اندونيسية جغرافياIndonésieجنوب شرق آسيا اسمها رسمي جمهوية اندونيسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اندونيسية جغرافياIndonésieجنوب شرق آسيا اسمها رسمي جمهوية اندونيسية

    اندونيسيه (جغرافيا)

    Indonesia - Indonésie

    إندونيسية

    إندونيسية Indonesia جمهورية في جنوب شرقي آسيا تتألف من أكثر من 13600 جزيرة اسمها الرسمي جمهورية إندونيسية، مساحتها الرسمية 1.904.443كم2 وعدد سكانها لعام 1998 هو 203.678.000 نسمة، عاصمتها جاكرتة.
    تقع إندونيسية وتعني «جزر الهند أو الهند الجزرية» في النطاق المداري - الاستوائي بين قارتي آسيا، وأوقيانوسية ضمن المقعر البنائي الإندونيسي، الذي يمثل امتداداً للمقعر البنائي الألبي الهيمالائي. تحتل إندونيسية القسم الأعظم مما يعرف بالأرخبيل الماليزي ويعرف تبعاً لذلك بالأرخبيل الإندونيسي أيضاً. وهو أكبر أرخبيل في العالم ويمتد بين خطي الطول 94 درجة و45 دقيقة، و141 درجة و50 دقيقة شرقاً وخطي العرض 6 درجات و8 ثوان شمالاً و11 درجة و15 دقيقة جنوباً ويخترقه خط الاستواء. وهكذا تمتد البلاد من الشرق إلى الغرب نحو 4500كم أي ما يعادل المسافة بين شرقي الولايات المتحدة الأمريكية وغربيها. ومن الشمال إلى الجنوب تربو المسافة على 1500كم. ويحد البلاد من الغرب والجنوب المحيط الهندي ومن الشرق المحيط الهادئ وأوقيانوسية ومن الشمال بحر الصين الجنوبي.
    وتقدر مساحة البلاد بـ 5.193.250كم2. تحتل اليابسة منها 1.912.988 كم2 بحسب المصادر الإندونيسية وما تبقى بحار إقليمية كبحر باندة وأرافورة وجاوة وتيمور وسولاويسي (سيلبس) وغيرها. وتميز في إندونيسية سبع مجموعات كبيرة من الجزر هي: جزيرة سومطرة ومساحتها 473600كم2 أي ما يقارب مساحة العراق، وكليمنتان (بورنيو) وهي الجزء الأساسي الإندونيسي في جزيرة بورنيو، ومعظمها لإندونيسية ومساحتها 734.000كم2 منها 539460كم2 لإندونيسية، وغينية الجديدة 829000 كم2 ويتبع الجزء الأكبر منها إندونيسية. وسولاويسي (189.200 كم2)، وجاوة (126500كم2) وجزر المُلوك وجزر الصوند (السوند) الصغرى وأهمها جزيرة تيمور الغربية وسومبة وفلوريس وسومباوة.
    الأوضاع الطبيعية
    1ـ البنية الجيولوجية والتضاريس: يعد الأرخبيل الإندونيسي من أكثر مناطق الأرض تعقيداً، إذ تمتزج فيه الوحدات البنائية الحديثة بالوحدات القديمة، التي غمرت مياه البحر مناطق واسعة منها مكوّنة بذلك بحاراً داخلية وهامشية، كما أن الأرخبيل يقع ضمن مقعر أرضي بنائي هائل geosynclin لذا فهو من أكثر أقاليم العالم نشاطاً زلزالياً وبركانياً.
    ويلتقي في الجزر الإندونيسية فرعا السلاسل الجبلية المحيطية القوسية الآسيوية، فمن الشمال الغربي تطل السلاسل الجبلية الغربية الهندية الصينية والأندامانية والنيكوبارية على الجزر الإندونيسية، لتنتشر في جزيرتي سومطرة وجاوة وجزر الصوند الصغرى، ثم لا تلبث أن تأخذ بالانحراف شرقاً لتكون جزر تيمور وسيرام وبورو، وتلتقي هنا مع القوس الجبلية الثانية القادمة من الشمال عبر جزر الفيليبين وشرق جزر سولاويسي. وتحيط بهذه السلاسل الهوات المحيطية السحيقة العمق، وتحتل المنخفضات العميقة أجزاء مهمة من بحار منطقة جزر سولاويسي والطرف الشرقي من بحر باندة وأواسط بحر فلوريس. وترتفع بين فرعي السلاسل الجبلية المذكورة مساحات من اليابسة قليلة الزلازل والبراكين، وتتبع بنائياً أرض الهند الصينية، وتشمل جزيرة بورنيو (كليمنتان) والقسم الشمالي الغربي من جزر بحر سولاويسي وجزر بانغكا وبيليتونغ.
    إن الجزء الأكبر من جزر الأرخبيل الإندونيسي قاريّ المنشأ، إلا أن جزراً بركانية ومرجانية المنشأ وصغيرة المساحة تتخلل هذه الجزر وخاصَّة في المناطق الشرقية منها. تتألف تضاريس الأرخبيل من سلاسل جبلية التوائية وكتلية انهدامية block-mountain غنية بجبالها البركانية التي تمثل أعلى القمم الجبلية في البلاد، وتجاور السلاسل المذكورة آنفاً سهول واسعة حديثة المنشأ وخاصة في الجزر الكبرى كسومطرة وبورنيو.
    وتتكوّن السهول هذه أساساً من المجروفات البركانية المنشأ التي حملتها مياه الأنهار والسيول الهابطة من الجبال المجاورة. وترتفع السلاسل الجبلية في الجزء الجنوبي من جزيرة سومطرة ممثلة بكتلة جبال باريسان التي تمتد من شمال غربي الجزيرة حتى جنوبها الشرقي ولا يقل طولها عن 1650كم. تتألف كتلة باريسان من سلسلتين متوازيتين يصل عرضهما إلى 100كم في الشمال و30كم في الأقسام الجنوبية الشرقية. وتتكون من صخور قديمة تعود للحقب الأول وما قبله وأغلبها صخر متحول متبلور أثرت فيه عوامل الحت بشدة فأعطت صخوراً أكثر حداثة، رسوبية المنشأ غالباً. والجبال غنية بصدوعها ووديانها وانكساراتها لوقوعها في مناطق نشطة بنائياً، لذا تكثر هنا الصخور البركانية التي تكوِّن في كثير من الأحيان نجوداً عالية وقمماً جبلية شامخة، يصل ارتفاعها في جبل كيرينتشي إلى 3805م. وتكثر تبعاً لذلك القمم العالية التي يزيد ارتفاعها على 3000م. كجبل لوسير وديمبو وغيرهما. وتمتد بين السلسلتين المذكورتين مناطق منخفضة غنية بالبحيرات والمستنقعات، وبعض المرتفعات الجبلية المتواضعة. وفي جزيرة سومطرة نحو مئة بركان خمد أكثرها وما يزال بعضها نشطاً، ويصل عددها إلى 15 بركاناً مثل كيرينتشي وديمبو ومارابي (عدد البراكين في البلاد أكثر من 400 بركان، الثائر منها نحو 130 بركاناً). وتنتهي السلاسل الجبلية شرقاً بسهل ساحلي منخفض تحتله المستنقعات الواسعة التي تنتشر نحو الشمال إلى مسافة 1000كم تقريباً. وقد يزيد عرضها أحياناً على 250كم، كما في أواسط الجزيرة.
