امازون (نهر)
Amazon river - Amazone
الأمازون (نهر ـ(
نهر الأمازون Amazon River النهر الثاني طولاً بين أنهار العالم وأكثرها غزارة، طوله 6275كم يجري في الأجزاء الشمالية من القارة الأمريكية الجنوبية، ويشغل حوضه رقعة واسعة تزيد على سبعة ملايين كم2، تقع في شمالي قارة أمريكة الجنوبية[ر]، ممتدة على جانبي خط الاستواء، وتقتسم أراضي هذا الحوض كل من البرازيل التي تمتلك نحو 4.5 مليون كم2 منه أي ما يقابل 64% من مساحة الحوض، وبوليفية والبيرو والإكوادور وكولومبية وفنزويلّة وغويانة.
ينحصر الحوض بين خطي العرض 15 درجة جنوباً و5 درجات شمالاً، وتقع منابعه الأولى في أعالي سلسلة جبال الأنديز[ر]، ويصب في المحيط الأطلسي في نقطة مصب كشفها الملاح الإسباني فنسانت بينزون عام 1500م، وقد أطلق الرواد الأوائل اسم الأمازون على القطاع الممتد بين المصب وبين مدينة ماناؤس Manaus في البرازيل الواقعة عند تلاقي نهر الأمازون برافده نيغرو، في حين أُطلق اسم سوليموس على القطاع الممتد بين مدينة ماناؤس المذكورة ونقطة تلاقي نهري مارانيون Marañon وأوكايالي Ucayali الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة إيكيتوس Iquitos في البيرو [ر. أمريكة الجنوبية].
مجرى النهر وامتداده
يعد نهر الأمازون أهم الأنهار في العالم، طوله الفعلي يبلغ نحو 7025كم، لأن ينابيعه الأولى تقع في أعالي نهر إبيوريماك الذي ينبع من الأنديز البيروفية، وتحفر روافد الأمازون الرئيسة وهي إبيوريماك وأوكايالي وهيوالاغا ومارانيون، خوانق شديدة العمق في سلسلة من الكتل الجبلية ومن الهضاب العالية مما يجعل الملاحة مستحيلة في هذه القطاعات، وتصبح الملاحة ممكنة في مجاري الأمازون السهلية ابتداءً من منطقة بونغودو مانسريش Pongo de Manseriche في البيرو الواقعة على مسافة 4379كم من المصب، وعلى ارتفاع لا يتجاوز 160م فوق مستوى سطح البحر. وهذه القطاعات هي منطقة تعرضت لحركات خسف بنائية (تكتونية) بطيئة بفعل ثـقل الرسوبيات التي تصل سماكتها إلى نحو 4000م مكوّنة سهولاً واسعة تحفُّها أطراف هضبتي غويانة والبرازيل الوسطى. وروافد الأمازون عامة غنية بالسَّواقِط المائية وبالشلالات التي تتكون لحظة خروجها من الأراضي العائدة للحقب القديمة أو عند اجتيازها لصخور متباينة القساوة. وروافد الضفة اليسرى لنهر الأمازون مثل: نيغرو Negro وبرانكو Branco وترمبيتاس وباريو أقصر من روافد الضفة اليمنى مثل: مادييرا Madeira وتاباجوس Tapajos وكسينجو Xingu. وفي عالية ماناؤس يرسم مجرى الأمازون شكلاً قمعياً يتصف بضعف معدل انحداره العام، حيث ينشط الحت الجانبي الذي يكوِّن سلسلة من المنعطفات والمجاري المهجورة التي لا تصل إليها المياه إلا في أوقات الفيضانات العنيفة، أما الفواصل النهرية الواقعة بين روافد النهر في هذا القطاع، فإنها تأخذ أشكالاً متطاولة لا تتجاوز ارتفاعاتها 500م، وفي المجرى الأدنى بعد ماناؤس (في سافلة ماناؤس) تقترب أطراف هضبة غويانة من هضبة البرازيل الوسطى مشكلة حفرة متطاولة لا يتجاوز عرضها 200كم، تكدست فيها الرسوبيات العائدة إلى الحقب الجيولوجي الثالث، إذ يجري الأمازون هنا عند أقدام جروف شديدة الانحدار، ويزيد عمق مجراه على 80 متراً مقابل 20- 25م قبيل مصبه، أما قطاعاته