رسالة محبة لوطني.. هدى الزغبي في معرضها “ألوان الحياة”
15-أغسطس-2023
ملده شويكاني
لوحة “العذراء” لم تكن بريشة التشكيلية هدى الزغبي مشابهة للوحات السيدة العذراء، ولم تقصد رسمها بفنية مباشرة، وإنما استوحت من اسمها المقدّس جمال أنثى شرقية تميّزت بشعرها الأسود الفاحم وشفتيها المكتنزتين وعينيها الواسعتين، وهي تحمل الصليب المتوسط الشعلة المتوهجة، لتهب الحياة وتمنح العطاء لمن يلوذ بها برمزية اللون الأخضر، بلوحة جمعت بين التشخيص والتجريد وأوحت بملامح المدينة الخالدة دمشق، التي تلاحمت فيها الكنائس والجوامع، وذلك في معرضها “ألوان الحياة” الذي أقيم في المركز الثقافي العربي -أبو رمانة-.
ورغم أن السمة البارزة هي التجريد بكثافة العجينة اللونية وإظهار اللون بصورة متوهجة، إلا أن ثمة مسحات تعبيرية وجدت طريقها، وتسرّبت من طبقات اللون لتوحي بمضمونها الوجداني، إلى جانب الرمزية بدلالة عناصر صغيرة ضمن التكوينات التي تملأ الفضاء التشكيلي للوحة، التي يكتنفها شيء من الغموض في مواضع.
الأحمر الداكن
ويدور المحور العام للمعرض حول الوطن والحرب الإرهابية التي واجهتها سورية بفنية مباشرة حيناً وبتورية في مواضع، إذ عنوّنت لوحاتها بابنة الشهيد والغدر وعروبتي ووطني. وتألقت اللوحة الجدارية سورية – بشار، فانسكب اللون الأحمر الداكن على تفاصيل لوحات هذا المحور ليلتقي بشكل مباشر مع اللون الأخضر تعبيراً عن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء.
وفي لوحة الشهادة بدا ارتقاء الشهداء بشكل رمزي مع العلم السوري الذي أخذ شكل القوس في زاوية منها، كما امتد بشكل طولي على مدى طول اللوحة في الجانب الآخر.
تقاطعات بروح المدينة
وتألقت لوحة “من التراث” ضمن الجانب الآخر من المعرض بالعناصر التعبيرية الجميلة بدلالة انحناءات الأقواس المنسحبة إلى النافذة البعيدة ضمن الفضاء التجريدي للطراز المعماري لروح المدينة، وقد هيمن اللون الأزرق الفاتح على زجاجها إيماءة إلى السكينة والألفة والتراحم داخل المنزل. وثمّة تقاطعات بين لوحة من التراث مع لوحات أخرى مثل لوحة نداء الحق وارتباط روحي وغيرهما. أما لوحة “لحن الحياة” التي تعجّ بالتناغم اللوني فأظهرت رمزية المفتاح الموحية بقراءات متعدّدة، ولاسيما بوجود كتلة جسد الأنثى غائبة الملامح والتفاصيل في اللوحة.
وتبوح الزغبي بمشاعرها بلوحة أهزوجة التي اعتلتها الورود الوردية والحمراء والصفراء والبيضاء، لتغني ألوانها المتدرّجة أهزوجة حب، إضافة إلى موضوعات متنوعة مثل “لوحة العازف”، و”وجوه الفجر” المتسمة بإشراقة الضوء.
تصنيع اللون
ومن عنوان المعرض “ألوان الحياة”، بدأ حديث “البعث” مع التشكيلية هدى الزغبي الأكاديمية خريجة كلية الفنون الجميلة -قسم تصوير- ولاسيما أن مفردة ألوان تكرّرت في عناوين المعارض التي أقيمت مؤخراً، وعبّر كل فنان عنها من وحي رؤيته الفنية، فتقول الزغبي: قصدت من لوحتي “ألوان الحياة” وعنوان معرضي أن الحياة مليئة بالألوان، وأقصد أن المجتمع مليء بالألوان، فلكل حيّ وبيئة لون خاص يتناغم ويتكامل مع غيره من الألوان. واشتغلتُ بمعرضي الرابع بأسلوب التجريد التعبيري المأخوذ عن الواقع، وفيه ما يشبه الغموض، فاستخدمتُ تقنيات متعدّدة بألوان زيتية، وحاولتُ تصنيع لون باستخدام ألواني الترابية وتحويلها إلى زيتية، بإضافة بعض الزيوت، منها زيت الكتان ومن ثم دمج اللون والزيت معاً. أما عن المفتاح فأرمز من خلاله إلى الأم، وقد حمل المعرض رسالتي رسالة محبة لوطني ولأهالي الشهداء.