    أما جزيرة جاوة فهي ضيقة مؤلفة من صخور بركانية ورسوبية، وتمتد فيها سلاسل جبلية متطاولة ضيقة لا يزيد عرضها على 50كم ويربو طولها على 1000كم. سفوح الجبال فيها غير متناظرة، فهي تهبط بشدة نحو السواحل الجنوبية للجزيرة، في حين تنحدر بلطف باتجاه الشمال. والجزيرة غنية بالجبال البركانية، إذ يصل عددها إلى 136 جبلاً منها 28 بركاناً نشطاً فعالا.ً ويزيد علو الكثير من هذه الجبال على 3000م وما تبقى تراوح ارتفاعاته بين 800 و3000م.
    ومن أبرز الجبال البركانية جبل سيميرو 3876م وسلامت 3428م. وينبسط في شمالي الجزيرة سهل رسوبي حديث مؤلف من المجروفات البركانية ومواد الطمي المختلفة. وتتمركز في هذه السهول أغلب مدن الجزيرة وأكبرها مثل جاكرتة العاصمة. والسهل غني بمستنقعاته وخاصة قرب ساحل البحر.
    أما تضاريس جزيرة بورنيو (كليمنتان) فأقل ارتفاعاً وأكثر بساطة من تضاريس جاوة وسومطرة. وتحتل التضاريس السهلية مكاناً مهماً في الجزيرة، إذ إنها تشغل مناطق واسعة في جنوبيها.
    ولا تخلو الجزيرة مع ذلك من كتل جبلية عالية، وخاصة في وسطها وشماليها، إذ توجد جبال مولّر في الوسط وسلسلة سواتر إلى جنوبيها. وسلسلة ميراتوس في جنوب شرقي الجزيرة. وتتألف هذه الجبال من صخور متبلورة متحولة غالباً. وتقسم سلاسل مولّر وكايواس هولو وكينابالو 4102م الجزيرة إلى جزأين شمالي وجنوبي. الشمالي هضبي التضاريس، أما الجنوبي فسهلي منخفض تكثر فيه المستنقعات وتنتهي إليه أنهار كثيرة. وتشغل غابات القرم (المانغروف) الجزء الساحلي من السهل. والجبال متوسطة الارتفاع تراوح ارتفاعاتها وسطياً بين 1500 و2500م.
    تكثر في جزيرة سولاويسي الجبال ذات القمم العالية وتعلو فيها القمم كثيراً، إذ تصل قمة جبل رانتيكومبولا إلى 3455م وهنالك الكثير من القمم التي يربو ارتفاعها على 2500م. أما الجزر الصغيرة فتضاريسها جبلية بركانية وسهولها ضيقة ساحلية.
    وتتكوّن إيريان جاية (إيريان الغربية) من كتل جبلية ضخمة تمتد متقطعة مسافة 1000كم ونيف، من أبرزها سلسلة أورانيي التي يصل ارتفاع بعض قممها إلى أكثر من 5000م وتعلو بعضها الثلوج على مدار السنة. وتطل هذه الجبال في الجنوب على سهول مستنقعية واسعة تشقها أنهار كثيرة كنهر ديغول، وتصادف مثل هذه المستنقعات في شمالي الجزيرة كذلك، حيث تطل عليها هناك سلسلة جبال مامبيرامو.

  • #2
    2ـ المناخ: هنالك عوامل طبيعية أساسية مكونة للأحوال المناخية ومحددة لخصائصها وسماتها في إندونيسية. من أبرز هذه العوامل موقع البلاد في العروض الاستوائية والمدارية، ووجودها وسط التأثيرات المحيطية والبحرية، وقربها من البرين الآسيوي والأسترالي.
    وهكذا تتمتع إندونيسية بمناخات حارة ودافئة على مدار السنة، وذلك بسبب سيطرة الكتل الهوائية المدارية والاستوائية العالية الرطوبة المتجانسة الحرارة والغزيرة الأمطار. ولا يشذ عما ذكر سوى المناطق الهامشية الشمالية والجنوبية من البلاد الأكثر تأثراً بالرياح الموسمية. حيث يظهر النموذج المناخي المداري بوضوح.
    ففي صيف النصف الشمالي للأرض تجذب مراكز الضغوط المنخفضة المتمركزة فوق البر الآسيوي الكتل الهوائية البحرية الرطبة القادمة من النصف الجنوبي للأرض، فتظهر نتيجة لذلك الرياح الجنوبية الغربية الموسمية في شمالي الإقليم الاستوائي. وتحمل هذه الرياح إلى الأجزاء الغربية من إندونيسية كميات كبيرة من الأمطار، ولكن يسود في الأجزاء الشرقية لجزر جاوة والصوند الصغرى تأثير الرياح التجارية الجنوبية الشرقية الأكثر جفافاً، وفصل الجفاف فيها قصير، أما في الشتاء (النصف الشمالي) فتسيطر الرياح التجارية الشمالية الشرقية في شمال شرقي جزيرة كليمنتان وشرقي سومطرة وتحمل هذه الرياح الأمطار إلى المناطق السابقة، وذلك لتشبعها ببخار الماء من المحيط الهادئ في أثناء سيرها إلى إندونيسية. والرياح المدارية المنشأ غنية جداً بالرطوبة ولا تختلف في سماتها عن الرياح الاستوائية.
    وتتقدم الرياح المذكورة نحو منطقة المنخفض الجوي الأسترالي متخطية بذلك خط الاستواء جنوباً، مشكلة الرياح الموسمية الشمالية الغربية. وهكذا يشاهد أن أعظمية الهطل في الأجزاء الشرقية لجزيرة كليمنتان وسومطرة يتحقق في شتاء النصف الشمالي للأرض، أما في بقية المناطق فتأثير الأمطار الصيفية أكبر من الشتوية، ويلاحظ أن كمية الهطل الشتوي أقل بكثير من الصيف. وتهطل الأمطار في إقليم النطاق الاستوائي على مدار السنة لكنها تزداد بعد الاعتدالين الربيعي والخريفي، أي في أواسط الربيع والخريف. وغير بعيد عن خط الاستواء وبسبب حركة الأرض الدورانية تأخذ الرياح الاتجاه الغربي.
    ويلاحظ أن السفوح الغربية للسلاسل الجبلية في الجزر تتلقى كميات كبيرة جداً من الأمطار تصل إلى 3000ـ4000مم في السنة وقد تقارب 5000مم في بعض الأماكن. أما في السفوح الشرقية والمناطق السهلية فتهبط كمية الهطل هبوطاً ملحوظاً، إذ تصل إلى 1500 - 2000مم. وتبعاً لما ذُكر وبسبب الأجواء البحرية المحيطة بالجزر تبقى رطوبة الهواء عالية على مدار السنة، إذ لا تكاد تقل عن 80%، بل إنها تصل إلى 95% في بعض المناطق الاستوائية ذات الأمطار الغزيرة جداً.
    أما الشروط الحرارية السنوية فمتماثلة في إندونيسية؛ وذلك بسبب تماثل أحوالها الطبيعية وبسبب وقوعها في العروض المدارية والاستوائية البحرية، لذا فإن المتوسطات الحرارية الشهرية تراوح بين 26 و27 درجة مئوية، ولا تقل عن 23 درجة ليلاً. وتتناقص درجات الحرارة مع الارتفاع، وبعد علو 1500م قد يحدث الصقيع، وفي الأماكن الأكثر ارتفاعاً تنخفض الحرارة إلى درجتين أو ثلاث درجات تحت الصفر، وتغطي الثلوج بعض القمم كما في جزيرتي إيريان جاية وكليمنتان.