القريبة من المصب فإنها تشهد تفرع النهر إلى شبكة شديدة التعقيد من المجاري والأقنية التي تحصر فيما بينها مجموعة من الجُزيرات المنخفضة، وذلك قبل أن يلتقي أحد فروع الأمازون بنهر توكانتين القادم من الجنوب ليؤلف نهر باترا الذي يكوِّن دلتا واسعة تكونت تحت مستوى سطح البحر تعرضت لعملية غمر ناجمة عن ارتفاع حديث نسبياً لمستوى سطح البحر، في حين أن الكميات الهائلة من المجروفات والمنقولات واللحقيات النهرية الحالية التي تقدر بنحو مليار طن سنوياً تكوّن دلتا بالغة الأهمية، وتتحول قطاعات النهر الدنيا هذه بمجملها إلى منطقة وحليّة خطرة للغاية تعرف محلياً باسم فارزيا Varzea وذلك في أوقات الفيضانات، إذ تطغي مياه النهر على السهول المحيطة بمجراه الرئيس وعلى شبكة الأقنية المتعددة والمعقدة، ولا يزيد المعدل العام لانحدار مجرى الأمازون في الأراضي البرازيلية على 2/100.000.
الأحوال المناخية ونظام الجريان والغزارة
تسود الأحوال المناخية المتصفة بالحرارة والرطوبة أجزاء الحوض كافة باستثناء القطاعات الواقعة في جبال الأنديز، وتراوح معدلات الحرارة السنوية بين 23 درجة مئوية و28 درجة مئوية. والمدى الحراري الفصلي منخفض نسبياً على خلاف المدى الحراري اليومي. أما معدل الهطل السنوي فيراوح بين 2000ملم و3000ملم. وتهب على الحوض رياح شبيهة بالفوهن يسببها ارتفاع الكتل الجبلية في غويانة، وهذا ما يسمح بنمو حشائش السافانا على أطراف نهر برانكو أحد روافد الأمازون. وفي صيف نصف الكرة الجنوبي، تصل الرياح الموسمية الحارة الرطبة حتى الأجزاء الجنوبية الغربية للحوض الذي يتعرض لبعض موجات البرد المفاجئة ذات المنشأ الجنوبي مؤدية إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
يتصف نظام جريان الأمازون بانتظامه النسبي ويتعرض للفيضانات التي تحدث في شهري أيار وحزيران في الروافد اليمنى، ونظام الفيضان الربيعي (نيسان) في الروافد اليسرى. ولكن تحدث أن تتعرض الأجزاء العليا لروافد الضفة اليمنى هذه لأمطار غزيرة متزامنة مع الهطولات العظمى لروافد الضفة اليسرى، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات خطرة جداً تسبب الكوارث والخسائر المادية والبشرية الفادحة. وتندفع مياه المحيط الأطلسي في أثناء حركة المد حتى مسافة 1000كم في مجرى النهر الرئيس مؤدية إلى عرقلة جريان المياه وارتفاع مستواها في النهر، وهذا ما يغير باستمرار الملامح الطبوغرافية للمجرى ولاسيما ما يتعلق بشبكة المجاري والأقنية الفرعية في المنطقة المعروفة باسم فارزيا. ويصل المعدل السنوي لصبيب النهر عند نقطة المصب إلى نحو 180000 - 200000 م3/ثا، وهذه الكمية الهائلة قادرة على تعكير مياه المحيط حتى مسافة 100كم من المصب. وبسبب انخفاض معدل الانحدار الرئيس، فإن هذه الكتلة المائية الهائلة تتحرك ببطء شديد وبمعدل يراوح بين 2-7كم/ساعة، ليرتفع إلى نحو 11كم/ساعة في أثناء الفيضان. ويميز سكان حوض الأمازون عادة بين نوعين من الروافد الفرعية للنهر: الأول ذو مياه عكرة غنية بالطمي والغرين والغضار قادمة من مناطق ذات ترب هشّة غير مقاومة لعوامل الحت والتعرية وتتصف هذه المجاري بانتظام مقاطعها الطوليّة. والثاني ذو مياه صافية نسبياً لا تتعكر إلا بفعل المواد العضوية النباتية.
