“جمالية القصّة” تزداد جمالاً بالنّقد الموضوعي والشّفاف
نجوى صليبه
لا تزال القصّة القصيرة تثير الجدل، وربّما الخلاف، حول ما إذا كانت أدباً منبرياً أم لا، ففي كلّ فعاليّة قصصية وبعد أن يفرش الأدباء المشاركون أوراقهم، يقدّم الحضور ملاحظاتٍ وآراءَ نقدية مهمّة، منوهّين بأنّه لو أتيحت لهم فرصة القراءة على مهل لأدلوا بكلّ ما في جعبتهم من “مديح وذمّ”، وعلى ما يبدو فإنّ هذا مطلب الغالبية ، إن لم نقل الجميع، فقد صرّح الأديب محمد الحفري خلال الفعالية التي أقامها فرع القنيطرة لاتّحاد الكتّاب العرب، مؤخّراً، تحت عنوان “جمالية القصّة” بأنّ طباعة القصص المشاركة وتوزيعها على الحضور مطلب دائم.
وهذا ما أكّده أيضاً الأديب صبحي سعيد بالقول إنّه يجب التّفكير أكثر في اختيار القصص التي تقرأ على المنبر، موضّحاً: أحياناً ندخل في قضايا ذهنية لا يمكن فهمها إلّا بقراءة القصّة أكثر من مرّة، هذا بالإضافة إلى وجود استطالات في النّثر أحياناً”.
وتضيف على ذلك الأديبة سمر تغلبي: “تكون القصّة، عادةً، مملةً على المنبر، لكنّها اليوم أكثر مرونة، فالقصّة القصيرة لا تحمل الكثير من الأمور أو التّفاصيل والسّرد، مضيفةً: يعتقد البعض أنّنا إن لم نتحدّث عن الحرب بشكلٍ مباشر فمعنى ذلك أنّنا لا نتحدّث عن موضوع اجتماعي، وأنّنا بعيدون عن الواقع، لكن في كثير من القصص هناك واقع اجتماعي وغير محدد بالزّمن، والقصّة المكثّفة يمكن تفكيكها أثناء قراءتها أكثر من الاستماع إليها، لذا هناك فرق بين قصّة تقرأ وأخرى تسمع”.
“الفراش الفارغ” عنوان القصّة التي قرأها الأديب منصور حاتم على الحضور، بينما قرأت رجاء عيسى قصّة بعنوان “معيل وحيد” وفيها تتحدّث عن أب يعمل في محافظة غير تلك التي تسكن فيها زوجته وأولاده، لكنّه يزورهم في العطل والمناسبات زيارات رتيبة كما حياتهم التي تنقلب رأساً على عقب بعد لحظة غضب “يبقّ” فيها كلّ ما تراكم بداخله من ضغوط بما فيها زوجته الثّانية التي تزوجها سرّاً في المحافظة الثّانية، وتوفيّت مؤخّراً تاركةً له أطفالاً لا معيل لهم سواه”.
ومن خيال الظلّ، جاءت مها داوود بـ “موعد” أفشت تفاصيله، كذلك فعلت القاصّة والرّوائية رنا علي التي حصلت، مؤخّراً، على عضويتها في اتّحاد الكتّاب العرب، إذ استعارت من روايتها بعضاً من قصص شخصياتها، على اعتبار أنّها المشاركة الأولى لها بعد نيلها العضوية.
الأديب رياض طبرة وفي تعليقه على ما سمعه، تمنّى لو أنّ علي قرأت بعضاً من كتابها الصّادر سابقاً والذي حمل عنوان “منمنمات نثرية”، كما تمنّى على عيسى الاعتناء أكثر باللغة والقراءة، مضيفاً: “قصّة مها جميلة ولو أنّها جاءت بطريقة البرقيات، أي أنّها لم تمنح القصّة ما تستحق، فهي تستوعب الحوار والسّرد وأكثر، أمّا قصّة حاتم، فبطل القصّة الأدب، أي الحضور الجميل كان للغة الأدب، لكن القصّة القصيرة لا تحتمل الجنس، والرّواية أقدر على ذلك”.
وبرأي الشّاعر أمير سماوي، استخدم حاتم في قصّته لغةً متداولةً بكثافة شعرية بسيطة، مضيفاً: “كنت أتمنّى كثافةً أكثر تركيزاً، ومفردات أكثر دلالة للتّماهي بين حالتين الحبّ الموجودتين في مجتمع شبه محافظ، وكنت أمام حكائية مرهونة بالحالة وتفعيلها حيوياً، وهذا يجب أن يترافق مع تكثيف تخييلي ما”.