    3ـ الأنهار: الجزر الإندونيسية غنية جداً بأنهارها وخاصة الجزر الكبيرة مثل سومطرة وكليمنتان وإيريان جاية. وتعد الأنهار بالعشرات، لكن أكثرها قصير بسبب وقوعها ضمن الجزر كما هو معلوم، ومن الأنهار الطويلة في كليمنتان نهر كابواس Kapuas الذي يزيد طوله مع روافده على 1400كم، ونهرا مهاكات Mahakat وكاهايان Kahayan وسواها. وتكثر الأنهار في سومطرة كذلك ومن أطولها نهر باتانغاري Batanghari. ويبرز في جاوة نهران هما نهر سولو Solo ونهر بارانتاس Barantas. أما في إيريان جاية فتصادف أنهار طويلة مثل ديغول Digul ومامبيرامو Mamberamo وميراوكي Merauke.
    وتتسم الأنهار بأنها فتية ذات أودية خانقية المظهر في أجزائها الجبلية العليا، وواسعة الأودية قليلة العمق في السهول وخاصة في الأجزاء الدنيا من مجاريها. وتحمل الأنهار كميات كبيرة جداً من المجروفات البركانية والعادية، لذا فإن دورها في تكوين السهول الساحلية واضح، فنهر سولو مثلاً يتقدم في البحر نحو 100م سنوياً، ومثل هذا الأمر يلاحظ في سومطرة الشمالية وجنوبي كليمنتان وإيريان جاية. وللأنهار أهمية كبيرة في النقل الداخلي لغزارة مياهها ولانتشار الغابات وصعوبة السير فيها. ونظام الجريان النهري استوائي في أغلب المناطق، أي إن صبيب الأنهار مرتفع دائماً، ويلاحظ وجود حدّين أعظمين للصبيب في الاعتدالين.
    أما في المناطق المدارية فتميز زيادة مائية تشمل أكثر أشهر السنة وذلك في أوقات هطل الأمطار بغزارة، ولكن يلاحظ وجود مدة شح نسبية في موسم الجفاف، وقد تجف بعض الأنهار الصغيرة. وتكثر البحيرات في البلاد نتيجة للطبيعة الجبلية وكثرة البراكين ووجود السهول الشاطئية المنخفضة. وهكذا تكثر البحيرات البركانية والانهدامية المنشأ، ومن أبرزها بحيرة توبة Toba الواقعة في شمال غربي سومطرة ويصل ارتفاعها إلى 900م وتصل مساحتها إلى 1300كم2. كما تُصادف بحيرات أخرى مثل بوسو poso وتيمبي Tempei وهما في سولاويسي وغيرهما.
    4ـ التربة: تربة إندونيسية مدارية استوائية النماذج غنية بموادها العضوية (الدبال) وعميقة. إلا أن قسماً منها، ولاسّيما المناطق السفحية والقليلة الانخفاض في السهول، يتعرض لعمليات غسل سنوية وخاصّة في أوقات الهطل الغزير. والترب السهلية غنية بعناصرها الطينية والغضارية، لذا تسوء التهوية فيها، وقد تظهر عليها علائم التملح في بعض الأماكن السيئة التصريف للمياه وفي الأماكن القريبة من السواحل البحرية. وتكثر في الوقت نفسه الجزئيات الرملية في تربة السفوح الجبلية والمصاطب الزراعية، لذا توجد هنا أفضل الترب وأخصبها. وترب إندونيسية حمراء عموماً مدارية الخصائص تغطيها الغابات والأجمات، وتنتشر كذلك في البلاد التربة الصفراء كما تستقر التربة السوداء في المناطق المستنقعية.
    ويمكن القول عامة إن أجود الترب تتجمع في المناطق البركانية، وهي حمراء أو حمراء بنية. كما تكثر في البلاد الترب المرزغية والمستنقعية وذلك في السهول المنخفضة. وتصادف الترب المالحة في مناطق انتشار غابات القرم الساحلية، وهي طينية مشبعة بالمياه والأملاح ويصعب استغلالها زراعياً.
    5ـ العالم العضوي: العالم العضوي الإندونيسي غني جداً ومتنوع كثيراً، وذلك لأن الأحوال الطبيعية الحالية مثالية لتكاثر الكائنات الحية، ولأن سمات هذه الأحوال لم تتغير كثيراً منذ الحقب الجيولوجي الثالث. وهكذا استمرت الحياة العضوية وتطورت عبر ملايين السنين. ويميز في البلاد ثلاثة مجتمعات عضوية أساسية هي: الشمالية وتتصف بغناها بالكائنات الحية الآسيوية المنشأ (جنوب الصين والهند وماليزية والهند الصينية). والجنوبية وتكثر فيها عضويات القارة الأسترالية كالنباتات الأوكالبتوسية والحيوانات الجرابية (الكنغر). ثم المتوسطة وتتمركز في المناطق الداخلية من البلاد وهي غالباً متعضيات أصلية محلية قديمة يعود عمرها إلى الحقب الثالث وما يليه.
    ـ النبيت: تعيش المجتمعات النباتية في إندونيسية في أنسب الأحوال الطبيعية، إذ تتوافر لها الحرارة الدائمة والرطوبة العالية، لذا فالنمو النباتي مستمر طوال السنة ولا يوجد هنا مرحلة ركود حيوية كما في العروض المتوسطة والعليا. ونتيجة لذلك تحتل الغابات المدارية والاستوائية مساحات كبيرة من البلاد تقارب مئة مليون هكتار، وتحتل الغابات المدارية الدائمة الخضرة والأدغال نحو 70 مليون هكتار، لكن نسبة انتشار الغابات تتباين في إندونيسية، فهي قليلة نسبياً في جاوة بسبب كثافة السكان العالية، فلا تزيد مساحة الأرض المكسوة بالغابات على 2% من مساحة الجزيرة، ولكنها ترتفع إلى أكثر من 25% في سومطرة وإلى 80% في جزيرة كليمنتان وجزر شرقي إندونيسية.
    وتميز في إندونيسية أربعة نطاقات نباتية تتعاقب على ارتفاعات ومستويات عمودية رأسية وذلك بسبب وجود الجبال وبسبب ارتفاعها، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور نطاقات مناخية جبلية يلائم كل نطاق منها مجموعات نباتية معينة.
    فحتى ارتفاع 1500م مثلاً تكون الغابات المدارية الدائمة الخضرة هي المسيطرة، وتكثر فيها النباتات الاستوائية المتسلقة والملتفة ونباتات السرخس العادية والعملاقة. أما في النطاق 1500-3000م فتظهر الغابات البلوطية الدائمة الخضرة. ولكن على ارتفاع 3000-3500م تتراجع الغابات وتنمو بدلاً منها الغابات المتخلخلة والقصيرة الأشجار المتساقطة الأوراق أو الدائمة الخضرة، وتبرز هنا أهمية النباتات المخروطية (الصنوبرية). أما فوق ارتفاع 3500م فتختفي الغابة وتحل محلها المجتمعات النباتية الشجيرية القزمة والأعشاب المتكيفة مع انخفاض الحرارة. وتظهر النباتات الألبية في أماكن تراكم الثلوج الدائمة أو التي لا تذوب لمدة طويلة كما في إيريان جاية.
    تحتوي الغابات الإندونيسية على نحو 4000 نوع من الأشجار والنباتات، ولبعض هذه الأشجار شهرة عالمية كشجر الساج (التيك) Tectona grandise (Teak) والشجر الأسود والحديدي والصندل وأشجار المطاط وشجر الخبز ونبات الخيزران. وتكثر في غابات الأدغال (المدارية الكثيفة المتطبقة) النباتات المتسلقة والملتفة الهوائية الجذور. وتزيد هذه النباتات من وحشة الغابة المدارية وروعتها، كما تكثر في البلاد أشجار نخيل المناطق المدارية ولها مكانة اقتصادية، إذ يعطي بعضها زيت النخيل وبعضها جوز الهند. أما غابات القرم الساحلية الطينية فتمتد مئات الكيلومترات بمحاذاة السواحل كما في سومطرة وجاوة. وكليمنتان وإيريان جاية. وتحتل ما يزيد على أربعة ملايين هكتار.
