امييل (هنري فريدريك)
Amiel (Henri-Frédéric-) - Amiel (Henri-Frédéric-)
أمييل (هنري فريدريك ـ)
(1821 - 1881)
هنري فريدريك أمييل Henri Frédéric Amiel كاتب، وشاعر، ومترجم سويسري فرنسي اللسان. وُلد في مدينة جنيف في 27 أيلول، وتوفي فيها في 11 أيار عن عمر يناهز الستين. عاصر فلوبير[ر] G.Flaubert وبودلير[ر]Ch. Baudelaire ودستويفسكي[ر] Dostoievski وغيرهم. كان من أسرة بروتستنتية من أصل فرنسي، أيتمه أبواه وله من العمر 13 عاماً فكفله عمه. بدأ دراسته في جنيف وكان مجداً مثابراً. ثم سافر إلى إيطالية في عام 1842 وكان لإقامته فيها أثرٌ بعيد في صقل ذوقه وحسه الفنيين. عاد بعدها إلى جنيف وقرر متابعة دراسته الجامعية في ألمانية فأمضى فيها خمس سنوات (1843 - 1848) يدرس الفلسفة؛ متتلمذاً على الفيلسوفين الألمانيين الشهيرين هيغل[ر] Hegel وشيلنغ[ر] Schelling، وعلى عالم اللاهوت البروتستنتي الألماني شلايرماخر[ر] Schleiermacher. عاد أمييل بعد ذلك إلى جنيف وهو أسير سحر فلسفة ألمانية وشعرها وموسيقاها. وعُيّن في عام 1849 أستاذاً لعلم الجمال في أكاديمية جنيف، ثم أصبح في عام 1853 أستاذاً للفلسفة فيها.
تطلّع أمييل إلى المجد الأدبي باستمرار، إلاّ أن أعماله، على تنوعها، لم تحقق له سوى نجاح مؤقت وتقدير متواضع. ألّف في عام 1849 كتاباً بعنوان: «حول الحركة الأدبية ومستقبلها في سويسرة الرومندية» Du mouvement littéraire dans la Suisse romande et de son avenir. ومن ثم نشر في عام 1854 أول ديوان شعري له بعنوان «حبة ذرة بيضاء» Grain de mil، وأتبعه في عام 1858 ديواناً ثانياً بعنوان «الحالم» Il Penseroso، ثم نشر في عام 1863 ديوانه الثالث «حصّة الحلم» La part du rêve. ونُشر له في عام 1876 مجلد تراجم عنوانه «الغريبات» Les Etrangères .
ونُشر في عام 1880 ديوانه الرابع «يوم بيوم» Jour à jour. كما خلّف دراسة عن الأديبة الفرنسية مدام ديستال[ر] Mme. de Staël، ودراسة عن الفيلسوف والمربي الفرنسي جان جاك روسّو[ر] Jean-Jacques Rousseau نُشرت في عام 1879 تحت عنوان: «جان جاك روسّو كما يراه أهل جنيف اليوم».
انغلق أمييل على نفسه في نرجسية لا مثيل لها في الأدب الفرنسي كلّه، ومذكراته الضخمة «يوميات» Journal intime أكبر دليل على هذا. فقد ثابر على كتابتها بانتظام طوال 34 عاماً، منذ عام 1847 حتى وفاته، وهي أهم أعماله على الإطلاق، تقع في نحو سبعة عشر ألف صفحة مخطوطة محفوظة في مكتبة جنيف الجامعية، أثبت أمييل فيها أنه أحد عمالقة هذا النوع الأدبي وأكثرهم دقة في تحريرها، وأشدهم موضوعية في نواحي التحليل النفسي والأخلاقي. يُعدّ أمييل بمذكراته هذه أحد أكبر أخلاقيي القرن التاسع عشر. كان يعرف حق المعرفة أن النسيان سيطويه وأعماله بعد مماته. وهو إن احتفظ بشيء من المجد الأدبي فمردّه إلى إخلاصه المطلق في سرد اعترافاته التي بدا فيها إنساناً ممزقاً تعساً.
كانت حياته راتبة خابية تضيئها بين الفينة والفينة صداقته لبعض النساء المثقفات اللاتي ملأن حياته. وقد زاد من معجباته الكثيرات فرادة شخصيته ووسامته، وبقي عزباً محاطاً بعدد من النساء حتى مماته.
