصر السوشيال ميديا
وفي زمن الأغنية الشبابية التي تسيطر على عالم الغناء خصوصاً في عصر السوشيال ميديا الذي يلعب دوراً كبيراً في التقريب فنياً بين الفنان والجيل الشاب، يقول علامة "نحن في زمن أغنية السوشيال ميديا ليس للشباب فقط بل لمختلف الفئات العمرية".
علامة الذي انحصرت تجربته الفنية إلى جانب الغناء في أداء عدد محدود من تترات المسلسلات والمشاركة في عدد من برامج الهواة الفنية، يؤكد أنه لا يفكر بالتمثيل أبداً، قائلاً، "التمثيل بعيد عني وأنا مكتف بالغناء، ولا أجد أن هناك ضرورة لخوضي تجربة التمثيل"، مضيفاً، "الفنان الذي يخوض تجربة مماثلة تكون لديه رغبة بذلك وهذه الرغبة ليست موجودة عندي. ومع أنني تلقيت كثيراً من العروض لكن يبقى الغناء هو عالمي الوحيد".
وإلى جانب الغناء أعطى علامة التعليم أولوية كبيرة في حياته وربما يكون هو الفنان الوحيد الذي استثمر في هذا القطاع. وهو يملك مجموعة مؤسسات تعليمية تخرج مئات الطلاب سنوياً حيث يقول "من أهم الأسباب التي جعلتني أهتم بقطاع التعليم وأعطيه الأولوية في حياتي، إيماني المطلق منذ الطفولة بالعلم والتعليم، وهذا الإيمان هو الذي دفعني إلى تأسيس مؤسسات تعليمية ناجحة تحت إدارة أشقائي، كما أنني أهتم بتعليم الفن وأعطي خبرتي لمن يحتاج إليها".
لم يسلم ابنا الفنان اللبناني خالد ولؤي من الانتقادات اللاذعة وخصوصاً ابنه الصغير لؤي الذي يتعرض لحملات ممنهجة وشرسة من التنمر والتجريح على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعده البعض محاولة غير مباشرة للتصويب على علامة نفسه، أو أنهما يدفعان ضريبة كونهما ولدين لأب مشهور، وحول ذلك يقول علامة، "لؤي وخالد يتمتعان بشخصية قوية جداً ولا يهتمان لتفاهة الحاقدين في مواقع التواصل الاجتماعي. وأنا كأب أعتز وأفتخر بهما كثيراً وأقدم لهما كل الدعم والتشجيع في المجالات التي اختاراها لنفسيهما، وأشكر الله على نعمة أنه رزقني بولدين بارين وصالحين".
من ناحية أخرى، لم يتوقف علامة عن انتقاد الزعماء والطبقة السياسية الحاكمة في لبنان خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة، متهماً إياهم بتفقير الناس وتجويعهم وبسرقة المواطنين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ويبدو أنه لا يزال متمسكاً برأيه عندما يسأل عما إذا كان لا يزال متشائماً بخصوص الوضع في لبنان أم أنه يتوقع انفراجات خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث يجيب "لبنان أجمل بلد في العالم شاء من شاء وأبى من أبى، لكنه يعاني اليوم بسبب هذه الطبقة الحاكمة، وعلى رغم ذلك هو لا يزال وجهة أساسية ومقصداً للسياح العرب. لبنان لا يموت، بدليل أن المطاعم والحفلات والجبال ونوادي السهر ممتلئة بالكامل. لبنان باق ومن يحاول تدميره سيدفع ثمناً باهظاً".