    وتنمو في البلاد أشجار الموز، التي تعايش غالباً أشجار النخيل وتنتشر في كل أنحاء البلاد. أما انتشار نباتات السافانا فمحدود في إندونيسية، لأن المناطق الملائمة لنموها محدودة وتقع غالباً في الأجزاء الهامشية من المناطق الموسمية الهطل. وتكثر أشجار الأوكالبتوس الأسترالية وأشجار السنط Acacia والصندل.
    ـ الوحيش: العالم الحيواني متنوع تنوعاً كبيراً في إندونيسية ففيه إضافة إلى الحيوانات المدارية المعهودة الثيران المتوحشة المحلية (غاورو وغايال وبانتينغ وأنوة) وأنواع خاصة من الجاموس. ويكثر في جزيرة بالي الوعول والتابير (حيوان استوائي شبيه بالخنزير) ووحيد القرن، وفي جاوة ثنائي القرن، كما يعيش الفيل الهندي في كليمنتان وسومطرة، وتكثر الخنازير البرية والنمور السود والقردة والسعالي (الأورنغ أوتانغ) والشّق (الجيبون) والهبّار أو الليمور (أنواع من القردة). وتكثر في إندونيسية كذلك الحيوانات المفترسة كالنمر العادي والأسد والضبع والفهد والدب وبنات آوى والظباء. وتكثر الزواحف المتنوعة ومن أبرزها التماسيح والثعابين الكثيرة الأنواع والعظايا كالسحالي وبعضها عملاق حجماً كالوَرَل الكومودي (قارانوس) الذي يعيش في جزيرة كومودو Komodo. وتعد الغابات والسافانا الإندونيسية جنة الطيور، إذ تتزاحم الطيور المحلية والأسترالية والآسيوية، ومن أبرزها الببغاوات الفريدة، والدجاجيات والطيور المغردة والسابحة، وتتبعها جميعاً الطيور الجارحة. وتصادف الجرابيات الأسترالية المنشأ في شرقي البلاد وفي جزيرة سولاويسي كما تكثر في الغابات الحشرات كالفراشات والنحل والخنافس والنمل الجبلي والغابي وغيرها.
    وتجدر الإشارة إلى تأثير الإنسان المتنامي في الطبيعة، فقد غيَّر البيئة الطبيعية جذرياً في جزيرة جاوة ومادورة، ولم يبق للطبيعة الأصلية أكثر من 30% من مساحة هذه الجزر، وتكثر المصاطب المزروعة بمختلف الزراعات المدارية وتحتل مزارع الرز مكانة خاصة في البلاد، وكذلك أشجار الموز والمطاط وفول الصويا والفول السوداني وقصب السكر. أما دور الإنسان في جزر كليمنتان وسولاويسي وسومطرة والملوك وتيمور، فإنه ما يزال محدوداً يُظن أن يتغير في المستقبل.

    تعليق


    • #3
      السكان في إندونيسية
      عرفت إندونيسية الإنسان منذ ظهوره تقريباً، فقد اكتشف إنسان جاوة في ترينيل Trinil وهو موضع في شرقي هذه الجزيرة. وقد توطن الشعب الأسترونيزي (سكان الجزر الجنوبية) في الجزر الإندونيسية في الألف الرابع قبل الميلاد، وقد وفد من جنوبي الصين ومن الهند الصينية ثم امتزج بالشعب الدرافيدي الأقدم سكناً في الجزر الإندونيسية وبشعب بابوا الميلانيزي. وما إن حلت نهاية الألف الأول قبل الميلاد حتى تبلورت العناصر المكونة للشعب الإندونيسي فظهرت لغته الأسترونيزية القديمة. وبرزت ضمن الشعب في القرن الأول الميلادي شعوب الصوند والشعب الجاوي والمينانغكابوة والسومطريون وغيرهم. كما قدمت إلى الجزر في هذه الحقبة شعوب آسيوية مجاورة من جنوبي الهند واستمرت حركة النزوح إليها حتى القرن السابع الميلادي، وحمل هؤلاء معهم الديانة الهندوكية، وقام في إندونيسية عدد من الممالك الهندوكية مثل مملكة كوتاي في كليمنتان ومارتام في جاوة الوسطى ومملكة مايابهيت في جاوة الشرقية. كما دخلت الديانة البوذية البلاد في القرنين الرابع والخامس الميلاديين عن طريق الهند وانتشرت في جزيرة سومطرة. وهكذا احتلت اللغة السنسكريتية الهندية مكاناً مرموقاً في هذا الجزء من إندونيسية وأثرت في اللغات واللهجات المحلية. ثم حلت محل هذه اللغة في المدة ما بين القرنين السابع والتاسع الميلاديين اللغة الجاوية القديمة في جزيرة جاوة والملاوية القديمة في سومطرة. ويعتقد أن الإسلام دخل إندونيسية مع بداية القرن الثامن الميلادي، ولكن ما إن حل القرن الثالث عشر حتى انتشر في كل أنحاء إندونيسية وانحسرت الديانات البوذية والهندوكية والوثنية الأخرى.
      وقد سعى الأوربيون إلى نشر الديانة المسيحية لكنها لم تَرُج لتمسك السكان بالإسلام من جهة ولقسوة الأوربيين في معاملة السكان من جهة أخرى. وهكذا تشكل الشعب الإندونيسي، عبر قرون طويلة من التمازج والاحتكاك بالشعوب المجاورة وتكوّنت تبعاً لذلك اللغة الإندونيسية وانتشرت في كل أنحاء البلاد.
      1ـ التركيب العرقي للسكان: إندونيسية بلد الشعوب الكثيرة، وبعضها ما يزال يعيش المراحل البدائية للحضارة. وتشير المعطيات المتباينة إلى وجود ما بين 100 و350 مجموعة عرقية متفاوتة في عدد أفرادها. وتجدر الإشارة إلى أن ما يقارب 95.8% من السكان ينتمون إلى أسرة عرقية واحدة ولهم أصل مشترك وتضمهم الأسرة اللغوية الأسترونيزية المعروفة اليوم بالإندونيسية. وهنالك مجموعة عرقية ثانية مهمة في إيريان جاية وتتمثل بقبائل البابوا، التي تعيش كذلك في شمالي جزيرة هلمهيرة وجزيرة آلور وبانتار Pantar وأواسط جزيرة تيمور. أما المجموعة العرقية الثالثة والمهمة فإنها المجموعة الصينية التي قدمت إلى البلاد للاضطرابات السياسية والاجتماعية في الصين وتستوطن في جزيرة جاوة. ويراوح عدد الصينيين ما بين 3 - 5 ملايين نسمة وذلك بحسب المعطيات الإحصائية المتباينة.
      وهنالك مجموعات عرقية بسيطة كالعرب الذين يعدون أحفاد الوافدين من حضرموت في بدء نشر الدين الإسلامي، وكالهنود والأوربيين. وهكذا تكون المجموعة العرقية الإندونيسية هي المسيطرة وصاحبة الشأن في البلاد. إن إندونيسية تحتضن في جنباتها 15 شعباً كبيراً يزيد عدد أفراد كل منه على مليون نسمة، وتشكل هذه الشعوب 90.7% من السكان، كما يوجد 38 شعباً تراوح أعدادهم بين مليون ومئة ألف نسمة. أما ما تبقى من السكان أي 1.6% فينضوون تحت لواء جنسيات مختلفة آسيوية وأوربية، وكثير منها ليس سوى قبائل بدائية تعيش في مناطق جبلية داخلية معزولة.