ولكي لا نبخس الحركة الأدبية حقّها، لا يمكننا إلّا أن نثني ها هنا على الحالة الإيجابية والصّحية الحاصلة والمتمثلة بالنّقد الموضوعي والآراء الشّفافة البعيدة عن المجاملة التي كانت وما تزال تطغى على الأنشطة الثّقافية في كثير من الأماكن
نجوى صليبه
لا تزال القصّة القصيرة تثير الجدل، وربّما الخلاف، حول ما إذا كانت أدباً منبرياً أم لا، ففي كلّ فعاليّة قصصية وبعد أن يفرش الأدباء المشاركون أوراقهم، يقدّم الحضور ملاحظاتٍ وآراءَ نقدية مهمّة، منوهّين بأنّه لو أتيحت لهم فرصة القراءة على مهل لأدلوا بكلّ ما في جعبتهم من “مديح وذمّ”، وعلى ما يبدو فإنّ هذا مطلب الغالبية ، إن لم نقل الجميع، فقد صرّح الأديب محمد الحفري خلال الفعالية التي أقامها فرع القنيطرة لاتّحاد الكتّاب العرب، مؤخّراً، تحت عنوان “جمالية القصّة” بأنّ طباعة القصص المشاركة وتوزيعها على الحضور مطلب دائم.
وهذا ما أكّده أيضاً الأديب صبحي سعيد بالقول إنّه يجب التّفكير أكثر في اختيار القصص التي تقرأ على المنبر، موضّحاً: أحياناً ندخل في قضايا ذهنية لا يمكن فهمها إلّا بقراءة القصّة أكثر من مرّة، هذا بالإضافة إلى وجود استطالات في النّثر أحياناً”.
وتضيف على ذلك الأديبة سمر تغلبي: “تكون القصّة، عادةً، مملةً على المنبر، لكنّها اليوم أكثر مرونة، فالقصّة القصيرة لا تحمل الكثير من الأمور أو التّفاصيل والسّرد، مضيفةً: يعتقد البعض أنّنا إن لم نتحدّث عن الحرب بشكلٍ مباشر فمعنى ذلك أنّنا لا نتحدّث عن موضوع اجتماعي، وأنّنا بعيدون عن الواقع، لكن في كثير من القصص هناك واقع اجتماعي وغير محدد بالزّمن، والقصّة المكثّفة يمكن تفكيكها أثناء قراءتها أكثر من الاستماع إليها، لذا هناك فرق بين قصّة تقرأ وأخرى تسمع”.
“الفراش الفارغ” عنوان القصّة التي قرأها الأديب منصور حاتم على الحضور، بينما قرأت رجاء عيسى قصّة بعنوان “معيل وحيد” وفيها تتحدّث عن أب يعمل في محافظة غير تلك التي تسكن فيها زوجته وأولاده، لكنّه يزورهم في العطل والمناسبات زيارات رتيبة كما حياتهم التي تنقلب رأساً على عقب بعد لحظة غضب “يبقّ” فيها كلّ ما تراكم بداخله من ضغوط بما فيها زوجته الثّانية التي تزوجها سرّاً في المحافظة الثّانية، وتوفيّت مؤخّراً تاركةً له أطفالاً لا معيل لهم سواه”.
ومن خيال الظلّ، جاءت مها داوود بـ “موعد” أفشت تفاصيله، كذلك فعلت القاصّة والرّوائية رنا علي التي حصلت، مؤخّراً، على عضويتها في اتّحاد الكتّاب العرب، إذ استعارت من روايتها بعضاً من قصص شخصياتها، على اعتبار أنّها المشاركة الأولى لها بعد نيلها العضوية.
الأديب رياض طبرة وفي تعليقه على ما سمعه، تمنّى لو أنّ علي قرأت بعضاً من كتابها الصّادر سابقاً والذي حمل عنوان “منمنمات نثرية”، كما تمنّى على عيسى الاعتناء أكثر باللغة والقراءة، مضيفاً: “قصّة مها جميلة ولو أنّها جاءت بطريقة البرقيات، أي أنّها لم تمنح القصّة ما تستحق، فهي تستوعب الحوار والسّرد وأكثر، أمّا قصّة حاتم، فبطل القصّة الأدب، أي الحضور الجميل كان للغة الأدب، لكن القصّة القصيرة لا تحتمل الجنس، والرّواية أقدر على ذلك”.
وبرأي الشّاعر أمير سماوي، استخدم حاتم في قصّته لغةً متداولةً بكثافة شعرية بسيطة، مضيفاً: “كنت أتمنّى كثافةً أكثر تركيزاً، ومفردات أكثر دلالة للتّماهي بين حالتين الحبّ الموجودتين في مجتمع شبه محافظ، وكنت أمام حكائية مرهونة بالحالة وتفعيلها حيوياً، وهذا يجب أن يترافق مع تكثيف تخييلي ما”.
ولكي لا نبخس الحركة الأدبية حقّها، لا يمكننا إلّا أن نثني ها هنا على الحالة الإيجابية والصّحية الحاصلة والمتمثلة بالنّقد الموضوعي والآراء الشّفافة البعيدة عن المجاملة التي كانت وما تزال تطغى على الأنشطة الثّقافية في كثير من الأماكن