قال إن زمن "السوشيال ميديا" ليس للشباب فقط ويرى سر نجاحه في إخلاصه
هيام بنوت صحافية @hiambannout31
الأحد 23 يوليو 2023 13:24
راغب علامة يرى في إخلاصه للفن سر استمراره على الساحة حتى الآن (مواقع التواصل)
أكثر من 40 عاماً مضت على انطلاقته الفنية ولا يزال الفنان راغب علامة يتصدر المشهد الغنائي متحصناً بجهد وثبات وإصرار على النجاح والاستمرارية، فعرف كيف يجدد نفسه وفنه ويتأقلم مع تطور العصر وسرعته وتقنياته، وقدم أعمالاً تتميز بالحداثة في الكلمة واللحن والتوزيع، ومحافظاً في الوقت نفسه على طريقه الذي اختاره لنفسه من دون أن يعاكس التيار.
موهبته الفنية بدأت منذ أن كان تلميذاً على مقاعد الدراسة، فكان نجم حفلات المدارس وتعلم من والده عندما كبر قليلاً العزف على العود، إلى أن شارك وهو في سن الـ18 ببرنامج استوديو الفن بدعم من المخرج سيمون أسمر الذي كان له الفضل الأكبر في انطلاقته الفنية عندما نصحه بتقديم الأغنية الشعبية فحاز على إعجاب وتقدير لجنة التحكيم الخاصة بالبرنامج، وفاز بالمرتبة الأولى عن هذه الفئة، لكنه أدرك أن النجاح في برنامج فني لا يكفي وحده فحصن نجاحه بدراسة العود والسولفيج وتخرج بتقدير جيد جداً من المعهد الموسيقى اللبناني، وعندما احترف الغناء رسمياً حظي بدعم الموسيقار إحسان المنذر الذي ألف له أجمل الألحان وقاد فرقته الموسيقية في بداية مشواره الفني الاحترافي.
أول أعماله كانت أغنية "اتفرج عالحلاوة"، إلا أن أغنية "يا بنت السلطان" التي غناها في برنامج إذاعي حققت له شهرة استثنائية. أول ألبوماته "بكرة بيرم دولابك" باللهجة اللبنانية حقق انتشاراً في سوريا ولبنان، لكن طموحه بالانتشار عربياً دفعه للتعاون مع عدد من الملحنين والشعراء المصريين وطرح ألبوم "توأم روحي" الذي ضم أغاني باللهجة المصرية واللبنانية ولهجات عربية وكانت "آسف حبيبتي"، و"نقطة ضعفي" أبرز أغنيتين في الألبوم.
ثم رسخ نجاحه أكثر في مصر مع ألبوم "فرق كبير" ثم "برافو عليكي" و"يا حياتي" الذي اعتبر الأكثر مبيعاً بين الألبومات العربية التي طرحت عام 1993، إلا أن "قلبي عشقها" و"علمتيني أحب الدنيا" كانا أنجح ألبومين له في رصيده الفني الذي يضم 20 ألبوماً فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأغاني المنفردة.
خجل
في زمن الطفرات الفنية يؤكد علامة أنه يشعر بالخجل من بعض الأصوات الموجودة حالياً على الساحة الغنائية حالياً لأنها ينقصها الشكل والموهبة. ويقول لـ"اندبندنت عربية"، إن سر نجاح الفنان واستمراريته وبقائه في القمة يعود إلى إرادته الصلبة وحبه للعمل والإخلاص له ولفريق العمل. ويضيف "الحمد لله أنا أملكها جميعاً والعمل مقدس وأساسي بالنسبة إليّ والنجاح هو هاجسي".
ويرى علامة أن سر استمرار جيل من الفنانين على الساحة منذ عقود يعود إلى اجتهادهم وتفانيهم في العمل، فـ"الفنان المجتهد يقطف ثمار اجتهاده ولا يتأفف من التعب بل يصمد ويثابر من دون كلل أو ملل ويتابع عمله بأدق التفاصيل".