سكان الحوض وإعماره واقتصاده ومشاريع المستقبل فيه
لم تقم في حوض الأمازون حضارات عريقة مماثلة لحضارات مناطق الأنديز المجاورة، ويعيش السكان الأصليون على أطراف الوادي الرئيس؛ مجموعات متفرقة من الهنود التي تنتمي إلى مجموعات الآرواك والفارياس والجيس، وتعتمد اعتماداً رئيساً على الصيد النهري والبري وعلى جمع الثمار والتقاطها إضافة إلى الزراعة البدائية لبعض المحاصيل كالمانيوك والذرة، ولاسيما على المصاطب النهرية وفي بعض أنحاء منطقة فارزيا. وفي السنوات الأخيرة بدأت حكومات الدول المعنيَّة بوضع الخطط المنهجية المدروسة لتشجيع الاستيطان في مناطق الحوض المتفرقة بغية الاستغلال الأمثل لثرواته، فقد وضعت الحكومة البرازيلية ميزانية خاصة تهدف إلى تطوير منطقة الحوض، كما شجعت القيام بالأبحاث العلمية الضرورية الهادفة إلى تطوير الزراعات الغذائية كالمانيوك والبطاطا والأرزّ والذرة وقصب السكر، والمزروعات الصناعية كالجوت واستثمار المطاط الطبيعي. وتم ذلك كله باستثمار الأراضي البكر المرتفعة الخصوبة إلى جانب المشاريع الخاصة باستثمار أخشاب غاباتها الاستوائية الكثيفة التي يصل ارتفاع أشجارها إلى أكثر من 80 متراً. ولتسهيل تقديم الخدمات الزراعية، وبغية المساعدة على استثمار الثروات الباطنية من فلزات الحديد والبوكسيت والمنغنيز والفحم والنفط الخام، فقد قامت البرازيل عام 1970 بشق طريقين مهمين على جانبي نهر الأمازون وعلى طول الحوض، أما في مناطق أعالي الحوض وفي المناطق الهضبية والجبلية منه، فإن الشلالات والسواقط المائية تستغل لتوليد الطاقة الكهرمائية.
محمد فائد حاج حسن
Amazon river - Amazone
الأمازون (نهر ـ(
نهر الأمازون Amazon River النهر الثاني طولاً بين أنهار العالم وأكثرها غزارة، طوله 6275كم يجري في الأجزاء الشمالية من القارة الأمريكية الجنوبية، ويشغل حوضه رقعة واسعة تزيد على سبعة ملايين كم2، تقع في شمالي قارة أمريكة الجنوبية[ر]، ممتدة على جانبي خط الاستواء، وتقتسم أراضي هذا الحوض كل من البرازيل التي تمتلك نحو 4.5 مليون كم2 منه أي ما يقابل 64% من مساحة الحوض، وبوليفية والبيرو والإكوادور وكولومبية وفنزويلّة وغويانة.
ينحصر الحوض بين خطي العرض 15 درجة جنوباً و5 درجات شمالاً، وتقع منابعه الأولى في أعالي سلسلة جبال الأنديز[ر]، ويصب في المحيط الأطلسي في نقطة مصب كشفها الملاح الإسباني فنسانت بينزون عام 1500م، وقد أطلق الرواد الأوائل اسم الأمازون على القطاع الممتد بين المصب وبين مدينة ماناؤس Manaus في البرازيل الواقعة عند تلاقي نهر الأمازون برافده نيغرو، في حين أُطلق اسم سوليموس على القطاع الممتد بين مدينة ماناؤس المذكورة ونقطة تلاقي نهري مارانيون Marañon وأوكايالي Ucayali الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة إيكيتوس Iquitos في البيرو [ر. أمريكة الجنوبية].