      تضم جزيرة جاوة القسم الأعظم من الإندونيسيين، ويؤلف الجاويون فيها 46.4% من السكان ويعيش إلى جانبهم المادوريون 5.6% والصونديون 12.9%. ويعيش في جزيرة جاوة وحدها نحو 65% من سكان البلاد.
      ويتمركز الجاويون في أواسط الجزيرة، في حين يعيش الصونديون في المناطق الجبلية الداخلية من جاوة الغربية وفي سواحلها الجنوبية. أما المادوريون فيستوطنون جزيرة مادوره أساساً وشرقي جاوة. وتمثل هذه الأقوام شعباً واحداً تجمعهم لغة واحدة وأصل واحد ودين واحد هو الإسلام. وفي جاوة مجموعة هندوسية صغيرة هي التينغيرية وتعيش اليوم مرحلة تمازج نهائية مع الأكثرية السكانية. كما تعيش في جزيرة جاوة أقليات عربية وفدت من جزيرتي سومطرة ورية. وأقليات أوربية، وتعيش في إندونيسية ثلاث مجموعات بشرية ذات انتماء عرقي واحد في جنوبي سومطرة وجنوب شرقيها وغربيها؛ وكذلك في الجزر المجاورة لسومطرة وكليمنتان. وتعود هذه الشعوب في أصولها إلى شعب الملايو وتعرف بالملاوية (الماليزية) الإندونيسية. أما العرب فقد هاجروا منذ القديم إلى سومطرة وخاصة إلى شمالها الشرقي. أما في جزر سولاويسي فتعيش مجموعات عرقية متباينة صغيرة، ومن أبرزها البوغيون والمكسار والبانغاي والبالانتاك وغيرهم.
      التركيب العرقي للسكان في إندونيسية
      آـ العائلة الأسترونيزية
      1ـ المجموعة الأسترونيزية الغربية: الجاويون - الصونديون - المادوريون - الملاويون - الإندونيسيون - المينانغكاباويون - البوغيون - الباتاكيون - الباليون - الآتشيون - البانجاريون - المكساريون - الساساكيون - التوراجيون - وشعوب أخرى كثيرة يقل تعدادها عن مليون نسمة.
      2ـ المجموعة الأسترونيزية المركزية: انيدي - آتوني - آمبوني - بيمة - سومباني - قبائل أخرى كثيرة.
      3ـ المجموعة الأسترونيزية الشرقية: هلمهيرة الجنوبية - بياك نومفور - آمبة - وقبائل أخرى كثيرة.
      ب - أسرة شعوب البابوا: داني كويربة - سكان أواسط غينية الجديدة - سكان بحيرة ويسيل - كيماندوغة ـ آلور - بانتار - لفولياف
      ج - شعوب شرقي تيمور.
      د - شعوب أخرى: مجموعة هلمهيرة الشمالية - قبائل صغيرة من البابوا.
      هـ - شعوب وقوميات ثانوية: الصينيون - العرب - الهنود - هولنديون - فئات صغيرة جداً.
      2ـ اللغة الإندونيسية: بقيت إندونيسية مدة طويلة من الزمن من دون لغة رسمية وطنية، فقد سيطرت اللغة السنسكريتية الهندية قديماً في مناطق واسعة من البلاد إلى جانب اللغات المحلية، وذلك لغياب دولة مركزية قوية ولانقسام البلاد إلى جزر كثيرة متباعدة. وقد سعى الاستعمار الهولندي إلى إبقاء الواقع المذكور، بل إنه فرض لغته لغة رسمية في البلاد، ولكن تغير الأمر بعيد الاستقلال، إذ ظهرت إلى الوجود اللغة الإندونيسية المعروفة باسم البَهاسة Bahasa وهي اللغة الرسمية اليوم، ويتكلم بها نحو 75% من السكان، ويُعتقد أن هذه النسبة مبالغ فيها. والبهاسة الإندونيسية لغة ملاوية الجذور، إذ إن اللغة الملاوية كانت في القرون الوسطى لغة التجارة والمعاملات الإدارية في البلاد، وقد طورت هذه اللغة مع الزمن وأضحت اليوم اللغة الرسمية في إندونيسية.
      ومع البهاسة لغاتٌ أخرى محلية يصل تعدادها إلى 300 لغة ولهجة يتكلم بها 360 قبيلة ومجموعة عرقية. أما أهم اللغات المحلية فهي لغات أتجه (أتشن) وباتاك ومينانغكا وصوندة وجاوة ومادورة ومكسار وتوراجة وتيتوم وسيرام وغيرها. وتعتمد البهاسة الإندونيسية الأحرف اللاتينية في الكتابة، ولكن توجد في البلاد حروف هجاء محلية مثل حروف جاوة ومادورة وباتاك وبالي وغيرها. إن ما ذُكر آنفاً لا يحد من استعمال اللغة الرسمية، بل تعمل الدولة والمثقفون على استمرارية توسع البهاسة الإندونيسية لتشمل كل أنحاء البلاد [ر.الأسترونيزية (اللغات ـ)].
      3ـ الديانة: تعد إندونيسية متحفاً للأديان، إذ تلتقي فيها الديانات السماوية (ماعدا اليهودية) مع الديانات الوثنية القديمة والمعاصرة. ففي القديم سيطرت في البلاد الديانة الهندوسية والبوذية وعاشت قبلها ومعها الديانات الوثنية الأخرى وما تزال بقاياها ماثلة إلى اليوم في أماكن متفرقة من البلاد. وتغيرت الصورة السابقة جذرياً بعد أن دخل الإسلام، الجزر الإندونيسية، ولم يمض وقت طويل حتى دخل الناس أفواجاً في الدين الجديد؛ ولم يبق مكان مهم في البلاد إلا وظهر الإسلام فيه. كذلك اعتنق بعض السكان الدين المسيحي على يد المبشرين والمستعمرين من برتغال وهولنديين، ولم يؤثر ذلك في الإسلام وانتشاره، إذ بقي الدين الرسمي للدولة. وتقدر نسبة المسلمين اليوم بنحو 87% من السكان، واستناداً إلى التقديرات المتوافرة تقدر نسب الأديان المختلفة في البلاد كالتالي:
      الإسلام 87% ويؤمن به سكان إندونيسية عامة، المسيحية 5% ويؤمن بها الأوربيون وبعض السكان المحليين، البوذية 3% ويؤمن بها الصينيون وبعض السكان المحليين، الهندوسية 2% ويؤمن بها الهنود وبعض السكان المحليين، الوثنية 3% وتعتنقها قبائل متفرقة في البلاد.
      4ـ تطور عدد السكان وتوزعهم: إندونيسية أكبر بلد إسلامي سكاناً. ويقدر عدد سكان إندونيسية بحسب معطيات 1998 بـ 203.678.000 مليون نسمة. وازداد عدد سكان إندونيسية في القرنين الأخيرين ازدياداً كبيراً، وذلك لأن ازدياد السكان كان بسيطاً في البداية، إذ تراوح بين الصفر ونصف بالمئة حتى منتصف القرن التاسع عشر، ثم ارتفع إلى 1% في بداية القرن العشرين، ولكن الارتفاع الحقيقي بدأ بعد عهد الاستقلال 1945، إذ زادت النسبة على 1.5% في الستينات ثم راوحت بين 2.1 و2.3% في المدة 1975 - 1990 وتقدر بـ 9،1 للمدة 1990 - 1998 وما تزال هذه النسبة حتى اليوم ولذلك تطور عدد سكان البلاد في القرنين الماضيين من 20 مليون نسمة في عام 1800 إلى 60 مليوناً تقريباً عام 1900 وإلى 100 مليون عام 1960 ثم إلى 171 مليوناً عام 1987 وأكثر من 181 مليون نسمة عام 1991 وتشير هذه الأرقام إلى وجود هفوات كبيرة في تقدير عدد السكان في سنوات ما قبل الاستقلال خاصة. ويقدر الخبراء أن عدد السكان سيرتفع في مطلع القرن الحادي والعشرين إلى ما بين 200 و206 ملايين نسمة.