15-أغسطس-2023
ملده شويكاني
لوحة “العذراء” لم تكن بريشة التشكيلية هدى الزغبي مشابهة للوحات السيدة العذراء، ولم تقصد رسمها بفنية مباشرة، وإنما استوحت من اسمها المقدّس جمال أنثى شرقية تميّزت بشعرها الأسود الفاحم وشفتيها المكتنزتين وعينيها الواسعتين، وهي تحمل الصليب المتوسط الشعلة المتوهجة، لتهب الحياة وتمنح العطاء لمن يلوذ بها برمزية اللون الأخضر، بلوحة جمعت بين التشخيص والتجريد وأوحت بملامح المدينة الخالدة دمشق، التي تلاحمت فيها الكنائس والجوامع، وذلك في معرضها “ألوان الحياة” الذي أقيم في المركز الثقافي العربي -أبو رمانة-.
ورغم أن السمة البارزة هي التجريد بكثافة العجينة اللونية وإظهار اللون بصورة متوهجة، إلا أن ثمة مسحات تعبيرية وجدت طريقها، وتسرّبت من طبقات اللون لتوحي بمضمونها الوجداني، إلى جانب الرمزية بدلالة عناصر صغيرة ضمن التكوينات التي تملأ الفضاء التشكيلي للوحة، التي يكتنفها شيء من الغموض في مواضع.
الأحمر الداكن
ويدور المحور العام للمعرض حول الوطن والحرب الإرهابية التي واجهتها سورية بفنية مباشرة حيناً وبتورية في مواضع، إذ عنوّنت لوحاتها بابنة الشهيد والغدر وعروبتي ووطني. وتألقت اللوحة الجدارية سورية – بشار، فانسكب اللون الأحمر الداكن على تفاصيل لوحات هذا المحور ليلتقي بشكل مباشر مع اللون الأخضر تعبيراً عن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء.
وفي لوحة الشهادة بدا ارتقاء الشهداء بشكل رمزي مع العلم السوري الذي أخذ شكل القوس في زاوية منها، كما امتد بشكل طولي على مدى طول اللوحة في الجانب الآخر.
تقاطعات بروح المدينة
وتألقت لوحة “من التراث” ضمن الجانب الآخر من المعرض بالعناصر التعبيرية الجميلة بدلالة انحناءات الأقواس المنسحبة إلى النافذة البعيدة ضمن الفضاء التجريدي للطراز المعماري لروح المدينة، وقد هيمن اللون الأزرق الفاتح على زجاجها إيماءة إلى السكينة والألفة والتراحم داخل المنزل. وثمّة تقاطعات بين لوحة من التراث مع لوحات أخرى مثل لوحة نداء الحق وارتباط روحي وغيرهما. أما لوحة “لحن الحياة” التي تعجّ بالتناغم اللوني فأظهرت رمزية المفتاح الموحية بقراءات متعدّدة، ولاسيما بوجود كتلة جسد الأنثى غائبة الملامح والتفاصيل في اللوحة.
وتبوح الزغبي بمشاعرها بلوحة أهزوجة التي اعتلتها الورود الوردية والحمراء والصفراء والبيضاء، لتغني ألوانها المتدرّجة أهزوجة حب، إضافة إلى موضوعات متنوعة مثل “لوحة العازف”، و”وجوه الفجر” المتسمة بإشراقة الضوء.
تصنيع اللون
ومن عنوان المعرض “ألوان الحياة”، بدأ حديث “البعث” مع التشكيلية هدى الزغبي الأكاديمية خريجة كلية الفنون الجميلة -قسم تصوير- ولاسيما أن مفردة ألوان تكرّرت في عناوين المعارض التي أقيمت مؤخراً، وعبّر كل فنان عنها من وحي رؤيته الفنية، فتقول الزغبي: قصدت من لوحتي “ألوان الحياة” وعنوان معرضي أن الحياة مليئة بالألوان، وأقصد أن المجتمع مليء بالألوان، فلكل حيّ وبيئة لون خاص يتناغم ويتكامل مع غيره من الألوان. واشتغلتُ بمعرضي الرابع بأسلوب التجريد التعبيري المأخوذ عن الواقع، وفيه ما يشبه الغموض، فاستخدمتُ تقنيات متعدّدة بألوان زيتية، وحاولتُ تصنيع لون باستخدام ألواني الترابية وتحويلها إلى زيتية، بإضافة بعض الزيوت، منها زيت الكتان ومن ثم دمج اللون والزيت معاً. أما عن المفتاح فأرمز من خلاله إلى الأم، وقد حمل المعرض رسالتي رسالة محبة لوطني ولأهالي الشهداء.