مجرى النهر وامتداده
يعد نهر الأمازون أهم الأنهار في العالم، طوله الفعلي يبلغ نحو 7025كم، لأن ينابيعه الأولى تقع في أعالي نهر إبيوريماك الذي ينبع من الأنديز البيروفية، وتحفر روافد الأمازون الرئيسة وهي إبيوريماك وأوكايالي وهيوالاغا ومارانيون، خوانق شديدة العمق في سلسلة من الكتل الجبلية ومن الهضاب العالية مما يجعل الملاحة مستحيلة في هذه القطاعات، وتصبح الملاحة ممكنة في مجاري الأمازون السهلية ابتداءً من منطقة بونغودو مانسريش Pongo de Manseriche في البيرو الواقعة على مسافة 4379كم من المصب، وعلى ارتفاع لا يتجاوز 160م فوق مستوى سطح البحر. وهذه القطاعات هي منطقة تعرضت لحركات خسف بنائية (تكتونية) بطيئة بفعل ثـقل الرسوبيات التي تصل سماكتها إلى نحو 4000م مكوّنة سهولاً واسعة تحفُّها أطراف هضبتي غويانة والبرازيل الوسطى. وروافد الأمازون عامة غنية بالسَّواقِط المائية وبالشلالات التي تتكون لحظة خروجها من الأراضي العائدة للحقب القديمة أو عند اجتيازها لصخور متباينة القساوة. وروافد الضفة اليسرى لنهر الأمازون مثل: نيغرو Negro وبرانكو Branco وترمبيتاس وباريو أقصر من روافد الضفة اليمنى مثل: مادييرا Madeira وتاباجوس Tapajos وكسينجو Xingu. وفي عالية ماناؤس يرسم مجرى الأمازون شكلاً قمعياً يتصف بضعف معدل انحداره العام، حيث ينشط الحت الجانبي الذي يكوِّن سلسلة من المنعطفات والمجاري المهجورة التي لا تصل إليها المياه إلا في أوقات الفيضانات العنيفة، أما الفواصل النهرية الواقعة بين روافد النهر في هذا القطاع، فإنها تأخذ أشكالاً متطاولة لا تتجاوز ارتفاعاتها 500م، وفي المجرى الأدنى بعد ماناؤس (في سافلة ماناؤس) تقترب أطراف هضبة غويانة من هضبة البرازيل الوسطى مشكلة حفرة متطاولة لا يتجاوز عرضها 200كم، تكدست فيها الرسوبيات العائدة إلى الحقب الجيولوجي الثالث، إذ يجري الأمازون هنا عند أقدام جروف شديدة الانحدار، ويزيد عمق مجراه على 80 متراً مقابل 20- 25م قبيل مصبه، أما قطاعاته القريبة من المصب فإنها تشهد تفرع النهر إلى شبكة شديدة التعقيد من المجاري والأقنية التي تحصر فيما بينها مجموعة من الجُزيرات المنخفضة، وذلك قبل أن يلتقي أحد فروع الأمازون بنهر توكانتين القادم من الجنوب ليؤلف نهر باترا الذي يكوِّن دلتا واسعة تكونت تحت مستوى سطح البحر تعرضت لعملية غمر ناجمة عن ارتفاع حديث نسبياً لمستوى سطح البحر، في حين أن الكميات الهائلة من المجروفات والمنقولات واللحقيات النهرية الحالية التي تقدر بنحو مليار طن سنوياً تكوّن دلتا بالغة الأهمية، وتتحول قطاعات النهر الدنيا هذه بمجملها إلى منطقة وحليّة خطرة للغاية تعرف محلياً باسم فارزيا Varzea وذلك في أوقات الفيضانات، إذ تطغي مياه النهر على السهول المحيطة بمجراه الرئيس وعلى شبكة الأقنية المتعددة والمعقدة، ولا يزيد المعدل العام لانحدار مجرى الأمازون في الأراضي البرازيلية على 2/100.000.