      إن إلقاء نظرة فاحصة على خريطة توزع السكان في إندونيسية تكشف تبايناً كبيراً في هذا التوزع واختلافاً شديداً في معدلات الكثافة العامة للسكان.
      ويرتبط توزع السكان بأسباب تاريخية قديمة لها صلة بالأحداث الداخلية والخارجية التي عاشتها البلاد، وللأحوال الطبيعية دور بارز في ذلك، إذ إن الغابات الكثيفة في جزر كليمنتان وإيريان جاية وسومطرة إضافة إلى كثرة الأراضي المستنقعية والمرزغية وكثرة الأمراض المستوطنة قد حد كثيراً من انتشار السكان في هذه الجزر، في حين كانت الأحوال الطبيعية في جزيرتي جاوة ومادورة أفضل؛ وهذا ما يفسر التجمع الكبير للسكان في هاتين الجزيرتين، إذ يعيش فيهما نحو 65% من سكان إندونيسية كلها أي ما يزيد على 110 ملايين نسمة، مع أن مجموع مساحتيهما لا يزيد على 7% من مساحة البلاد. وقد بلغت الكثافة العامة فيهما نحو 815 نسمة في الكم2 الواحد. في حين لا يزيد متوسط الكثافة العامة للسكان في إندونيسية على 100نسمة/كم2.
      وتزيد هذه الكثافة بمقدار 57 ضعفاً عن كثافة السكان في جزيرة كليمنتان و273 ضعفاً على الكثافة في إيريان جاية. بل إن الكثافة في بعض المناطق الزراعية المتطورة في جاوة ترتفع إلى 1500 - 3500 نسمة/كم2.
      وفي مقاطعة العاصمة جاكرتة تزيد الكثافة على 11000 نسمة/كم2، وهي واحدة من أعلى الكثافات في العالم.
      وتوضح الأرقام السابقة الخلل الكبير في توزع سكان إندونيسية، إلا أنها تشير في الوقت نفسه إلى الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها أصقاع واسعة من البلاد لاستقبال ملايين السكان مستقبلاً، وإن أي إعادة توزيع سكانية عقلانية ستضمن للبلاد مستقبلاً اقتصادياً وحضارياً زاهراً، وسترفع إندونيسية إلى مصاف الدول المهمة في جنوب شرقي آسيا بل في آسيا كلها. ومن الملاحظ أن التجمع الأكبر لسكان الجزر الصغيرة، إنما يتمركز في المناطق الساحلية، والعكس صحيح في الجزر الكبرى، إذ يلجأ السكان إلى المناطق الجبلية والمرتفعة عموماً لأن الأحوال الطبيعية أكثر صلاحاً للعيش والاستغلال الاقتصادي، كما في جاوة وسومطرة وكليمنتان وسولاويسي.
      5 - هرم الأعمار: لا يختلف شكل هرم الأعمار وبنيته في إندونيسية عما هو عليه في البلدان النامية الأخرى، إذ إن قاعدة الهرم عريضة جداً، وقمته ضيقة كثيراً. وهذا يعني أن نسبة الذين تقل أعمارهم عن خمس عشرة سنة مرتفعة كثيراً، وبلغت هذه النسبة 3،40% في عام 1980 و38% في عام 1997.
      توضح هذه الأرقام تدني نسبة الأيدي العاملة المنتجة في إندونيسية وتشير إلى ارتفاع معدل الولادات، إذ تبلغ 023% ولكن معدل الوفيات يقارب07% في إندونيسية ويظهر الفارق الأكبر في معدل وفيات الأطفال إذ تبلغ 068% بل إن النسبة ترتفع إلى 2000% في الأرياف الإندونيسية. وقد انعكس هذا الواقع على معدل طول العمر، إذ إن متوسط أعمار الرجال لايزيد على 61 سنة ومتوسط أعمار النساء 65 سنة وذلك في سنة 1998 ولهذا الأمر أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة.
      6ـ الهجرة: من الملاحظ أن هجرة الإندونيسيين إلى الخارج محدودة، ولكن الأمر يختلف تماماً داخلياً، وذلك بسبب التوزع السكاني غير المتكافئ بين مختلف الجزر.
      ولما كان جل السكان يعيشون في جزيرتي جاوة ومادورة، فقد عملت الدولة منذ الاستقلال على إعادة توزيع السكان في الجزر، ونقل أعداد كبيرة منهم إلى الأماكن الفقيرة بالسكان كما في كليمنتان وإيريان جاية وسومطرة. وقد تم نقل نحو مليون أسرة في المدة بين عامي 1969 و1984 وعملت الدولة في المدة بين 1985 و1990 على ترحيل 750 ألف أسرة أخرى، وبذلك تكون قد نقلت نحو 10 ملايين شخص إلى الأماكن القليلة السكان. ولذلك ارتفعت نسبة الجاويين في بعض مناطق سومطرة وكليمنتان وسولاويسي والملوك وإيريان جاية إلى 10 و35% من مجموع السكان المحليين وتدرك الدولة تماماً مغزى هذه الهجرات ومدى فائدتها للبلاد اقتصادياً.
      7ـ التعليم: اهتمت الدولة كثيراً بالجوانب التعليمية ولاسيما بعد الاستقلال، ورصدت من أجل ذلك مبالغ طائلة، بلغت نسبتها مثلاً 9.82% من ميزانية عام 1974 وارتفعت النسبة إلى 13% في عام 1990، أي ما يعادل 1412.9مليار روبية إندونيسية. وعليه فإن نسبة المتعلمين ارتفعت من 47% عام 1961 إلى 77% عام 1990 وهي من أعلى نسب التعليم في العالم الثالث. وزاد عدد الطلاب على 44 مليون طالب. وثمة جامعة أو أكثر في كل مقاطعة من المقاطعات الإندونيسية ويزيد عددها اليوم على ثلاثين جامعة، ولبعضها سمعة عالمية جيدة.
      8 - المدن: إن ما يميز إندونيسية من سواها من بلدان العالم الثالث هو تدني نسبة سكان المدن، فقد تراوحت هذه النسبة في المدة من 1985 - 1994 بين 23 و35% و38% لعام 1998من مجموع السكان، وهي تراوح بين 40 و65% في أكثر بلدان العالم الثالث، ويرتبط ذلك بالأحوال الطبيعية الجيدة المتوافرة في البلاد وبارتباط الفلاح الإندونيسي بأرضه ارتباطاً قوياً. وهذا ما يفسر قلة عدد المدن الكثيرة السكان.
      فعدد المدن التي يزيد عدد سكانها على المليون نسمة في إندونيسية لا يزيد على سبع مدن (1998) وهنالك بضع مدن يتراوح عدد سكانها بين المليون ونصف المليون نسمة, وتعد جاكرتة من أكبر مدن إندونيسية، ومدن آسيا قاطبة، إذ يصل عدد سكانها إلى أكثر من ثمانية ملايين نسمة (9.341.400) (طوكيو 8.08 مليون)، وقد تضاعف سكانها 2.5 ضعفاً تقريباً حتى عام 1985. ومن أهم المدن الإندونيسية الأخرى مدن سوراباية ويقارب عدد سكانها 2.743.000 وباندونغ 2.429.000 وسيمارانغ وسوراكارتا (سولو) وميدان ومالانغ وباليمبانغ ومكسار أو جونغ باندانغ.