ونتيجة خبرته وتجربته الفنية الكبيرتين تحقق معظم أغانيه النجاح في حين أن عدداً كبيراً من المطربين يجمعون على أن الأغنية "الضاربة" تعتمد على الحظ بعد إنهاء كل ما هو مطلوب من كلمات ولحن وتوزيع، والبعض يقول عن علامة إنه يملك رادارات فنية تجعله يصيب دائماً في اختياراته، لكن علامة ينفي هذا الكلام ويقول "أنا لا أملك رادارات بل حساً فنياً ومتعة في صنع الأغاني. في الأساس الأغنية الضاربة عبارة عن فكر وعمل وتخطيط، ولا شك أن الحظ يلعب دوره أيضاً في نجاحها".
عصر السوشيال ميديا
وفي زمن الأغنية الشبابية التي تسيطر على عالم الغناء خصوصاً في عصر السوشيال ميديا الذي يلعب دوراً كبيراً في التقريب فنياً بين الفنان والجيل الشاب، يقول علامة "نحن في زمن أغنية السوشيال ميديا ليس للشباب فقط بل لمختلف الفئات العمرية".
علامة الذي انحصرت تجربته الفنية إلى جانب الغناء في أداء عدد محدود من تترات المسلسلات والمشاركة في عدد من برامج الهواة الفنية، يؤكد أنه لا يفكر بالتمثيل أبداً، قائلاً، "التمثيل بعيد عني وأنا مكتف بالغناء، ولا أجد أن هناك ضرورة لخوضي تجربة التمثيل"، مضيفاً، "الفنان الذي يخوض تجربة مماثلة تكون لديه رغبة بذلك وهذه الرغبة ليست موجودة عندي. ومع أنني تلقيت كثيراً من العروض لكن يبقى الغناء هو عالمي الوحيد".
وإلى جانب الغناء أعطى علامة التعليم أولوية كبيرة في حياته وربما يكون هو الفنان الوحيد الذي استثمر في هذا القطاع. وهو يملك مجموعة مؤسسات تعليمية تخرج مئات الطلاب سنوياً حيث يقول "من أهم الأسباب التي جعلتني أهتم بقطاع التعليم وأعطيه الأولوية في حياتي، إيماني المطلق منذ الطفولة بالعلم والتعليم، وهذا الإيمان هو الذي دفعني إلى تأسيس مؤسسات تعليمية ناجحة تحت إدارة أشقائي، كما أنني أهتم بتعليم الفن وأعطي خبرتي لمن يحتاج إليها".
لم يسلم ابنا الفنان اللبناني خالد ولؤي من الانتقادات اللاذعة وخصوصاً ابنه الصغير لؤي الذي يتعرض لحملات ممنهجة وشرسة من التنمر والتجريح على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعده البعض محاولة غير مباشرة للتصويب على علامة نفسه، أو أنهما يدفعان ضريبة كونهما ولدين لأب مشهور، وحول ذلك يقول علامة، "لؤي وخالد يتمتعان بشخصية قوية جداً ولا يهتمان لتفاهة الحاقدين في مواقع التواصل الاجتماعي. وأنا كأب أعتز وأفتخر بهما كثيراً وأقدم لهما كل الدعم والتشجيع في المجالات التي اختاراها لنفسيهما، وأشكر الله على نعمة أنه رزقني بولدين بارين وصالحين".
من ناحية أخرى، لم يتوقف علامة عن انتقاد الزعماء والطبقة السياسية الحاكمة في لبنان خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة، متهماً إياهم بتفقير الناس وتجويعهم وبسرقة المواطنين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ويبدو أنه لا يزال متمسكاً برأيه عندما يسأل عما إذا كان لا يزال متشائماً بخصوص الوضع في لبنان أم أنه يتوقع انفراجات خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث يجيب "لبنان أجمل بلد في العالم شاء من شاء وأبى من أبى، لكنه يعاني اليوم بسبب هذه الطبقة الحاكمة، وعلى رغم ذلك هو لا يزال وجهة أساسية ومقصداً للسياح العرب. لبنان لا يموت، بدليل أن المطاعم والحفلات والجبال ونوادي السهر ممتلئة بالكامل. لبنان باق ومن يحاول تدميره سيدفع ثمناً باهظاً".