نبيل اللو
Amiel (Henri-Frédéric-) - Amiel (Henri-Frédéric-)
أمييل (هنري فريدريك ـ)
(1821 - 1881)
هنري فريدريك أمييل Henri Frédéric Amiel كاتب، وشاعر، ومترجم سويسري فرنسي اللسان. وُلد في مدينة جنيف في 27 أيلول، وتوفي فيها في 11 أيار عن عمر يناهز الستين. عاصر فلوبير[ر] G.Flaubert وبودلير[ر]Ch. Baudelaire ودستويفسكي[ر] Dostoievski وغيرهم. كان من أسرة بروتستنتية من أصل فرنسي، أيتمه أبواه وله من العمر 13 عاماً فكفله عمه. بدأ دراسته في جنيف وكان مجداً مثابراً. ثم سافر إلى إيطالية في عام 1842 وكان لإقامته فيها أثرٌ بعيد في صقل ذوقه وحسه الفنيين. عاد بعدها إلى جنيف وقرر متابعة دراسته الجامعية في ألمانية فأمضى فيها خمس سنوات (1843 - 1848) يدرس الفلسفة؛ متتلمذاً على الفيلسوفين الألمانيين الشهيرين هيغل[ر] Hegel وشيلنغ[ر] Schelling، وعلى عالم اللاهوت البروتستنتي الألماني شلايرماخر[ر] Schleiermacher. عاد أمييل بعد ذلك إلى جنيف وهو أسير سحر فلسفة ألمانية وشعرها وموسيقاها. وعُيّن في عام 1849 أستاذاً لعلم الجمال في أكاديمية جنيف، ثم أصبح في عام 1853 أستاذاً للفلسفة فيها.
تطلّع أمييل إلى المجد الأدبي باستمرار، إلاّ أن أعماله، على تنوعها، لم تحقق له سوى نجاح مؤقت وتقدير متواضع. ألّف في عام 1849 كتاباً بعنوان: «حول الحركة الأدبية ومستقبلها في سويسرة الرومندية» Du mouvement littéraire dans la Suisse romande et de son avenir. ومن ثم نشر في عام 1854 أول ديوان شعري له بعنوان «حبة ذرة بيضاء» Grain de mil، وأتبعه في عام 1858 ديواناً ثانياً بعنوان «الحالم» Il Penseroso، ثم نشر في عام 1863 ديوانه الثالث «حصّة الحلم» La part du rêve. ونُشر له في عام 1876 مجلد تراجم عنوانه «الغريبات» Les Etrangères .
ونُشر في عام 1880 ديوانه الرابع «يوم بيوم» Jour à jour. كما خلّف دراسة عن الأديبة الفرنسية مدام ديستال[ر] Mme. de Staël، ودراسة عن الفيلسوف والمربي الفرنسي جان جاك روسّو[ر] Jean-Jacques Rousseau نُشرت في عام 1879 تحت عنوان: «جان جاك روسّو كما يراه أهل جنيف اليوم».
انغلق أمييل على نفسه في نرجسية لا مثيل لها في الأدب الفرنسي كلّه، ومذكراته الضخمة «يوميات» Journal intime أكبر دليل على هذا. فقد ثابر على كتابتها بانتظام طوال 34 عاماً، منذ عام 1847 حتى وفاته، وهي أهم أعماله على الإطلاق، تقع في نحو سبعة عشر ألف صفحة مخطوطة محفوظة في مكتبة جنيف الجامعية، أثبت أمييل فيها أنه أحد عمالقة هذا النوع الأدبي وأكثرهم دقة في تحريرها، وأشدهم موضوعية في نواحي التحليل النفسي والأخلاقي. يُعدّ أمييل بمذكراته هذه أحد أكبر أخلاقيي القرن التاسع عشر. كان يعرف حق المعرفة أن النسيان سيطويه وأعماله بعد مماته. وهو إن احتفظ بشيء من المجد الأدبي فمردّه إلى إخلاصه المطلق في سرد اعترافاته التي بدا فيها إنساناً ممزقاً تعساً.
كانت حياته راتبة خابية تضيئها بين الفينة والفينة صداقته لبعض النساء المثقفات اللاتي ملأن حياته. وقد زاد من معجباته الكثيرات فرادة شخصيته ووسامته، وبقي عزباً محاطاً بعدد من النساء حتى مماته.
نبيل اللو