      بنية الدولة والتقسيمات الإدارية
      إندونيسية جمهورية رئاسية منذ 1945، يمثل مجلس الشورى الشعبي M.P.R أعلى هيئة في الدولة، ويبلغ عدد أعضائه 1200 عضو ويتألف من مجلس النواب (500) ومجلس الشورى (700). ينتخب هذا المجلس رئيس الجمهورية ونائبه، كما يحدد السياسة العامة للدولة. تلي المجلس المذكور رئاسة الجمهورية ثم المجلس النيابي والمجلس الاستشاري الأعلى، ثم هيئة المراقبة المالية والمحكمة العليا.
      يعين رئيس الجمهورية الوزراء وهو رئيس السلطة التنفيذية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وولايته خمس سنوات. وتقسم الجمهورية الإندونيسية إلى سبع وعشرين مقاطعة (محافظة) منها ثلاث مقاطعات ممتازة، هي العاصمة جاكرتة وآتشه (أتجه) في سومطرة الوسطى ومنطقة جوكجاكرتة في جاوة الوسطى. يرأس المحافظون هذه المقاطعات، وتقسم كل مقاطعة إلى مناطق وهذه إلى نواحٍ ثم إلى قرى.

      تعليق


      • #4
        الاقتصاد الإندونيسي
        تمتلك إندونيسية مقومات اقتصادية جيدة، فالبلاد واسعة المساحة وعدد السكان كبير والأرض غنية بمواردها الطبيعية وبثرواتها الباطنية، وذلك لأنها جمعت خصائص المقعرات البنائية والقواعد (الركائز) الأرضية القديمة. ففي مناطق المقعرات تجمعت ثروات مهمة ضمن الطبقات الرسوبية كالنفط والغاز. وفي مناطق القواعد القديمة ظهرت خامات مهمة للفحم والحديد والألماس والذهب. كما أن الأحوال المناخية والمائية والعضوية مناسبة لتوسع الفعاليات الاقتصادية الزراعية وتطورها.
        وقد عمدت الدولة منذ عام 1969 إلى وضع الخطط الخمسية المتتالية لتنمية الاقتصاد الوطني، وكان هدفها تطوير الصناعات الأساسية كالصلب والإسمنت والصناعات البتروكيمياوية والصناعات الخشبية، كما أن من أهدافها المهمة زيادة الإنتاج الزراعي وخاصة زراعة الأرز والمطاط الطبيعي. والغاية من ذلك رفع مستوى دخل الفرد وتوفير السكن والعلاج لأكبر عدد ممكن من السكان. وقد أقرَّت الدولة ست خطط خمسية امتدت ما بين عامي 1969 و1990 ونجحت في خفض معدلات التضخم، إذ تدنت من 60% عام 1960 إلى 8% في عام 1985 فارتفعت إلى 12.2% بين 1990 - 1998، وارتفع معدل التنمية السنوية من 1% عام 1979 إلى 6.1% في عام 1986 وبلغ 5.9% عام 1992 و5.8 بين 1990 – 1998 وكانت معدلات التنمية في هذه المرحلة كالتالي:
        الصناعة 5.9%، والزراعة 3.4%، والكهرباء 8.1%، والغاز 7.4%، والخدمات 5.6%، والتجارة 0.1.
        ولذلك تطورت الاستثمارات المالية المحلية والأجنبية في البلاد فارتفعت من 2.86 مليار دولار أمريكي عام 1979 إلى 24.3 مليار دولار في سنة 1985، وزاد عدد اليد العاملة مليوناً ونصف مليون على ما كان عليه في الخطط الخمسية الأولى. كما أن الخطط المذكورة حملت إلى البلاد الاستقرار الاقتصادي النسبي رغم تقلبات سعر النفط والغاز، واستطاعت الدولة أن تجعل الميزان التجاري رابحاً، وتوضح ذلك الأرقام التالية بملايين الدولارات:
        السنة 1983 1984 1985 الميزان التجاري
        مع النفط +4794.1 +8005.7 +7364.8 رابح
        بلا النفط -7201 -5315.6 -4093.5 خاسر
        تظهر هذه الأرقام الأثر الكبير الذي حققه تصدير النفط والغاز في دعم الاقتصاد الإندونيسي، وتسعى الدولة اليوم لزيادة حجم الصادرات غير النفطية كتصدير الخامات المعدنية والمطاط والأخشاب الخامة والمصنعة وزيت النخيل والنحاس وغير ذلك. ويبين الجدول التالي معدل بنية المواد المصدرة في المدة بين 1985 - 1995:
        المواد الصادرة النسبة %
        المواد الغذائية 7.5
        المواد الخام 4.0
        النفط والغاز 68.6
        سلع مصنعة 3.6
        سلع متفرقة 16.3
        وتستورد البلاد في الوقت نفسه الآلات والمكنات المختلفة والمواد الغذائية المتنوعة واللحوم والمشروبات. وتقدر قيمة واردات إندونيسية لعام 1998 بـ23.9 مليار دولار أمريكي وقيمة صادراتها بنحو 48.5 مليار دولار أمريكي. وناتجها الإجمالي بـ130600 مليون دولار ومع ذلك فإن الديون الخارجية تقدر بنحو 150.8 مليار دولار (1998). وقد تعرض الاقتصاد الإندونيسي وسوق المال في البلاد إلى هزة خطيرة خفضت قيمة الروبية الإندونيسية (1 دولار يساوي 8779 روبية) عام 1998.
        الموارد الاقتصادية: إندونيسية غنية بمواردها الطبيعية الباطنية منها والموارد الزراعية.
        أ - الموارد الباطنية: في البلاد ثروات باطنية مهمة معدنية وغير معدنية وكثير منها لم يستغل كما يجب، ومن أبرز هذه الموارد:
        ـ النفط: تحتل إندونيسية المركز الخامس عشر في إنتاج النفط عالمياً، ويزيد احتياطيها النفطي على 1.2 مليار طن ويتجمّع الاحتياطي الأساسي من النفط في الأرصفة القارية. ولقد اختلف إنتاج النفط بين عام وآخر، ولكن ازدياد الإنتاج هو السمة الأساسية في ذلك فقد أعطت آبار النفط في المدة بين 1970 و1983 نحو 957 مليون طن، وبلغ الإنتاج السنوي لعام 1998 نحو 76.5 مليون طن. ومكامن النفط كثيرة في البلاد، ولكن من أبرزها مكامن أواسط سومطرة ومكامن كليمنتان وإيريان. وتستهلك البلاد سنوياً ما يعادل 28ـ30 مليون طن، وتكرير هذه الكمية محلياً، وسعت الدولة لرفع طاقة التكرير إلى 53 مليون طن سنوياً في عام 1990. ويصدر أكثر من 80% من النفط المخصص للتصدير إلى دول شرقي آسيا وأسترالية والولايات المتحدة الأمريكية.
        ـ الغاز الطبيعي: تشغل إندونيسية المركز الخامس في إنتاج الغاز الطبيعي في آسيا ويبلغ احتياطيه ما يزيد على 1132 مليار متر مكعب، تجاور مكامنه مكامن النفط، وقد ارتفع إنتاجه من 7.9 مليار م3 في عام 1970 إلى 32 مليار م3 في عام 1986 و84.3 مليار م3 في عام 1998. وتستهلك البلاد أكثر من 11 مليار متر مكعب، ويصدر الباقي إلى السوق الدولية وخاصة إلى اليابان.