تسود الأحوال المناخية المتصفة بالحرارة والرطوبة أجزاء الحوض كافة باستثناء القطاعات الواقعة في جبال الأنديز، وتراوح معدلات الحرارة السنوية بين 23 درجة مئوية و28 درجة مئوية. والمدى الحراري الفصلي منخفض نسبياً على خلاف المدى الحراري اليومي. أما معدل الهطل السنوي فيراوح بين 2000ملم و3000ملم. وتهب على الحوض رياح شبيهة بالفوهن يسببها ارتفاع الكتل الجبلية في غويانة، وهذا ما يسمح بنمو حشائش السافانا على أطراف نهر برانكو أحد روافد الأمازون. وفي صيف نصف الكرة الجنوبي، تصل الرياح الموسمية الحارة الرطبة حتى الأجزاء الجنوبية الغربية للحوض الذي يتعرض لبعض موجات البرد المفاجئة ذات المنشأ الجنوبي مؤدية إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
يتصف نظام جريان الأمازون بانتظامه النسبي ويتعرض للفيضانات التي تحدث في شهري أيار وحزيران في الروافد اليمنى، ونظام الفيضان الربيعي (نيسان) في الروافد اليسرى. ولكن تحدث أن تتعرض الأجزاء العليا لروافد الضفة اليمنى هذه لأمطار غزيرة متزامنة مع الهطولات العظمى لروافد الضفة اليسرى، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات خطرة جداً تسبب الكوارث والخسائر المادية والبشرية الفادحة. وتندفع مياه المحيط الأطلسي في أثناء حركة المد حتى مسافة 1000كم في مجرى النهر الرئيس مؤدية إلى عرقلة جريان المياه وارتفاع مستواها في النهر، وهذا ما يغير باستمرار الملامح الطبوغرافية للمجرى ولاسيما ما يتعلق بشبكة المجاري والأقنية الفرعية في المنطقة المعروفة باسم فارزيا. ويصل المعدل السنوي لصبيب النهر عند نقطة المصب إلى نحو 180000 - 200000 م3/ثا، وهذه الكمية الهائلة قادرة على تعكير مياه المحيط حتى مسافة 100كم من المصب. وبسبب انخفاض معدل الانحدار الرئيس، فإن هذه الكتلة المائية الهائلة تتحرك ببطء شديد وبمعدل يراوح بين 2-7كم/ساعة، ليرتفع إلى نحو 11كم/ساعة في أثناء الفيضان. ويميز سكان حوض الأمازون عادة بين نوعين من الروافد الفرعية للنهر: الأول ذو مياه عكرة غنية بالطمي والغرين والغضار قادمة من مناطق ذات ترب هشّة غير مقاومة لعوامل الحت والتعرية وتتصف هذه المجاري بانتظام مقاطعها الطوليّة. والثاني ذو مياه صافية نسبياً لا تتعكر إلا بفعل المواد العضوية النباتية.
سكان الحوض وإعماره واقتصاده ومشاريع المستقبل فيه
لم تقم في حوض الأمازون حضارات عريقة مماثلة لحضارات مناطق الأنديز المجاورة، ويعيش السكان الأصليون على أطراف الوادي الرئيس؛ مجموعات متفرقة من الهنود التي تنتمي إلى مجموعات الآرواك والفارياس والجيس، وتعتمد اعتماداً رئيساً على الصيد النهري والبري وعلى جمع الثمار والتقاطها إضافة إلى الزراعة البدائية لبعض المحاصيل كالمانيوك والذرة، ولاسيما على المصاطب النهرية وفي بعض أنحاء منطقة فارزيا. وفي السنوات الأخيرة بدأت حكومات الدول المعنيَّة بوضع الخطط المنهجية المدروسة لتشجيع الاستيطان في مناطق الحوض المتفرقة بغية الاستغلال الأمثل لثرواته، فقد وضعت الحكومة البرازيلية ميزانية خاصة تهدف إلى تطوير منطقة الحوض، كما شجعت القيام بالأبحاث العلمية الضرورية الهادفة إلى تطوير الزراعات الغذائية كالمانيوك والبطاطا والأرزّ والذرة وقصب السكر، والمزروعات الصناعية كالجوت واستثمار المطاط الطبيعي. وتم ذلك كله باستثمار الأراضي البكر المرتفعة الخصوبة إلى جانب المشاريع الخاصة باستثمار أخشاب غاباتها الاستوائية الكثيفة التي يصل ارتفاع أشجارها إلى أكثر من 80 متراً. ولتسهيل تقديم الخدمات الزراعية، وبغية المساعدة على استثمار الثروات الباطنية من فلزات الحديد والبوكسيت والمنغنيز والفحم والنفط الخام، فقد قامت البرازيل عام 1970 بشق طريقين مهمين على جانبي نهر الأمازون وعلى طول الحوض، أما في مناطق أعالي الحوض وفي المناطق الهضبية والجبلية منه، فإن الشلالات والسواقط المائية تستغل لتوليد الطاقة الكهرمائية.
محمد فائد حاج حسن