        ـ الفحم: يعتقد أن البلاد غنية جداً بالفحم وخاصة في جزيرة كليمنتان إذ تم اكتشاف مكامن مهمة يزيد احتياطيها على 680 مليون طن. وهناك مكامن غنية في سومطرة وسولاويسي. ويقدر الاحتياطي العام في البلاد بنحو 23213 مليون طن. أو ما يعادل 14.1% من احتياطي جنوبي آسيا وجنوبي شرقي آسيا. وبلغ الإنتاج المتوسط السنوي في المدة بين 1975 و1980 ما يقرب من 400 ألف طن وارتفع هذا الرقم في عام 1986 إلى 1.5 مليون طن، وإلى 58.6 مليون طن عام 1998 يصدر منها نحو 19 مليون طن.
        ـ الحديد: ما تزال الكميات المكتشفة من الحديد قليلة نسبياً في إندونيسية وتتمركز مكامنه في جاوة الوسطى والغربية. وقد ازداد الإنتاج من 914 ألف طن عام 1985 إلى نحو 1.373 مليون طن عام 1996، ولا يسد هذا الرقم حاجة البلاد من الحديد.
        ـ القصدير: وإندونيسية غنية جداً به وتملك أكبر احتياطي منه في آسيا وهو يعادل 1.5 مليون طن، وتُصنِّع منه البلاد سنوياً 30 - 32 ألف طن وتكاد الدولة تعده كله تقريباً ليُصَدر إلى الخارج.
        ـ البوكسيت: يصل احتياطي البوكسيت في إندونيسية إلى 700 مليون طن، وقد بلغ إنتاجه في سنة 1991 نحو 1406000 طن، صدر معظمه إلى الخارج.
        ـ النيكل: وتكثر مكامنه في مقاطعة سوركو وفي جزر الملوك وسولاويسي، ويصل الاحتياطي المكتشف إلى 4.9 مليون طن، وبلغ إنتاج النيكل الخام عام 1986 نحو 989600 طن والنيكل الحديدي 4801.2 طن، وصدر منهما في العام نفسه 916800 طن و4472.6 طن على التوالي.
        ـ النحاس: يعادل الاحتياطي العام من النحاس المكتشف 3 ملايين طن ومكامنه الأساسية في إيريان جاية، وبلغ إنتاجه 233.1 ألف طن في عام 1986 وارتفع إلى 292 ألف طن عام 1992 وإلى 309.7 ألف طن في عام 1993، يصدر 95% منه.
        9ـ المنغنيز: البلاد غنية به ويقدر احتياطيه بثمانية ملايين طن، إلا أن إنتاجه لا يزيد على 20 ألف طن ويستثمر محلياً. وتمتلك البلاد ثروات باطنية مثل الرصاص والزنك والتيتان والفولفرام (التنغستين) والذهب والفضة، وقد بلغ إنتاج الذهب عام 1986 مايعادل 251كغ، والفضة 177كغ. وأنتجت البلاد ما يزيد على 100 ألف طن من الكاولين (الصلصال الأبيض) في سنة 1986 و681.435 ألف طن من المرو، وزاد إنتاج الإسمنت على 9.8 مليون طن في السنة نفسها وتعمل الدولة على رفع الإنتاج إلى 21 مليون طن.
        ب - الموارد الزراعية والحيوانية: لم تستغل الموارد الزراعية استغلالاً مرضياً بعد، وذلك لأن مساحات واسعة من الجزر تكاد تكون خالية من السكان، ولا ترى الزراعات الكثيفة والمتطورة إلا في جزيرتي جاوة ومادورة، وفي مناطق متفرقة من سومطرة وكليمنتان. وهذا يعني أن طاقات زراعية كبيرة لم تستثمر بعد. أما أهم الموارد فهي:
        ـ الغابات: تمتلك البلاد ثروة حقيقية من الغابات، وخاصة في جزر سومطرة وكليمنتان وسولاويسي وإيريان جاية. وفي البلاد أكثر من 3000 نوع من الأشجار. وتُعدّ الغابة بأخشابها المورد الثالث للدولة بعد النفط والغاز، فقد بلغت معدلات صادرات رقائق الخشب 3.604 مليون م3 بلغت قيمتها نحو 777.4 مليون دولار.
        وصدر من الخشب المنشور 2.166 مليون م3 بقيمة 334.6 مليون دولار. وقد تعرضت غابات إندونيسية لحرائق مدمرة عامي 1997 - 1998 فتفاقمت الأزمة التي حاقت بالاقتصاد الإندونيسي وسوق المال فيها.
        ـ المطاط الطبيعي: أنتجت البلاد منه في عام 1986 نحو 1.075 مليون طن أي ما تعادل قيمته 708.2 مليون دولار ونحو 1.312.000 طن في عام 1994، وتكثر مزارع المطاط في جاوة وكليمنتان وسومطرة.
        ـ الأرز: أهم سلعة استهلاكية في البلاد، وقد تطور إنتاجه تطوراً كبيراً فارتفع من 12.2 مليون طن في عام 1969 إلى 36.537 مليون طن عام 1985، وقد وصل إنتاجه إلى 46.245.000 طن لعام 1994. ويسد هذا الرقم حاجة البلاد من الأرز، وتعمل الدولة على رفع الإنتاج إلى نحو 300 مليون طن عام 2000. ولا يصدر حتى اليوم إلا القليل من الأرز إلى الخارج.
        ـ الذرة: للذرة مكانة مهمة في الموارد الزراعية الإندونيسية لأنها غذاء جيد للإنسان والحيوان، وقد ارتفع إنتاجها من 2.292 مليون طن عام 1969 إلى 4.556 مليون طن في عام 1985 و6.617 مليون طن عام 1994. وتستهلك بأكملها تقريباً محلياً.
        ـ نبات المنيهوت (المانيوك): ويعد زراعة أساسية في إندونيسية وإنتاجه كبير ويراوح بين 10.9 مليون طن عام 1969 و41 مليون طن عام 1995. ويستخرج من جذوره دقيق نشوي. وهنالك منتجات أخرى ثانوية ولكنها مهمة للبلاد مثل البن والشاي وقصب السكر وزيت النخيل وجوز الهند والفول السوداني وفول الصويا.
        أما الموارد الحيوانية فإن البلاد مفتقرة إليها نسبياً وتسعى الدولة لتنمية هذه الثروة لتسد حاجة البلاد منها، وتشير الإحصائيات إلى الأرقام التالية:
        الحيوانات العدد بملايين الرؤوس
        الماعز 9.5
        الخنازير 4.1
        الأغنام 4.3
        الأسماك عامة 2.375 مليون طن
        النقل والمواصلات
        تملك إندونيسية شبكة طرق جيدة يقدر طولها بنحو 203829كم وتقسم إلى:
        12016كم من الطرقات الواصلة والبعيدة المدى التي تصل بين المدن الرئيسية.
        34287كم من الطرقات المتوسطة الطول بين الأقاليم.
        157526كم من الطرقات القصيرة والثانوية في مختلف أنحاء البلاد.
        أما السكك الحديدية فطولها 8400كم منها 6400كم في جاوة وحدها.
        وللنقل النهري مكانة مرموقة في إندونيسية وخاصة في الجزر الكبيرة، وذلك لكثرة الغابات وغزارة الأمطار، ويُنقل نحو 25 مليون شخص نهرياً سنوياً، وينقل زهاء خمسة ملايين طن من البضائع ، أما النقل البحري فدوره مهم، وذلك بسبب كثرة الجزر والبحار الداخلية ويتم نقل 8.423.463 مليون طن من البضائع سنوياً وتقدر الحمولة بنسبة 27.6%. وللنقل الجوي أيضاً مكانة جيدة بسبب اتساع البلاد ويبلغ عدد الركاب 535717 راكباً سنوياً ويصل وزن البضائع المنقولة جواً إلى 35318 طناً. أما عدد الركاب في الرحلات الدولية فيبلغ نحو 1266344 راكباً في العام.
        شاهر جمال آغا

        تعليق

        يعمل...
        X